كتابات
14/11/2022

الأسلوبُ الإنسانيُّ الأفضلُ في تعاطي المعلِّمِ معَ تلاميذِهِ

الأسلوبُ الإنسانيُّ الأفضلُ في تعاطي المعلِّمِ معَ تلاميذِهِ

لا بدَّ أن يعيش المعلِّمون روحيَّة الأُبوَّة والأمومة مع تلاميذهم، حتّى يندمجوا بتلاميذهم ويندمج تلاميذهم فيهم.

لا شكَّ أنّكم رأيتم أطفالكم عندما يشعرون بالخوف، كيف يلجأون إلى أحضانكم، أو عندما يشعرون بالألم كيف يأتون إليكم ليحصلوا على ضمّةٍ عاطفية أبوية أو أموميّة لتخفّف عنهم ذلك الألم وذلك الخوف.. أطفالكم أحلامكم في الحياة، لأنَّ الإنسان عندما يصبح أباً أو أُمّاً، يشعر بأنَّ ذاته انتهت لتذوب في ذات أولاده. لا شكَّ أنَّ من الصَّعب أن تختزنوا ذلك كلَّه في تلاميذكم، ولكن، عندما يعيش الإنسان روحيَّة المسؤوليَّة، ويتطلَّع إلى عيون الأطفال الحائرة التي تحدِّقُ فيه بخوف أو بحنان أو بوداعة أو برغبة، لا يعود ينظر إلى تلاميذه في الصّفّ من خلال ضجيجهم، أو من خلال "شيطنتهم"، بل إنَّه يُحدِّق في عيون الأطفال ليجدَ فيها الوداعة كلَّ الوداعة، والصَّفاء كلّ الصَّفاء، والبراءة كلّ البراءة، وبذلك يدخلون في قلوبكم من خلال عيونهم، لا تنظروا إلى حركاتهم كيف تُزعجكم، ولكن انظروا إلى عيونهم كيف تتوسَّل إليكم، كيف تحتضنكم، وكيف تتلهَّف إليكم.

فالأبوَّة والأمومة عنوان عملكم لتنجحوا في الدخول إلى عقل هذا التَّلميذ الذي لم ينفتح عقله حتّى الآن، ومسؤوليَّتكم أن تفتحوه، ولتنجحوا في الدخول إلى قلبه الَّذي لم ينفتح حتّى الآن، ومسؤوليَّتكم أن تفتحوه، ولتنجحوا في الدخول إلى حياته، لتخطِّطوا له الطريق الَّذي يؤدي به إلى السعادة.

حاولوا ألَّا تجعلوا اليأس يدبّ إلى قلوب هؤلاء التلاميذ، إذا فشلوا حدّثوهم عن النجاح، ولا تعمِّقوا في أنفسهم الحديث عن الفشل. ربّما يكون من الضروري أن تحدّثوهم عن الفشل في طريق النجاح، لا أنْ تحدّثوهم عن الفشل لتسقطوهم.. عندما يفشل الطفل يسقط، لذلك لا بدَّ أن تعينوه على الوقوف.. الكبار عندما يفشلون قد يأخذون من تجاربهم شيئاً يوحي إليهم أنَّ الفشل تجربة، وأنَّ التجربة عندما تفشل لا تعني فشل الفكرة.. ولكنَّ الطِّفل لا يملك تجربة، أعطوه تجربتكم، لا تسخروا من آلامه، ولا من أخطائه، لا تستهزئوا ببعض ملامح السَّذاجة فيه.. لا تعطوا أنفسكم حريّة أن تحرِّكوا مزاجكم مع هؤلاء الأطفال.

مَنْ كان لديه مزاج حادّ، عليه أن يضعه في الخزانة قبل أن يأتي إلى المدرسة، ليصنع المعلّم لنفسه مزاجاً رقيقاً.. مَنْ كانت لديه عقدة في بيته، أو زوجة تعيش عقدة مع زوجها، أو زوج يعيش عقدة مع زوجته، أو إنسان يعيش عقدة مع أهله، فليترك ذلك في البيت. لا تنقلوا عقدكم النفسية إلى الصفّ، خبِّئوها في بيوتكم، جمِّدوها في نفوسكم، وانطلقوا من دون عقدة، بقلوبٍ مفتوحة، ومزاجٍ منفتح على الإنسان الآخر من موقع المسؤوليَّة.

*من كتاب "الإنسان والحياة".

لا بدَّ أن يعيش المعلِّمون روحيَّة الأُبوَّة والأمومة مع تلاميذهم، حتّى يندمجوا بتلاميذهم ويندمج تلاميذهم فيهم.

لا شكَّ أنّكم رأيتم أطفالكم عندما يشعرون بالخوف، كيف يلجأون إلى أحضانكم، أو عندما يشعرون بالألم كيف يأتون إليكم ليحصلوا على ضمّةٍ عاطفية أبوية أو أموميّة لتخفّف عنهم ذلك الألم وذلك الخوف.. أطفالكم أحلامكم في الحياة، لأنَّ الإنسان عندما يصبح أباً أو أُمّاً، يشعر بأنَّ ذاته انتهت لتذوب في ذات أولاده. لا شكَّ أنَّ من الصَّعب أن تختزنوا ذلك كلَّه في تلاميذكم، ولكن، عندما يعيش الإنسان روحيَّة المسؤوليَّة، ويتطلَّع إلى عيون الأطفال الحائرة التي تحدِّقُ فيه بخوف أو بحنان أو بوداعة أو برغبة، لا يعود ينظر إلى تلاميذه في الصّفّ من خلال ضجيجهم، أو من خلال "شيطنتهم"، بل إنَّه يُحدِّق في عيون الأطفال ليجدَ فيها الوداعة كلَّ الوداعة، والصَّفاء كلّ الصَّفاء، والبراءة كلّ البراءة، وبذلك يدخلون في قلوبكم من خلال عيونهم، لا تنظروا إلى حركاتهم كيف تُزعجكم، ولكن انظروا إلى عيونهم كيف تتوسَّل إليكم، كيف تحتضنكم، وكيف تتلهَّف إليكم.

فالأبوَّة والأمومة عنوان عملكم لتنجحوا في الدخول إلى عقل هذا التَّلميذ الذي لم ينفتح عقله حتّى الآن، ومسؤوليَّتكم أن تفتحوه، ولتنجحوا في الدخول إلى قلبه الَّذي لم ينفتح حتّى الآن، ومسؤوليَّتكم أن تفتحوه، ولتنجحوا في الدخول إلى حياته، لتخطِّطوا له الطريق الَّذي يؤدي به إلى السعادة.

حاولوا ألَّا تجعلوا اليأس يدبّ إلى قلوب هؤلاء التلاميذ، إذا فشلوا حدّثوهم عن النجاح، ولا تعمِّقوا في أنفسهم الحديث عن الفشل. ربّما يكون من الضروري أن تحدّثوهم عن الفشل في طريق النجاح، لا أنْ تحدّثوهم عن الفشل لتسقطوهم.. عندما يفشل الطفل يسقط، لذلك لا بدَّ أن تعينوه على الوقوف.. الكبار عندما يفشلون قد يأخذون من تجاربهم شيئاً يوحي إليهم أنَّ الفشل تجربة، وأنَّ التجربة عندما تفشل لا تعني فشل الفكرة.. ولكنَّ الطِّفل لا يملك تجربة، أعطوه تجربتكم، لا تسخروا من آلامه، ولا من أخطائه، لا تستهزئوا ببعض ملامح السَّذاجة فيه.. لا تعطوا أنفسكم حريّة أن تحرِّكوا مزاجكم مع هؤلاء الأطفال.

مَنْ كان لديه مزاج حادّ، عليه أن يضعه في الخزانة قبل أن يأتي إلى المدرسة، ليصنع المعلّم لنفسه مزاجاً رقيقاً.. مَنْ كانت لديه عقدة في بيته، أو زوجة تعيش عقدة مع زوجها، أو زوج يعيش عقدة مع زوجته، أو إنسان يعيش عقدة مع أهله، فليترك ذلك في البيت. لا تنقلوا عقدكم النفسية إلى الصفّ، خبِّئوها في بيوتكم، جمِّدوها في نفوسكم، وانطلقوا من دون عقدة، بقلوبٍ مفتوحة، ومزاجٍ منفتح على الإنسان الآخر من موقع المسؤوليَّة.

*من كتاب "الإنسان والحياة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية