لم يتحدَّث القرآن الكريم، وحتى السنّة النبوية الشريفة، عن مولد أيّ نبيّ إلَّا نبيّين فقط، وهما موسى (ع)، لأنّ الله أراد أن يتحدّث عنه من باب كرامته به والمعجزة في ذلك، وأراد ذلك كجزء من تصوير البيئة وسيطرة فرعون عليها، فالمولد هنا مرتبط بطبيعة القصّة، لأنّ له معنى خاصاً.
والمورد الآخر، هو ولادة عيسى (ع)، باعتبار أنّها مظهر لقدرة الله، وإلَّا فإنّ الإسلام بشكلٍ عامّ لا يهتمّ بمناسبات المولد، بما هي تأريخ للحظة تاريخية معيَّنة بعيداً من المفاهيم العقيدية والتربوية، ولكنّ ذلك لا يعني بالضرورة تأكيد حديث بعض الناس أنَّ الاحتفال بالمولد بدعة، فهذا كلام لا معنى له.
ففي الإسلام، حركة العظيم هي القيمة الكبرى، ودور العظيم هو القيمة، ورسالة العظيم هي القيمة، ولذلك نرى أنّنا عندما تحدَّث القرآن الكريم عن النبيّ (ص)، لم يتحدَّث عن مولده أبداً {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ}(1)، {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً}(2)... إلخ، فكلّها تتحدَّث عن الرسالة، وهكذا بالنِّسبة إلى الأنبياء.
وعلى هذا، فإنّ الإسلام يريدنا أن نرتبط بالنَّاس من خلال دورهم الحركيّ، فبمقدار ما يملك الإنسان من دور حركي وعطاء للإنسانيَّة بحيث يغني الحياة، يمكنك أن تتحدَّث عن تاريخه، فتاريخ الإنسان يبدأ من دوره لا من ولادته، وقد نحتاج أن ندرس حياة الإنسان منذ ولادته لنفهم بعض المؤثّرات، أو تحيط بالشخصيَّة كلّها، كما في اهتمامنا بحياة الأنبياء والأئمَّة (ع) منذ ولادتهم...
* من كتاب "النّدوة"، ج2.
لم يتحدَّث القرآن الكريم، وحتى السنّة النبوية الشريفة، عن مولد أيّ نبيّ إلَّا نبيّين فقط، وهما موسى (ع)، لأنّ الله أراد أن يتحدّث عنه من باب كرامته به والمعجزة في ذلك، وأراد ذلك كجزء من تصوير البيئة وسيطرة فرعون عليها، فالمولد هنا مرتبط بطبيعة القصّة، لأنّ له معنى خاصاً.
والمورد الآخر، هو ولادة عيسى (ع)، باعتبار أنّها مظهر لقدرة الله، وإلَّا فإنّ الإسلام بشكلٍ عامّ لا يهتمّ بمناسبات المولد، بما هي تأريخ للحظة تاريخية معيَّنة بعيداً من المفاهيم العقيدية والتربوية، ولكنّ ذلك لا يعني بالضرورة تأكيد حديث بعض الناس أنَّ الاحتفال بالمولد بدعة، فهذا كلام لا معنى له.
ففي الإسلام، حركة العظيم هي القيمة الكبرى، ودور العظيم هو القيمة، ورسالة العظيم هي القيمة، ولذلك نرى أنّنا عندما تحدَّث القرآن الكريم عن النبيّ (ص)، لم يتحدَّث عن مولده أبداً {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ}(1)، {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً}(2)... إلخ، فكلّها تتحدَّث عن الرسالة، وهكذا بالنِّسبة إلى الأنبياء.
وعلى هذا، فإنّ الإسلام يريدنا أن نرتبط بالنَّاس من خلال دورهم الحركيّ، فبمقدار ما يملك الإنسان من دور حركي وعطاء للإنسانيَّة بحيث يغني الحياة، يمكنك أن تتحدَّث عن تاريخه، فتاريخ الإنسان يبدأ من دوره لا من ولادته، وقد نحتاج أن ندرس حياة الإنسان منذ ولادته لنفهم بعض المؤثّرات، أو تحيط بالشخصيَّة كلّها، كما في اهتمامنا بحياة الأنبياء والأئمَّة (ع) منذ ولادتهم...
* من كتاب "النّدوة"، ج2.