كتابات
14/03/2022

الملكُ إسرافيلُ الَّذي أُوكِلَتْ إليه مهمّةُ إيقاظِ الأمواتِ

الملكُ إسرافيلُ الَّذي أُوكِلَتْ إليه مهمّةُ إيقاظِ الأمواتِ
[يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعائه في الصَّلاة على حملة العرش وكلّ ملك مقرَّب:]

"وَإسْرافيلُ صَاحِبُ الصُّورِ الشَّاخِصُ الَّذي ينْتَظِرُ منْكَ الإذْنَ وحُلُولَ الأمْرِ، فيُنَبِّهُ بِالنَّفْخَةِ صَرْعى رَهَائِنِ القُبُورِ".

هذا الملك الّذي أوكل الله إليه مهمّة إيقاظ الأموات من رقدة الموت العميقة، من خلال النفخ في القرن، في صوتٍ يبعث الحياة في طبيعة الموت، لينطلق النَّاس من الأجداث إلى ربّهم مسرعين، وهذا ما حدَّثنا الله عنه في كتابه في قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ}[يس: 51 - 52].

وجاء في تفسير الدرّ المنثور عن النبيّ (ص) أنّه قال: "لما فرغ الله من خلق السّموات والأرض، خلق الصّور فأعطاه إسرافيل (ع)، فهو واضعه على فيه، شاخص بصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر. قيل: يا رسول الله، وما الصّور؟ قال: القرن، قيل: كيف هو؟ قال: عظيمٌ! والَّذي نفسي بيده، إنَّ عظم دارة فيه كعرض السَّماوات والأرض، فيؤمر بالنَّفخ فيه، فينفخ نفخةً لا يبقى عندها في الحياة أحد إلَّا مَن شاء الله، وذلك قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللهُ}... ثم يؤمر بأخرى، فينفخ نفخة لا يبقى معها ميت إلَّا بُعث وقام، وذلك قوله تعالى: {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ}"1[الزمر: 68].

وهكذا نجد من خلال نصّ الدعاء ونص الحديث، أنّ هذا الملك يقف على استعداد متحفّز انتظاراً للأمر الإلهي بالنفخة التي يستيقظ فيها صرعى القبور المقيمون فيها المرتهنون لها، ليقوم بدوره الكوني الذي لا يملك الناس أن يتصوّروه بإحساسهم المادي البشري، لأنّهم لم يدخلوا مثل هذه التجربة العجيبة المعجزة في حياتهم، فلا يعرفون لها نموذجاً مماثلاً، ولو بشكل مصغّر، بل هو شأنٌ من شؤون الغيب الذي يؤمن به الإنسان المؤمن من خلال النبوّات المنفتحة على غيب الله في وحيه.

وإذا كان الدعاء يتحدث عن دور إسرافيل في إيقاظ الأموات من الأجداث، فإنّ النص القرآني الذي استوحاه الحديث النبوي، يتحدث عن نفخة سابقةٍ لا تبقى معها حياة على الأرض إلا بمشيئة الله.

*من كتاب "آفاق الرّوح"، ج1.

[1]رياض السالكين، السيِّد علي خان المدني الشيرازي، ج2، ص 23.

[يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعائه في الصَّلاة على حملة العرش وكلّ ملك مقرَّب:]

"وَإسْرافيلُ صَاحِبُ الصُّورِ الشَّاخِصُ الَّذي ينْتَظِرُ منْكَ الإذْنَ وحُلُولَ الأمْرِ، فيُنَبِّهُ بِالنَّفْخَةِ صَرْعى رَهَائِنِ القُبُورِ".

هذا الملك الّذي أوكل الله إليه مهمّة إيقاظ الأموات من رقدة الموت العميقة، من خلال النفخ في القرن، في صوتٍ يبعث الحياة في طبيعة الموت، لينطلق النَّاس من الأجداث إلى ربّهم مسرعين، وهذا ما حدَّثنا الله عنه في كتابه في قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ}[يس: 51 - 52].

وجاء في تفسير الدرّ المنثور عن النبيّ (ص) أنّه قال: "لما فرغ الله من خلق السّموات والأرض، خلق الصّور فأعطاه إسرافيل (ع)، فهو واضعه على فيه، شاخص بصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر. قيل: يا رسول الله، وما الصّور؟ قال: القرن، قيل: كيف هو؟ قال: عظيمٌ! والَّذي نفسي بيده، إنَّ عظم دارة فيه كعرض السَّماوات والأرض، فيؤمر بالنَّفخ فيه، فينفخ نفخةً لا يبقى عندها في الحياة أحد إلَّا مَن شاء الله، وذلك قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللهُ}... ثم يؤمر بأخرى، فينفخ نفخة لا يبقى معها ميت إلَّا بُعث وقام، وذلك قوله تعالى: {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ}"1[الزمر: 68].

وهكذا نجد من خلال نصّ الدعاء ونص الحديث، أنّ هذا الملك يقف على استعداد متحفّز انتظاراً للأمر الإلهي بالنفخة التي يستيقظ فيها صرعى القبور المقيمون فيها المرتهنون لها، ليقوم بدوره الكوني الذي لا يملك الناس أن يتصوّروه بإحساسهم المادي البشري، لأنّهم لم يدخلوا مثل هذه التجربة العجيبة المعجزة في حياتهم، فلا يعرفون لها نموذجاً مماثلاً، ولو بشكل مصغّر، بل هو شأنٌ من شؤون الغيب الذي يؤمن به الإنسان المؤمن من خلال النبوّات المنفتحة على غيب الله في وحيه.

وإذا كان الدعاء يتحدث عن دور إسرافيل في إيقاظ الأموات من الأجداث، فإنّ النص القرآني الذي استوحاه الحديث النبوي، يتحدث عن نفخة سابقةٍ لا تبقى معها حياة على الأرض إلا بمشيئة الله.

*من كتاب "آفاق الرّوح"، ج1.

[1]رياض السالكين، السيِّد علي خان المدني الشيرازي، ج2، ص 23.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية