استمعوا إلى الخطيبِ الحسينيِّ المثقَّف

استمعوا إلى الخطيبِ الحسينيِّ المثقَّف

[بعد أن أصبحت الكثير من المجالس الحسينيّة مكاناً لسرد الأساطير حول عاشوراء، وكأنّ المهمّ هو البكاء فقط بقطع النّظر عن الوسيلة، ما دور العامّة والخاصّة في هذا المجال؟].

اختاروا الخطيب الّذي يجعل عقولكم تفكّر، ويتحدَّث على أساس العلم؛ لأنّ المشكلة أن الكثيرين من الناس أصبحوا يريدون الخطيب الذي يحدّثهم بالأطياف، والأحلام، والخرافات، ويريدون صاحب الصّوت الجميل، من دون أن يدقّقوا في علمه وموازينه. فليس المطلوب في إثارة ذكرى عاشوراء أن يبكي النّاس على لحن القصيدة وصوت القارئ فقط، بل أن يكون ذلك منضمّاً إلى عمق الفكر الإسلاميّ الّذي وجدت عاشوراء من أجل تركيزه في حياة الأمَّة، وإلى حقيقة القضيّة وواقعها بعيداً من الخرافات والأوهام التي تسيء إلى القضيّة بشكلٍ وبآخر.

إنَّ الإمام الحسين (ع) كان يقول: "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمَّة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"، والأئمّة (ع) كانوا يقولون: "أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا". قيل لهم: كيف هو إحياء أمركم؟ قال: "أن يعلّم الناس علومنا ويحدّثهم بمحاسن كلامنا، فإنّ الناس إذا عرفوا محاسن كلامنا، أحبّونا واتّبعونا"، بينما نحن لا نزال نفسّر (أحيوا أمرنا)، أي تطبّروا، واضربوا الزنجيل، أو امشوا على النار، أو ازحفوا على خدودكم، أو ما أشبه ذلك، ما يعني أنّنا حوَّلنا قضية الإمام الحسين (ع) إلى تقاليد تدلّ على التخلف الذي نعيشه، واعتبرنا ذلك مقدَّساً!

*من كتاب "النَّدوة"، ج 14.

[بعد أن أصبحت الكثير من المجالس الحسينيّة مكاناً لسرد الأساطير حول عاشوراء، وكأنّ المهمّ هو البكاء فقط بقطع النّظر عن الوسيلة، ما دور العامّة والخاصّة في هذا المجال؟].

اختاروا الخطيب الّذي يجعل عقولكم تفكّر، ويتحدَّث على أساس العلم؛ لأنّ المشكلة أن الكثيرين من الناس أصبحوا يريدون الخطيب الذي يحدّثهم بالأطياف، والأحلام، والخرافات، ويريدون صاحب الصّوت الجميل، من دون أن يدقّقوا في علمه وموازينه. فليس المطلوب في إثارة ذكرى عاشوراء أن يبكي النّاس على لحن القصيدة وصوت القارئ فقط، بل أن يكون ذلك منضمّاً إلى عمق الفكر الإسلاميّ الّذي وجدت عاشوراء من أجل تركيزه في حياة الأمَّة، وإلى حقيقة القضيّة وواقعها بعيداً من الخرافات والأوهام التي تسيء إلى القضيّة بشكلٍ وبآخر.

إنَّ الإمام الحسين (ع) كان يقول: "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمَّة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"، والأئمّة (ع) كانوا يقولون: "أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا". قيل لهم: كيف هو إحياء أمركم؟ قال: "أن يعلّم الناس علومنا ويحدّثهم بمحاسن كلامنا، فإنّ الناس إذا عرفوا محاسن كلامنا، أحبّونا واتّبعونا"، بينما نحن لا نزال نفسّر (أحيوا أمرنا)، أي تطبّروا، واضربوا الزنجيل، أو امشوا على النار، أو ازحفوا على خدودكم، أو ما أشبه ذلك، ما يعني أنّنا حوَّلنا قضية الإمام الحسين (ع) إلى تقاليد تدلّ على التخلف الذي نعيشه، واعتبرنا ذلك مقدَّساً!

*من كتاب "النَّدوة"، ج 14.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية