سيدي، لِم استعجلت الرحيل، كُنتَ شمعةَ الأَملُ لنا حاضراً ومستقبلاً، فتركتَنَا في زمنٍ كثُرت فيه الأَقاويلُ.
مَنْ لنا بَعدَك يَهدِينا ويرشِدُنا، سيدي، ليسَ لنا عنْكَ بَدِيلُ؟! فنحنُ كَمَنْ في الصحراءِ، كُناَ نَسْتَظِلُ بِكَ كماَ يُستَظَلُ بالنخيلُ، نَفتَقِدُكَ والقُلوبُ ثَكلىَ مُشتاقَةٌ، عِشْتَ بينَنَا كريماً، ورَحلتَ سيداً جليلاً، لكَ في المساجدُ منابر يصدحُ من مآذِنِها نِداَءُ الخليلُ.
سيدي، أَيتامُكَ تُناديكَ، والدمعُ يستأذنكَ، فاسمَح لنا بالعويلُ، يا شُعلَةَ الحُرْيَةَ ما أطفئتْ، كَافِل الأيتامِ وبالخير لكَ بَاعٌ طَويلُ، الايمانُ يشِّعُ مِن جِبَاهكمُ، مكارمُ الأَخلاقِ مِنكمُ، فَكُنتَ زَاهِداً ونَبِيلُ.
مهما ذَكرتُ من محاسِنِهِ يَطُول الوَصفُ، والكثِيرُ فِيهِ قليلُ، اوصافُهُ كثيرَةٌ كما خيراته، فمُستَحِيلٌ أن تحصى مُستَحيل.
سيدي، يا مَن باسمِ الرسولِ إسمُهًُ مُحمَدٌ رحمَةٌ ورسالةٌ للهِ وسبيل، وحسينٌ تضحيَةٌ ونهجُ عطاءٍ فضَّلَ الشهَادةَ حُراً على أن يعيشَ ذليل. الله،، هكذا يجب أن َتحملُ الأرواحُ أجسادَها، وفضلُ اللهِ لا يُعطى إلا لِمَن كان فضيل.
***
الاسم: احمد فوزات عبدالله
البلد: لبنان