هل بدأ العرب احتفالات الذكرى الستين لتأسيس كيان العدوّ
فضل الله يدعو الشعوب إلى موقف مباشر من الاستباحة الإسرائيلية للواقع العربي
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً حذّر فيه من الزيارات المتكررة للمسؤولين الإسرائيليين إلى البلدان العربية، جاء فيه:
إن الزيارات المتكرّرة للمسؤولين الإسرائيليّين إلى البلدان العربيّة، وآخرها زيارة وزيرة الخارجيّة الإسرائيليّة "ليفني" إلى قطر، والمواقف التي أطلقتها على هامش هذه الزيارة، لا تمثّل إساءة إلى بلدٍ عربيّ بعينه، أو إلى الشعب الفلسطينيّ فحسب، بل تمثّل إهانةً كُبرى لكلّ ما هو عربيّ وما هو إسلاميّ..
إنّ هذه الزيارات لا تدخل فقط في حسابات التطبيع التي كرّسها مؤتمر أنابوليس المشؤوم الذي أريد من خلاله إنهاء القضيّة الفلسطينيّة بتواقيع عربيّة، بل يُراد لها أن تمهّد السبيل لتحالفات عربيّة ـ إسرائيليّة ضدّ العرب والمسلمين الآخرين الذين يرفضون التسليم للكيان الغاصب بإنهاء الشعب الفلسطيني وقضيّته، وهو الأمر الذي يُراد من خلاله نقل الصراع إلى المنطقة العربيّة والإسلاميّة وإراحة إسرائيل من الداخل بعد السير قدماً بطرح الرئيس الأمريكي حول يهوديّة الدولة.
إنّ وزيرة خارجية العدوّ تحاول الإيحاء للعرب أنّ مسألة الإلتزام العربية بشيء اسمه القضية الفلسطينية هي مسألة قد «نفدت صلاحيتها»، لتصنّف من يلتزم بهذه القضيّة في دائرة التطرّف وفي المعسكر المضادّ الذي يُراد للبلدان العربيّة أن تتحالف مع إسرائيل ضدّه.. ثمّ تحاول الضحك على الذقون العربيّة بزعمها أنّ التحدّي يكمن في مواجهة من تسمّيهم المعتدلين للمتطرّفين.
ونحن نسأل: ماذا نسمّي الاحتلال الإسرائيلي واقتلاع شعبٍ من أرضه؟ أو بناء المستوطنات الكبرى في الضفّة الغربيّة؟ أو بناء الجدار الفاصل الذي حكمت محكمة العدل الدولية بأنّه غير شرعي؟ أو إذلال الفلسطينيّين على المعابر وجعل النساء الحوامل تجهض أجنّتها على هذه المعابر أو دفع الفلسطينيّين للموت عليها، أو التمييز العنصري بين اليهود وبين العرب داخل الكيان الغاصب، أو استخدام الطائرات الحربيّة والتي لا تستخدم إلا في الحروب الكبرى ـ في قصف المناطق السكنية الأكثر اكتظاظاً في العالم وقتل النساء والأطفال والشيوخ من خلال ذلك، أو الحصار التجويعي للفلسطينيّين الذي يمنعهم من الحصول على الغذاء والدواء ويسير بهم إلى الموت المحتّم، أو تنكّر هذا الكيان لكلّ المواثيق والأعراف والقرارات الدولية؟!
هل هو اعتدالٌ أم تطرّف؟!
لقد بلغت إسرائيل حدّاً من الصلف والاستكبار ما كانت لتبلغه لولا هذا التمهيد العربي لها، المشفوع بترهيب وترغيب أمريكيّين جعل بعض العرب يتناسون أن المسألة لم تعد تتصل بالقضيّة الفلسطينيّة فقط، بل بمصائرهم ومصائر شعوبهم وبالأفق الخطير الذي تطلّ عليه المسألة العربيّة والإسلاميّة العامّة والتي ستأتي فيها المساءلة الشعبية عاجلاً أم آجلاً.
وإنّنا نتساءل: هل بدأ العرب يحتفلون بالذكرى الستين لتأسيس كيان العدوّ على طريقتهم الخاصّة وبمشاركة الحليف القادم على تاريخ من المجازر والدماء والإذلال والاحتلال؟ وهل دخلت قرارات القمم العربيّة السابقة في المتاهات، أو ألقي بها في سلّة القمامة السياسية التي تشرف عليها الإدارة الأمريكية؛ لتصدّق نبوءة شارون في أنّ قرارات القمم العربيّة لا تساوي الحبر الذي تكتب به؟!
إنّنا نقول للشعوب العربيّة والإسلامية بأنّ المسألة باتت تستدعي موقفاً مباشراً منها إزاء هذه الاستباحة الصهيونيّة ـ الأمريكية للبلدان العربيّة والإسلاميّة، والتي تُستخدم فيها كلّ الأسلحة، والتي لن يكون آخرها سلاح التجويع؛ ولذلك فإن المطلوب هو مواجهة التحدّي وإسقاط هذه الخطّة الجهنّميّة قبل أن يسقط الهيكل على رؤوس الجميع.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 9-4-1429 هـ الموافق: 15/04/2008 م
هل بدأ العرب احتفالات الذكرى الستين لتأسيس كيان العدوّ
فضل الله يدعو الشعوب إلى موقف مباشر من الاستباحة الإسرائيلية للواقع العربي
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً حذّر فيه من الزيارات المتكررة للمسؤولين الإسرائيليين إلى البلدان العربية، جاء فيه:
إن الزيارات المتكرّرة للمسؤولين الإسرائيليّين إلى البلدان العربيّة، وآخرها زيارة وزيرة الخارجيّة الإسرائيليّة "ليفني" إلى قطر، والمواقف التي أطلقتها على هامش هذه الزيارة، لا تمثّل إساءة إلى بلدٍ عربيّ بعينه، أو إلى الشعب الفلسطينيّ فحسب، بل تمثّل إهانةً كُبرى لكلّ ما هو عربيّ وما هو إسلاميّ..
إنّ هذه الزيارات لا تدخل فقط في حسابات التطبيع التي كرّسها مؤتمر أنابوليس المشؤوم الذي أريد من خلاله إنهاء القضيّة الفلسطينيّة بتواقيع عربيّة، بل يُراد لها أن تمهّد السبيل لتحالفات عربيّة ـ إسرائيليّة ضدّ العرب والمسلمين الآخرين الذين يرفضون التسليم للكيان الغاصب بإنهاء الشعب الفلسطيني وقضيّته، وهو الأمر الذي يُراد من خلاله نقل الصراع إلى المنطقة العربيّة والإسلاميّة وإراحة إسرائيل من الداخل بعد السير قدماً بطرح الرئيس الأمريكي حول يهوديّة الدولة.
إنّ وزيرة خارجية العدوّ تحاول الإيحاء للعرب أنّ مسألة الإلتزام العربية بشيء اسمه القضية الفلسطينية هي مسألة قد «نفدت صلاحيتها»، لتصنّف من يلتزم بهذه القضيّة في دائرة التطرّف وفي المعسكر المضادّ الذي يُراد للبلدان العربيّة أن تتحالف مع إسرائيل ضدّه.. ثمّ تحاول الضحك على الذقون العربيّة بزعمها أنّ التحدّي يكمن في مواجهة من تسمّيهم المعتدلين للمتطرّفين.
ونحن نسأل: ماذا نسمّي الاحتلال الإسرائيلي واقتلاع شعبٍ من أرضه؟ أو بناء المستوطنات الكبرى في الضفّة الغربيّة؟ أو بناء الجدار الفاصل الذي حكمت محكمة العدل الدولية بأنّه غير شرعي؟ أو إذلال الفلسطينيّين على المعابر وجعل النساء الحوامل تجهض أجنّتها على هذه المعابر أو دفع الفلسطينيّين للموت عليها، أو التمييز العنصري بين اليهود وبين العرب داخل الكيان الغاصب، أو استخدام الطائرات الحربيّة والتي لا تستخدم إلا في الحروب الكبرى ـ في قصف المناطق السكنية الأكثر اكتظاظاً في العالم وقتل النساء والأطفال والشيوخ من خلال ذلك، أو الحصار التجويعي للفلسطينيّين الذي يمنعهم من الحصول على الغذاء والدواء ويسير بهم إلى الموت المحتّم، أو تنكّر هذا الكيان لكلّ المواثيق والأعراف والقرارات الدولية؟!
هل هو اعتدالٌ أم تطرّف؟!
لقد بلغت إسرائيل حدّاً من الصلف والاستكبار ما كانت لتبلغه لولا هذا التمهيد العربي لها، المشفوع بترهيب وترغيب أمريكيّين جعل بعض العرب يتناسون أن المسألة لم تعد تتصل بالقضيّة الفلسطينيّة فقط، بل بمصائرهم ومصائر شعوبهم وبالأفق الخطير الذي تطلّ عليه المسألة العربيّة والإسلاميّة العامّة والتي ستأتي فيها المساءلة الشعبية عاجلاً أم آجلاً.
وإنّنا نتساءل: هل بدأ العرب يحتفلون بالذكرى الستين لتأسيس كيان العدوّ على طريقتهم الخاصّة وبمشاركة الحليف القادم على تاريخ من المجازر والدماء والإذلال والاحتلال؟ وهل دخلت قرارات القمم العربيّة السابقة في المتاهات، أو ألقي بها في سلّة القمامة السياسية التي تشرف عليها الإدارة الأمريكية؛ لتصدّق نبوءة شارون في أنّ قرارات القمم العربيّة لا تساوي الحبر الذي تكتب به؟!
إنّنا نقول للشعوب العربيّة والإسلامية بأنّ المسألة باتت تستدعي موقفاً مباشراً منها إزاء هذه الاستباحة الصهيونيّة ـ الأمريكية للبلدان العربيّة والإسلاميّة، والتي تُستخدم فيها كلّ الأسلحة، والتي لن يكون آخرها سلاح التجويع؛ ولذلك فإن المطلوب هو مواجهة التحدّي وإسقاط هذه الخطّة الجهنّميّة قبل أن يسقط الهيكل على رؤوس الجميع.
مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (رض)
التاريخ: 9-4-1429 هـ الموافق: 15/04/2008 م