فهذا الافتراض الذي فسّرته ينطلق من حال جهل، لأنَّ فرضيّتك تقتضي معرفتك بكلّ الأديان؛ بدين إبراهيم ودين موسى، وبالتّوراة كلّها والإنجيل والقرآن، ومعرفة كلّ ما جاء به رسول الله محمّد، وإلّا كيف تنفّذ ما لم تقتنع به ولم تؤمن به؟! ثم نقول لك: افرض أنّك لم تقتنع بدين، فعليك أن ترجع إلى الذين يملكون ثقافة الدّين؛ {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}.
فالإنسان عندما يكون جاهلاً، وليس لديه ظروف شخصيّة ذاتيّة للمعرفة، فعليه أن يرجع إلى أهل المعرفة وأهل الخبرة ليعرِّفوه ما جهله من ذلك كلّه.
ولذلك، هذا السؤال هو سؤال افتراضي ليست له أيّة واقعيّة بالطريقة التي أثرتها في سؤالك.
وعدالة الله سبحانه وتعالى، هي أنّه يجازي الإنسان بما أقام عليه الحجّة في ذلك، والحجّة هي عقله ووحيه؛ {ومَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}.
فالله سبحانه أقام عليك الحجّة، ولكنّك في سؤالك هذا لم تنفتح على هذه الحجّة، لأنّ الانفتاح على الحجّة الإلهيّة يكون بالرّجوع إلى من يفهمك ويعرّفك الأسس التي ترتكز عليها.
* كتاب النّدوة، ج 20.