نفسية
27/12/2015

أعاني الانطوائيَّة.. ما العلاج؟!

أعاني الانطوائيَّة.. ما العلاج؟!

استشارة..

أنا رجل متزوّج، أعاني الانطوائيَّة، ولا أحبّ التجمّعات وأتهرَّب منها، ما يسبِّب لي بعض المواقف المحرجة... علماً أنَّ علاقاتي الاجتماعيَّة كثيرة جدّاً، فلديّ أصدقاء كثيرون، وأنا محبوب من الجميع ومن عائلتي، ولكنّي أفضّل الانطواء والهدوء وما شابه.

ولديّ مشكلات أخرى، تتلخَّص بما يلي:

أوّلاً: عندي ميل إلى التفكير في الماضي واسترجاع الذكريات، ما يجعلني دائماً أندم على أشياء فاتتني، أو أحزن على عزيز فقدته، وأعمد إلى إجراء مقارنات بين الماضي والحاضر، ما يشعرني بأنَّ العمر يفوت بسرعة.

ثانياً: في الماضي، أحببت شابّة كثيراً، وقد انقطعت علاقتي بها منذ خمس سنوات، ثم أحببت غيرها، والآن أنا متزوّج، ولكن دائماً ما أتذكَّر علاقاتي السابقة، وأتابع أخبار أولئك الفتيات، وأشعر بالحزن لفقدانهنّ جميعاً، كما أشعر بالغضب عندما أعرف أنهنّ سعيدات ويمارسن حياتهنَّ بشكل طبيعيّ. وللعلم، فإنّ زوجتي جميلة شكلاً وخلقاً وحياتنا مستقرّة.

ثالثاً: أنا جبان مع النّاس ولا أستطيع المواجهة، وإذا طُلب رأيي في شيء ما، أكون دبلوماسياً، وأخاف التَّشاجر مع الآخرين إذا حدث أمر استدعى ذلك. حاولت أن أتغلَّب على جبني ولم أستطع، علماً أنَّني جريء في قراراتي الحياتيَّة.

رابعاً: أشعر بالحقد تجاه بعض الأشخاص والغيرة منهم، ولم أنجح في التغلّب على هذا السّلوك القبيح، كما أنَّني كثير الانتقاد للآخرين والتهكّم عليهم، ولكن ذلك يظهر في شكل دعابة.

خامساً: مزاجي العام في الغالب سيِّئ، وإن حدث لي شيء يستدعي الفرح لا أعطيه حقّه.. مثلاً، كنت أرغب في الأطفال، ولكن عندما علمت بحمل زوجتي، لم أفرح الفرح المتوقَّع في مثل تلك المناسبات.

وجواب..

إنَّ مضمون الرسالة يتمحور حول الحالة الانفعاليّة والصّراع النّفسيّ، ويبدو من خلال الرسالة الطّويلة وجود حالة من التوتّر بسبب هذه الصّراعات، والتي هي طبيعيّة في ظاهرها، بالرغم من أنها تُسبِّب القلق وتسلب الراحة، ولكنّها لا تُعتبر مؤشّراً على "المرض"، إلاّ إذا تفاقمت، وهذا ما لا يُمكن تشخيصه عبر الإنترنت، ويحتاج إلى تقييم نفسيّ دقيق في العيادة.

بخصوص مشكلاتك، يبدو أنَّ حياتك العاطفيَّة السّابقة قد أثّرت في مزاجك، ويعود السَّبب في ذلك إلى تمسّكك بالذّكريات القديمة، وكأنها لا زالت جزءاً من الواقع، لذلك تحتاج إلى أن تأخذ قراراً بحذف الماضي نهائيّاً من حياتك.

ولتوضيح الحلّ لكلِّ مشاكلك، إليك هذه الإرشادات الّتي تُعتبر مفاتيح للتّغيير وللعيش بسلام، والّتي تعتمد على أسلوب التَّفكير وتنعكس على المشاعر:

1 ـ الغيرة والحسد: هما مشاعر مُركَّبة من عدَّة انفعالات، مثل الحبّ والغضب والكره، ويرتبطان بالرغبة بالحصول على الأشياء، وهذا ما يولّد صراعات نفسيّة بسبب النّزعة إلى حب التملّك، وبالتّالي الأنانيّة. وعليه، كُن طموحاً بعيداً عن الطّمع، فالقناعة هي مفتاح السّعادة، ولا يجب أن ننسى أنَّ الله سبحانه وتعالى هو العاطي، وقد نهانا عن النّظر إلى ما في أيدي النّاس.

 لذا، عليك أن تنهى نفسك عن ذلك، وبدل أن تشعر بالغيرة، تستطيع أن تحوّل أفكارك إلى أفكار أكثر إيجابيّة، مثل أن تقول لنفسك: "لا يجب أن أغار، بل على العكس، كلّ إنسان له نصيب، وأنا راضٍ بنصيبي، وسأسعى في الوقت المناسب إلى تحسين وضعي". وكلمة "الحمد لله"، لها مفعول سحريّ يدلّ على القناعة والرّضى بقسمة الله وحُسن الظنّ به وحُسن تقديره.

وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى أهميّة تقدير ما تملك وليس ما ترغب فيه، فما تملكه من صحّة وعافية ومال وبيت وزواج، هو حلم لدى الآخرين، فركِّز على النّعمة التي تملكها، فالنَّفس تطمع دائماً ويجب ترويضها وتأديبها بالأخلاق، وما أجمل أخلاق القرآن الكريم في هذه النّقطة وغيرها!

2    ـ النّضج العقليّ والنّضج العاطفيّ: العقل هو منظومة الأفكار والثّقافة والتربية والتجارب الّتي نعيشها، وأحياناً تتشوَّش بعض الأفكار وتتشوَّه، بسبب نقص الرؤية والتَّحليل السّلبيّ، أمّا النضج العاطفي، فهو مدى القدرة على التحكّم بالانفعالات والمشاعر والفهم الصَّحيح لها، وغالباً ما يضيع النّاس بها بسبب ضعف القدرة على التحكّم والفهم، ولكن هذا النّضج ينمو من خلال التّجارب والعلاقات الاجتماعيّة.

 لا يسعنا المجال للتوسّع أكثر، لكن عليك ضبط ردود فعلك، وأن لا تكون مزاجيّاً، واحترم مشاعر الآخرين، فهم أيضاً لديهم مشاكل ومشاعر، وعدم التّواصل معهم أو صدّهم، هو ردّ فعلٍ على ما تشعر به، وليس لهم ذنب في ذلك.

حاول أن لا تتصرَّف بناءً على مزاجك، بل حاول أن تستغلّ تواصل النّاس معك لتحسين مزاجك والخروج من حالة الضّيق الّتي تشعر بها والاستمتاع برفقة أصدقائك.

3    ـ سمات الشَّخصيّة وصفاتها: إنَّ ما يميِّز فرداً عن آخر، هو صفات شخصيّته التي يكتسبها ويتعلَّمها ويُطبع نفسه عليها، وأبعاد الشخصيَّة مُتعدِّدة ولا مجال لذكرها، ولكن أيضاً يمكن التحكّم بها والتعلّم كيف نطوِّرها، لتكون أكثر إنسانيَّة، وتتبلور فيها كلّ الصفات الحميدة، وتُستأصل الصّفات السيّئة منها، وذلك يحتاج إلى التّدرّب والتعلّم .


استشارة..

أنا رجل متزوّج، أعاني الانطوائيَّة، ولا أحبّ التجمّعات وأتهرَّب منها، ما يسبِّب لي بعض المواقف المحرجة... علماً أنَّ علاقاتي الاجتماعيَّة كثيرة جدّاً، فلديّ أصدقاء كثيرون، وأنا محبوب من الجميع ومن عائلتي، ولكنّي أفضّل الانطواء والهدوء وما شابه.

ولديّ مشكلات أخرى، تتلخَّص بما يلي:

أوّلاً: عندي ميل إلى التفكير في الماضي واسترجاع الذكريات، ما يجعلني دائماً أندم على أشياء فاتتني، أو أحزن على عزيز فقدته، وأعمد إلى إجراء مقارنات بين الماضي والحاضر، ما يشعرني بأنَّ العمر يفوت بسرعة.

ثانياً: في الماضي، أحببت شابّة كثيراً، وقد انقطعت علاقتي بها منذ خمس سنوات، ثم أحببت غيرها، والآن أنا متزوّج، ولكن دائماً ما أتذكَّر علاقاتي السابقة، وأتابع أخبار أولئك الفتيات، وأشعر بالحزن لفقدانهنّ جميعاً، كما أشعر بالغضب عندما أعرف أنهنّ سعيدات ويمارسن حياتهنَّ بشكل طبيعيّ. وللعلم، فإنّ زوجتي جميلة شكلاً وخلقاً وحياتنا مستقرّة.

ثالثاً: أنا جبان مع النّاس ولا أستطيع المواجهة، وإذا طُلب رأيي في شيء ما، أكون دبلوماسياً، وأخاف التَّشاجر مع الآخرين إذا حدث أمر استدعى ذلك. حاولت أن أتغلَّب على جبني ولم أستطع، علماً أنَّني جريء في قراراتي الحياتيَّة.

رابعاً: أشعر بالحقد تجاه بعض الأشخاص والغيرة منهم، ولم أنجح في التغلّب على هذا السّلوك القبيح، كما أنَّني كثير الانتقاد للآخرين والتهكّم عليهم، ولكن ذلك يظهر في شكل دعابة.

خامساً: مزاجي العام في الغالب سيِّئ، وإن حدث لي شيء يستدعي الفرح لا أعطيه حقّه.. مثلاً، كنت أرغب في الأطفال، ولكن عندما علمت بحمل زوجتي، لم أفرح الفرح المتوقَّع في مثل تلك المناسبات.

وجواب..

إنَّ مضمون الرسالة يتمحور حول الحالة الانفعاليّة والصّراع النّفسيّ، ويبدو من خلال الرسالة الطّويلة وجود حالة من التوتّر بسبب هذه الصّراعات، والتي هي طبيعيّة في ظاهرها، بالرغم من أنها تُسبِّب القلق وتسلب الراحة، ولكنّها لا تُعتبر مؤشّراً على "المرض"، إلاّ إذا تفاقمت، وهذا ما لا يُمكن تشخيصه عبر الإنترنت، ويحتاج إلى تقييم نفسيّ دقيق في العيادة.

بخصوص مشكلاتك، يبدو أنَّ حياتك العاطفيَّة السّابقة قد أثّرت في مزاجك، ويعود السَّبب في ذلك إلى تمسّكك بالذّكريات القديمة، وكأنها لا زالت جزءاً من الواقع، لذلك تحتاج إلى أن تأخذ قراراً بحذف الماضي نهائيّاً من حياتك.

ولتوضيح الحلّ لكلِّ مشاكلك، إليك هذه الإرشادات الّتي تُعتبر مفاتيح للتّغيير وللعيش بسلام، والّتي تعتمد على أسلوب التَّفكير وتنعكس على المشاعر:

1 ـ الغيرة والحسد: هما مشاعر مُركَّبة من عدَّة انفعالات، مثل الحبّ والغضب والكره، ويرتبطان بالرغبة بالحصول على الأشياء، وهذا ما يولّد صراعات نفسيّة بسبب النّزعة إلى حب التملّك، وبالتّالي الأنانيّة. وعليه، كُن طموحاً بعيداً عن الطّمع، فالقناعة هي مفتاح السّعادة، ولا يجب أن ننسى أنَّ الله سبحانه وتعالى هو العاطي، وقد نهانا عن النّظر إلى ما في أيدي النّاس.

 لذا، عليك أن تنهى نفسك عن ذلك، وبدل أن تشعر بالغيرة، تستطيع أن تحوّل أفكارك إلى أفكار أكثر إيجابيّة، مثل أن تقول لنفسك: "لا يجب أن أغار، بل على العكس، كلّ إنسان له نصيب، وأنا راضٍ بنصيبي، وسأسعى في الوقت المناسب إلى تحسين وضعي". وكلمة "الحمد لله"، لها مفعول سحريّ يدلّ على القناعة والرّضى بقسمة الله وحُسن الظنّ به وحُسن تقديره.

وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى أهميّة تقدير ما تملك وليس ما ترغب فيه، فما تملكه من صحّة وعافية ومال وبيت وزواج، هو حلم لدى الآخرين، فركِّز على النّعمة التي تملكها، فالنَّفس تطمع دائماً ويجب ترويضها وتأديبها بالأخلاق، وما أجمل أخلاق القرآن الكريم في هذه النّقطة وغيرها!

2    ـ النّضج العقليّ والنّضج العاطفيّ: العقل هو منظومة الأفكار والثّقافة والتربية والتجارب الّتي نعيشها، وأحياناً تتشوَّش بعض الأفكار وتتشوَّه، بسبب نقص الرؤية والتَّحليل السّلبيّ، أمّا النضج العاطفي، فهو مدى القدرة على التحكّم بالانفعالات والمشاعر والفهم الصَّحيح لها، وغالباً ما يضيع النّاس بها بسبب ضعف القدرة على التحكّم والفهم، ولكن هذا النّضج ينمو من خلال التّجارب والعلاقات الاجتماعيّة.

 لا يسعنا المجال للتوسّع أكثر، لكن عليك ضبط ردود فعلك، وأن لا تكون مزاجيّاً، واحترم مشاعر الآخرين، فهم أيضاً لديهم مشاكل ومشاعر، وعدم التّواصل معهم أو صدّهم، هو ردّ فعلٍ على ما تشعر به، وليس لهم ذنب في ذلك.

حاول أن لا تتصرَّف بناءً على مزاجك، بل حاول أن تستغلّ تواصل النّاس معك لتحسين مزاجك والخروج من حالة الضّيق الّتي تشعر بها والاستمتاع برفقة أصدقائك.

3    ـ سمات الشَّخصيّة وصفاتها: إنَّ ما يميِّز فرداً عن آخر، هو صفات شخصيّته التي يكتسبها ويتعلَّمها ويُطبع نفسه عليها، وأبعاد الشخصيَّة مُتعدِّدة ولا مجال لذكرها، ولكن أيضاً يمكن التحكّم بها والتعلّم كيف نطوِّرها، لتكون أكثر إنسانيَّة، وتتبلور فيها كلّ الصفات الحميدة، وتُستأصل الصّفات السيّئة منها، وذلك يحتاج إلى التّدرّب والتعلّم .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية