الأستاذة ميرنا جراب مرزا، متخصِّصة في التّقييم التربويّ والسّلوكيّ
استشارة..
أعاني مشكلةً مع ابني (8 سنوات)، فهو ذكيّ جدّاً ولكنَّه عنيد، ويصعب عليَّ التعامل معه في أغلب الأحيان، وغالباً ما أفقد صوابي وأضربه. أمّا أخوه الأكبر وأخته الصّغرى، فهما لا يتطلّبان منّي الكثير من الوقت، سواء في الدَّرس أو في متابعة أمورهما الحياتيّة.
كما أنّه يعترض دائماً، ولا يستجيب لأيّ طلبٍ يطلب منه. ومنذ فترة، رفض أن يدرس للامتحان، ورغم أنّي أجبرته على الدَّرس، فإنَّه لم يعطِ النّتيجة المطلوبة، وهو لا يتأثَّر بكلام والده كثيراً، وقد استنفدت كلَّ الأساليب للوصول إلى حلٍّ معه، ولم أعد أعرف ماذا أفعل.
وجواب..
غالباً ما تتكرَّر الشَّكوى من قبل الوالدين ـ الأمّ خاصّةً ـ بأنَّ لديهما طفلاً عنيداً، ودائماً ما يكون ذلك الطّفل العنيد ذكيّاً! إنَّ مصطلح العناد متداول غالباً في مجتمعنا على أنَّه حالة خاصَّة لا علاج لها، فبالتّالي، إمّا نرضخ للطّفل بسبب "عناده"، أو نفقد السَّيطرة ونلجأ إلى الضَّرب، لوضع حدٍّ لهذا السّلوك المرفوض اجتماعيّاً من قبل الرّاشدين.
يعود سبب العناد إلى الرّاشدين عموماً، والأهل خصوصاً، وذلك عندما لا نتفهَّم مشاعر أطفالنا، أو نتغاضى عنها، أو عندما لا نعطيها الأهميَّة المطلوبة. ومن الطبيعيّ جدّاً أن يمرَّ الطّفل بجميع أنواع الانفعالات المصحوبة بالمشاعر المختلفة، من غضبٍ وحزنٍ وازدراءٍ وغيرها، ولكن ليس من الطّبيعيّ التّغاضي عنها أو إهمالها.
إنَّ التَّنفيس عن المشاعر أمر ضروريّ وصحّيّ، يستطيع من خلاله الأبوان إرشاد الطّفل إلى كيفيّة فهم هذه المشاعر، وبالتالي التّحكّم بها خلال مراحل النّموّ النّفسيّ للأطفال، كذلك، فإنّه يساعد الطّفل على الوصول إلى درجة معيَّنة من الأمان هو بأمسّ الحاجة إليها عند شعوره بالحزن مثلاً، لأنَّه قد لا يدرك أنَّ هذا الشّعور مؤقّت، وسوف يزول تدريجيّاً لتعود السَّعادة من جديد.
كذلك، إنَّ اختلاف الأطباع بين الأخوة هو أمر في غاية الأهميَّة، وقد نرى بعض الأطفال بحاجةٍ إلى وقتٍ أو رعاية نفسيّة معيّنة قد تختلف عن الأخ الآخر أو الأخت الأخرى. لذا، ليس من العدل المقارنة بينه وبين أخوته، لأنها لا تؤدِّي إلا إلى شعور الغيرة والتّنافر بين الأخوة.
أنصحك، أختي الكريمة، بأن تتروّي مع ابنك، وأن تحاولي التقرّب إليه بطريقة محبَّبة دون الإجبار، وأن تتَّبعي معه أسلوب الترغيب، وبخاصَّة أنّه طفل ذكيّ، وهو قادر على فهم ما تطلبين منه، وأن تعزّزي لديه شعور الثّقة من خلال ثقتك به. وعند قيامه بما هو معيب، بادري إلى إظهار التفهّم بدل العصبيَّة، وحاولي أن تكوني هادئة، وأن تفهمي قدراته، وأن لا تقومي بالمقارنة بينه وبين أيّ طفلٍ آخر، فذلك مدمّر لنفسيَّته، ويشعره بالفشل والإحباط.
ومعظمنا كمربّين ننسى أنَّنا فيما مضى تعلَّمنا الكثير من المهارات الحياتيّة والاجتماعيّة من خلال الأخطاء، حيث كان يظهر لنا الصّواب من خلال الخطأ عينه، فصبر جميل والله المستعان.
أمدَّك الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وكوني على ثقة بأنَّ لكلِّ مشكلة حلاً، ولكنَّه يأتي بالهدوء والاستيعاب والتفهّم، ولا سيَّما عندما يتعلّق بالأطفال.
الأستاذة ميرنا جراب مرزا، متخصِّصة في التّقييم التربويّ والسّلوكيّ
استشارة..
أعاني مشكلةً مع ابني (8 سنوات)، فهو ذكيّ جدّاً ولكنَّه عنيد، ويصعب عليَّ التعامل معه في أغلب الأحيان، وغالباً ما أفقد صوابي وأضربه. أمّا أخوه الأكبر وأخته الصّغرى، فهما لا يتطلّبان منّي الكثير من الوقت، سواء في الدَّرس أو في متابعة أمورهما الحياتيّة.
كما أنّه يعترض دائماً، ولا يستجيب لأيّ طلبٍ يطلب منه. ومنذ فترة، رفض أن يدرس للامتحان، ورغم أنّي أجبرته على الدَّرس، فإنَّه لم يعطِ النّتيجة المطلوبة، وهو لا يتأثَّر بكلام والده كثيراً، وقد استنفدت كلَّ الأساليب للوصول إلى حلٍّ معه، ولم أعد أعرف ماذا أفعل.
وجواب..
غالباً ما تتكرَّر الشَّكوى من قبل الوالدين ـ الأمّ خاصّةً ـ بأنَّ لديهما طفلاً عنيداً، ودائماً ما يكون ذلك الطّفل العنيد ذكيّاً! إنَّ مصطلح العناد متداول غالباً في مجتمعنا على أنَّه حالة خاصَّة لا علاج لها، فبالتّالي، إمّا نرضخ للطّفل بسبب "عناده"، أو نفقد السَّيطرة ونلجأ إلى الضَّرب، لوضع حدٍّ لهذا السّلوك المرفوض اجتماعيّاً من قبل الرّاشدين.
يعود سبب العناد إلى الرّاشدين عموماً، والأهل خصوصاً، وذلك عندما لا نتفهَّم مشاعر أطفالنا، أو نتغاضى عنها، أو عندما لا نعطيها الأهميَّة المطلوبة. ومن الطبيعيّ جدّاً أن يمرَّ الطّفل بجميع أنواع الانفعالات المصحوبة بالمشاعر المختلفة، من غضبٍ وحزنٍ وازدراءٍ وغيرها، ولكن ليس من الطّبيعيّ التّغاضي عنها أو إهمالها.
إنَّ التَّنفيس عن المشاعر أمر ضروريّ وصحّيّ، يستطيع من خلاله الأبوان إرشاد الطّفل إلى كيفيّة فهم هذه المشاعر، وبالتالي التّحكّم بها خلال مراحل النّموّ النّفسيّ للأطفال، كذلك، فإنّه يساعد الطّفل على الوصول إلى درجة معيَّنة من الأمان هو بأمسّ الحاجة إليها عند شعوره بالحزن مثلاً، لأنَّه قد لا يدرك أنَّ هذا الشّعور مؤقّت، وسوف يزول تدريجيّاً لتعود السَّعادة من جديد.
كذلك، إنَّ اختلاف الأطباع بين الأخوة هو أمر في غاية الأهميَّة، وقد نرى بعض الأطفال بحاجةٍ إلى وقتٍ أو رعاية نفسيّة معيّنة قد تختلف عن الأخ الآخر أو الأخت الأخرى. لذا، ليس من العدل المقارنة بينه وبين أخوته، لأنها لا تؤدِّي إلا إلى شعور الغيرة والتّنافر بين الأخوة.
أنصحك، أختي الكريمة، بأن تتروّي مع ابنك، وأن تحاولي التقرّب إليه بطريقة محبَّبة دون الإجبار، وأن تتَّبعي معه أسلوب الترغيب، وبخاصَّة أنّه طفل ذكيّ، وهو قادر على فهم ما تطلبين منه، وأن تعزّزي لديه شعور الثّقة من خلال ثقتك به. وعند قيامه بما هو معيب، بادري إلى إظهار التفهّم بدل العصبيَّة، وحاولي أن تكوني هادئة، وأن تفهمي قدراته، وأن لا تقومي بالمقارنة بينه وبين أيّ طفلٍ آخر، فذلك مدمّر لنفسيَّته، ويشعره بالفشل والإحباط.
ومعظمنا كمربّين ننسى أنَّنا فيما مضى تعلَّمنا الكثير من المهارات الحياتيّة والاجتماعيّة من خلال الأخطاء، حيث كان يظهر لنا الصّواب من خلال الخطأ عينه، فصبر جميل والله المستعان.
أمدَّك الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وكوني على ثقة بأنَّ لكلِّ مشكلة حلاً، ولكنَّه يأتي بالهدوء والاستيعاب والتفهّم، ولا سيَّما عندما يتعلّق بالأطفال.