كربلاء ثروة فكريّة وشعوريّة على مدى الزّمن

كربلاء ثروة فكريّة وشعوريّة على مدى الزّمن

إنَّ استشهاد الإمام الحسين (ع)، ينطلق في أبعاده في حركة الإنسان الشيعي أو المسلم بشكلٍ عام، أو حتّى في حركة الإنسانيّة، من خلال أنّ الحسين (ع) يمثّل الشخصيّة الروحانيّة الفكريّة المنفتحة على حياة النّاس، والتي تعيش آلام الناس، كما روي عنه من أنّه وقف أمام هؤلاء الذين جاؤوا ليقاتلوه أو ليضغطوا عليه، وكان يبكي، لأنَّ الله سوف يعذّب هؤلاء بسبب قتلهم إيَّاه، وانتهاكهم المقدّسات.

ولذا، فقد كان يعظهم ويرشدهم ويجرّب هدايتهم، من خلال أنّه يريد أن يكشف لهم الحقيقة، فيبتعدوا عن هذا الأمر.

فالحسين (ع) كان الإنسان الذي يحبّ الناس، وقد انطلق إليهم من خلال هذا الحبّ، حتّى يعيشوا في ظلّ دولة تقيم العدل، وتعطي الإنسان حريّته في نطاق المسؤوليّة، وتمنع وتمنع الحاكم من أن يصادر ثرواتهم، وأن يعبث بواقعهم بطريقة سلبيّة.

عندما ندرس الإمام الحسين (ع) في عناصر شخصيّته، فإنَّنا نرى فيه رمزاً إنسانيّاً يمكن لأيّ إنسان أن يستوحي منه الكثير من القِيَم الذاتية في حياته الخاصّة والعامّة، ونرى فيه رمزاً إسلامياً أعطى الكثير للإسلام والأُمّة.

ثمّ في جانب المأساة، فإنَّ الإمام الحسين (ع) عاش المأساة كأعمق ما تكون، لأنّه كان يقف ليستقبل في كلّ لحظة شهيداً من أبنائه وأهل بيته وأصحابه، بحيث كان الموقف يضغط على كلّ المشاعر والأحاسيس لحظةً بلحظة، لأنَّ هناك فرقاً بين أن تدخل معركةً يقتل فيها أصحابك وأصدقاؤك دفعةً واحدة، حيث يمكن أن تختصر الألم في تلك اللّحظة، وبين أن تعيش المأساة من الصباح إلى الظهر بذلك الشّكل الذي كانت تتنوَّع فيه مظاهرها.. فكان (ع) يمثّل الإنسان الذي تمرَّد على المأساة وكبر عليها، وأكَّد أعلى درجات الصّبر والصمود الإنساني.

فقد قرأنا في تاريخ كربلاء، أنّه عندما ذبح ولده عبد الله الرّضيع بين يديه، قال (ع): "هَوَّنَ ما نَزَلَ بي أنّه بعين الله"(1)، فكان يعيش الفرح الرّوحي مع ربّه عزَّ وجلّ.

وهكذا في كلّ المفردات التي تحرَّكت في كربلاء، التي تعطي للإنسان، مهما كان مذهبه، ثروةً فكريّة وشعورية، ممّا يمثّل غنًى للإنسان في مدى العالم على مدى السّنين.

* من كتاب "حديث عاشوراء"


 بحار الأنوار، ج:45، ص:46.(1)

إنَّ استشهاد الإمام الحسين (ع)، ينطلق في أبعاده في حركة الإنسان الشيعي أو المسلم بشكلٍ عام، أو حتّى في حركة الإنسانيّة، من خلال أنّ الحسين (ع) يمثّل الشخصيّة الروحانيّة الفكريّة المنفتحة على حياة النّاس، والتي تعيش آلام الناس، كما روي عنه من أنّه وقف أمام هؤلاء الذين جاؤوا ليقاتلوه أو ليضغطوا عليه، وكان يبكي، لأنَّ الله سوف يعذّب هؤلاء بسبب قتلهم إيَّاه، وانتهاكهم المقدّسات.

ولذا، فقد كان يعظهم ويرشدهم ويجرّب هدايتهم، من خلال أنّه يريد أن يكشف لهم الحقيقة، فيبتعدوا عن هذا الأمر.

فالحسين (ع) كان الإنسان الذي يحبّ الناس، وقد انطلق إليهم من خلال هذا الحبّ، حتّى يعيشوا في ظلّ دولة تقيم العدل، وتعطي الإنسان حريّته في نطاق المسؤوليّة، وتمنع وتمنع الحاكم من أن يصادر ثرواتهم، وأن يعبث بواقعهم بطريقة سلبيّة.

عندما ندرس الإمام الحسين (ع) في عناصر شخصيّته، فإنَّنا نرى فيه رمزاً إنسانيّاً يمكن لأيّ إنسان أن يستوحي منه الكثير من القِيَم الذاتية في حياته الخاصّة والعامّة، ونرى فيه رمزاً إسلامياً أعطى الكثير للإسلام والأُمّة.

ثمّ في جانب المأساة، فإنَّ الإمام الحسين (ع) عاش المأساة كأعمق ما تكون، لأنّه كان يقف ليستقبل في كلّ لحظة شهيداً من أبنائه وأهل بيته وأصحابه، بحيث كان الموقف يضغط على كلّ المشاعر والأحاسيس لحظةً بلحظة، لأنَّ هناك فرقاً بين أن تدخل معركةً يقتل فيها أصحابك وأصدقاؤك دفعةً واحدة، حيث يمكن أن تختصر الألم في تلك اللّحظة، وبين أن تعيش المأساة من الصباح إلى الظهر بذلك الشّكل الذي كانت تتنوَّع فيه مظاهرها.. فكان (ع) يمثّل الإنسان الذي تمرَّد على المأساة وكبر عليها، وأكَّد أعلى درجات الصّبر والصمود الإنساني.

فقد قرأنا في تاريخ كربلاء، أنّه عندما ذبح ولده عبد الله الرّضيع بين يديه، قال (ع): "هَوَّنَ ما نَزَلَ بي أنّه بعين الله"(1)، فكان يعيش الفرح الرّوحي مع ربّه عزَّ وجلّ.

وهكذا في كلّ المفردات التي تحرَّكت في كربلاء، التي تعطي للإنسان، مهما كان مذهبه، ثروةً فكريّة وشعورية، ممّا يمثّل غنًى للإنسان في مدى العالم على مدى السّنين.

* من كتاب "حديث عاشوراء"


 بحار الأنوار، ج:45، ص:46.(1)

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية