إنَّ هذه اللَّيلة هي ليلة النّصف من شعبان، وهي من اللَّيالي التي وردت النصوص فيها على أنَّها من اللَّيالي التي يُستجاب فيها الدّعاء، ويُستحبّ فيها التفرّغ لعبادة الله تعالى، وقراءة دعاء "كميل بن زياد"، و"المناجاة الشعبانيَّة"، وغير ذلك من كلِّ ما يمكن أن يدعو به الإنسان ربَّه ويتقرّب به إليه، لأنَّ مسألة الدعاء لا تنحصر في مناسبة معيّنة، بل إنَّ الله تعالى أرادنا أن ندعوه في كلّ وقت، في الصَّباح والمساء، في حال الجلوس والحركة، في السرّ والعلن، لأنَّ الله سبحانه يريد من الإنسان المؤمن أن يكون بكلِّه معه؛ عندما يتألم ويفرح ويُبتلى بمشكلة أو يواجه مصيبة.
إنَّ الله تعالى يريد من الإنسان المؤمن أن يعبّر له عن محبَّته له وخوفه منه، وعن طلبه العفو والمغفرة، لأنَّ ذلك كلَّه يجعل الإنسان يحسّ بحضور الله معه، وأنَّه ليس غيباً من الغيب، فنحن عندما نتحدَّث مع الله تعالى في كلِّ ما أهمّنا، وفي كلّ ما نتطلّع إليه ونعيشه، فإنَّ ذلك يجعلنا نشعر بأنَّنا نجلس بين يديه، وأننا نعيش معه، وعندما يتحسَّس الإنسان حضور الله تعالى في حياته، فإنَّه يشعر برقابة الله سبحانه عليه، فينضبط ويتوازن ويستحي من ربِّه، ويخاف منه، عندما تأمره نفسه الأمَّارة بالسّوء بمعصية الله تعالى.
لذلك، لا تتركوا الدعاء، {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ}، فالله تعالى يعتني بالإنسان الذي يدعوه دائماً، لأنَّك عندما تدعو الله تعالى وتذكره وتشكره وتعظّمه وتسبّحه في كلّ حال وفي كلّ وقت، فإنَّك تشعر بأنَّ حضور الله تعالى في نفسك أكثر من حضور أيّ شخص آخر، فيكمل لك إيمانك، ويقوى التزامك.
وهناك نقطة بيّنتها أكثر من مرَّة، وهي أنه ليس من الضروري أن تقرأ الدعاء من خلال كتاب، بل ادعُ الله تعالى بحسب لغتك ولهجتك، لأنَّك عندما تنشئ الدعاء من نفسك، فإنَّه يخرج من قلبك وأحاسيسك وألمك، وبذلك يشعر الإنسان بالأمن والطمأنينة، لأنَّه وضع طلباته عند ربٍّ رحيمٍ كريم، وعندما ندرس الأدعية الَّتي وردت في القرآن أو عن لسان النبيّ (ص) أو الأئمَّة (ع)، فإننا نلاحظ أنهم دعوا الله تعالى بكلّ شيء، فموسى (ع) عندما خرج خائفاً يترقّب دعا ربَّه، ولما فرّج الله تعالى عنه عبّر له عن شكره له، وقد علَّم الله تعالى نبيّه (ص) أن يدعوه ويقول: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه: 114]. فينبغي لنا أن لا نجعل الدّعاء مخصوصاً بموسم معيّن، بل أن ندعو الله في كل حال، {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}[غافر: 60]، لأننا عندما ندعو الله، فإننا نتقرَّب إليه أكثر ونلتزم بطاعته أكثر...
ومن المستحبَّات في اللَّيلة أيضاً، زيارة الإمام الحسين (ع)، وهي من الزيارات المأثورة، وإذا لم يتمكّن الإنسان من الذهاب إلى مرقد الإمام الحسين (ع)، فليزره عن بُعد، فإنَّه يُعطَى ثواب زيارته (ع).
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 14 شعبان 1421 هـ / ١٠/١١/٢٠٠٠.
إنَّ هذه اللَّيلة هي ليلة النّصف من شعبان، وهي من اللَّيالي التي وردت النصوص فيها على أنَّها من اللَّيالي التي يُستجاب فيها الدّعاء، ويُستحبّ فيها التفرّغ لعبادة الله تعالى، وقراءة دعاء "كميل بن زياد"، و"المناجاة الشعبانيَّة"، وغير ذلك من كلِّ ما يمكن أن يدعو به الإنسان ربَّه ويتقرّب به إليه، لأنَّ مسألة الدعاء لا تنحصر في مناسبة معيّنة، بل إنَّ الله تعالى أرادنا أن ندعوه في كلّ وقت، في الصَّباح والمساء، في حال الجلوس والحركة، في السرّ والعلن، لأنَّ الله سبحانه يريد من الإنسان المؤمن أن يكون بكلِّه معه؛ عندما يتألم ويفرح ويُبتلى بمشكلة أو يواجه مصيبة.
إنَّ الله تعالى يريد من الإنسان المؤمن أن يعبّر له عن محبَّته له وخوفه منه، وعن طلبه العفو والمغفرة، لأنَّ ذلك كلَّه يجعل الإنسان يحسّ بحضور الله معه، وأنَّه ليس غيباً من الغيب، فنحن عندما نتحدَّث مع الله تعالى في كلِّ ما أهمّنا، وفي كلّ ما نتطلّع إليه ونعيشه، فإنَّ ذلك يجعلنا نشعر بأنَّنا نجلس بين يديه، وأننا نعيش معه، وعندما يتحسَّس الإنسان حضور الله تعالى في حياته، فإنَّه يشعر برقابة الله سبحانه عليه، فينضبط ويتوازن ويستحي من ربِّه، ويخاف منه، عندما تأمره نفسه الأمَّارة بالسّوء بمعصية الله تعالى.
لذلك، لا تتركوا الدعاء، {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ}، فالله تعالى يعتني بالإنسان الذي يدعوه دائماً، لأنَّك عندما تدعو الله تعالى وتذكره وتشكره وتعظّمه وتسبّحه في كلّ حال وفي كلّ وقت، فإنَّك تشعر بأنَّ حضور الله تعالى في نفسك أكثر من حضور أيّ شخص آخر، فيكمل لك إيمانك، ويقوى التزامك.
وهناك نقطة بيّنتها أكثر من مرَّة، وهي أنه ليس من الضروري أن تقرأ الدعاء من خلال كتاب، بل ادعُ الله تعالى بحسب لغتك ولهجتك، لأنَّك عندما تنشئ الدعاء من نفسك، فإنَّه يخرج من قلبك وأحاسيسك وألمك، وبذلك يشعر الإنسان بالأمن والطمأنينة، لأنَّه وضع طلباته عند ربٍّ رحيمٍ كريم، وعندما ندرس الأدعية الَّتي وردت في القرآن أو عن لسان النبيّ (ص) أو الأئمَّة (ع)، فإننا نلاحظ أنهم دعوا الله تعالى بكلّ شيء، فموسى (ع) عندما خرج خائفاً يترقّب دعا ربَّه، ولما فرّج الله تعالى عنه عبّر له عن شكره له، وقد علَّم الله تعالى نبيّه (ص) أن يدعوه ويقول: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه: 114]. فينبغي لنا أن لا نجعل الدّعاء مخصوصاً بموسم معيّن، بل أن ندعو الله في كل حال، {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}[غافر: 60]، لأننا عندما ندعو الله، فإننا نتقرَّب إليه أكثر ونلتزم بطاعته أكثر...
ومن المستحبَّات في اللَّيلة أيضاً، زيارة الإمام الحسين (ع)، وهي من الزيارات المأثورة، وإذا لم يتمكّن الإنسان من الذهاب إلى مرقد الإمام الحسين (ع)، فليزره عن بُعد، فإنَّه يُعطَى ثواب زيارته (ع).
* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 14 شعبان 1421 هـ / ١٠/١١/٢٠٠٠.