مختارات
18/06/2014

كيف يمهّد الأهل الأبناء لاستقبال شهر رمضان؟!

كيف يمهّد الأهل الأبناء لاستقبال شهر رمضان؟!

كيف يمهّد الأهل الأبناء لاستقبال شهر رمضان؟!

شرح المفاهيم وتطبيقها وتقديم القدوة الحسنة للتمثّل بها

 

        يعدّ شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة ومناسبة يستطيع الأهل من خلالها أن يعوّدوا أبناءهم على أداء الصيام، والقيام بالواجبات الإسلاميّة كافة، كالصلاة والصيام وسائر العبادات... ومن المهمّ أن يقترن الصوم في حياة الناشئة بذكريات مفرحة وسارّة، ما يشجّعهم ويحفّزهم على انتظار شهر الصّوم بتلهّف وترقّب، لما استودع في ذاكرتهم من أحداث مفرحة إبّان فترة صومهم الأولى.

ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، على الأهل أن يشجّعوا أولادهم ويأخذوا بأيديهم على هذا الدرب الذي يحتاج إلى دعم معنوي من قبلهم قبل أيّ شيء، ولنا في صحابة رسول الله(ص) أسوة حسنة، إذ إنهم كانوا يعوّدون أبناءهم منذ نعومة أظفارهم على الصيام، وكانوا يصنعون لهم الألعاب المسلّية يتسلّون بها وقت الصيام ريثما يحين وقت الإفطار...

فكيف نجعل من لحظات الصيام لحظات سعادة وفرح في قلوب أولادنا؟ وكيف يحبّب الأهل شهر رمضان في نفوس أولادهم؟ هذا ما سنعرضه في تحقيقنا التالي:

عبد الله: تأمين الأجواء العباديّة

الشيخ حسين عبد الله، عضو المكتب الشرعي في مؤسسة العلامة السيد محمد حسين فضل الله، قال:

"ينتظر المسلمون في أنحاء العالم شهر رمضان المبارك بشوق وفرح كبيرين، وعلى الأسرة أن تجهز نفسها وأبناءها لاستقبال هذا الضيف الكريم، من خلال تأمين الأجواء العبادية والروحية داخل الأسرة، بدءاً من شهري رجب وشعبان، فعلى الوالدين أن يشرحا لأبنائهما أن هذين الشهرين هما مقدمة لاستقبال شهر رمضان المبارك، من خلال صوم بعض الأيام في شهر شعبان، وتعليمهم بعض الأمور، كقراءة بعض الأدعية، والتردد على المساجد، ما يحضّر الأبناء نفسياً وروحياً لاستقبال شهر رمضان المبارك".

وأضاف: "وكذلك على الأهل الشرح لأبنائهم معاني شهر رمضان المبارك وفوائده الصحية والروحية على الإنسان، وتفسير أحكام الصيام، والعادات السائدة في هذا الشهر الكريم، كقيام صلاة الليل، ومائدة السحور، وحثهم على المطالعة الإيمانية، من خلال قراءة بعض الكتب المختصة بهذا الشهر الكريم، لكي تتهيأ النفس لهذا الشهر بعاطفة إيمانية مرتفعة. كما أن شرح فضائل رمضان، يعطي الأبناء دافعاً نفسياً للاستعداد له".

وتابع: "ومن الضّروريّ أن نربي أبناءنا على أخلاق الصيام ونوجههم إليها، كحفظ اللسان، وغضّ الأبصار، وبرّ الوالدين، ومعاملة الكبار بالرفق واللين، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وشرح أهمية هذه الأخلاق في جعل الصيام مقبولاً عند ربّ العالمين".

واختتم قائلاً: "ومن الأمور المهمة للوالدين في هذا الشهر، توجيه الأبناء إلى القضايا الأساسية في حياتنا، وهي قضية الوحدة الإسلامية، وأن نشرح لهم أن شهر رمضان يمثل الوحدة الإسلامية، وأنه شهر لنبذ كل أشكال التفرقة والتعصب والخلافات بين أبناء الأمة الإسلامية".

الكردي: التربية على حبّ الله

أما القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي، فقد أشار إلى "أن شهر رمضان هو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وفي شهر رمضان، يقبل العباد على الله تعالى، وعلينا أن نربي أبناءنا على حب الطاعة والعبادة والفرح بشهر الصيام، وأن نعلّمهم عادة الصيام من طفولتهم، حتى يتمكنوا من أداء هذه العبادة بتمامها وكمالها. وقد كان سلفنا الصالح يعلّم أبناءه الصيام والصلاة في سنّ مبكرة، على أن يكون الصّغير قادراً على الصّيام (بأن تكون بنيته الجسدية قادرة على الصيام)، آخذاً بحديث النبي(ص): «مروا أولادكم بالصيام وهم أبناء سبع». ونستنتج من هذا الحديث، أن تعليم الصغار على الصيام والصّلاة، يكون في هذه السنّ، حتى إذا بلغوا سنّ الرّشد، كانوا قادرين على الصّيام ومقبلين عليه.

وكذلك كان سلفنا الصالح يقيمون الاحتفالات لكلّ صغير أتم صيام شهر رمضان، كما لو نجح في دراسته ونال شهادة متوسّطة أو ما شابه ذلك. هذه التربية السلوكية تؤكّد أنّ السلف الصّالح كان حريصاً على أن ينشأ الولد متعلّقاً بالعبادة وطاعة ربّه أكثر من تعلّقه بأيّ شيء آخر".

وتابع قائلاً: "من هنا نقول للمسلمين في كلّ مكان: أنشئوا أولادكم على طاعة الله، لأنّ الصّغير إذا أحبّ الله استقام على الخير وأبعد الشّرّ عنه، أمّا إذا ربينا أولادنا على التعلّق بالحياة فقط، فإنّ همتهم وعبادتهم تضعف ويصبحون بعيدين عن الخير ومتعلّقين بالشر".

واختتم قائلاً: "إن جلسات رمضان، ولا سيّما عند الإفطار، وصلاة التراويح، هي جلسات مميّزة علينا أن لا نحرم أبناءنا منها، وأن نعلّمهم أهميتها وفائدتها، وقد كان في القديم ينشر هذا الحديث النبويّ الشّريف على كلّ لسان: «صوموا تصحّوا»، فكان هذا الحديث هو أساس الترغيب والتوجيه للصّيام في شهر رمضان".

البابا: التّشجيع على زيارة المساجد

أما رئيس مركز الفاروق الإسلامي، الشيخ أحمد البابا، فقال:

"ما هي إلا أيّام قليلة، ويهلّ علينا شهر مبارك عظيم، يأتينا بنفحاته السماوية وتجلياته القدسية، ويا حبّذا لو أحسنّا استقبال هذا الشهر الكريم بما يليق بفضله وعظمته، وخصوصاً دعوتنا لأبنائنا وبناتنا لكي تزيد ثقافتهم ومعلوماتهم عن فضائل هذا الشّهر الكريم، حتى يحسنوا العمل لما فيه، ويغتنموا هذه الفرصة السانحة التي إن أحسنا استخدامها، فزنا ونلنا المقام العظـيم والأجر الكريم".

وأضاف: "والواجب يحتّم على الأبوين قبل حلول رمضان أن يجالسوا أولادهم ويعلّموهم ما هي مكتسبات شهر رمضان المبارك. فرمضان هو شهر الإقبال على الله تعالى، والصّيام مكسب من مكاسبه المباركة، ولكنّنا بحاجة إلى توسعة المعرفة الشاملة لفضائله الطيّبة، فهو شهر القرآن الكريم، والواجب يقتضي منا أن ندعو أولادنا إلى اغتنام هذا الشهر لتلاوة القرآن وتعميق معرفتهم به، لتسهيل آياته وبيان أحكامه، وكذلك فهذا الشهر هو شهر التراحم؛ أولم يشر النبيّ(ص) إلى ذلك في قوله: «أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النّار»، ويقتضي منّا ذلك دعوة أولادنا إلى بيان مفهوم التراحم في الإسلام، فهو مفهوم واسع وكامل وشامل، يستوجب فيه العبد رحمة الله عزّ وجلّ إن كان متراحماً، فالرّاحمون يرحمهم الرّحمن، وكذلك إنَّ هذا الشَّهر الكريم هو شهر المساجد والتراويح، ويقتضي من الأهل مصاحبة أولادهم إلى المساجد وصلاتهم جماعة في صلاة التّراويح، ليعرف النشء الجديد المساجد وما فيها من بركات ومغانم كثيرة. فيا حبّذا لو استطاع الأهل إقناع أولادهم بضرورة التزام المساجد! فشباب المساجد هم شباب الإسلام، وهم أمل المستقبل الواعد.

جريدة اللّواء اللّبنانيّة ـ

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


كيف يمهّد الأهل الأبناء لاستقبال شهر رمضان؟!

شرح المفاهيم وتطبيقها وتقديم القدوة الحسنة للتمثّل بها

 

        يعدّ شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة ومناسبة يستطيع الأهل من خلالها أن يعوّدوا أبناءهم على أداء الصيام، والقيام بالواجبات الإسلاميّة كافة، كالصلاة والصيام وسائر العبادات... ومن المهمّ أن يقترن الصوم في حياة الناشئة بذكريات مفرحة وسارّة، ما يشجّعهم ويحفّزهم على انتظار شهر الصّوم بتلهّف وترقّب، لما استودع في ذاكرتهم من أحداث مفرحة إبّان فترة صومهم الأولى.

ومع اقتراب شهر رمضان المبارك، على الأهل أن يشجّعوا أولادهم ويأخذوا بأيديهم على هذا الدرب الذي يحتاج إلى دعم معنوي من قبلهم قبل أيّ شيء، ولنا في صحابة رسول الله(ص) أسوة حسنة، إذ إنهم كانوا يعوّدون أبناءهم منذ نعومة أظفارهم على الصيام، وكانوا يصنعون لهم الألعاب المسلّية يتسلّون بها وقت الصيام ريثما يحين وقت الإفطار...

فكيف نجعل من لحظات الصيام لحظات سعادة وفرح في قلوب أولادنا؟ وكيف يحبّب الأهل شهر رمضان في نفوس أولادهم؟ هذا ما سنعرضه في تحقيقنا التالي:

عبد الله: تأمين الأجواء العباديّة

الشيخ حسين عبد الله، عضو المكتب الشرعي في مؤسسة العلامة السيد محمد حسين فضل الله، قال:

"ينتظر المسلمون في أنحاء العالم شهر رمضان المبارك بشوق وفرح كبيرين، وعلى الأسرة أن تجهز نفسها وأبناءها لاستقبال هذا الضيف الكريم، من خلال تأمين الأجواء العبادية والروحية داخل الأسرة، بدءاً من شهري رجب وشعبان، فعلى الوالدين أن يشرحا لأبنائهما أن هذين الشهرين هما مقدمة لاستقبال شهر رمضان المبارك، من خلال صوم بعض الأيام في شهر شعبان، وتعليمهم بعض الأمور، كقراءة بعض الأدعية، والتردد على المساجد، ما يحضّر الأبناء نفسياً وروحياً لاستقبال شهر رمضان المبارك".

وأضاف: "وكذلك على الأهل الشرح لأبنائهم معاني شهر رمضان المبارك وفوائده الصحية والروحية على الإنسان، وتفسير أحكام الصيام، والعادات السائدة في هذا الشهر الكريم، كقيام صلاة الليل، ومائدة السحور، وحثهم على المطالعة الإيمانية، من خلال قراءة بعض الكتب المختصة بهذا الشهر الكريم، لكي تتهيأ النفس لهذا الشهر بعاطفة إيمانية مرتفعة. كما أن شرح فضائل رمضان، يعطي الأبناء دافعاً نفسياً للاستعداد له".

وتابع: "ومن الضّروريّ أن نربي أبناءنا على أخلاق الصيام ونوجههم إليها، كحفظ اللسان، وغضّ الأبصار، وبرّ الوالدين، ومعاملة الكبار بالرفق واللين، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وشرح أهمية هذه الأخلاق في جعل الصيام مقبولاً عند ربّ العالمين".

واختتم قائلاً: "ومن الأمور المهمة للوالدين في هذا الشهر، توجيه الأبناء إلى القضايا الأساسية في حياتنا، وهي قضية الوحدة الإسلامية، وأن نشرح لهم أن شهر رمضان يمثل الوحدة الإسلامية، وأنه شهر لنبذ كل أشكال التفرقة والتعصب والخلافات بين أبناء الأمة الإسلامية".

الكردي: التربية على حبّ الله

أما القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي، فقد أشار إلى "أن شهر رمضان هو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وفي شهر رمضان، يقبل العباد على الله تعالى، وعلينا أن نربي أبناءنا على حب الطاعة والعبادة والفرح بشهر الصيام، وأن نعلّمهم عادة الصيام من طفولتهم، حتى يتمكنوا من أداء هذه العبادة بتمامها وكمالها. وقد كان سلفنا الصالح يعلّم أبناءه الصيام والصلاة في سنّ مبكرة، على أن يكون الصّغير قادراً على الصّيام (بأن تكون بنيته الجسدية قادرة على الصيام)، آخذاً بحديث النبي(ص): «مروا أولادكم بالصيام وهم أبناء سبع». ونستنتج من هذا الحديث، أن تعليم الصغار على الصيام والصّلاة، يكون في هذه السنّ، حتى إذا بلغوا سنّ الرّشد، كانوا قادرين على الصّيام ومقبلين عليه.

وكذلك كان سلفنا الصالح يقيمون الاحتفالات لكلّ صغير أتم صيام شهر رمضان، كما لو نجح في دراسته ونال شهادة متوسّطة أو ما شابه ذلك. هذه التربية السلوكية تؤكّد أنّ السلف الصّالح كان حريصاً على أن ينشأ الولد متعلّقاً بالعبادة وطاعة ربّه أكثر من تعلّقه بأيّ شيء آخر".

وتابع قائلاً: "من هنا نقول للمسلمين في كلّ مكان: أنشئوا أولادكم على طاعة الله، لأنّ الصّغير إذا أحبّ الله استقام على الخير وأبعد الشّرّ عنه، أمّا إذا ربينا أولادنا على التعلّق بالحياة فقط، فإنّ همتهم وعبادتهم تضعف ويصبحون بعيدين عن الخير ومتعلّقين بالشر".

واختتم قائلاً: "إن جلسات رمضان، ولا سيّما عند الإفطار، وصلاة التراويح، هي جلسات مميّزة علينا أن لا نحرم أبناءنا منها، وأن نعلّمهم أهميتها وفائدتها، وقد كان في القديم ينشر هذا الحديث النبويّ الشّريف على كلّ لسان: «صوموا تصحّوا»، فكان هذا الحديث هو أساس الترغيب والتوجيه للصّيام في شهر رمضان".

البابا: التّشجيع على زيارة المساجد

أما رئيس مركز الفاروق الإسلامي، الشيخ أحمد البابا، فقال:

"ما هي إلا أيّام قليلة، ويهلّ علينا شهر مبارك عظيم، يأتينا بنفحاته السماوية وتجلياته القدسية، ويا حبّذا لو أحسنّا استقبال هذا الشهر الكريم بما يليق بفضله وعظمته، وخصوصاً دعوتنا لأبنائنا وبناتنا لكي تزيد ثقافتهم ومعلوماتهم عن فضائل هذا الشّهر الكريم، حتى يحسنوا العمل لما فيه، ويغتنموا هذه الفرصة السانحة التي إن أحسنا استخدامها، فزنا ونلنا المقام العظـيم والأجر الكريم".

وأضاف: "والواجب يحتّم على الأبوين قبل حلول رمضان أن يجالسوا أولادهم ويعلّموهم ما هي مكتسبات شهر رمضان المبارك. فرمضان هو شهر الإقبال على الله تعالى، والصّيام مكسب من مكاسبه المباركة، ولكنّنا بحاجة إلى توسعة المعرفة الشاملة لفضائله الطيّبة، فهو شهر القرآن الكريم، والواجب يقتضي منا أن ندعو أولادنا إلى اغتنام هذا الشهر لتلاوة القرآن وتعميق معرفتهم به، لتسهيل آياته وبيان أحكامه، وكذلك فهذا الشهر هو شهر التراحم؛ أولم يشر النبيّ(ص) إلى ذلك في قوله: «أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النّار»، ويقتضي منّا ذلك دعوة أولادنا إلى بيان مفهوم التراحم في الإسلام، فهو مفهوم واسع وكامل وشامل، يستوجب فيه العبد رحمة الله عزّ وجلّ إن كان متراحماً، فالرّاحمون يرحمهم الرّحمن، وكذلك إنَّ هذا الشَّهر الكريم هو شهر المساجد والتراويح، ويقتضي من الأهل مصاحبة أولادهم إلى المساجد وصلاتهم جماعة في صلاة التّراويح، ليعرف النشء الجديد المساجد وما فيها من بركات ومغانم كثيرة. فيا حبّذا لو استطاع الأهل إقناع أولادهم بضرورة التزام المساجد! فشباب المساجد هم شباب الإسلام، وهم أمل المستقبل الواعد.

جريدة اللّواء اللّبنانيّة ـ

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية