استشارة..
بماذا تنصح جيل الشباب الذي يبحث عن شعاع أمل في عالم تلفّه الظلماء من كلّ مكان، ولا يجد من يدلّه أو يوجّهه بصدق، ويجد نفسه وحيداً في السّاحة؟
وجواب..
إن علينا أن نعيش الثقة بالله، والثقة بأنفسنا، وأن ندرس الواقع الذي نعيش فيه، لنعرف الثغرات التي يمكن أن ننفذ إليها، وعلينا أن نصبر على التجربة {مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}(يوسف/87). والحياة ـ أيها الأحبة ـ تختصرها التجربة، وإنّ فشل ألف تجربة لا يعني فشل الفكرة، فعلينا أن نجرّب ونجرّب، ولا بدّ أن نلتقي في نهاية المطاف بالنتائج الإيجابية.
إننا نجد أن تقدّم العلم، سواء في مجال الطب أو غيره، انطلق من خلال مواصلة التجربة، فكم من السنين انقضت والعلماء يبحثون عن دواء للسرطان أو دواء للإيدز أو ما إلى ذلك، وهم يقتربون تارة ويبتعدون أخرى، وربما إذا لم ينجحوا في عصرهم الرّاهن، فهم يهيئون الفرصة لجيل آخر ولعصر آخر.
لذلك نقول للشباب، إنّ لديكم طاقات يمكن أن تنمّوها وتقوّوها وتطوّروها، وإنّ لكم إرادة يجب أن تصلّبوها، وإنّ هناك أفقاً كبيراً يجب أن تقتحموه، ولا تيأسوا، لأنّ الشباب إرادة وعزيمة وقوّة، وإذا فقدنا هذه العزيمة في الشباب، فمن ذا الذي يمكن أن يبني الحياة ويمكن أن يحمي القضايا الكبرى؟!
***
مرسل الاستشارة: .................
نوعها: تربويّة.
المجيب عنها: العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض)- كتاب النّدوة، ج 6.