يتصوّر بعض العلماء أنّ الله جعل لأنبيائه ورسله ولايةً تكوينيّةً، يتصرّفون من خلالها بالكون، فيغيّرون الأشياء وينقلونها من حال إلى حال، ويجمّدون الأسباب ويصنعون أسباباً جديدةً للأشياء، بإذن الله، من خلال ما أعطاهم الله من السلطة على الكون في حركة التكوين، كما أعطاهم السلطة الشرعيّة في إدارة شؤون الناس وحكمهم وبثّ قوانين الشّريعة بينهم وهدايتهم إلى دينه.
وقد أخذت نظريّة «الولاية التكوينية» بعداً عقائديّاً حاسماً متنوّعاً؛ فتارةً تضيّق المسألة لتبقى في دائرة المعجزة، وأخرى توسّعها لتشمل كلّ الكون، حتّى إنّ البعض يرى أنّ الله فوّض للأنبياء وللأئمّة (ع) أمر التصرّف في الكون في حركته الخفيّة والظاهرة، بحيث إنّهم يملكون القدرة على تغيير ما يريدونه في الكون وفي الإنسان، من دون أيّة قدرة ذاتيّة مستقلّة؛ بل من خلال القدرة التي مكّنهم الله منها وأعطاهم إيّاها؛ فهم القادرون بقدرة الله، الأولياء على الكون بولايته، وهذا التوجيه يبعد المسألة ـ في رأيهم ـ عن الشّرك والغلوّ والانحراف عن خطّ العقيدة المستقيم.
وربّما كان للاعتقاد بهذه النّظريّة أثره على طريقة التوجّه الذي يعيشه الإنسان في دعائه لقضاء حاجاته، حيث نجد أنّ بعض النّاس يتوجّهون إلى الأولياء ليُرزقوا بالولد، أو ليوسَّع عليهم في الرزق، أو لدفع خطر داهم، أو عدوّ غاشم، أو ما إلى ذلك... وقد دأبت بعض الجماعات على أدعية تتوجّه مباشرةً إلى الأئمّة والأولياء، ولو من باب كونهم الوسائل إلى الله تعالى، فيطلبون منهم الشفاعة والنجاة من النار وما أشبه ذلك.
أهم المحتويات
مفهوم الولاية التّكوينيّة - موقع الولاية التّكوينيّة في المعتقد الإسلاميّ - في إمكان الولاية التّكوينيّة ووجه الحاجة إليها - أدلّة الولاية التّكوينيّة ومناقشتها - أدلّة النّفي - استفسارات حول الولاية التكوينيّة
يتصوّر بعض العلماء أنّ الله جعل لأنبيائه ورسله ولايةً تكوينيّةً، يتصرّفون من خلالها بالكون، فيغيّرون الأشياء وينقلونها من حال إلى حال، ويجمّدون الأسباب ويصنعون أسباباً جديدةً للأشياء، بإذن الله، من خلال ما أعطاهم الله من السلطة على الكون في حركة التكوين، كما أعطاهم السلطة الشرعيّة في إدارة شؤون الناس وحكمهم وبثّ قوانين الشّريعة بينهم وهدايتهم إلى دينه.
وقد أخذت نظريّة «الولاية التكوينية» بعداً عقائديّاً حاسماً متنوّعاً؛ فتارةً تضيّق المسألة لتبقى في دائرة المعجزة، وأخرى توسّعها لتشمل كلّ الكون، حتّى إنّ البعض يرى أنّ الله فوّض للأنبياء وللأئمّة (ع) أمر التصرّف في الكون في حركته الخفيّة والظاهرة، بحيث إنّهم يملكون القدرة على تغيير ما يريدونه في الكون وفي الإنسان، من دون أيّة قدرة ذاتيّة مستقلّة؛ بل من خلال القدرة التي مكّنهم الله منها وأعطاهم إيّاها؛ فهم القادرون بقدرة الله، الأولياء على الكون بولايته، وهذا التوجيه يبعد المسألة ـ في رأيهم ـ عن الشّرك والغلوّ والانحراف عن خطّ العقيدة المستقيم.
وربّما كان للاعتقاد بهذه النّظريّة أثره على طريقة التوجّه الذي يعيشه الإنسان في دعائه لقضاء حاجاته، حيث نجد أنّ بعض النّاس يتوجّهون إلى الأولياء ليُرزقوا بالولد، أو ليوسَّع عليهم في الرزق، أو لدفع خطر داهم، أو عدوّ غاشم، أو ما إلى ذلك... وقد دأبت بعض الجماعات على أدعية تتوجّه مباشرةً إلى الأئمّة والأولياء، ولو من باب كونهم الوسائل إلى الله تعالى، فيطلبون منهم الشفاعة والنجاة من النار وما أشبه ذلك.
أهم المحتويات
مفهوم الولاية التّكوينيّة - موقع الولاية التّكوينيّة في المعتقد الإسلاميّ - في إمكان الولاية التّكوينيّة ووجه الحاجة إليها - أدلّة الولاية التّكوينيّة ومناقشتها - أدلّة النّفي - استفسارات حول الولاية التكوينيّة