كتابات
11/02/2019

كيف نحوِّل الحلم إلى واقع؟!

كيف نحوِّل الحلم إلى واقع؟!

الموضوع اليوم هو كيف نحوّل الحلم إلى واقع، كيف نحدث فارقاً مهمّاً جدّاً في حياتنا؟

أمّ أخذت أولادها إلى نزهة لبيت ريفيّ جميل، وحوله هضبة مليئة بكلّ أنواع الأشجار والورود، وقالت لهم، وهي تريد أن تعطي أولادها درساً، إنّ هذه الهضبة كانت جرداء، وخلال هذه الزيارة، سوف أريكم ما الّذي حوّل هذه الهضبة من جرداء إلى حديقة غنّاء، وإلى بستان من الورود والأشجار.

فعلاً، ركبوا السيّارة، وذهبوا إلى الهضبة، فوجدوا منزلاً قديماً جميلاً متواضعاً، تعيش فيه امرأة أصبحت في السَّبعين من عمرها، لكنَّ صحَّتها جيّدة، وهي تعتني بالأرض. وقالت الأمّ لأولادها: اسألوا هذه المرأة مَا الذي حوَّل هذه الهضبة من جرداء إلى حديقة غنّاء؟

دخلوا إليها وسلّموا عليها، وسقتهم مشروباً ساخناً من النّباتات البريَّة المحيطة بهذا المنزل الجميل، وسألوها: ما الّذي حوَّل هذه الهضبة إلى خضراء؟

قالت لهم: أنا. قالوا لها: مستحيل...كيف يمكن ذلك وقد كانت جرداء؟

قالت لهم: نعم، كانت جرداء بالكامل.

قالوا: ولكن كيف تحوّلت إلى جنّة مليئة بالأشجار؟ ألم يساعدك أحد؟

قالت: لا. قالوا: كيف ذلك؟

قالت جوابي لكم، هو الجواب الذي يختصر كيف نحوِّل الحلم إلى واقع.

قالت: أوّلاً، وضعت هدفاً واضحاً، وحدَّدت مدة زمنيّة، وجزّأت الهدف، وكان هدفاً واقعيّاً، ثم بدأت التَّنفيذ، ثم جزّأته إلى أجزاء، ومنعت نفسي من أن أتشتَّت عن هذا الهدف، وتابعت عملي، وآمنت بنفسي وبهدفي، وكانت النّتائج التي أراها تحفّزني.

قالوا: ماذا فعلت؟ ما هي القاعدة؟

قالت لهم القاعدة: شجرة واحدة، عبر امرأة واحدة، في مرّة واحدة، وهكذا، منذ خمسين عاماً، زرعت خمسة آلاف شجرة، والعديد من الورود، وتحوّلت هذه الهضبة إلى هضبة غنّاء وبستان جميل.

الخيار عندنا.. نحن من يمكننا أن نغيّر، ونحن من يمكننا أن نحوِّل الحلم إلى واقع، بهذه الخطّة التي أكرّرها بالنقاط التّالية:

هدف واضح أؤمن به، يحفّزني، أشحن به مشاعري، خطّة واضحة لها توقيت محدَّد، أجزّئ الهدف حتى لا أخاف من الهدف الكبير وأشعر بنوعٍ من الثِّقل، بل أجزّئه إلى قطعٍ صغيرة، أحفِّز نفسي، أكافئ نفسي، والنّتائج الجزئيّة التي أراها، هي الّتي تحفّزني من أجل الوصول إلى النّتائج الكبرى.

وفي كلّ ذلك، الاستفادة من نعمة الله عزّ وجلّ، لأنّ الأساس في شكر النّعمة، أن نستخدمها في مظانها الصّحيحة، وواحدة من أهداف خلقة الإنسان، أن يعمر الأرض بالخير والجمال، وقد عبَّر القرآن عن ذلك، عندما قال: {حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ}، أو أنها تنتج زوجاً كريماً أو زوجاً فيه البهجة وفيه الخير.

وهذا ما نحتاجه اليوم في ثقافة بيئيّة جديدة، نستطيع بها أن نغيّر العالم المحيط بنا، أقلّه إذا أخذ الإنسان قراراً بأن يغيِّر المحيط الأقرب له، فبذلك تعمّ العدوى الإيجابيّة، وينتشر الخير. لا نتكلّم مثاليّات، ولكنّه مثل واقعيّ بأنَّنا نستطيع أن نحدث هذا التَّغيير.

والحمد لله ربِّ العالمين.

*مدرِّب في التَّنمية البشريَّة.

الموضوع اليوم هو كيف نحوّل الحلم إلى واقع، كيف نحدث فارقاً مهمّاً جدّاً في حياتنا؟

أمّ أخذت أولادها إلى نزهة لبيت ريفيّ جميل، وحوله هضبة مليئة بكلّ أنواع الأشجار والورود، وقالت لهم، وهي تريد أن تعطي أولادها درساً، إنّ هذه الهضبة كانت جرداء، وخلال هذه الزيارة، سوف أريكم ما الّذي حوّل هذه الهضبة من جرداء إلى حديقة غنّاء، وإلى بستان من الورود والأشجار.

فعلاً، ركبوا السيّارة، وذهبوا إلى الهضبة، فوجدوا منزلاً قديماً جميلاً متواضعاً، تعيش فيه امرأة أصبحت في السَّبعين من عمرها، لكنَّ صحَّتها جيّدة، وهي تعتني بالأرض. وقالت الأمّ لأولادها: اسألوا هذه المرأة مَا الذي حوَّل هذه الهضبة من جرداء إلى حديقة غنّاء؟

دخلوا إليها وسلّموا عليها، وسقتهم مشروباً ساخناً من النّباتات البريَّة المحيطة بهذا المنزل الجميل، وسألوها: ما الّذي حوَّل هذه الهضبة إلى خضراء؟

قالت لهم: أنا. قالوا لها: مستحيل...كيف يمكن ذلك وقد كانت جرداء؟

قالت لهم: نعم، كانت جرداء بالكامل.

قالوا: ولكن كيف تحوّلت إلى جنّة مليئة بالأشجار؟ ألم يساعدك أحد؟

قالت: لا. قالوا: كيف ذلك؟

قالت جوابي لكم، هو الجواب الذي يختصر كيف نحوِّل الحلم إلى واقع.

قالت: أوّلاً، وضعت هدفاً واضحاً، وحدَّدت مدة زمنيّة، وجزّأت الهدف، وكان هدفاً واقعيّاً، ثم بدأت التَّنفيذ، ثم جزّأته إلى أجزاء، ومنعت نفسي من أن أتشتَّت عن هذا الهدف، وتابعت عملي، وآمنت بنفسي وبهدفي، وكانت النّتائج التي أراها تحفّزني.

قالوا: ماذا فعلت؟ ما هي القاعدة؟

قالت لهم القاعدة: شجرة واحدة، عبر امرأة واحدة، في مرّة واحدة، وهكذا، منذ خمسين عاماً، زرعت خمسة آلاف شجرة، والعديد من الورود، وتحوّلت هذه الهضبة إلى هضبة غنّاء وبستان جميل.

الخيار عندنا.. نحن من يمكننا أن نغيّر، ونحن من يمكننا أن نحوِّل الحلم إلى واقع، بهذه الخطّة التي أكرّرها بالنقاط التّالية:

هدف واضح أؤمن به، يحفّزني، أشحن به مشاعري، خطّة واضحة لها توقيت محدَّد، أجزّئ الهدف حتى لا أخاف من الهدف الكبير وأشعر بنوعٍ من الثِّقل، بل أجزّئه إلى قطعٍ صغيرة، أحفِّز نفسي، أكافئ نفسي، والنّتائج الجزئيّة التي أراها، هي الّتي تحفّزني من أجل الوصول إلى النّتائج الكبرى.

وفي كلّ ذلك، الاستفادة من نعمة الله عزّ وجلّ، لأنّ الأساس في شكر النّعمة، أن نستخدمها في مظانها الصّحيحة، وواحدة من أهداف خلقة الإنسان، أن يعمر الأرض بالخير والجمال، وقد عبَّر القرآن عن ذلك، عندما قال: {حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ}، أو أنها تنتج زوجاً كريماً أو زوجاً فيه البهجة وفيه الخير.

وهذا ما نحتاجه اليوم في ثقافة بيئيّة جديدة، نستطيع بها أن نغيّر العالم المحيط بنا، أقلّه إذا أخذ الإنسان قراراً بأن يغيِّر المحيط الأقرب له، فبذلك تعمّ العدوى الإيجابيّة، وينتشر الخير. لا نتكلّم مثاليّات، ولكنّه مثل واقعيّ بأنَّنا نستطيع أن نحدث هذا التَّغيير.

والحمد لله ربِّ العالمين.

*مدرِّب في التَّنمية البشريَّة.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية