أكد خلال استقباله وفد تجمّع علماء جبل عامل على الابتعاد عن التشنّج والعصبية فضل الله: حذارِ من إحراق لبنان لحساب مشاريع وجهات خارجية |
استقبل سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من تجمّع علماء جبل عامل برئاسة فضيلة الشيخ يوسف دعموش، الذي وضعه في أجواء عمل التجمّع وأهدافه على مستوى الدعوة والإرشاد، مثمّناً الدور الريادي الذي لعبه ولا يزال سماحة السيد فضل الله على الساحة الإسلامية، خصوصاً الجهود المباركة في سبيل جمع كلمة المسلمين.
وقد رحب سماحة السيد فضل الله بالوفد، مشدداً على أهمية العمل للاستفادة من التراث العلمي والثقافي الذي يختزنه جبل عامل، والدور التاريخي الذي لعبه على مستوى العالم الإسلامي، في تنوّعاته الفقهية والثقافية والعلمية، مؤكداً على ضرورة إبقاء هذا التراث الذي يمثل عمق العلم والاجتهاد والانفتاح والإخلاص للإسلام وأهله، ليكون هذا التجمّع ساحة للدعوة إلى الإسلام، وأن يملك العاملون في الخط الدعوة الوعي الإسلامي الوحدوي الذي يواجه كافة التحديات الثقافية والفكرية التي تحاول تحطيم الصورة الناصعة للإسلام في العالم، من خلال متابعة دقيقة لأوضاع العالم ورصد التحركات الاستكبارية التي تعمل على تمزيق الإسلام والمسلمين.
ودعا سماحته إلى العمل لتأصيل مبدأ الوحدة الإسلامية، والانفتاح بالأسلوب الأحسن والدفع بالتي هي أحسن في سبيل منع الفتنة التي يُعمل عليها، مؤكداً على ضرورة أن تبتعد القيادات الدينية والسياسية عن العصبية التي تجعل هذه القيادات لا تتثبّت في دراسة الأحداث التي قد تحصل بين الفرقاء الحزبيين، والخلفيات الإقليمية أو الدولية الكامنة وراء هذه الأحداث، داعياً هذه القيادات إلى أن تتقي الله في ذلك وأن تتثبّت في الحكم على الأشياء، ولا تنطلق من خلال مصالح ذاتية أو انتخابية أو طائفية في مواقفها.
وأوصى سماحته اللبنانيين بشكل عام، والمسلمين بشكل خاص، بأن يرحموا استقرار هذا البلد وسلامه، ويعملوا على إطفاء النار التي يحاول البعض من هنا وهناك أن يشعلها، ليحرق اللبنانيين لحساب الجهات والمشاريع الخارجية التي تريد أن تحرق الساحة اللبنانية، وإذا كان المسيحيون يتحدثون عن المحبة والمسلمون يتحدثون عن الرحمة، فإن هذه الوسائل وهذا النوع من الخطاب المتشنّج والتحريضي الذي يستخدمه الكثيرون من السياسيين وبعض رجال الدين يسقط المحبة والرحمة وينشر العداوة والقسوة والبغضاء في علاقة اللبنانيين بعضهم ببعض.
|