الشّكر من السّجايا الطيّبة

الشّكر من السّجايا الطيّبة

الشّكر سجيّة من سجايا المرء المجبولة بفطرته الّتي فطره الله تعالى عليها، بأن يشكر الإنسان من أعطاه نعمة الوجود، ونعمة العقل والجوارح، والرّزق والنّعم على أنواعها، وهو اعتراف عفويّ وعن قناعة بوجوب شُكر النّعم، ويدلّ فيما يدلّ على ذوق سليم وفطرة سويّة وسجيّة نبيلة موجودة عند الفرد والجماعة.

وكثيرة هي الشّواهد القرآنيّة الّتي تتحدّث عن الشّكر والتخلّق به، ومنها: {وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}[البقرة: 152].. وفي تفسير هذه الآية، يقول سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): {وَاشْكُرُواْ لِي} نعمتي الّتي أنعمت عليكم بالكلمة والفعل والموقف، ليكون الشّكر باللّسان في الكلمة المعبِّرة، وبالفعل في الطّاعة لله وامتثال أوامره ونواهيه، وبالمواقف في موالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه، وإعزاز الحقّ وإذلال الباطل، وفي غير ذلك مما يكون موقعاً لرضوان الله...

{وَلاَ تَكْفُرُونِ}، ولا تجسّدوا النّعمة بأساليب التمرّد والطّغيان والمعصية، فإنّ ذلك يعرّضكم للغضب الإلهيّ والعذاب الشّديد، بينما يؤهّلكم الشّكر للزّيادة في أعماركم وأرزاقكم وكلّ أوضاعكم المتّصلة بكلّ شؤونكم في الحياة...

[تفسير من وحي القرآن، ج3، ص:96].

ويقول تعالى: {كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ}[سبأ: 15].. ويقول تعالى: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}[سبأ: 13].. وهناك أيضاً الكثير من الأحاديث عن الشّكر، قال الإمام الصَّادق(ع): "من أعطى الشّكر أُعطي الزّيادة:{لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}"[إبراهيم: 7].

وقال(ع): "شكر كلّ نعمة وإن عظمت، أن تحمد الله عزّ وجلّ عليها".

ومن سجايا النّفوس الطيّبة والكريمة، أن تؤدّي النّعم حقّها بشكر الله عليها، فالوجود برمّته نعمة من نِعَم الله الّتي لا تُحصى، وشكر الله تعالى مدعاة لمرضاته، ومن موجبات رحمته وعطفه، أمّا جحود النّعَم وكفرانها، فهو مدعاة لسخطه، ومن موجبات غضبه ونقمته، فهذا يدلّ على خبث الفطرة وانحرافها وضِعة أصحابها وجهلهم وتقصيرهم.

والشّكر يأخذ أشكالاً كثيرة، وله أقسام عديدة، منها شكر القلب وشكر اللّسان وشكر الجوارح... فشكر القلب أن يكون عامراً بحبّ الله والخلق، وأن يكون خالياً من الأحقاد والضّغائن، وشكر اللّسان يكون بالاشتغال بحمد الله تعالى وذكره، وبثّ الكلمة الطيّبة والمسؤولة بين النّاس، وشكر الجوارح يكون بإعمالها في طاعة الله ومرضاته والتعفّف عن محارمه، والتأمّل في عظيم خلقه.

وينبغي العمل على تركيز سجيّة الشّكر في شخصيّتنا، وتجذيرها في نفوسنا، والتدبّر فيما أغدقه الله تعالى على عباده من صنوف النّعَم، والتفكّر في عظيم عطاياه وخلقه، وذكر الله على الدّوام في السرّاء والضرّاء.

وشكر الله تعالى وذكره من أساليب التّربية الإسلاميّة، وعن ذلك يقول سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض): وقد نحتاج في سبيل الوصول إلى هذا الهدف، إلى إفساح المجال للأساليب التربويّة الّتي تريد صنع الشخصيّة الإسلاميّة لدى الأطفال والشّباب والشّيوخ، لنؤكّد ذكر الله من خلال الكلمة في إطار الوعي لمعانيها، وذكره من خلال الموقف في تدريب الإنسان المسلم على أن يمارس التّجارب اليوميّة لأوضاع حياته في هذا الجوّ المنفتح على ذكر الله...

وليست الدّعوة إلى كلمة، بل هي دعوة إلى موقف الشّكر، وذلك بأن يقوم بالطّاعة ويجتنب المعصية، ويعبد الله كما ينبغي له.. وهكذا يلتقي الشّكر في الكلمة بالشّكر في الممارسة، ليتأكّد الأسلوب الإسلامي التربوي الّذي لا يحوّل العلاقة بالله إلى كلمات تقليديّة ربما ينتهي الأمر فيها إلى الجمود، بل يبعث فيها الرّوح الّذي يجعل منها تجسيداً حيّاً للمبادئ الرّوحيّة في خطوات الإنسان العمليّة في كلماته وأفعاله... [تفسير من وحي القرآن، ج2، ص:99].

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


الشّكر سجيّة من سجايا المرء المجبولة بفطرته الّتي فطره الله تعالى عليها، بأن يشكر الإنسان من أعطاه نعمة الوجود، ونعمة العقل والجوارح، والرّزق والنّعم على أنواعها، وهو اعتراف عفويّ وعن قناعة بوجوب شُكر النّعم، ويدلّ فيما يدلّ على ذوق سليم وفطرة سويّة وسجيّة نبيلة موجودة عند الفرد والجماعة.

وكثيرة هي الشّواهد القرآنيّة الّتي تتحدّث عن الشّكر والتخلّق به، ومنها: {وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}[البقرة: 152].. وفي تفسير هذه الآية، يقول سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): {وَاشْكُرُواْ لِي} نعمتي الّتي أنعمت عليكم بالكلمة والفعل والموقف، ليكون الشّكر باللّسان في الكلمة المعبِّرة، وبالفعل في الطّاعة لله وامتثال أوامره ونواهيه، وبالمواقف في موالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه، وإعزاز الحقّ وإذلال الباطل، وفي غير ذلك مما يكون موقعاً لرضوان الله...

{وَلاَ تَكْفُرُونِ}، ولا تجسّدوا النّعمة بأساليب التمرّد والطّغيان والمعصية، فإنّ ذلك يعرّضكم للغضب الإلهيّ والعذاب الشّديد، بينما يؤهّلكم الشّكر للزّيادة في أعماركم وأرزاقكم وكلّ أوضاعكم المتّصلة بكلّ شؤونكم في الحياة...

[تفسير من وحي القرآن، ج3، ص:96].

ويقول تعالى: {كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ}[سبأ: 15].. ويقول تعالى: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}[سبأ: 13].. وهناك أيضاً الكثير من الأحاديث عن الشّكر، قال الإمام الصَّادق(ع): "من أعطى الشّكر أُعطي الزّيادة:{لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}"[إبراهيم: 7].

وقال(ع): "شكر كلّ نعمة وإن عظمت، أن تحمد الله عزّ وجلّ عليها".

ومن سجايا النّفوس الطيّبة والكريمة، أن تؤدّي النّعم حقّها بشكر الله عليها، فالوجود برمّته نعمة من نِعَم الله الّتي لا تُحصى، وشكر الله تعالى مدعاة لمرضاته، ومن موجبات رحمته وعطفه، أمّا جحود النّعَم وكفرانها، فهو مدعاة لسخطه، ومن موجبات غضبه ونقمته، فهذا يدلّ على خبث الفطرة وانحرافها وضِعة أصحابها وجهلهم وتقصيرهم.

والشّكر يأخذ أشكالاً كثيرة، وله أقسام عديدة، منها شكر القلب وشكر اللّسان وشكر الجوارح... فشكر القلب أن يكون عامراً بحبّ الله والخلق، وأن يكون خالياً من الأحقاد والضّغائن، وشكر اللّسان يكون بالاشتغال بحمد الله تعالى وذكره، وبثّ الكلمة الطيّبة والمسؤولة بين النّاس، وشكر الجوارح يكون بإعمالها في طاعة الله ومرضاته والتعفّف عن محارمه، والتأمّل في عظيم خلقه.

وينبغي العمل على تركيز سجيّة الشّكر في شخصيّتنا، وتجذيرها في نفوسنا، والتدبّر فيما أغدقه الله تعالى على عباده من صنوف النّعَم، والتفكّر في عظيم عطاياه وخلقه، وذكر الله على الدّوام في السرّاء والضرّاء.

وشكر الله تعالى وذكره من أساليب التّربية الإسلاميّة، وعن ذلك يقول سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض): وقد نحتاج في سبيل الوصول إلى هذا الهدف، إلى إفساح المجال للأساليب التربويّة الّتي تريد صنع الشخصيّة الإسلاميّة لدى الأطفال والشّباب والشّيوخ، لنؤكّد ذكر الله من خلال الكلمة في إطار الوعي لمعانيها، وذكره من خلال الموقف في تدريب الإنسان المسلم على أن يمارس التّجارب اليوميّة لأوضاع حياته في هذا الجوّ المنفتح على ذكر الله...

وليست الدّعوة إلى كلمة، بل هي دعوة إلى موقف الشّكر، وذلك بأن يقوم بالطّاعة ويجتنب المعصية، ويعبد الله كما ينبغي له.. وهكذا يلتقي الشّكر في الكلمة بالشّكر في الممارسة، ليتأكّد الأسلوب الإسلامي التربوي الّذي لا يحوّل العلاقة بالله إلى كلمات تقليديّة ربما ينتهي الأمر فيها إلى الجمود، بل يبعث فيها الرّوح الّذي يجعل منها تجسيداً حيّاً للمبادئ الرّوحيّة في خطوات الإنسان العمليّة في كلماته وأفعاله... [تفسير من وحي القرآن، ج2، ص:99].

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية