ما مصيري إن لم ألتزم بدين؟

ما مصيري إن لم ألتزم بدين؟

س: بما أنَّ الله سبحانه وتعالى عادل ليس بظلّامٍ للعبيد، فلو كنتُ صادقاً مع نفسي، راغباً في الوصولِ إلى الحقيقة، ولكنّي لم أقتنع بأيّ دين، بل عملت بالمبادئ السّامية عند جميع الأديان، فما مصيري عند لقاء ربي؟

 
ج: أنت تقول إني لم أقتنع بأيّ دين، وعملت بالمبادئ السامية عند جميع الأديان؛ من أين عرفت كلّ الأديان؟
إنّ قولك: عملت، معناه أنّك اقتنعت بالأديان، والله سبحانه وتعالى جعل الدين واحداً، وإنما التفاصيل هي في بعض المراحل التي أراد الله للناس أن يحصلوا على المصلحة فيها.

فهذا الافتراض الذي فسّرته ينطلق من حال جهل، لأنَّ فرضيّتك تقتضي معرفتك بكلّ الأديان؛ بدين إبراهيم ودين موسى، وبالتّوراة كلّها والإنجيل والقرآن، ومعرفة كلّ ما جاء به رسول الله محمّد، وإلّا كيف تنفّذ ما لم تقتنع به ولم تؤمن به؟! ثم نقول لك: افرض أنّك لم تقتنع بدين، فعليك أن ترجع إلى الذين يملكون ثقافة الدّين؛ {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}.

فالإنسان عندما يكون جاهلاً، وليس لديه ظروف شخصيّة ذاتيّة للمعرفة، فعليه أن يرجع إلى أهل المعرفة وأهل الخبرة ليعرِّفوه ما جهله من ذلك كلّه.

ولذلك، هذا السؤال هو سؤال افتراضي ليست له أيّة واقعيّة بالطريقة التي أثرتها في سؤالك.

وعدالة الله سبحانه وتعالى، هي أنّه يجازي الإنسان بما أقام عليه الحجّة في ذلك، والحجّة هي عقله ووحيه؛ {ومَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}.

فالله سبحانه أقام عليك الحجّة، ولكنّك في سؤالك هذا لم تنفتح على هذه الحجّة، لأنّ الانفتاح على الحجّة الإلهيّة يكون بالرّجوع إلى من يفهمك ويعرّفك الأسس التي ترتكز عليها.

 

* كتاب النّدوة، ج 20.

 
ج: أنت تقول إني لم أقتنع بأيّ دين، وعملت بالمبادئ السامية عند جميع الأديان؛ من أين عرفت كلّ الأديان؟
إنّ قولك: عملت، معناه أنّك اقتنعت بالأديان، والله سبحانه وتعالى جعل الدين واحداً، وإنما التفاصيل هي في بعض المراحل التي أراد الله للناس أن يحصلوا على المصلحة فيها.

فهذا الافتراض الذي فسّرته ينطلق من حال جهل، لأنَّ فرضيّتك تقتضي معرفتك بكلّ الأديان؛ بدين إبراهيم ودين موسى، وبالتّوراة كلّها والإنجيل والقرآن، ومعرفة كلّ ما جاء به رسول الله محمّد، وإلّا كيف تنفّذ ما لم تقتنع به ولم تؤمن به؟! ثم نقول لك: افرض أنّك لم تقتنع بدين، فعليك أن ترجع إلى الذين يملكون ثقافة الدّين؛ {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}.

فالإنسان عندما يكون جاهلاً، وليس لديه ظروف شخصيّة ذاتيّة للمعرفة، فعليه أن يرجع إلى أهل المعرفة وأهل الخبرة ليعرِّفوه ما جهله من ذلك كلّه.

ولذلك، هذا السؤال هو سؤال افتراضي ليست له أيّة واقعيّة بالطريقة التي أثرتها في سؤالك.

وعدالة الله سبحانه وتعالى، هي أنّه يجازي الإنسان بما أقام عليه الحجّة في ذلك، والحجّة هي عقله ووحيه؛ {ومَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}.

فالله سبحانه أقام عليك الحجّة، ولكنّك في سؤالك هذا لم تنفتح على هذه الحجّة، لأنّ الانفتاح على الحجّة الإلهيّة يكون بالرّجوع إلى من يفهمك ويعرّفك الأسس التي ترتكز عليها.

 

* كتاب النّدوة، ج 20.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية