تفسيرُ القرآنِ بفهمٍ جديدٍ ومعاصر!

تفسيرُ القرآنِ بفهمٍ جديدٍ ومعاصر!

إنَّ حركة الاجتهاد في فهم القرآن تبقى حيّة منفتحة على كلّ جديد، لأنّ النص القرآني لا يمثل - في معظم آياته - النصَّ الصَّريحَ الذي لا يلتقي مع الاحتمال المخالف، بل يمثِّل الظهور الذي هو حركة في دائرة الظنّ الذي يقارب الاحتمال، وليس معنى ذلك في ساحة القطع الَّذي لا مجال فيه لاحتمال آخر.

وفي ضوء ذلك، قد يجد الإنسان الفرصة في فهم الظاهر بما لم يصل إليه الآخرون، وقد يلتقي الباحث المفكِّر ببعض الجوانب في هذا النصّ مما لم ينتبه إليه الباحث الآخر الَّذي قد يكون نظر في القضيَّة من جانب آخر.

ولذلك، فإنّنا ندعو إلى تفاسير جديدة [للقرآن] من خلال فهم جديد ومعاصر. ولست أقصد بذلك أن تكون الجدّة عقدة ضعف نعيشها في حاجتنا إلى الإجابة عن أسئلة العصر، لنتكلَّف الجديد من خلال التأويل الذي لا يحتمله النصّ، أو محاولة إدخال كلّ النظريات العلمية الطبيعية والاجتماعية والنفسية في المدلول القرآني، بالدَّرجة التي لا يحتملها المعنى في الآية، كما لاحظناه في بعض التجارب التفسيريَّة التي حاولت أن تجد في كلمة (الذرَّة)، مثلاً، حديثاً عن علم الذرَّة أو نحو ذلك.

ولا شكَّ أنَّ مثل هذا المنهج قد يدخل القرآن في متاهات فكريَّة لا تخدم الحقيقة الإسلاميَّة، لأنَّ النظريَّة قابلة للخطأ وللصَّواب، فهي لا تمثِّل الحقيقة العلميَّة الحاسمة، فكم من النظريَّات التي كانت تمثِّل البديهة العلمية لدى جيلٍ من الناس، أصبحت تمثّل الخرافة لدى جيل آخر! فلا يمكن إخضاع القرآن لها. مع الملاحظة المهمَّة في هذا الاتجاه، وهي أنَّ التفسير عبارة عن استنطاق النصّ من خلال مدلوله اللّغوي أو العرفي، من دون أيّ تكلّف تأويليّ إلَّا بحسب القرائن المحيطة بالنصّ في نطاق قواعد المجاز والاستعارة والكناية الَّتي هي الخطّ البلاغيّ لحمل اللّفظ من ظاهره إلى الظَّاهر الثانوي الجديد بفعل القرائن الواضحة.

وإنَّنا إذ نؤكِّد هذه الفكرة، لا نمانع في وجود الكثير من الإيحاءات العلميَّة في عالم الطَّبيعة والإنسان، والمفاهيم الاجتماعيَّة والنفسيَّة، ولكن لا بدَّ من محاولة الوصول إلى طبيعتها وتفاصيلها من خلال منهج دقيق يلتقي بالفكرة في المدلول اللَّفظي، على أساس القواعد الثَّابتة في اللغة العربيَّة في فهم المضمون، مع إبقاء الاحتمال لفهم جديد.

*من كتاب "الاجتهاد بين أسر الماضي وآفاق المستقبل".

إنَّ حركة الاجتهاد في فهم القرآن تبقى حيّة منفتحة على كلّ جديد، لأنّ النص القرآني لا يمثل - في معظم آياته - النصَّ الصَّريحَ الذي لا يلتقي مع الاحتمال المخالف، بل يمثِّل الظهور الذي هو حركة في دائرة الظنّ الذي يقارب الاحتمال، وليس معنى ذلك في ساحة القطع الَّذي لا مجال فيه لاحتمال آخر.

وفي ضوء ذلك، قد يجد الإنسان الفرصة في فهم الظاهر بما لم يصل إليه الآخرون، وقد يلتقي الباحث المفكِّر ببعض الجوانب في هذا النصّ مما لم ينتبه إليه الباحث الآخر الَّذي قد يكون نظر في القضيَّة من جانب آخر.

ولذلك، فإنّنا ندعو إلى تفاسير جديدة [للقرآن] من خلال فهم جديد ومعاصر. ولست أقصد بذلك أن تكون الجدّة عقدة ضعف نعيشها في حاجتنا إلى الإجابة عن أسئلة العصر، لنتكلَّف الجديد من خلال التأويل الذي لا يحتمله النصّ، أو محاولة إدخال كلّ النظريات العلمية الطبيعية والاجتماعية والنفسية في المدلول القرآني، بالدَّرجة التي لا يحتملها المعنى في الآية، كما لاحظناه في بعض التجارب التفسيريَّة التي حاولت أن تجد في كلمة (الذرَّة)، مثلاً، حديثاً عن علم الذرَّة أو نحو ذلك.

ولا شكَّ أنَّ مثل هذا المنهج قد يدخل القرآن في متاهات فكريَّة لا تخدم الحقيقة الإسلاميَّة، لأنَّ النظريَّة قابلة للخطأ وللصَّواب، فهي لا تمثِّل الحقيقة العلميَّة الحاسمة، فكم من النظريَّات التي كانت تمثِّل البديهة العلمية لدى جيلٍ من الناس، أصبحت تمثّل الخرافة لدى جيل آخر! فلا يمكن إخضاع القرآن لها. مع الملاحظة المهمَّة في هذا الاتجاه، وهي أنَّ التفسير عبارة عن استنطاق النصّ من خلال مدلوله اللّغوي أو العرفي، من دون أيّ تكلّف تأويليّ إلَّا بحسب القرائن المحيطة بالنصّ في نطاق قواعد المجاز والاستعارة والكناية الَّتي هي الخطّ البلاغيّ لحمل اللّفظ من ظاهره إلى الظَّاهر الثانوي الجديد بفعل القرائن الواضحة.

وإنَّنا إذ نؤكِّد هذه الفكرة، لا نمانع في وجود الكثير من الإيحاءات العلميَّة في عالم الطَّبيعة والإنسان، والمفاهيم الاجتماعيَّة والنفسيَّة، ولكن لا بدَّ من محاولة الوصول إلى طبيعتها وتفاصيلها من خلال منهج دقيق يلتقي بالفكرة في المدلول اللَّفظي، على أساس القواعد الثَّابتة في اللغة العربيَّة في فهم المضمون، مع إبقاء الاحتمال لفهم جديد.

*من كتاب "الاجتهاد بين أسر الماضي وآفاق المستقبل".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية