الأعمال العامّة لشهر شعبان
عن النّبي محمّد(ص): "شعبان شهري، من صام يوماً
من شهري وجبت له الجنّة".
1ـ
الاستغفار: أن يقول المسلم في كلّ يوم: "أستغفر الله
وأسأله التّوبة"، سبعين مرّة. فقد ورد أنّ فيه ثواباً عظيماً، إذ يحشر
المستغفر يوم القيامة في زمرة رسول اللّه(ص)، وتجب له الكرامة من اللّه
تعالى، وتكتب له البراءة من النّار والجواز على الصّراط للجنّة وحلول دار
القرار، ويغفر اللّه له ذنوبه ولو كانت بعدد النّجوم. وورد أنّ الاستغفار
فيه سبعين مرّة مثل الاستغفار في سائر الشّهور سبعين ألف مرّة.
2 ـ
الصّدقة: أن يتصدّق في هذا الشّهر، ولو بنصف تمرة..
وقد جاء التّأكيد لذلك في عدّة روايات، وأنّ "من تصدّق بصدقة في شعبان،
رباها اللّه جلّ وعزّ له كما يربي أحدكم فصيله، حتى يوافي يوم القيامة
وقد صارت مثل أحد".
3 ـ أن يقول ألف مرّة: "لا إله إلا الله،
ولا نعبد إلا إيّاه، مخلصين له الدّين، ولو كره المشركون".
4ـ الصَّلاة:
ومما ورد في الأحاديث، أن يصلّي في كلّ خميس منه ركعتين:
في الأولى، الفاتحة مرّة، والتّوحيد مائة مرّة. وفي الثّانية، الفاتحة
مرّة، والتّوحيد مائة مرّة، فإذا سلّم، صلّى على النبيّ وآله مائة مرّة،
ليقضي الله له كلّ حاجة من أمور دينه ودنياه.
5ـ الصّيام:
يروى أنَّ السماوات تتزيّن في كلّ خميس من شعبان، فتقول الملائكة: إلهنا،
اغفر لصائمه، وأجب دعاءه.
وفي الحديث: "من صام يومي الإثنين والخميس من
شعبان، قضى الله له عشرين حاجةً من حوائج الدّنيا، وعشرين حاجةً من حوائج
الآخرة".
6ـ الإكثار من الصّلاة على محمّد وآله.
7ـ قراءة الأدعية المرويّة عن الإمام السّجّاد(ع) عند كلّ زوال من أيّام
شعبان.
8- أن يقرأ هذه المناجاة التي رويت عن أمير المؤمنين
والائمة من ولده (ع) كانوا يدعون بها في شهر شعبان:
"اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاسْمَعْ دُعائي
اِذا دَعَوْتُكَ، وَاْسمَعْ نِدائي اِذا نادَيْتُكَ، وَاَقْبِلْ عَليَّ
اِذا ناجَيْتُكَ، فَقَدْ هَرَبْتُ اِلَيْكَ، وَوَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيكَ
مُسْتَكيناً لَكَ مُتَضرِّعاً اِلَيْكَ، راجِياً لِما لَدَيْكَ ثَوابي،
وَتَعْلَمُ ما في نَفْسي، وَتَخْبُرُ حاجَتي، وَتَعْرِفُ ضَميري، وَلا
يَخْفى عَلَيْكَ اَمْرُ مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ، وَما اُريدُ اَنْ اُبْدِيَ
بِهِ مِنْ مَنْطِقي، واَتَفَوَّهُ بِهِ مِنْ طَلِبَتي، وَاَرْجُوهُ لِعاقِبَتي،
وَقَدْ جَرَتْ مَقاديرُكَ عَليَّ يا سَيِّدي فيما يَكُونُ مِنّي اِلى آخِرِ
عُمْري مِنْ سَريرَتي وَعَلانِيَتي، وَبِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيْرِكَ زِيادَتي
وَنَقْصي وَنَفْعي وَضرّي، اِلـهي اِنْ حَرَمْتَني فَمَنْ ذَا الَّذي يَرْزُقُني،
وَاِنْ خَذَلْتَني فَمَنْ ذَا الَّذي يَنْصُرُني، اِلـهي اَعُوذُ بِكَ
مِنَ غَضَبِكَ وَحُلُولِ سَخَطِكَ، اِلـهي اِنْ كُنْتُ غَيْرَ مُسْتاْهِل
لِرَحْمَتِكَ فَاَنْتَ اَهْلٌ اَنْ تَجُودَ عَليَّ بِفَضْلِ سَعَتِكَ،
اِلـهي كَأَنّي بِنَفْسي واقِفَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ وَقَدْ اَظَلَّها حُسْنُ
تَوَكُّلي عَلَيْكَ، فَقُلْتَ ما اَنْتَ اَهْلُهُ وَتَغَمَّدْتَني بِعَفْوِكَ،
اِلـهي اِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ اَوْلى مِنْكَ بِذلِكَ، وَاِنْ كانَ قَدْ
دَنا اَجَلي وَلَمْ يُدْنِني مِنْكَ عَمَلي فَقَدْ جَعَلْتُ الاِقْرارَ
بِالذَّنْبِ اِلَيْكَ وَسيلَتي، اِلـهي قَدْ جُرْتُ عَلى نَفْسي في النَّظَرِ
لَها، فَلَها الْوَيْلُ اِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَها، اِلـهي لَمْ يَزَلْ بِرُّكَ
عَلَيَّ اَيّامَ حَياتي فَلا تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنّي في مَماتي، اِلـهي
كَيْفَ آيَسُ مِنْ حُسْنِ نَظَرِكَ لي بَعْدَ مَماتي، وَاَنْتَ لَمْ تُوَلِّني
إلاّ الْجَميلَ في حَياتي، اِلـهي تَوَلَّ مِنْ اَمْري ما اَنْتَ اَهْلُهُ،
وَعُدْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ عَلى مُذْنِب قَدْ غَمَرَهُ جَهْلُهُ، اِلـهي
قَدْ سَتَرْتَ عَلَيَّ ذُنُوباً في الدُّنْيا وَاَنَا اَحْوَجُ اِلى سَتْرِها
عَلَيَّ مِنْكَ في الاخْرى، اِذْ لَمْ تُظْهِرْها لاِحَد مِنْ عِبادِكَ
الصّالِحينَ، فَلاتَفْضَحْني يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى رُؤُوسِ الاَشْهادِ،
اِلـهي جُودُكَ بَسَطَ اَمَلي، وَعفْوُكَ اَفْضَلُ مِنْ عَمَلي، اِلـهي
فَسُرَّني بِلِقائِكَ يَوْمَ تَقْضي فيهِ بَيْنَ عِبادِكَ، اِلـهىِ اعْتِذاري
اِلَيْكَ اعْتِذارُ مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ، فَاقْبَلْ
عُذْري يا اَكْرَمَ مَنِ اعْتَذَرَ اِلَيْهِ الْمُسيئُونَ، اِلـهي لا َتَرُدَّ
حاجَتي، وَلا تُخَيِّبْ طَمَعي، وَلا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجائي وَاَمَلي،
اِلـهي لَوْ اَرَدْتَ هَواني لَمْ تَهْدِني، وَلَوْ اَرَدْتَ فَضيحَتي
لَمْ تُعافِني، اِلـهي ما اَظُنُّكَ تَرُدُّني في حاجَة قَدْ اَفْنَيْتُ
عُمْري في طَلَبَها مِنْكَ، اِلـهي فَلَكَ الْحَمْدُ اَبَداً اَبَداً دائِماً
سَرْمَداً، يَزيدُ وَلا يَبيدُ كَما تُحِبُّ وَتَرْضى، اِلـهي اِنْ اَخَذْتَني
بِجُرْمي اَخَذْتُكَ بِعَفْوِكَ، وَاِنْ اَخَذْتَني بِذُنُوبي اَخَذْتُكَ
بِمَغْفِرَتِكَ، وَاِنْ اَدْخَلْتَني النّارَ اَعْلَمْتُ اَهْلَها اَنّي
اُحِبُّكَ، اِلـهي اِنْ كانَ صَغُرَ في جَنْبِ طاعَتِكَ عَمَلي فَقَدْ
كَبُرَ في جَنْبِ رَجائِكَ اَمَلي، اِلـهي كيف اَنْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ
بِالَخْيبَةِ مَحْروماً، وَقَدْ كانَ حُسْنُ ظَنّي بِجُودِكَ اَنْ تَقْلِبَني
بِالنَّجاةِ مَرْحُوماً، اِلـهي وَقَدْ اَفْنَيْتُ عُمْري في شِرَّةِ السَّهْوِ
عَنْكَ، وَاَبْلَيْتُ شَبابي في سَكْرَةِ التَّباعُدِ مِنْكَ، اِلـهي فلَمْ
اَسْتَيْقِظْ اَيّامَ اغْتِراري بِكَ وَرُكُوني اِلى سَبيلِ سَخَطِكَ،
اِلـهي وَاَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ قائِمٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، مُتَوَسِّلٌ
بِكَرَمِكَ اِلَيْكَ، اِلـهي اَنَا عَبْدٌ اَتَنَصَّلُ اِلَيْكَ، مِمَّا
كُنْتُ اُواجِهُكَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ اسْتِحْيائي مِنْ نَظَرِكَ، وَاَطْلُبُ
الْعَفْوَ مِنْكَ اِذِ الْعَفْوُ نَعْتٌ لِكَرَمِكَ، اِلـهي لَمْ يَكُنْ
لي حَوْلٌ فَانْتَقِلَ بِهِ عَنْ مَعْصِيَتِكَ إِلاّ في وَقْت اَيْقَظْتَني
لَِمحَبَّتِكَ، وَكَما اَرَدْتَ اَنْ اَكُونَ كُنْتُ، فَشَكَرْتُكَ بِاِدْخالي
في كَرَمِكَ، وَلِتَطْهيرِ قَلْبي مِنْ اَوْساخِ الْغَفْلَةِ عَنْكَ، اِلـهي
اُنْظُرْ اِلَيَّ نَظَرَ مَنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَاْستَعْمَلتهُ
بِمَعونَتِكَ فَاَطاعَكَ، يا قَريباً لا يَبْعُدُ عَنِ المُغْتَرِّ بِهِ،
وَيا جَواداً لايَبْخَلُ عَمَّنْ رَجا ثَوابَهُ، اِلـهي هَبْ لي قَلْباً
يُدْنيهِ مِنْكَ شَوْقُهُ وَلِساناً يُرْفَعُ اِلَيْكَ صِدْقُهُ، وَنَظَراً
يُقَرِّبُهُ مِنْكَ حَقُّهُ، اِلـهي إنَّ مَنْ تَعَرَّفَ بِكَ غَيْرُ مَجْهُول،
وَمَنْ لاذَ بِكَ غَيْرُ مَخْذُول، وَمَنْ اَقْبَلْتَ عَلَيْهِ غَيْرُ
مَمْلُول، اِلـهي اِنَّ مَن انْتَهَجَ بِكَ لَمُسْتَنيرٌ وِاِنَّ مَنِ
اعْتَصَمَ بِكَ لَمُسْتَجيرٌ، وَقَدْ لُذْتُ بِكَ يا اِلـهي فَلا تُخَيِّبْ
ظَنّي مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تَحْجُبْني عَنْ رَأفَتِكَ، اِلـهي اَقِمْني
في اَهْلِ وِلايَتِكَ مُقامَ مَنْ رَجَا الزِّيادَةَ مِنْ مَحَبَّتِكَ،
اِلـهي وَاَلْهِمْني وَلَهاً بِذِكْرِكَ اِلى ذِكْرِكَ وَهَمَّتي في رَوْحِ
نَجاحِ اَسْمائِكَ وَمَحَلِّ قُدْسِكَ، اِلـهي بِكَ عَلَيْكَ إلاّ اَلْحَقْتَني
بِمَحَلِّ اَهْلِ طاعَتِكَ وَالْمَثْوىَ الصّالِحِ مِنْ مَرْضاتِكَ، فَاِنّي
لا اَقْدِرُ لِنَفْسي دَفْعاً، وَلا اَمْلِكُ لَها نَفْعاً، اِلـهي اَنَا
عَبْدُكَ الضَّعيفُ الْمُذْنِبُ، وَمَمْلُوكُكَ الْمُنيبُ، فَلا تَجْعَلْني
مِمَّنْ صَرَفتَ عَنْهُ وَجْهَكَ، وَحَجَبَهُ سَهْوُهُ عَنْ عَفْوِكَ،
اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا
بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ
النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً
بِعِزِّ قُدْسِكَ، اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ،
وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ
جَهْراً، اِلـهي لَمْ اُسَلِّطْ عَلى حُسْنِ ظَنّي قُنُوطَ الاِياسِ، وَلاَ
انْقَطَعَ رَجائي مِنْ جَميلِ كَرَمِكَ، اِلـهي اِنْ كانَتِ الْخَطايا
قَدْ اَسْقَطَتْني لَدَيْكَ فَاصْفَحْ عَنّي بِحُسْنِ تَوَكُّلي عَلَيْكَ،
اِلـهي اِنْ حَطَّتْني الذُّنوبُ مِنْ مَكارِمِ لُطْفِكَ فَقَدْ نَبَّهَني
الْيَقينُ اِلى كَرَمِ عَطْفِكَ، اِلـهي اِنْ اَنَامَتْنِي الْغَفْلَةُ
عَنِ الاسْتْعِدادِ لِلِقائِكَ فَقَدْ نَبَّهَتني الْمَعْرِفَةُ بِكَرَمِ
آلائِكَ، اِلـهي اِنْ دَعاني اِلى النّارِ عَظيْمُ عِقابِكَ فَقَدْ دَعاني
اِلَى الْجَنَّةِ جَزيلُ ثَوابِكَ، اِلـهي فَلَكَ اَسْأَلُ وَاِلَيْكَ
اَبْتَهِلُ وَاَرْغَبُ، وَاَساَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ
مُحَمَّد، وَاَنْ تَجْعَلَني مِمَّنْ يُديمُ ذِكَرَكَ، وَلا يَنْقُضُ عَهْدَكَ،
وَلايَغْفُلُ عَنْ شُكْرِكَ، وَلا يَسْتَخِفُّ بِاَمْرِكَ، اِلـهي وَاَلْحِقْني
بِنُورِ عِزِّكَ الاَبْهَجِ، فَاَكُونَ لَكَ عارِفاً، وَعَنْ سِواكَ مُنْحَرِفاً،
وَمِنْكَ خائِفاً مُراقِباً، يا ذَالْجَلالِ وَالاِكْرامِ، وَصَلَّى اللهُ
عَلى مُحَمَّد رَسُولِهِ وَآلِهِ الطّاهِرينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً".
للإستماع إلى الدعاء:
ليلة النصف من شعبان
وهي ليلة بالغة الشرف ، وقد روي عن الصادق (ع) أنه قال: سئل الباقر
(ع) عن فضل ليلة النصف من شعبان فقال (ع) هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر
، فيها يمنح الله العباد فضله ويغفر لهم بمنه فاجتهدوا في القربة إلى الله
تعالى فيها . وهذه الليلة هي ميلاد إمام العصرالزمان (عج) . وقد
ورد فيها أعمال :
الأول
: الغسل ، فإنه يوجب تخفيف الذنوب .
الثاني: إحياؤها بالصلاة والدعاء والإستغفار كما
كان يصنع الإمام زين العابدين (ع) ، وفي الحديث: من أحيا هذه الليلة لم
يمت قلبه يوم تموت القلوب .
الثالث: زيارة الإمام الحسين
(ع) .
ثم قل : "اَللّـهُمَّ اَنْتَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، الْعَلِيُّ الْعَظيمُ،
الْخالِقُ الرّازِقُ، الُْمحْيِي الْمُميتُ، الْبَديءُ الْبَديعُ، لَكَ
الْجَلالُ، وَلَكَ الْفَضْلُ، وَلكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الْمَنُّ، وَلَكَ
الْجُودُ، وَلَكَ الْكَرَمُ، وَلَكَ الاَمْرُ، وَلَكَ الَمجْدُ، وَلَكَ
الْشُّكْرُ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، يا واحِدُ يا اَحَدُ يا صَمَدُ،
يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً اَحَدٌ،
صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَاْغفِرْ لي وَارْحَمْني، وَاكْفِني
ما اَهَمَّني، وَاقْضِ دَيْني، وَوَسِّعْ عَليَّ في رِزْقي، فَاِنَّكَ
في هذِهِ اللَّيْلَةِ كُلَّ اَمْر حَكيم تَفْرُقُ، وَمَنْ تَشاءُ مِنْ
خلْقِكَ تَرْزُقُ، فَارْزُقْني وَاَنْتَ خَيْرُ الرّازِقينَ، فَاِنَّكَ
قُلْتَ وَاَنْتَ خَيْرُ الْقائِلينَ النّاطِقينَ: واسْأَلُواللهَ مِنْ
فَضْلِهِ، فَمِنْ فَضْلِكَ أسْأَلُ، وَاِيّاكَ قَصَدْتُ، وابْنَ نَبِيِّكَ
اعْتَمَدْتُ، وَلَكَ رَجَوْتُ، فَارْحَمْني يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ".
.
الرابع:
ادع بهذا الدعاء الذي كان يدعو به النبي (ص) في
هذه الليلة :
"اَللّـهُمَّ اقْسِمْ مِنْ خَشْيَتِكَ ما يَحُولُ بَيْنَنا وَبَيْنَ
مَعْصِيَتِكَ، وَمِنْ طْاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ رِضْوانَكَ، وَمِنَ
الْيَقينِ ما يَهُونُ عَلَيْنا بِهِ مُصيباتُ الدُّنْيا، اَللّـهُمَّ اَمْتِعْنا
بِاَسْماعِنا وَاَبْصارِنا وَقُوَّتِنا ما اَحْيَيْتَنا، وَاجْعَلْهُ الْوارِثَ
مِنّا، واجْعَلْ ثأرَنا عَلى مَنْ ظَلَمَنا، وَانْصُرنا عَلى مَنْ عادانا،
وَلا تَجْعَلْ مُصيبَتَنا في دينِنا، وَلا تَجْعَلِ الدُّنْيا اَكْبَرَ
هَمِّنا، وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنا، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لا يَرْحَمُنا،
بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ".
في كتاب "عوالي اللآلي" أن النبي (ص) كان يدعو بهذا الدعاء في كافة
الأوقات، ويحسن القنوت به في الصلوات .
الخامس: أن يذكر الله تعالى بكل من هذه الأذكار مائة
مرة : (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) . وهي الباقيات
الصالحات في قوله : ﴿ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ
ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً﴾ [الكهف : 46]
السادس: روى الشيخ في المصباح
عن أبي يحيى في حديث في فضل ليلة النصف من شعبان أنه قال : قلت لمولاي
الصادق (ع) ما هو أفضل الأدعية في هذه الليلة فقال : إذا صليت العشاء فصل
ركعتين تقرأ في الأولى (الحمد) وسورة (قل يا أيها الكافرون) وفي الثانية
(الحمد) وسورة (قل هو الله أحد) فإذا سلمت قلت : (سبحان الله) ثلاثا وثلاثين
مرة و(الحمد لله) ثلاثا وثلاثين مرة و(الله أكبر) أربعا وثلاثين مرة.
ثم قل :
"يا مَنْ اِلَيْهِ مَلْجَأُ الْعِبادِ في الْمُهِمّاتِ، وَاِلَيْهَ
يَفْزَعُ الْخَلْقُ فىِ الْمُلِمّاتِ، يا عالِمَ الْجَهْرِ وَالْخَفِيّاتِ،
يا مَنْ لا تَخْفى عَلَيْهِ خَواطِرُ الاَوْهامِ وَتَصَرُّفُ الْخَطَراتِ،
يا رَبَّ الْخَلايِقِ وَالْبَرِيّاتِ، يا مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ الاَرَضينَ
وَالسَّماواتِ، اَنْتَ اللهُ لا اِلـهَ إِلاّ اَنْتَ، اَمُتُّ اِلَيْكَ
بِلا اِلـهَ إِلاّ اَنْتَ، فَيا لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ اجْعَلْني في هِذِهِ
اللَّيْلَةِ مِمَّنْ نَظَرْتَ اِلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ, وَسَمِعْتَ دُعاءَهُ
فَاَجَبْتَهُ، وَعَلِمْتَ اسْتِقالَتَهُ فَاَقَلْتَهُ، وَتَجاوَزْتَ عَنْ
سالِفِ خَطيئَتِهِ وَعَظيمِ جَريرَتِهِ، فَقَدِ اسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْ
ذُنُوبي، وَلَجَأتُ اِلَيْكَ في سَتْرِ عُيُوبي، اَللّـهُمَّ فَجُدْ عَلَيَّ
بِكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ، وَاحْطُطْ خَطايايَ بِحِلْمِكَ وَعَفْوِكَ، وَتَغَمَّدْني
في هذِهِ اللَّيْلَةِ بِسابِغِ كَرامَتِكَ، وَاجْعَلْني فيها مِنْ اَوْلِيائِكَ
الَّذينَ اجْتَبَيْتَهُمْ لِطاعَتِكَ، واخْتَرْتَهُمْ لِعِبادَتِكَ، وَجَعَلْتَهُمْ
خالِصَتَكَ وَصِفْوَتَكَ، اَللّـهُمَّ اجْعَلْني مِمَّنْ سَعَدَ جَدُّهُ،
وَتَوَفَّرَ مِنَ الْخَيْراتِ حَظُّهُ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ سَلِمَ فَنَعِمَ،
وَفازَ فَغَنِمَ، وَاكْفِني شَرَّ ما اَسْلَفْتُ، وَاعْصِمْني مِنَ الاْزدِيادِ
في مَعْصِيَتِكَ، وَحَبِّبْ اِلَيَّ طاعَتَكَ وَما يُقَرِّبُني مِنْكَ
وَيُزْلِفُني عِنْدَكَ، سَيِّدي اِلَيْكَ يَلْجَأُ الْهارِبُ، وَمِنْكَ
يَلْتَمِسُ الطّالِبُ، وَعَلى كَرَمِكَ يُعَوِّلُ الْمُسْتَقْيِلُ التّائِبُ،
اَدَّبْتَ عِبادَكَ بالتَّكَرُّمِ، وَاَنْتَ اَكْرَمُ الاَكْرَمينَ، وَاَمَرْتَ
بِالْعَفْوِ عِبادَكَ وَاَنْتَ الْغَفُورُ الَّرحيمُ، اَللّـهُمَّ فَلاتَحْرِمْني
ما رَجَوْتُ مِنْ كَرَمِكَ، وَلا تُؤْيِسْني مِنْ سابِغِ نِعَمِكَ، وَلا
تُخَيِّبْني مِنْ جَزيلِ قِسْمِكَ في هذِهِ اللَّيْلَةِ لاِهْلِ طاعَتِكَ،
وَاجْعَلْني في جُنَّة مِنْ شِرارِ بَرِيَّتِكَ، رَبِّ اِنْ لَمْ اَكُنْ
مِنْ اَهْلِ ذلِكَ فَاَنْتَ اَهْلُ الْكَرَمِ وَالْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ،
وَجُدْ عَلَيَّ بِما اَنْتَ اَهْلُهُ لا بِما اَسْتَحِقُّهُ، فَقَدْ حَسُنَ
ظَنّي بِكَ، وَتَحَقَّقَ رَجائي لَكَ، وَعَلِقَتْ نَفْسي بِكَرَمِكَ، فَاَنْتَ
اَرْحَمُ الرّاحِمينَ وَاَكْرَمُ الاَكْرَمينَ، اَللّـهُمَّ واخْصُصْني
مِنْ كَرمِكَ بِجَزيلِ قِسْمِكَ، وَاَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ،
وَاغْفِر لِيَ الَّذنْبَ الَّذي يَحْبِسُ عَلَيَّ الْخُلُقَ، وَيُضَيِّقُ
عَليَّ الرِّزْقَ، حَتى اَقُومَ بِصالِحِ رِضاكَ، وَاَنْعَمَ بِجَزيلِ
عَطائِكَ، وَاَسْعَدَ بِسابِغِ نَعْمائِكَ، فَقَدْ لُذْتُ بِحَرَمِكَ،
وَتَعَرَّضْتُ لِكَرَمِكَ، واَسْتَعَذْتُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ،
وَبِحِلْمِكَ مِنْ غَضَبِكَ، فَجُدْ بِما سَأَلْتُكَ وَاَنِلْ مَا الَتمَسْتُ
مِنْكَ، اَساَلُكَ بِكَ لا بِشَيء هُوَ اَعْظَمُ مِنْكَ".
السابع: قال الطوسي والكفعمي
يُقال في هذه الليلة : "اِلـهي، تَعَرَّضَ لَكَ في هذَ اللَّيْلِ الْمُتَعَرِّضُونَ،
وَقَصَدَكَ الْقاصِدُونَ، وَاَمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ الطّالِبُونَ،
وَلَكَ في هذَا اللّيْلِ نَفَحاتٌ وَجَوائِزُ وَعَطايا وَمَواهِبُ تَمُنُّ
بِها عَلى مَنْ تَشاءُ مِنْ عِبادِكَ، وَتَمْنَعُها مَنْ لَمْ تَسْبِقْ
لَهُ الْعِنايَةُ مِنْكَ، وَها اَنَا ذا عُبَيْدُكَ الْفَقيرُ اِلَيْكَ،
الْمُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ، فَاِنْ كُنْتَ يا مَولايَ تَفَضَّلْتَ
في هذِهِ اللَّيْلَةِ عَلى اَحَد مِنْ خَلْقِكَ وَعُدْتَ عَلَيْهِ بِعائِدَة
مِنْ عَطْفِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ
الْخَيِّرينَ الْفاضِلينَ، وَجُدْ عَلَيَّ بِطَولِكَ وَمَعْرُوفِكَ يا
رَبَّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد خاتَمِ النَّبيّينَ وَآلِهِ
الطّاهِرينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً، اِنَّ اللهَ حَميدٌ مَجيدٌ، اَللّـهُمَّ
اِنّي اَدْعُوكَ كَما اَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لي كَما وَعَدْتَ، اِنَّكَ
لا تُخْلِف الْميعادَ". .
الثامن
: أن يدعو بدعاء كميل :
اَللّـهُمَّ اِنّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء،
وَبِقُوَّتِكَ الَّتي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْء، وَخَضَعَ لَها
كُلُّ شَيء، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيء، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتي غَلَبْتَ
بِها كُلَّ شَيء، وَبِعِزَّتِكَ الَّتي لا يَقُومُ لَها شَيءٌ، وَبِعَظَمَتِكَ
الَّتي مَلاََتْ كُلَّ شَيء، وَبِسُلْطانِكَ الَّذي عَلا كُلَّ شَيء، وَبِوَجْهِكَ
الْباقي بَعْدَ فَناءِ كُلِّ شَيء، وَبِأَسْمائِكَ الَّتي مَلاََتْ اَرْكانَ
كُلِّ شَيء، وَبِعِلْمِكَ الَّذي اَحاطَ بِكُلِّ شَيء، وَبِنُورِ وَجْهِكَ
الَّذي اَضاءَ لَهُ كُلُّ شيء، يا نُورُ يا قُدُّوسُ، يا اَوَّلَ الاَْوَّلِينَ
وَيا آخِرَ الاْخِرينَ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِكُ
الْعِصَمَ، اَللّـهُمَّ اغْفِـرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ،
اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُغَيِّـرُ النِّعَمَ، اَللّـهُمَّ
اغْفِرْ لي الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ الدُّعاءَ، اَللّـهُمَّ اغْفِرْ
لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ الْبَلاءَ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لي كُلَّ
ذَنْب اَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ خَطيئَة اَخْطَأتُها.
للّهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ بِذِكْرِكَ، وَاَسْتَشْفِعُ بِكَ
اِلى نَفْسِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ اَنْ تُدْنِيَني مِنْ قُرْبِكَ،
وَاَنْ تُوزِعَني شُكْرَكَ، وَاَنْ تُلْهِمَني ذِكْرَكَ، اَللّهُمَّ اِنّي
أَسْأَلُكَ سُؤالَ خاضِع مُتَذَلِّل خاشِع اَنْ تُسامِحَني وَتَرْحَمَني
وَتَجْعَلَني بِقِسْمِكَ راضِياً قانِعاً وَفي جَميعِ الاْحْوالِ مُتَواضِعاً،
اَللّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَاَنْزَلَ
بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ، وَعَظُمَ فيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ،
اَللّـهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُكَ وَعَلا مَكانُكَ وَخَفِي مَكْرُكَ وَظَهَرَ
اَمْرُكَ وَغَلَبَ قَهْرُكَ وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ وَلا يُمْكِنُ الْفِرارُ
مِنْ حُكُومَتِكَ.
اَللّهُمَّ لا اَجِدُ لِذُنُوبي غافِراً، وَلا لِقَبائِحي ساتِراً،
وَلا لِشَيء مِنْ عَمَلِي الْقَبيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ لا
اِلـهَ إلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْسي، وَتَجَرَّأْتُ
بِجَهْلي وَسَكَنْتُ اِلى قَديمِ ذِكْرِكَ لي وَمَنِّكَ عَلَيَّ، اَللّهُمَّ
مَوْلاي كَمْ مِنْ قَبيح سَتَرْتَهُ وَكَمْ مِنْ فادِح مِنَ الْبَلاءِ
اَقَلْتَهُ (اَمَلْتَهُ) وَكَمْ مِنْ عِثار وَقَيْتَهُ، وَكَمْ مِنْ مَكْرُوه
دَفَعْتَهُ، وَكَمْ مِنْ ثَناء جَميل لَسْتُ اَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ،
اَللّهُمَّ عَظُمَ بَلائي وَاَفْرَطَ بي سُوءُ حالي، وَقَصُرَتْ (قَصَّرَتْ)
بي اَعْمالي وَقَعَدَتْ بي اَغْلالى، وَحَبَسَني عَنْ نَفْعي بُعْدُ اَمَلي
(آمالي)، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها، وَنَفْسي بِجِنايَتِها
(بِخِيانَتِها) وَمِطالي يا سَيِّدي
فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ اَنْ لا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعائي سُوءُ عَمَلي
وَفِعالي، وَلا تَفْضَحْني بِخَفِي مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرّى،
وَلا تُعاجِلْني بِالْعُقُوبَةِ عَلى ما عَمِلْتُهُ في خَلَواتي مِنْ سُوءِ
فِعْلي وَإساءَتي وَدَوامِ تَفْريطي وَجَهالَتي وَكَثْرَةِ شَهَواتي وَغَفْلَتي،
وَكُنِ اللّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لي في كُلِّ الاَْحْوالِ (فِي الاَْحْوالِ
كُلِّها) رَؤوفاً وَعَلَي في جَميعِ الاْمُورِ عَطُوفاً
اِلـهي وَرَبّي مَنْ لي غَيْرُكَ أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرّي وَالنَّظَرَ
في اَمْري، اِلهي وَمَوْلاي اَجْرَيْتَ عَلَي حُكْماً اِتَّبَعْتُ فيهِ
هَوى نَفْسي وَلَمْ اَحْتَرِسْ فيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوّي، فَغَرَّني
بِما اَهْوى وَاَسْعَدَهُ عَلى ذلِكَ الْقَضاءُ فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى
عَلَي مِنْ ذلِكَ بَعْضَ حُدُودِكَ، وَخالَفْتُ بَعْضَ اَوامِرِكَ فَلَكَ
اَلْحُجَّةُ عَلي في جَميعِ ذلِكَ وَلا حُجَّةَ لي فيما جَرى عَلَيَّ فيهِ
قَضاؤُكَ وَاَلْزَمَني حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ، وَقَدْ اَتَيْتُكَ يا اِلـهي
بَعْدَ تَقْصيري وَاِسْرافي عَلى نَفْسي مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً
مُسْتَقيلاً مُسْتَغْفِراً مُنيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً لا
اَجِدُ مَفَرّاً مِمّا كانَ مِنّي وَلا مَفْزَعاً اَتَوَجَّهُ اِلَيْهِ
في اَمْري غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْري وَاِدْخالِكَ اِيّايَ في سَعَة مِنْ
رَحْمَتِكَ
اَللّـهُمَّ (اِلـهي) فَاقْبَلْ عُذْري وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرّي
وَفُكَّني مِنْ شَدِّ وَثاقي، يا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَني وَرِقَّةَ
جِلْدي وَدِقَّةَ عَظْمي، يا مَنْ بَدَأَ خَلْقي وَذِكْري وَتَرْبِيَتي
وَبِرّى وَتَغْذِيَتي هَبْني لاِبـْتِداءِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ بي
يا اِلـهي وَسَيِّدي وَرَبّي، اَتُراكَ مُعَذِّبي بِنارِكَ بَعْدَ تَوْحيدِكَ
وَبَعْدَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبي مِنْ مَعْرِفَتِكَ وَلَهِجَ بِهِ
لِساني مِنْ ذِكْرِكَ، وَاعْتَقَدَهُ ضَميري مِنْ حُبِّكَ، وَبَعْدَ صِدْقِ
اعْتِرافي وَدُعائي خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ، هَيْهاتَ اَنْتَ اَكْرَمُ
مِنْ اَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ اَوْ تُبْعِدَ (تُبَعِّدَ) مَنْ
اَدْنَيْتَهُ اَوْ تُشَرِّدَ مَنْ اوَيْتَهُ اَوْ تُسَلِّمَ اِلَى الْبَلاءِ
مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ
وَلَيْتَ شِعْرى يا سَيِّدي وَاِلـهي وَمَوْلايَ اَتُسَلِّطُ النّارَ
عَلى وُجُوه خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً، وَعَلى اَلْسُن نَطَقَتْ بِتَوْحيدِكَ
صادِقَةً، وَبِشُكْرِكَ مادِحَةً، وَعَلى قُلُوب اعْتَرَفَتْ بِاِلهِيَّتِكَ
مُحَقِّقَةً، وَعَلى ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتّى صارَتْ
خاشِعَةً، وَعَلى جَوارِحَ سَعَتْ اِلى اَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً
وَاَشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً، ما هكَذَا الظَّنُّ بِكَ وَلا
اُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يا كَريمُ يا رَبِّ وَاَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفي
عَنْ قَليل مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها وَما يَجْري فيها مِنَ
الْمَكارِهِ عَلى اَهْلِها، عَلى اَنَّ ذلِكَ بَلاءٌ وَمَكْرُوهٌ قَليلٌ
مَكْثُهُ، يَسيرٌ بَقاؤُهُ، قَصيرٌ مُدَّتُهُ فَكَيْفَ احْتِمالي لِبَلاءِ
الاْخِرَةِ وَجَليلِ وُقُوعِ الْمَكارِهِ فيها وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ
وَيَدُومُ مَقامُهُ وَلا يُخَفَّفُ عَنْ اَهْلِهِ لاَِنَّهُ لا يَكُونُ
إلاّ عَنْ غَضَبِكَ وَاْنتِقامِكَ وَسَخَطِكَ، وَهذا ما لا تَقُومُ لَهُ
السَّمـاواتُ وَالاَْرْضُ يا سَيِّدِي فَكَيْفَ بي وَاَنَا عَبْدُكَ الضَّعيـفُ
الـذَّليـلُ الْحَقيـرُ الْمِسْكيـنُ الْمُسْتَكينُ
يا اِلهي وَرَبّي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ لاِيِّ الاْمُورِ اِلَيْكَ
اَشْكُو وَلِما مِنْها اَضِجُّ وَاَبْكي لاَِليمِ الْعَذابِ وَشِدَّتِهِ،
اَمْ لِطُولِ الْبَلاءِ وَمُدَّتِهِ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَنى لِلْعُقُوباتِ
مَعَ اَعْدائِكَ وَجَمَعْتَ بَيْني وَبَيْنَ اَهْلِ بَلائِكَ وَفَرَّقْتَ
بَيْني وَبَيْنَ اَحِبّائِكَ وَاَوْليائِكَ، فَهَبْني يا اِلـهى وَسَيِّدِي
وَمَوْلايَ وَرَبّي صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ فَكَيْفَ اَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ،
وَهَبْني يا اِلـهي صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ فَكَيْفَ اَصْبِرُ عَنِ
النَّظَرِ اِلى كَرامَتِكَ اَمْ كَيْفَ اَسْكُنُ فِي النّارِ وَرَجائي
عَفْوُكَ
فَبِعِزَّتِكَ يا سَيِّدى وَمَوْلايَ اُقْسِمُ صادِقاً لَئِنْ
تَرَكْتَني ناطِقاً لاِضِجَّنَّ اِلَيْكَ بَيْنَ اَهْلِها ضَجيجَ الاْمِلينَ
وَلاََصْرُخَنَّ اِلَيْكَ صُراخَ الْمَسْتَصْرِخينَ، وَلاََبْكِيَنَّ عَلَيْكَ
بُكاءَ الْفاقِدينَ، وَلاَُنادِيَنَّكَ اَيْنَ كُنْتَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ،
يا غايَةَ آمالِ الْعارِفينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا حَبيبَ قُلُوبِ
الصّادِقينَ، وَيا اِلهَ الْعالَمينَ، اَفَتُراكَ سُبْحانَكَ يا اِلهى
وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فيها صَوْتَ عَبْد مُسْلِم سُجِنَ (يُسْجَنُ) فيها
بِمُخالَفَتِهِ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ وَحُبِسَ بَيْنَ
اَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَريرَتِهِ وَهُوَ يَضِجُّ اِلَيْكَ ضَجيجَ مُؤَمِّل
لِرَحْمَتِكَ، وَيُناديكَ بِلِسانِ اَهْلِ تَوْحيدِكَ، وَيَتَوَسَّلُ اِلَيْكَ
بِرُبُوبِيَّتِكَ.
يا مَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقى فِي الْعَذابِ وَهُوَ يَرْجُو ما سَلَفَ
مِنْ حِلْمِكَ، اَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النّارُ وَهُوَ يَأْملُ فَضْلَكَ
وَرَحْمَتَكَ اَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهيبُها وَاَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ
وَتَرى مَكانَه اَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفيرُها وَاَنْتَ تَعْلَمُ
ضَعْفَهُ، اَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ اَطْباقِها وَاَنْتَ تَعْلَمُ
صِدْقَهُ، اَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُناديكَ يا رَبَّاهُ،
اَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ في عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فيها هَيْهاتَ
ما ذلِكَ الظَّنُ بِكَ وَلاَ الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ وَلا مُشْبِهٌ
لِما عامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدينَ مِنْ بِرِّكَ وَاِحْسانِكَ، فَبِالْيَقينِ
اَقْطَعُ لَوْ لا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذيبِ جاحِديكَ، وَقَضَيْتَ
بِهِ مِنْ اِخْلادِ مُعانِدِيكَ لَجَعَلْتَ النّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً
وَما كانَت لاِحَد فيها مَقَرّاً وَلا مُقاماً لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ اَسْماؤُكَ
اَقْسَمْتَ اَنْ تَمْلاَها مِنَ الْكافِرينَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ
اَجْمَعينَ، وَاَنْ تُخَلِّدَ فيهَا الْمُعانِدينَ وَاَنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ
قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وَتَطَوَّلْتَ بِالاًِنْعامِ مُتَكَرِّماً اَفَمَنْ
كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ.
اِلهى وَسَيِّدى فَأَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتى قَدَّرْتَها،
وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ
اَجْرَيْتَها اَنْ تَهَبَ لى فى هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفي هذِهِ السّاعَةِ
كُلَّ جُرْم اَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْب اَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبِيح
اَسْرَرْتُهُ، وَكُلَّ جَهْل عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ اَوْ اَعْلَنْتُهُ
اَخْفَيْتُهُ اَوْ اَظْهَرْتُهُ، وَكُلَّ سَيِّئَة اَمَرْتَ بِاِثْباتِهَا
الْكِرامَ الْكاتِبينَ الَّذينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّي
وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي، وَكُنْتَ اَنْتَ الرَّقيبَ
عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَالشّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ، وَبِرَحْمَتِكَ
اَخْفَيْتَهُ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ، وَاَنْ تُوَفِّرَ حَظّي مِنْ كُلِّ
خَيْرتُنَزِّلُهُ اَوْ اِحْسان تفَضله اَوْ بِرٍّ تَنْشُرُهُ اَوْ رِزْق
تَبْسُطُهُ اَوْ ذَنْب تَغْفِرُهُ اَوْ خَطَأ تَسْتُرُهُ.
يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ يا اِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ وَمالِكَ
رِقّى، يا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتى يا عَليماً بِضُرّى وَمَسْكَنَتى،
يا خَبيراً بِفَقْرى وَفاقَتى يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ
وَقُدْسِكَ وَاَعْظَمِ صِفاتِكَ وَاَسْمائِكَ اَنْ تَجْعَلَ اَوْقاتي فِي
اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً،
وَاَعْمالى عِنْدَكَ مَقْبُولَةً حَتّى تَكُونَ اَعْمالي وَاَوْرادى
كُلُّها وِرْداً واحِداً وَحالى فى خِدْمَتِكَ سَرْمَداً، يا سَيِّدي يا
مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلي يا مَنْ اِلَيْهِ شَكَوْتُ اَحْوالي يا رَبِّ
يا رَبِّ يا رَبِّ، قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحى وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزيمَةِ
جَوانِحي وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ في خَشْيَتِكَ، وَالدَّوامَ فِي الاْتِّصالِ
بِخِدْمَتِكَ، حَتّى اَسْرَحَ اِلَيْكَ في مَيادينِ السّابِقينَ وَاُسْرِعَ
اِلَيْكَ فِي الْمُبادِرينَ وَاَشْتاقَ اِلى قُرْبِكَ فِي الْمُشْتاقينَ
وَاَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الُْمخْلِصينَ، وَاَخافَكَ مَخافَةَ الْمُوقِنينَ،
وَاَجْتَمِعَ فى جِوارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنينَ.
اَللّهُمَّ وَمَنْ اَرادَني بِسُوء فَاَرِدْهُ وَمَنْ كادَني فَكِدْهُ،
وَاجْعَلْني مِنْ اَحْسَنِ عَبيدِكَ نَصيباً عِنْدَكَ، وَاَقْرَبِهِمْ
مَنْزِلَةً مِنْكَ، وَاَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ، فَاِنَّهُ لا يُنالُ
ذلِكَ إلاّ بِفَضْلِكَ، وَجُدْ لي بِجُودِكَ وَاعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ
وَاحْفَظْني بِرَحْمَتِكَ، وَاجْعَلْ لِسانى بِذِكْرِكَ لَهِجَاً وَقَلْبي
بِحُبِّكَ مُتَيَّماً وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ اِجابَتِكَ، وَاَقِلْني
عَثْرَتي وَاغْفِرْ زَلَّتي، فَاِنَّكَ قَضَيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ،
وَاَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الاِْجابَةَ.
فَاِلَيْكَ يا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهي وَاِلَيْكَ يا رَبِّ مَدَدْتُ
يَدي، فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لي دُعائي وَبَلِّغْني مُنايَ وَلا تَقْطَعْ
مِنْ فَضْلِكَ رَجائي، وَاكْفِني شَرَّ الْجِنِّ وَالاْنْسِ مِنْ اَعْدائي،
يا سَريعَ الرِّضا اِغْفِرْ لِمَنْ لا يَمْلِكُ إلاّ الدُّعاءَ فَاِنَّكَ
فَعّالٌ لِما تَشاءُ، يا مَنِ اسْمُهُ دَواءٌ وَذِكْرُهُ شِفاءٌ وَطاعَتُهُ
غِنىً، اِرْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجاءُ وَسِلاحُهُ الْبُكاءُ، يا
سابِـغَ النِّعَمِ، يا دافِعَ النِّقَمِ، يا نُورَ الْمُسْتَوْحِشينَ فِي
الظُّلَمِ، يا عالِماً لا يُعَلَّمُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد
وَافْعَلْ بي ما اَنْتَ اَهْلُهُ وَصَلَّى اللهُ عَلى رَسُولِهِ وَالاْئِمَّةِ
الْمَيامينَ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً .
الإستماع إلى الدعاء بصوت العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله
آخر أيام شهر شعبان
في الحديث : دخلت على الامام الرّضا (ع) في آخر جمعة من شعبان فقال
لي: يا أبا الصّلت انّ شعبان قد مضى اكثره وهذا آخر جمعة فيه فتدارك فيما
بقى تقصيرك فيما مضى منه وعليك بالاقبال على ما يعنيك، واكثر من الدّعاء
والاستغفار وتلاوة القرآن وتب الى الله من ذنوبك ليقبل شهر رمضان اليك
وأنت مخلص لله عزّوجل، ولا تدعنّ امانة في عنقك الّا أدّيتها ولا في قلبك
حقداً على مؤمن الّا نزعته، ولا ذنباً انت مرتكبه إلاّ أقلعت عنه، واتقّ
الله وتوكّل عليه في سرائرك وعلانيتك ﴿وَمَنْ يَتَوكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ
حَسْبُهُ اِنَّ اللهَ بالِغُ اَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَىء
قَدْراً﴾ واكثر من أن تقول في ما بقى من هذا الشّهر : اَللّـهُمَّ اِنْ
لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لَنا فيما مَضى مِنْ شَعْبانَ فَاغْفِرْ لَنا فيما
بَقِيَ مِنْهُ، فانّ الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشّهر رقاباً من النّار
لحرمة هذا الشّهر، وروي أن الإمام الصّادق (ع) كان يدعو في آخر ليلة من
شعبان وأوّل ليلة من رمضان :
اَللّـهُمَّ اِنَّ هذَا الشَّهْرَ الْمُبارَكَ الَّذي اُنْزِلَ فيهِ
الْقُرآنُ وَجُعِلَ هُدىً لِلنّاسِ وَبَيِّناتِ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ
قَدْ حَضَرَ فَسَلِّمْنا فيهِ وَسَلَّمْهُ لَنا وَتَسَلِّمْهُ مِنّا في
يُسْر مِنْكَ وعافِيَة، يا مَنْ اَخَذَ الْقَليلَ، وَشَكَرَ الْكَثيرَ،
اِقْبَل مِنِّى الْيَسيرَ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَساَلُكَ اَنْ تَجْعَلَ
لي اِلى كُلِّ خَيْر سَبيلاً، وَمِنْ كُلِّ ما لا تُحِبُّ مانِعاً، يا
اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، يا مَنْ عَفا عَنّي وَعَمّا خَلَوْتُ بِهِ مِنَ
السَّيِّئاتِ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْني بِارْتِكابِ الْمَعاصي، عَفْوَكَ
عَفْوَكَ عَفْوَكَ ياكَريمُ، اِلـهي وَعَظتَني فَلَمْ اَتَّعِظْ، وَزَجَرْتَني
عَنْ مَحارِمِكَ فلَمْ اَنْزَجِرْ، فَما عُذْري، فَاعْفُ عَنّي يا كَريمُ،
عَفْوَكَ عَفْوَكَ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَساَلُكَ الرّاحَةَ عًنْدَ الْمَوْتِ،
وَالْعَفْوَ عِنْدَ الْحِسابِ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبدِكَ فَلْيَحْسُنِ
التَّجاوُزُ مِنْ عِنْدِكَ، يا اَهْلَ التَّقْوى وَيا اَهْلَ الْمَغْفِرَةِ،
عَفْوَكَ عَفْوَكَ، اَللّـهُمَّ اِنّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ وابنُ اَمَتِكَ،
ضَعيْفٌ فَقيرٌ اِلى رَحْمَتِكَ وَاَنْتَ مُنْزِلُ الْغِنى والْبَرَكَةِ
عَلَى الْعِبادِ قاهِرٌ مُقْتَدِرٌ اَحْصَيْتَ اَعمالَهُمْ، وَقَسَمْتَ
اَرْزاقَهُمْ، وَجَعَلْتَهُمْ مُخْتَلِفَةً اَلْسِنَتُهُمْ وَاَلْوانُهُمْ
خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْق، وَلايَعْلَمُ الْعِبادُ عِلْمَكَ، وَلا يَقْدِرُ
الْعِبادُ قَدْرَكَ، وَكُلُّنا فَقيرٌ اِلى رَحْمَتِكَ، فَلا تَصْرِفْ
عَنّي وَجْهَكَ، واجْعَلْني مِنْ صالِحِي خَلْقِكَ الْعَمَلِ وَالاْمَلِ
وَالْقَضاءِ وَالْقَدَرِ، اَللّـهُمَّ اَبْقِني خَيْرَ الْبَقاءِ، وَاَفِنني
خَيْرَ الْفَناءِ عَلى مُوالاةِ اَوْلِيائِكَ وَمُعادةِ اَعْدائِكَ، والرَّغْبَةِ
اِلَيْكَ، والرَّهْبَةِ مِنْكَ وَالْخُشُوعِ وَالْوَفاء وَالتَّسْليمِ
لَكَ وَالتَّصْديقِ بِكِتابِكَ وَاتّباعِ سُنَّةِ رَسُولِكَ، اَللّـهُمَّ
ما كانَ في قَلْبي مِنْ شَكٍّ اَوْ رَيْبَة اَوْ جُحُود اَوْ قُنُوط اَوْ
فَرَح اَوْ بَذَخ اَوْ بَطَر اَوْ خُيَلاءِ اَوْ رِياء اَوْ سُمْعَة اَوْ
شِقاق اَوْ نِفاق اَوْ كُفْر اَوْ فُسُوق اَوْ عِصْيان اَوْ عَظَمَة اَوْ
شَيء لا تُحِبُّ فَاَسْأَلُكَ يا رَبِّ أنْ تُبَدِّلَني مَكانَهُ ايماناً
بِوَعْدِكَ، وَوَفاءً بِعَهْدِكَ، وَرِضاً بِقَضائِكَ، وَزُهْداً فِي الدُّنْيا،
وَرَغْبَةً فيما عِنْدَكَ، وَاَثَرَةً وَطُمَأنينَةً وَتَوْبَةً نَصُوحاً
اَساَلُكَ ذلِكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ، اِلـهي اَنْتَ مِنْ حِلْمِكَ تُعْصى،
وَمِنْ كَرَمِكَ وَجُودِكَ تُطاعُ، فَكَانَّكَ لَمْ تُعْصَ وَاَنَا وَمَنْ
لَمْ يَعْصِكَ سُكّانُ اَرْضِكَ، فَكُنْ عَلَيْنابِالْفَضْلِ جَواداً،
وَبِالْخَيْرِ عَوّاداً يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى
مُحَمَّد وَآلِهِ صَلاةً دائِمَةً لا تُحْصى وَلا تُعَدُّ وَلا يَقْدِرُ
قَدْرَها غَيْرُكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .