إذا أردنا أن نعبِّر عن الأشهر الحرم، فإنها تمثّل الواحة الزمنيّة للسّلام، فقد أراد الله أن تكون هناك واحة سلام في المكان، وهي الحرم الَّذي يشمل مكَّة ومنى والمشعر الحرام وما يقرب منهما، فهذه المنطقة أراد الله للنَّاس أن يعيشوا فيها السَّلام من حيث المبدأ، فليس لإنسان أن يقاتل إنساناً في داخلها حتى لو كان له ثأر عليه، بل إنّ الإنسان لا يقتل الصّيد هناك، فالصَّيد فيها حرام، فالمطلوب هو أن يعيش الإنسان في سلام مع نفسه ومع ربّه ومع الإنسان الآخر ومع الحياة، وربما مع البيئة، ليتنفّس الناس في هذا المكان روح السَّلام، ليراجعوا حساباتهم فيما يتحركون به في الأمكنة الأخرى، فلعلَّهم يستطيعون أن يأخذوا من روحيّةِ السّلامِ في البلد الحرام، روحيّةَ السلامِ في بلد آخر.
وهكذا أراد الله سبحانه وتعالى أن تكون هناك واحة سلامة في الزّمن، فلا تكون لك الحريَّة في حركة الزَّمن أن تنفتح على عداواتك وخصوماتك مع الآخرين، لأنّ الله الذي هو السلام، يريد للحياة أن تعيش السلام في خطّه وفي لطفه، ولذلك أراد للناس أن يأخذوا هدنة طبيعيّة شرعيَّة في كلّ حروبهم ومنازعاتهم ومشاكلهم وثاراتهم، حتى يملك الإنسان نفسه، ليهدِّئ كل هذه الضَّراوة الداخليَّة الّتي تدفعه إلى أن يقتل أو يقاتل ثأراً كان أو غير ثأر، حتى فيما لك فيه حقّ طبيعي. لكنّ الله استثنى حالة العدوان، فلك الحقّ إذا اعتدي عليك في البلد الحرام أو في الشّهر الحرام، أن تدافع عن نفسك، لأنه لا خيار لك إذا هاجمك الآخرون واخترقوا حرمة الشّهر أو حرمة البلد، إلَّا أن تدافع عن نفسك وعن قضيَّتك وعن طريقك بمقدار الضَّرورة.
لذلك ـ أيّها الأحبَّة ـ نحن نريد أن نعيش روحيَّة السَّلام في شهر السَّلام الَّذي هو الشَّهر الحرام، أن نعيشها في حياتنا الاجتماعيَّة وفي حياتنا السياسيَّة، فإذا كان الله قد أراد لنا في الدَّائرة الإسلاميَّة أن لا نقاتل بعضنا بعضاً على مستوى حركة السَّلام، فإنَّ الله لا يريد لنا في هذا الشَّهر الحرام أن نعيش التَّعقيدات النفسيَّة العدوانيَّة التي تهيِّئ العقل والقلب والحركة للدّخول في حربٍ قد لا يأتي وقتها في الشَّهر نفسه، ولكنه يمكن أن يأتي في شهر آخر...
إنَّ قضيَّة أن نعيش السَّلام في داخل الواقع الإسلاميّ، هي أن نهيِّئ للنَّاس أن يعيشوا هذه الروحيّة، لتتحوَّل إلى سلام في الواقع...
لهذا، لا بدَّ لنا أن ندخل هذا الشَّهر دخول المسلم الواعي المنفتح الَّذي يحرّم فيه الإنسان على عقله أن يكون عقل حرب، وعلى قلبه أن تكون نبضاته نبضات حقد، وعلى لسانه أن تكون كلماته كلمات عدوان، وعلى حياته أن تكون حياة حرب وقتال وما إلى ذلك.
لا تدخلوا في رجب دخول النَّاس الذين لا يتحسَّسون الزمن فيما يمتلئ في الزَّمن من القيم التي يريد الله للزَّمن أن يتمثّلها، بل ادخلوا فيه دخول وعيٍ تتمثَّلون فيه السَّلام روحاً وفكراً وحركةً في كلّ أوضاعكم وعلاقاتكم في الحياة.
*من كتاب "النّدوة"، ج4.
إذا أردنا أن نعبِّر عن الأشهر الحرم، فإنها تمثّل الواحة الزمنيّة للسّلام، فقد أراد الله أن تكون هناك واحة سلام في المكان، وهي الحرم الَّذي يشمل مكَّة ومنى والمشعر الحرام وما يقرب منهما، فهذه المنطقة أراد الله للنَّاس أن يعيشوا فيها السَّلام من حيث المبدأ، فليس لإنسان أن يقاتل إنساناً في داخلها حتى لو كان له ثأر عليه، بل إنّ الإنسان لا يقتل الصّيد هناك، فالصَّيد فيها حرام، فالمطلوب هو أن يعيش الإنسان في سلام مع نفسه ومع ربّه ومع الإنسان الآخر ومع الحياة، وربما مع البيئة، ليتنفّس الناس في هذا المكان روح السَّلام، ليراجعوا حساباتهم فيما يتحركون به في الأمكنة الأخرى، فلعلَّهم يستطيعون أن يأخذوا من روحيّةِ السّلامِ في البلد الحرام، روحيّةَ السلامِ في بلد آخر.
وهكذا أراد الله سبحانه وتعالى أن تكون هناك واحة سلامة في الزّمن، فلا تكون لك الحريَّة في حركة الزَّمن أن تنفتح على عداواتك وخصوماتك مع الآخرين، لأنّ الله الذي هو السلام، يريد للحياة أن تعيش السلام في خطّه وفي لطفه، ولذلك أراد للناس أن يأخذوا هدنة طبيعيّة شرعيَّة في كلّ حروبهم ومنازعاتهم ومشاكلهم وثاراتهم، حتى يملك الإنسان نفسه، ليهدِّئ كل هذه الضَّراوة الداخليَّة الّتي تدفعه إلى أن يقتل أو يقاتل ثأراً كان أو غير ثأر، حتى فيما لك فيه حقّ طبيعي. لكنّ الله استثنى حالة العدوان، فلك الحقّ إذا اعتدي عليك في البلد الحرام أو في الشّهر الحرام، أن تدافع عن نفسك، لأنه لا خيار لك إذا هاجمك الآخرون واخترقوا حرمة الشّهر أو حرمة البلد، إلَّا أن تدافع عن نفسك وعن قضيَّتك وعن طريقك بمقدار الضَّرورة.
لذلك ـ أيّها الأحبَّة ـ نحن نريد أن نعيش روحيَّة السَّلام في شهر السَّلام الَّذي هو الشَّهر الحرام، أن نعيشها في حياتنا الاجتماعيَّة وفي حياتنا السياسيَّة، فإذا كان الله قد أراد لنا في الدَّائرة الإسلاميَّة أن لا نقاتل بعضنا بعضاً على مستوى حركة السَّلام، فإنَّ الله لا يريد لنا في هذا الشَّهر الحرام أن نعيش التَّعقيدات النفسيَّة العدوانيَّة التي تهيِّئ العقل والقلب والحركة للدّخول في حربٍ قد لا يأتي وقتها في الشَّهر نفسه، ولكنه يمكن أن يأتي في شهر آخر...
إنَّ قضيَّة أن نعيش السَّلام في داخل الواقع الإسلاميّ، هي أن نهيِّئ للنَّاس أن يعيشوا هذه الروحيّة، لتتحوَّل إلى سلام في الواقع...
لهذا، لا بدَّ لنا أن ندخل هذا الشَّهر دخول المسلم الواعي المنفتح الَّذي يحرّم فيه الإنسان على عقله أن يكون عقل حرب، وعلى قلبه أن تكون نبضاته نبضات حقد، وعلى لسانه أن تكون كلماته كلمات عدوان، وعلى حياته أن تكون حياة حرب وقتال وما إلى ذلك.
لا تدخلوا في رجب دخول النَّاس الذين لا يتحسَّسون الزمن فيما يمتلئ في الزَّمن من القيم التي يريد الله للزَّمن أن يتمثّلها، بل ادخلوا فيه دخول وعيٍ تتمثَّلون فيه السَّلام روحاً وفكراً وحركةً في كلّ أوضاعكم وعلاقاتكم في الحياة.
*من كتاب "النّدوة"، ج4.