[مقالات/ سيرة أهل البيت] دعاء الزّهراء(ع) لربّها كانت السّاعات التي تقضيها الزّهراء(ع) مع الله سبحانه، تستمدّ فيها الطاقة على كلّ المعاناة التي تعيشها. ويُنقل عنها(ع) دعاء كانت تدعو به في أوقات جلوسها بين يدي الله، كانت تقول فيه: "اللّهم قنِّعني بما رزقتني". اجعلني في ما ترزقني من رزق قانعة به، فلا أمدُّ عيني إلى الناس، ولا أشكو من رزقك، وإنما أدرس هذا العطاء الذي أعطيتني إياه من خلال ظروفي الطبيعية.. أدرسه وأقنع به، واجعلني أصبر على نفسي، لأنّ الناس لا يصبرون عليّ. "وعافني أبداً ما أبقيتني، اللَّهمّ ارزقني العافية يا ربّ، واغفر لي ذنوبي". كانت الزهراء(ع) معصومة من الخطأ والزّلل والسهو والنسيان، فلم ترتكب في حياتها أيّ ذنب أو معصية، مهما كان حجمها صغيراً، وهي(ع) إنما تقول هذا في دعائها، لتربّي الناس على الاستغفار عندما يدعون بدعائها. "وارحمني إذا توفّيتني"، فإذا جاءتني الوفاة، ولم يبق لي إلاّ أنت، فارحم في ذلك البيت الجديد غربتي، حتى لا أستأنس بغيرك. "اللّهمَّ لا تعنّي في طلب ما لم تقدِّر لي"، فهناك بعض الأشياء يا ربّ، التي تعرف بعلمك أني لن أحصِّلها، فلا تجعلني أتعب في السّعي وراء شيء تعرف أنني لا أحصل عليه. "اللّهمّ فَرِّغني لما خلقتني له"، لقد خلقتني لعبادتك، وخلقتني لطاعتك، وخلقتني للقيام بالمسؤوليّات التي حمّلتني إيّاها في الحياة، اللّهم فرِّغني لما خلقتني له، لا تشغلني عن طاعتك، لا تشغلني عن مسؤوليّاتي التي قدَّرتها لي، لا تشغلني عن عبادتك يا ربّ بشيء آخر. "ولا تشغلني بما تكفّلت لي به"، لا تشغلني بالرزق الذي تكفّلت لي به. وليس معنى لا تشغلني، أي لا تجعلني أعمل، بل لا تجعله همي الأكبر الّذي يُشغل فكري ويعطّل طاقاتي وعملي. "ولا تعذِّبني وأنا أستغفرك"، فإذا استغفرتك يا ربّ، فإنّي باستغفاري أطلب منك أن تعفو عني، ولا تعذّبني ولا تحرمني، وأنا أسألك لأنّك تعطي كلّ من سألك. "اللّهمّ ذلِّل نفسي في نفسي"، ولا تجعلني أعيش الغرور، ولا تجعلني أعيش التكبّر، ولا تجعلني أعيش الاستعلاء على الناس، اجعلني ذليلاً في نفسي. "وعظّم شأنك في نفسي، وألهمني طاعتك، والعمل بما يرضيك، والتجنّب لما يسخطك يا أرحم الراحمين". هذه آفاق الزهراء(ع) مع الله، وتلك هي آفاقها مع الناس، وتلك هي حركتها في الحياة. لقد عاشت(ع) الآلام كأقسى ما تكون الآلام.. وعاشت الاضطهاد كأقسى ما يكون الاضطهاد، وكانت الإنسانة التي أذهب الله عنها الرّجس وطهّرها تطهيراً. كانت المعصومة في سلوكها، ولذلك لا بدّ للمرأة المسلمة من أن تجعل من الزهراء قدوتها في كلّ منطلقاتها، وفي كلِّ حركاتها، وفي كلّ قيامها بالمسؤوليّة، وذلك هو الّذي يعطينا المعنى الكبير في تأمل ذكرى الزهراء(ع). *العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، من كتاب في رحاب أهل البيت(ع)، ج 1، ص 111-112. *** ع: دعاء الزّهراء(ع) لربّها. التّاريخ: 7 جمادى الثّانية 1439هـ/ الموافق: 23 شباط 2018م. ت: كانت السّاعات التي تقضيها الزّهراء(ع) مع الله سبحانه، تستمدّ فيها الطاقة على كلّ المعاناة التي تعيشها. ويُنقل عنها(ع) دعاء كانت تدعو به في أوقات جلوسها بين يدي الله، كانت تقول فيه: "اللّهم قنِّعني بما رزقتني". اجعلني في ما ترزقني من رزق قانعة به، فلا أمدُّ عيني إلى الناس، ولا أشكو من رزقك...
[مقالات/ سيرة أهل البيت] دعاء الزّهراء(ع) لربّها كانت السّاعات التي تقضيها الزّهراء(ع) مع الله سبحانه، تستمدّ فيها الطاقة على كلّ المعاناة التي تعيشها. ويُنقل عنها(ع) دعاء كانت تدعو به في أوقات جلوسها بين يدي الله، كانت تقول فيه: "اللّهم قنِّعني بما رزقتني". اجعلني في ما ترزقني من رزق قانعة به، فلا أمدُّ عيني إلى الناس، ولا أشكو من رزقك، وإنما أدرس هذا العطاء الذي أعطيتني إياه من خلال ظروفي الطبيعية.. أدرسه وأقنع به، واجعلني أصبر على نفسي، لأنّ الناس لا يصبرون عليّ. "وعافني أبداً ما أبقيتني، اللَّهمّ ارزقني العافية يا ربّ، واغفر لي ذنوبي". كانت الزهراء(ع) معصومة من الخطأ والزّلل والسهو والنسيان، فلم ترتكب في حياتها أيّ ذنب أو معصية، مهما كان حجمها صغيراً، وهي(ع) إنما تقول هذا في دعائها، لتربّي الناس على الاستغفار عندما يدعون بدعائها. "وارحمني إذا توفّيتني"، فإذا جاءتني الوفاة، ولم يبق لي إلاّ أنت، فارحم في ذلك البيت الجديد غربتي، حتى لا أستأنس بغيرك. "اللّهمَّ لا تعنّي في طلب ما لم تقدِّر لي"، فهناك بعض الأشياء يا ربّ، التي تعرف بعلمك أني لن أحصِّلها، فلا تجعلني أتعب في السّعي وراء شيء تعرف أنني لا أحصل عليه. "اللّهمّ فَرِّغني لما خلقتني له"، لقد خلقتني لعبادتك، وخلقتني لطاعتك، وخلقتني للقيام بالمسؤوليّات التي حمّلتني إيّاها في الحياة، اللّهم فرِّغني لما خلقتني له، لا تشغلني عن طاعتك، لا تشغلني عن مسؤوليّاتي التي قدَّرتها لي، لا تشغلني عن عبادتك يا ربّ بشيء آخر. "ولا تشغلني بما تكفّلت لي به"، لا تشغلني بالرزق الذي تكفّلت لي به. وليس معنى لا تشغلني، أي لا تجعلني أعمل، بل لا تجعله همي الأكبر الّذي يُشغل فكري ويعطّل طاقاتي وعملي. "ولا تعذِّبني وأنا أستغفرك"، فإذا استغفرتك يا ربّ، فإنّي باستغفاري أطلب منك أن تعفو عني، ولا تعذّبني ولا تحرمني، وأنا أسألك لأنّك تعطي كلّ من سألك. "اللّهمّ ذلِّل نفسي في نفسي"، ولا تجعلني أعيش الغرور، ولا تجعلني أعيش التكبّر، ولا تجعلني أعيش الاستعلاء على الناس، اجعلني ذليلاً في نفسي. "وعظّم شأنك في نفسي، وألهمني طاعتك، والعمل بما يرضيك، والتجنّب لما يسخطك يا أرحم الراحمين". هذه آفاق الزهراء(ع) مع الله، وتلك هي آفاقها مع الناس، وتلك هي حركتها في الحياة. لقد عاشت(ع) الآلام كأقسى ما تكون الآلام.. وعاشت الاضطهاد كأقسى ما يكون الاضطهاد، وكانت الإنسانة التي أذهب الله عنها الرّجس وطهّرها تطهيراً. كانت المعصومة في سلوكها، ولذلك لا بدّ للمرأة المسلمة من أن تجعل من الزهراء قدوتها في كلّ منطلقاتها، وفي كلِّ حركاتها، وفي كلّ قيامها بالمسؤوليّة، وذلك هو الّذي يعطينا المعنى الكبير في تأمل ذكرى الزهراء(ع). *العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، من كتاب في رحاب أهل البيت(ع)، ج 1، ص 111-112. *** ع: دعاء الزّهراء(ع) لربّها. التّاريخ: 7 جمادى الثّانية 1439هـ/ الموافق: 23 شباط 2018م. ت: كانت السّاعات التي تقضيها الزّهراء(ع) مع الله سبحانه، تستمدّ فيها الطاقة على كلّ المعاناة التي تعيشها. ويُنقل عنها(ع) دعاء كانت تدعو به في أوقات جلوسها بين يدي الله، كانت تقول فيه: "اللّهم قنِّعني بما رزقتني". اجعلني في ما ترزقني من رزق قانعة به، فلا أمدُّ عيني إلى الناس، ولا أشكو من رزقك...