ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبتيه:
فحص العقول والقلوب
في هذا الشهر الكريم؛ شهر رمضان المبارك، يريد الله تعالى لكلّ واحد منّا أن يفحص عقله في كل ما يختزنه من أفكار، لما قد يدخل فيه على مدى سنةٍ من بعض أفكار الباطل، من خلال ما يقرأه الإنسان أو يسمعه أو يفكّر فيه، وذلك بفعل غفلته عن عناصر الانفتاح على الحق، أو تأثّره ببعض الأوضاع أو ببعض الناس. وهكذا أيضاً، لا بد من أن يفحص الإنسان قلبه، لأن القلب قد يختزن في داخله بعض المشاعر التي قد تتمثل في محبة من عادى الله، وفي بغض من والى الله، لأن مشاعرنا وأحاسيسنا قد تخضع لبعض الحالات النفسية التي تنشأ من علاقات معينة، ربما تتعقّد فتتحوّل إلى حالة من حالات العداوة والبغض فيمن لا يجوز لنا أن نعاديه، ولا يحلّ لنا أن نبغضه. لذلك، لا بد لنا من أن نجلس مع قلوبنا ومشاعرنا وأحاسيسنا، لنطهّرها من كل قذارات الشهور وانحرافات الأحاسيس.
وكذلك، علينا في هذا الشهر الكريم، أن ندرس كل أقوالنا وأعمالنا، فقد نتحدث بما لا يرضي الله، كالغيبة والنميمة والكذب وسباب المؤمن، وما إلى ذلك من الكلمات السلبية التي لا يرضاها الله، وقد نقوم بأعمال لا يرضى عنها، كما في أكل الأموال بالباطل، وفي الشهوات المحرّمة، إلى غير ذلك من الأعمال المحرّمة.
التثقُّف بالقرآن
وقد أراد الله تعالى لنا أن ننطلق في هذا الشهر الكريم، لنتغيّر من حالات السلب إلى حالات الإيجاب، وأن نستفيد من صيامنا، بأن نقوّي إرادتنا، لأن الصيام يمثل الوسيلة التي يملك الإنسان من خلالها الإرادة في طاعة الله، ليكون ذلك منطلقاً لترك ما حرّمه الله عليه في العمر كله، لأن مسألة أن يتدرّب الإنسان على أن يضغط على شهواته وغرائزه وعاداته في شهر رمضان، إنما هو ليحصل على مناعة نفسية تؤدي به إلى ترك كل ما حرّمه الله عليه في الشهور كلها، وأن نستفيد من قراءتنا للقرآن قراءة تدبّر وتأمل ووعي لمعانيه، وكيف يمكن أن ننفتح على الإسلام كله في عقيدته وشريعته وأخلاقه وكل قيمه، لأن الله أراد لنا أن نقرأ القرآن لنضيء به عقولنا وقلوبنا، ولنثقّف به كل معلوماتنا، لنكون المسلمين الواعين الذين لا ينفتحون على الإسلام من موقع جامد، بل من موقع منفتح واعٍ، يجعلنا نعرف إسلامنا بشكل قوي فيه الكثير من الثقافة.
والمسألة في هذا الإصرار على تلاوة القرآن في شهر رمضان أو في غيره، يراد من خلالها أن يتثقف كل مسلم بالإسلام من خلال القرآن، وقد حدّثنا الله تعالى عن القرآن بأنه النور: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين} (المائدة:15)، فهو النور الذي يضيء العقل والقلب والحياة. وقد أرادنا رسول الله(ص) في الخطبة التي استقبل بها شهر رمضان، أن نطلب من الله أن يوفقنا لصيامه وتلاوة كتابه: "فاسألوا الله ربّكم بنيّات صادقة ـ من خلال صدق النية وإخلاصها لله ـ وقلوب طاهرة ـ ليس فيها شيء من الشرك والانحراف والعداوة لأولياء الله ـ أن يوفقكم لصيامه ـ لتحصلوا على المناعة الروحية والعملية في الإقبال على الطاعة وترك المعصية ـ وتلاوة كتابه ـ لأن الإنسان إذا لم يستطع أن يحصل على هذه المناعة الروحية التي تجعله يلتزم خط الطاعة ويبتعد عن خط المعصية، ليحصل على مرضاة الله، فإنه يخرج من شهر رمضان شقياً لا شقي مثله ـ فإن الشقي من حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم".
ثم يعالج رسول الله(ص) المسألة الشعورية، فيما يحسّ به الإنسان من جوع وعطش خلال النهار، فيطلب من الصائم أن لا يشغل نفسه بانتظار وقت الإفطار في حالة ذاتية نفسية، بل أن ينتقل، من خلال إحساسه بالجوع والعطش، إلى يوم القيامة؛ ذلك اليوم الطويل الذي يشعر الناس فيه بالجوع وأيّ جوع، وبالعطش وأيّ عطش: "واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه".
التكافل الاجتماعي والتواصل بين الأجيال
ثم ينتقل النبي(ص) إلى مسألة اجتماعية، وهي أن تشعر بأن هناك فقراء لا يجدون من الغذاء ما تجده أنت، وهناك مساكين لا يملكون العيش الكريم: "وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم"، كلٌّ بحسب قدرته؛ فإن الصدقة تطفئ غضب الله، وتنمّي للإنسان رزقه، وتشفي للإنسان مرضه.
ويعالج النبي(ص) أيضاً مسألة اجتماعية في تعامل الأجيال بعضها مع بعض، فهناك الكبار من آبائنا وأجدادنا وأمهاتنا وذوي العلم والسنّ في مجتمعاتنا، والله سبحانه يريد للأجيال الجديدة من الصغار، أن يوقّروا الكبار ويحترموهم، وأن لا يسيئوا إليهم، بل أن يتعاملوا معهم على أساس أنهم سبقوهم إلى الإسلام، وأنهم يملكون من التجارب ما لا يملكه الصغار. أما الكبار، فعليهم أن يرحموا الصغار؛ أن يرحموا قلة تجربتهم، وضعف عقولهم، وأن يعملوا على أن ينصحوهم، وأن لا يتعسفوا معهم، ولا يحمّلوهم ما لا يستطيعون: "ووقّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم"، فالنبي(ص) يريد للعوائل أن تتواصل وتتراحم، سواء كان الرحم واصلاً أو قاطعاً، لأن صلة الرحم تمثل القيمة الإسلامية التي يعطي الله الإنسان الذي يلتزم بها رحمته ومحبته ورضوانه وكل ألطافه.
"واحفظوا ألسنتكم ـ ليصم لسانك عن كلِّ قبيح وحرام، كما تصوم عن الطعام والشراب ـ وغضّوا عمّا لا يحلّ النظر إليه أبصاركم، وعما لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم".
أما الأيتام، فهم أمانة الله في كل مجتمع، وعلى المجتمع أن يتكفّل الأيتام ويتحنن عليهم، وأن يحافظ على أموالهم، وأن يتحمَّل مسؤوليتهم في كل ما يمكن الإنسان أن يقوم به من تربيتهم وتعليمهم: "وتحنّنوا على أيتام الناس يُتحنّن على أيتامكم". وقد أوصى الإمام عليّ(ع) بالأيتام بما يشبه الاستغاثة، فقال(ع): "الله الله في الأيتام، فلا تغبُّوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم"، بل احفظوهم كما تحفظون أولادكم، واحموهم من الضياع في متاهات الحياة، حتى تنشئوهم ليكونوا مواطنين صالحين.
التّوبة إلى الله
ويؤكد النبي(ص) في شهر رمضان، أن يستحضر الإنسان كل ذنوبه السالفة ليتوب إلى الله منها: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات} (الشورى:25) و{إنّ الله يحبّ التوّابين} (البقرة:222)، والتوبة هي الندم على ما فعله الإنسان من ذنب، والعزم على أن لا يفعل ذلك في المستقبل، وهي التوبة النصوح التي يدعو النبي(ص) إليها: "وتوبوا إلى الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم، فإنها أفضل الساعات ـ فالصلاة هي معراج روح المؤمن إلى الله، وعندما يقف الإنسان بين يدي الله مستشهداً بذلك على عبوديته له، فإنه يكون قريباً إليه ـ ينظر الله عزّ وجلّ فيها بالرحمة إلى عباده؛ يجيبهم إذا ناجوه، ويلبّيهم إذا نادوه، ويعطيهم إذا سألوه، ويستجيب لهم إذا دعوه. يا أيها الناس، إنَّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم ـ فما الذي يحرِّر هذه النفس ويعتقها؟ ـ ففكوها باستغفاركم ـ أن نستغفر الله في الصباح والمساء، ليستذكر كل إنسان ذنبه، ويستغفر الله منه ـ وظهوركم ثقيلة من أوزاركم، فخفِّفوا عنها بطول سجودكم ـ اسجدوا لله سجوداً طويلاً، لأن الإنسان عندما يسجد لله، يشعر بإخلاص العبودية له والقرب منه ـ واعلموا أن الله تعالى ذكره، أقسم بعزته أن لا يعذّب المصلّين والساجدين، وأن لا يروّعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين". وأيّ جائزة أعظم من هذه الجائزة؟
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله... اتقوا الله، وواجهوا الموقف من قاعدة واحدة تتحدى المستكبرين في استكبارهم، وتنفتح على المستضعفين في استضعافهم، وتحرك الأمة بالوحدة التي تجعلها أمة واحدة قوية، ولينطلق المؤمنون ليكون كل واحد منهم مع الآخر كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر. فتعالوا لنعرف ما هي أوضاعنا في هذا العالم الذي يتحرك فيه المستكبرون من أجل أن يصادروا حياة المستضعفين؟!
العمل على مصادرة القضية الفلسطينية
لا تزال اللعبة الدولية الخاضعة في مضمونها السياسي للولايات المتحدة الأمريكية، تصادر القضية الفلسطينية لحساب إسرائيل، في خطتها التمييعية التي تراهن على عامل الزمن في تنفيذ الاجتياح الجغرافي للأرض، من خلال المستوطنات والجدار العنصري الفاصل، والسيطرة على مصادر المياه في الضفة الغربية، والعبث بالوضع الفلسطيني، من خلال التلويح بالاجتماع برئيس السلطة الذي لن يؤدِّي إلى أيّ نتيجة إيجابية لأيّ حلّ للمشكلة، تماماً كما لو كان ذلك بمثابة الصَّدَقة التي تتصدّق بها حكومة العدو على السلطة!!
وفي هذا الجوّ، نجد الخداع الأمريكي الذي يطرح بعض الأمور التعجيزية التي لا تنتهي إلى أيّ حلّ، من خلال تغليب الجانب الأمني المثير للفتنة الداخلية، على الجانب السياسي الذي يدخل في حركة الحلّ. وتبقى المسألة في المتاهات الدولية في خارطة الطريق التي تزداد جموداً، لأن اللجنة الرباعية الدولية لا تريد الوصول المسألة إلى حسم المشكلة، فأعضاء اللجنة ـ ما عدا أمريكا ـ لا يملكون من الأمر شيئاً، بفعل الضغط الأمريكي ـ الإسرائيلي الذي يحاصر القضية في دائرة مصالحه الاستراتيجية التي لا تلتقي مع مصالح الفلسطينيين.
تقاعس عربي عن نصرة قضاياهم
وهكذا رأينا كيف عُزلت الدول العربية وكيف منعت الحصول على أيّ مكسب في هذه المسألة فيما يسمّى الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وهذا ما عرفه العالم في الفشل العربي في طرح هذا الصراع في مجلس الأمن، الذي لم يكلّف أعضاؤه أنفسهم عناء الاهتمام بمطالب الجامعة العربية التي سبق أن أعلنت وفاة الحل للقضية الفلسطينية، وسقوط المبادرة العربية بالضربة القاتلة من قِبَل أمريكا الإسرائيلية التي تتعامل مع العالم العربي كعالم مهزوم، حتى إنه أصبح ينظر إلى موقعه بهذه النظرة.
أمريكا تخوِّف العرب من إيران
لقد استطاعت أمريكا إقناع أكثر الدول العربية بأن إسرائيل ليست المشكلة، وليست العدو، وأن الفلسطينيين، ولاسيما فصائل الانتفاضة، يمثلون الحالة الإرهابية التي تشكّل الخطر على العرب كما على إسرائيل، ولذلك فإن الإدارة الأمريكية ترى أن من مسؤوليتهم التنسيق مع الدولة العبرية في الضغط عليهم، وهذا ما يتمثل، بين وقت وآخر، في تهديد الانتفاضة من قِبَل بعض المسؤولين الأمنيين العرب بالاجتياح الإسرائيلي لغزة إذا لم تفرج حركة حماس عن الجندي الإسرائيلي، بدلاً من التدخّل لدى إسرائيل للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ولاسيما المسؤولين في المجلس التشريعي والحكومة الفلسطينية من حركة حماس.
إن أمريكا تريد للعرب نسيان الخطر الإسرائيلي، وإهمال القضية الفلسطينية، واستبدال ذلك بالاستعداد لما تسمّيه الخطر الإيراني الذي ترى فيه أمريكا مشكلة لها، تتمثّل في معارضة سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لسياسة الإدارة الأمريكية الضاغطة على المنطقة في مصالحها الحيوية، ولا سيما في رفض إيران الاحتلال الأمريكي للعراق، الذي تحوّل إلى ساحة للمجازر التي تجتاح العراقيين المدنيين بتأثير سلطات الاحتلال التي يتكامل دورها مع الفئات التكفيرية ومخابرات الموساد، ثم في رفضها الاحتلال اليهودي لفلسطين، أرضاً وشعباً، وفي دعم الشعب الفلسطيني في جهاده ضد الاحتلال، وفي تأييدها ودعمها للمقاومة الإسلامية في لبنان.
إن هناك لعبة دولية أمريكية للسيطرة على المنطقة بمقدّراتها الاقتصادية والسياسية والأمنية، من خلال خلفية استكبارية لمصادرة الواقع كله، ولتنفيذ الاستراتيجية المتحركة في الضغط على المواقف الحرة الرافضة للعبودية المفروضة من قِبَل الدولة المهيمنة على العالم كله. وعلى الشعوب كلها أن تواجه هذا الموقف بالتخطيط للمعارضة الفاعلة التي تسقط عنفوان المستكبرين بكل الوسائل القوية، لتبقى للشعوب حريتها في إدارة شؤونها، والحفاظ على مصالحها الحيوية وقضاياها المصيرية، لأن الاستكبار مهما بلغت قوته، فإن الشعوب الواعية قادرة على إرباك خطواته وتدمير مصالحه، إذا استطاعت هذه الشعوب أن توحِّد حركتها في عملية تخطيط فاعل في الحاضر والمستقبل.
الشيعة يمثلون الوحدة المصيرية لمصلحة الوطن
أما في لبنان، فإننا نواجه تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية حول النسيج الداخلي اللبناني عبر الضرب على الوتر الطائفي، تارةً بالإيحاء بأن أمريكا مع فريق معين ضد فريق آخر، وطوراً بالسعي للإيحاء بوجود انقسامات داخل الطائفة الإسلامية الشيعية، بين فريق ينفتح على الالتزام بالخط الأمريكي ـ الإسرائيلي ضد المقاومة، وفريق يلتزم المقاومة في عملية التحرير وفي حركة الانتصار، وذلك من خلال تحريك "الفوضى البنّاءة" التي طرحها رئيسها من أجل إرباك الواقع اللبناني، في الوقت الذي يعرف الجميع، أن المسلمين الشيعة يمثِّلون الوحدة السياسية المصيرية لمصلحة الوطن كله، وأن ما تتحدث عنه "رايس" من خلال تقارير مخابراتها، لا يمثل أيّ حجم للانقسام، بل هو لون من ألوان حرية التعبير لأيّ رأي مخالف، انطلاقاً من إيمانهم باحترام حقوق الإنسان، حتى لو كان في خط الانحراف. إنَّ هذا التصريح لهذه الوزيرة الأمريكية الذي تلقفه بعض الناس من فريقها في لبنان، كان يمثل بعض التمنيات الخيالية التي لا أساس لها في الواقع.
وتتابع هذه الوزيرة توزيع التهديدات ضد إيران وسوريا وحماس بالعقوبات وبالضغوط المتنوّعة، في الوقت الذي تعرف أن دولتها تتخبط في الوحول العراقية بالدرجة التي قاربت فيها الهزيمة، بفعل المقاومة التي تحاصر الاحتلال من أكثر من جانب.
لقد انطلقت هذه الوزيرة ـ مع إدارتها ـ منذ الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان، لتدميره، لما يمثّله من نقيض لإسرائيل، ولكنها فشلت فشلاً ذريعاّ في الهزيمة التي ألحقتها المقاومة بها، ولذلك فإنها تتخبط في تصريحاتها كما يتخبط رئيسها، لأن نتائج هذه المعركة أسقطت الكثير من أهداف إسرائيل وأمريكا على أكثر من صعيد، بالرغم مما يثيره بعض الفرقاء في لبنان من الحديث عن المأساة التي خلّفها العدوان، للتهوين من انتصار المقاومة الذي مثّل الصدمة العنيفة لأحلام بعض الناس ممن لا يملكون أية قضية للأمة في حسابات القوة التي قد تلتقي بالتضحيات التي تقدّمها الشعوب لأنها تفكر بالكرامة والحرية والعزة.
الارتفاع إلى مستوى قضايا الوطن والأمّة
إننا ندعو الجميع إلى الارتفاع إلى مستوى قضايا الوطن وتحديات الأمة، ومواجهة المرحلة الصعبة بالالتزام بالمستقبل الذي يملك القدرة على الدفاع عن الأرض والإنسان ضد العدو، وذلك من خلال عناصر القوة التي تتجمّع في داخل الوطن بطريقة ذاتية من دون استجداءٍ للحماية من الآخرين، لأن الأمن المستعار لا يمكن أن يحقق للبلد العزة والحرية، بل يخضع للقوة المعارة في مصالحها وشؤونها العامة.