إنّ من الضّروريّ للعاملين في خطّ الإسلام، أن يدرسوا الهزائم أو الانتصارات في
السّاحة، على أساس التعمّق في تحليل الأسباب والخلفيّات والنّتائج، لا على أساس
إصدار الأحكام الارتجالية في نطاق التّبسيط لما هو غير بسيط، أو التّعقيد لما هو
غير معقّد.
وقد يكون من الضّروريّ ـــ في هذا المجال ـــ أن نؤكّد الابتعاد عن التفسيرات
الغيبيّة كقاعدةٍ لحركة الواقع، لأنَّ الله لم يركّز الحياة على أساس الغيب، بل
خلقها على قاعدة السنن الكونيّة الطبيعيّة التي أودعها في الكون، وأراد من الإنسان
أن يكتشفها من خلال فكره النظريّ والتّجريبيّ، ليستطيع أن يعرف كيف يتعامل مع الكون
بطريقةٍ منظَّمة، ومع حركة الحياة، بطريقة علميّةٍ واقعيّة، فيما يمكن له، من خلال
ذلك، أن يضيف إلى الحياة شيئاً من فكره، وشيئاً من قوّت، ليتكامل الإنسان مع الكون،
في عمليّة أخذٍ وعطاء، ليعيش مسؤوليّته فيه كما يريد الله منه ذلك.
وقد لا يعني ذلك استبعاد الغيب من السّاحة، فيما قد يفجأ الإنسان من أحداثٍ
وانتصارات، لأنّنا نؤمن بالغيب، فيما هو معنى الإيمان، فيما انطلقت فيه الإرادة
الإلهيّة من خلق الكون، وفيما أودعت فيه في الجانب الآخر الخفيّ منه، من مخلوقاتٍ
وأكوان، وفيما يستقبله الإنسان من أوضاع وحوادث، بعيداً ممّا هو المألوف في قانون
السببيّة، فيما هي العلاقة بين السّبب والمسبِّب؛ إنّه الاستثناء في حركة الحياة،
وليس القاعدة.
إنّنا نريد أن نؤكِّد أنّ مسؤولية المسلمين... أن يعملوا على احتواء الزّمن لصالح
الإسلام، وعلى تحريك الطّاقات من أجل خطّةٍ بعيدة المدى، ليكون الإسلام فيها فكر
العالم وعقله وشريعته، ومواجهة التحدّيات بقوّةٍ لا تبتعد عن حركة العلم والعقل،
وبعقل لا ينفصل في تخطيطه عن عمليّة صنع القوّة.
إنّنا محكومون من خلال الضّغوط الصّعبة التي نواجهها، أن نصنع للإسلام قوّته، على
أكثر من صعيد، وأن نوسّع له رؤيته في أكثر من أُفق، وأن نحرّك في المسلمين الرّوحَ
الإسلاميّة التي تجعل من كلّ مسلم إسلاماً يتحرّك على الأرض، بحيث لا يجد في داخله
إلّا الإسلام، ولا يلمح في خطِّ السّير في جميع جوانب حياته، إلّا خطوات الإسلام،
لنستطيع أن نعيش الوعد الإلهيَّ بانتصار الإسلام في الحياة، فيما يحمله لنا
المستقبل من حركة هذا الوعد في تطلُّعاتنا الكبيرة الواسعة.
*من مقدِّمة سماحته لكتاب "مع الحكمة في خطِّ الإسلام".
إنّ من الضّروريّ للعاملين في خطّ الإسلام، أن يدرسوا الهزائم أو الانتصارات في
السّاحة، على أساس التعمّق في تحليل الأسباب والخلفيّات والنّتائج، لا على أساس
إصدار الأحكام الارتجالية في نطاق التّبسيط لما هو غير بسيط، أو التّعقيد لما هو
غير معقّد.
وقد يكون من الضّروريّ ـــ في هذا المجال ـــ أن نؤكّد الابتعاد عن التفسيرات
الغيبيّة كقاعدةٍ لحركة الواقع، لأنَّ الله لم يركّز الحياة على أساس الغيب، بل
خلقها على قاعدة السنن الكونيّة الطبيعيّة التي أودعها في الكون، وأراد من الإنسان
أن يكتشفها من خلال فكره النظريّ والتّجريبيّ، ليستطيع أن يعرف كيف يتعامل مع الكون
بطريقةٍ منظَّمة، ومع حركة الحياة، بطريقة علميّةٍ واقعيّة، فيما يمكن له، من خلال
ذلك، أن يضيف إلى الحياة شيئاً من فكره، وشيئاً من قوّت، ليتكامل الإنسان مع الكون،
في عمليّة أخذٍ وعطاء، ليعيش مسؤوليّته فيه كما يريد الله منه ذلك.
وقد لا يعني ذلك استبعاد الغيب من السّاحة، فيما قد يفجأ الإنسان من أحداثٍ
وانتصارات، لأنّنا نؤمن بالغيب، فيما هو معنى الإيمان، فيما انطلقت فيه الإرادة
الإلهيّة من خلق الكون، وفيما أودعت فيه في الجانب الآخر الخفيّ منه، من مخلوقاتٍ
وأكوان، وفيما يستقبله الإنسان من أوضاع وحوادث، بعيداً ممّا هو المألوف في قانون
السببيّة، فيما هي العلاقة بين السّبب والمسبِّب؛ إنّه الاستثناء في حركة الحياة،
وليس القاعدة.
إنّنا نريد أن نؤكِّد أنّ مسؤولية المسلمين... أن يعملوا على احتواء الزّمن لصالح
الإسلام، وعلى تحريك الطّاقات من أجل خطّةٍ بعيدة المدى، ليكون الإسلام فيها فكر
العالم وعقله وشريعته، ومواجهة التحدّيات بقوّةٍ لا تبتعد عن حركة العلم والعقل،
وبعقل لا ينفصل في تخطيطه عن عمليّة صنع القوّة.
إنّنا محكومون من خلال الضّغوط الصّعبة التي نواجهها، أن نصنع للإسلام قوّته، على
أكثر من صعيد، وأن نوسّع له رؤيته في أكثر من أُفق، وأن نحرّك في المسلمين الرّوحَ
الإسلاميّة التي تجعل من كلّ مسلم إسلاماً يتحرّك على الأرض، بحيث لا يجد في داخله
إلّا الإسلام، ولا يلمح في خطِّ السّير في جميع جوانب حياته، إلّا خطوات الإسلام،
لنستطيع أن نعيش الوعد الإلهيَّ بانتصار الإسلام في الحياة، فيما يحمله لنا
المستقبل من حركة هذا الوعد في تطلُّعاتنا الكبيرة الواسعة.
*من مقدِّمة سماحته لكتاب "مع الحكمة في خطِّ الإسلام".