استشارة..
نحن نعلم أنّ الصلاة على محمد وآل محمد موجودة في الصلاة، ولكن هل إن محمداً وآل محمد كانوا يقولون هذه العبارة في الصّلاة أيضاً؟ وإذا كان، أفليسَ هذا مدحاً للذّات، والمدح مذموم دائماً؟
وجواب..
ما المانع أن يصلّي الإنسان على نفسه، أو يقول (اللّهمّ اغفر لي) (اللّهمّ ارحمني) (اللّهمّ الطف بي)، تماماً كما نقول في التّسليم (السلام علينا)، فلا مانع من ذلك.
فالنبيّ لا يعيش ذاتيّاً، ولكنَّه يسلّم على نفسه كما نسلّم نحن على أنفسنا، لنوحي إلى أنفسنا بالسَّلام. وكلمة السَّلام هي كلمة تحمل من الإيحاءات ما لا يستطيع الإنسان أن يعبِّر عنه، فهي تنطلق من لسانه لتعطيه سلام العقل وسلام القلب وسلام الرّوح وسلام العلاقة الإنسانيّة وسلام الحركة.
ومن هنا، اختار الله أن يكون السَّلام تحيَّة المسلمين، كما اختار السَّلام لأهل الجنَّة {تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ}(إبراهيم: 23)، باعتبار أنَّ قمَّة السّلام الذي يصل إليه الإنسان، هو أن لا يعيش أيّ شيء من الحرب في الدّاخل، ولا حرب الإنسان على الإنسان، ولا حرب الإنسان على الحياة {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ}(الحجر: 47). ولذلك، يريد الله أن نعيش دورة تدريبيّة في الأرض، حتى نعرف كيف نسلك في الجنّة، حتى إذا وصلناها، يكون السلام في داخل عقولنا وداخل قلوبنا، كما هو في ألسنتنا، ويكون هو تحيتنا التي تنطلق من العقل والقلب، لأنها كانت تتحرّك في سلوكنا.
* كتاب النّدوة ، ج 1.