شعر
01/06/2023

ربي رحماك

قصيدة "ربّ رحماك"، قصيدة وجدانيَّة لسماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله، تضجّ بالمعاني الإنسانيَّة العميقة، وهي من ديوان "قصائد للإسلام والحياة"، نظمها سماحته في النَّجف الأشرف، بتاريخ 7 جمادى2 1371هـ

رب رحماك ان روحي تذوي وفؤادي يذوب شيئا فشيَّا
واراني اعيش في غمرة الاوهام ظمآن لا أرى لي ريّا
ما انا،ما الحياة،ما الروح عندي غير سرّ يبدو لديّ خفيّا
لا أرى في الحياة الا خيالا  مضمحلاً تحسّه مقلتيا
رب رحماك قد ضللت طريقي  والهدى فاهدني صراطاً سويا
انا مالي أسعى،وألتمس الدرب ولا ابصر الشعاع المضيا
انا في حيرة أفكر في ذاتي كأني أتيت أمرا فريا(1)
انا يا رب تائه وغريب  لا يرى في الحياة وِرداً هنيا(2)
انا مالي وللمحيط فكم يجني على فكرتي ويقسو عليّا
جئتُه والحياة تبسم نحوي والاماني تموج بين يديا
وشعاع الآمال يبعث في روحي شعاعا من المنى عبقريّا(3)
وشراع الاحلام يخفق في قلبي فيوحي لي الخيال السنيَّا
اتهادى ما بين احلامي البيض واشدو مع الدجى والثريا
فإذا بي أرى الحياة ظلاما وصباح الاحلام ليلا دَجيا(4)
والأماني تموت في قبضة الحزن وتذوي على لَظى شفتيا
واراني أعيش في سجنه الداجي وحيدا بين الأنام شقيا
رب رحماك أنت قدرت لي ذاك فهب لي ان شئت قلبا رضيا
رب رحماك ما لقبي وللحزن ولمّا يزل كروحي طريا
صغته من عصارة الألم الذاوي فؤادا من الأسى شاعريا
ثم اودعت فيه من روعة الوحي خيالا عذب الموارد حيا
ويبعث الشعور فيه رقيقا   وسكبت الشباب فيه فتيا
فمضى يصهر العذاب نشيدا  ويصوغ الآهات لحنا شجيا
ويناجيك في ابتهال مع الليل فتهمي(5) الدموع من ناظريا
لم يجد في الوجود قلبا حنونا فأنله حنانك العلويا
هكذا هكذا يعيش بدنياه يعاني شقاءه السرمديا
ثم يذوي على الضلوع من الوجد ويلقي نداه في أذنيا
خفقة خفقة ويهوي الروح فيلقي هدوءه الأبديا
 
(1) الأمر الفريّ : الأمر المختلف المصنوع.
(2) الورد : الماء الذي يورد.
(3) العبقري: ما يُتعجّب من كماله .
(4) دجِيّ : مُظلِم.
(5) تهمي : تسيل.
رب رحماك ان روحي تذوي وفؤادي يذوب شيئا فشيَّا
واراني اعيش في غمرة الاوهام ظمآن لا أرى لي ريّا
ما انا،ما الحياة،ما الروح عندي غير سرّ يبدو لديّ خفيّا
لا أرى في الحياة الا خيالا  مضمحلاً تحسّه مقلتيا
رب رحماك قد ضللت طريقي  والهدى فاهدني صراطاً سويا
انا مالي أسعى،وألتمس الدرب ولا ابصر الشعاع المضيا
انا في حيرة أفكر في ذاتي كأني أتيت أمرا فريا(1)
انا يا رب تائه وغريب  لا يرى في الحياة وِرداً هنيا(2)
انا مالي وللمحيط فكم يجني على فكرتي ويقسو عليّا
جئتُه والحياة تبسم نحوي والاماني تموج بين يديا
وشعاع الآمال يبعث في روحي شعاعا من المنى عبقريّا(3)
وشراع الاحلام يخفق في قلبي فيوحي لي الخيال السنيَّا
اتهادى ما بين احلامي البيض واشدو مع الدجى والثريا
فإذا بي أرى الحياة ظلاما وصباح الاحلام ليلا دَجيا(4)
والأماني تموت في قبضة الحزن وتذوي على لَظى شفتيا
واراني أعيش في سجنه الداجي وحيدا بين الأنام شقيا
رب رحماك أنت قدرت لي ذاك فهب لي ان شئت قلبا رضيا
رب رحماك ما لقبي وللحزن ولمّا يزل كروحي طريا
صغته من عصارة الألم الذاوي فؤادا من الأسى شاعريا
ثم اودعت فيه من روعة الوحي خيالا عذب الموارد حيا
ويبعث الشعور فيه رقيقا   وسكبت الشباب فيه فتيا
فمضى يصهر العذاب نشيدا  ويصوغ الآهات لحنا شجيا
ويناجيك في ابتهال مع الليل فتهمي(5) الدموع من ناظريا
لم يجد في الوجود قلبا حنونا فأنله حنانك العلويا
هكذا هكذا يعيش بدنياه يعاني شقاءه السرمديا
ثم يذوي على الضلوع من الوجد ويلقي نداه في أذنيا
خفقة خفقة ويهوي الروح فيلقي هدوءه الأبديا
 
(1) الأمر الفريّ : الأمر المختلف المصنوع.
(2) الورد : الماء الذي يورد.
(3) العبقري: ما يُتعجّب من كماله .
(4) دجِيّ : مُظلِم.
(5) تهمي : تسيل.
اقرأ المزيد
- استماع وتحميل الملف الصوتي
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية