محاضرات
11/10/2018

من خلق المؤمن التنبّه من ذلّ الاعتذار

من خلق المؤمن التنبّه من ذلّ الاعتذار
 

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}. في هذه الآية، وفي ما يأتي من آيات، حديثٌ عن مسألة الاعتذار، وهي أن يعتذر الإنسان عن الخطأ، وأن يقبل عذر من اعتذر من الخطأ، وأن يكون له العذر الّذي يمكن أن يُقبَل؛ العذر مع النّاس ومع الله، ومتى يقبل الله عذره ومتى لا يقبله.

هذه عناوين لا بدَّ لنا من أن نبحثها، لأنَّ هذه المسألة تتَّصل بحياتنا في البيت مع آبائنا وأمَّهاتنا وأولادنا، وتتَّصل بحياتنا في العمل والسّياسة، وفي الأمن والاقتصاد وما إلى ذلك. فكيف نواجه المسألة؟

إنَّ الله يريد أن يقول للإنسان ـ كلِّ إنسانٍ منّا ـ أنت تبصر نفسك أكثر مما يبصرها الآخرون، لأنَّك تعرف سرَّك الَّذي لم يطَّلع عليه الآخرون، وتعرف خلفيّات كلماتك عندما تتكلَّم، وظروف عملك عندما تعمل. لذلك، مهما قدَّمت من عذر، فالنّاس قد يقبلونه، ولكنَّك بين يدي الله، لا بدَّ من أن يكون عذرك مقبولاً، وهذا ما عبَّر عنه الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) فيما رُوي عنه من "دعاء كميل"، عندما يقول: "فاقبل عذري".

هنا، لا بدَّ من أن نركِّز على عدّة نقاط؛ النّقطة الأولى، هي أنَّ على الإنسان دائماً عندما يقوم بأيِّ عمل، أو عندما يتكلَّم بأيِّ كلمة، أو يُنشئ أيَّ علاقة، أو يقف أيَّ موقف، لا بدَّ له من أن يدرسه دراسةً واسعة تعرف كلّ نقاط الخير فيه ونقاط الشّرّ، فإذا اقتنع به، فعليه أن يقوله، وأمَّا إذا لم يقتنع به، وشعر بأنّه عندما يقول الكلمة، أو عندما يقوم به في العمل والعلاقة والموقف، فسوف يعتذر إلى النّاس من هذا الشّيء، فهنا التعليم الإسلامي من خلال أئمّة أهل البيت(ع)، يرشده إلى أنَّ الشّيء الّذي تشعر بأنَّك إذا قلته أو عملته، فإنَّك مضطرّ إلى أن تعتذر منه أمام النّاس، فلا تقله أو تعمله، لأنَّ موقف المعتذر موقف ذليل.. فتعالوا مع أئمّة أهل البيت(ع) ومع جدِّهم رسول الله(ص)، لنأخذ من كلماتهم ما يشير إلى الحقِّ الّذي لا بدَّ من أن نلتزم به.

في الحديث عن الإمام عليّ(ع) أنّه قال: "إيّاك وما تعتذر منه، فإنَّه لا يُعتذَر من خير"، فكلّ ما تُضطرّ إلى أن تعتذر منه فهو شرّ، لأنَّه لو كان خيراً، لما احتاج الإنسان إلى أن يعتذر منه، لأنَّه لا يُعتذَر من الخير. وفي حديثٍ آخر عن أحد الأئمَّة(ع): "إيّاك وما يُعتذَر منه، فإنَّ المؤمن لا يُسيء ولا يعتذر، والمنافق كلّ يوم يسيء ويعتذر"، لأنَّ المؤمن يجب أن يكون واعياً لكلمته، فلا يقول إلا الكلمة الّتي يؤمن بها ويلتزمها ويدافع عنها، ولا يعمل إلا العمل الذي يتبنَّاه ويلتزمه ويدافع عنه، فلا يحتاج إلى الاعتذار، أمَّا المنافق، فهو إنسانٌ يعيش الارتباك في عقيدته، فظاهره شيء وباطنه شيء آخر، ويعيش الاهتزاز في مواقفه، فله موقفٌ في الخفاء وله موقفٌ في العلن. ولذلك، عندما يظهر سرّه وما يخفيه ويلومه النّاس على ذلك، فإنّه يضطرّ إلى الاعتذار.

وفي تفسير الإمام الصَّادق(ع) للآية الكريمة: {وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}، قال(ع): "إنَّ الله فوَّض إلى المؤمن أموره كلّها، ولم يفوّض إليه أن يكون ذليلاً"، وقال(ع): "لا ينبغي للمؤمن أن يذلّ نفسه"، فقال الرواي: بم يذلّ نفسه؟ قال(ع): "يدخل فيما يعتذر منه"، فلا تدخل في الموقف أو الكلمة الخطأ الَّتي لا تستطيع أن تتبنَّاها أو تدافع عنها، فتضطرّ إلى أن تعتذر منها.. وفي حديثٍ آخر عن الإمام عليّ(ع): "الاستغناء عن العذر أعزّ من الصِّدق به"، فحتى لو كان عذرك صادقاً، فالاستغناء عنه أفضل.

هذه الفكرة الَّتي نأخذها من كلِّ هذه الأحاديث، أنَّ الإنسان عندما يريد أن يتكلَّم كلمةً أو يقوم بعمل، فعليه أن يدرس الكلمة والعمل والموقف؛ هل هو مستعدّ أن يتبنَّاه إذا ظهر أمام النّاس، ويدافع عنه ولا يعتذر منه؟ أمّا إذا كان العمل مما لا يستطيع أن يتبنَّاه أو يدافع عنه، ويضطرّ إلى أن يعتذر منه، فليوفِّر على نفسه ذلَّ العذر. وهناك جانب آخر أخلاقيّ، وهو: لو أخطأ النّاس معك، أخطأ الزّوج مع زوجته أو بالعكس، أو أخطأ النّاس مع بعضهم البعض، وجاء المخطئ يعتذر إليك، فالأحاديث الشّريفة تقول إنَّ على الإنسان أن يقبل عذر من اعتذر إليه، لأنَّ هذا الإنسان الّذي بذل لك ماء وجهه، وقد ندم على فعلته، عليك أن تعطيه مجالاً للتراجع، ويندم على ما قال. ولنرَ الأحاديث الواردة عن أهل البيت(ع).

في الحديث عن عليّ(ع) في "نهج البلاغة": "احمل نفسك من أخيك عند صرمه ـ مقاطعته ـ على الصّلة، وعند صدوده على اللّطف والمقاربة... وعند جرمه على العذر، حتى كأنَّك له عبدٌ وكأنّه ذو نعمة عليك"، بحيث إنّه إذا أجرم واعتذر منك، فإنَّ عليك أن تقبل عذره، وأن تتواضع له كما تواضع لك...

ولكن هناك أشياء يعتبرها الإنسان عذراً يقدِّمه ولكنَّها لا شيء، فعلينا أن نستعدَّ الآن، لأنّنا إذا أردنا أن نعتذر يوم القيامة، فلن يُقبَل منّا، لأنّ يوم القيامة هو يوم الحساب، فيقول تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَ} {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} العذر في الدّنيا ولكن في الآخرة فلا عذر، ويقول تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}...

وهكذا، يريدنا الله تعالى أن نعيش في هذا الاتجاه، فنكفّ عن الخطأ حتى لا نعتذر، ونقبل عذر من اعتذر إلينا، ولا نعتذر من حقٍّ قلناه، ولا من عدلٍ وقفنا معه، ولا من كلمة صدقٍ قلناها. هذا هو برنامج العذر في بدايته ونهايته، وعلينا أن لا يكون الكلام الّذي نسمعه ـ وهو كلام الله وكلام رسوله وأوليائه ـ هو مجرَّد كلامٍ نسمعه ويطير في الهواء، ولكن {فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} وكلّ كلام الله أحسن، وكلّ كلام النبيّ(ص) أحسن، وكلّ كلام الأئمّة(ع) أحسن، فتعالوا مع الأحسن في الدّنيا والأحسن في الآخرة.

خطبة الجمعة  بتاريخ 15 جمادى الثانية 1418هـ/ الموافق17 تشرين الأول 1997م
 

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}. في هذه الآية، وفي ما يأتي من آيات، حديثٌ عن مسألة الاعتذار، وهي أن يعتذر الإنسان عن الخطأ، وأن يقبل عذر من اعتذر من الخطأ، وأن يكون له العذر الّذي يمكن أن يُقبَل؛ العذر مع النّاس ومع الله، ومتى يقبل الله عذره ومتى لا يقبله.

هذه عناوين لا بدَّ لنا من أن نبحثها، لأنَّ هذه المسألة تتَّصل بحياتنا في البيت مع آبائنا وأمَّهاتنا وأولادنا، وتتَّصل بحياتنا في العمل والسّياسة، وفي الأمن والاقتصاد وما إلى ذلك. فكيف نواجه المسألة؟

إنَّ الله يريد أن يقول للإنسان ـ كلِّ إنسانٍ منّا ـ أنت تبصر نفسك أكثر مما يبصرها الآخرون، لأنَّك تعرف سرَّك الَّذي لم يطَّلع عليه الآخرون، وتعرف خلفيّات كلماتك عندما تتكلَّم، وظروف عملك عندما تعمل. لذلك، مهما قدَّمت من عذر، فالنّاس قد يقبلونه، ولكنَّك بين يدي الله، لا بدَّ من أن يكون عذرك مقبولاً، وهذا ما عبَّر عنه الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) فيما رُوي عنه من "دعاء كميل"، عندما يقول: "فاقبل عذري".

هنا، لا بدَّ من أن نركِّز على عدّة نقاط؛ النّقطة الأولى، هي أنَّ على الإنسان دائماً عندما يقوم بأيِّ عمل، أو عندما يتكلَّم بأيِّ كلمة، أو يُنشئ أيَّ علاقة، أو يقف أيَّ موقف، لا بدَّ له من أن يدرسه دراسةً واسعة تعرف كلّ نقاط الخير فيه ونقاط الشّرّ، فإذا اقتنع به، فعليه أن يقوله، وأمَّا إذا لم يقتنع به، وشعر بأنّه عندما يقول الكلمة، أو عندما يقوم به في العمل والعلاقة والموقف، فسوف يعتذر إلى النّاس من هذا الشّيء، فهنا التعليم الإسلامي من خلال أئمّة أهل البيت(ع)، يرشده إلى أنَّ الشّيء الّذي تشعر بأنَّك إذا قلته أو عملته، فإنَّك مضطرّ إلى أن تعتذر منه أمام النّاس، فلا تقله أو تعمله، لأنَّ موقف المعتذر موقف ذليل.. فتعالوا مع أئمّة أهل البيت(ع) ومع جدِّهم رسول الله(ص)، لنأخذ من كلماتهم ما يشير إلى الحقِّ الّذي لا بدَّ من أن نلتزم به.

في الحديث عن الإمام عليّ(ع) أنّه قال: "إيّاك وما تعتذر منه، فإنَّه لا يُعتذَر من خير"، فكلّ ما تُضطرّ إلى أن تعتذر منه فهو شرّ، لأنَّه لو كان خيراً، لما احتاج الإنسان إلى أن يعتذر منه، لأنَّه لا يُعتذَر من الخير. وفي حديثٍ آخر عن أحد الأئمَّة(ع): "إيّاك وما يُعتذَر منه، فإنَّ المؤمن لا يُسيء ولا يعتذر، والمنافق كلّ يوم يسيء ويعتذر"، لأنَّ المؤمن يجب أن يكون واعياً لكلمته، فلا يقول إلا الكلمة الّتي يؤمن بها ويلتزمها ويدافع عنها، ولا يعمل إلا العمل الذي يتبنَّاه ويلتزمه ويدافع عنه، فلا يحتاج إلى الاعتذار، أمَّا المنافق، فهو إنسانٌ يعيش الارتباك في عقيدته، فظاهره شيء وباطنه شيء آخر، ويعيش الاهتزاز في مواقفه، فله موقفٌ في الخفاء وله موقفٌ في العلن. ولذلك، عندما يظهر سرّه وما يخفيه ويلومه النّاس على ذلك، فإنّه يضطرّ إلى الاعتذار.

وفي تفسير الإمام الصَّادق(ع) للآية الكريمة: {وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}، قال(ع): "إنَّ الله فوَّض إلى المؤمن أموره كلّها، ولم يفوّض إليه أن يكون ذليلاً"، وقال(ع): "لا ينبغي للمؤمن أن يذلّ نفسه"، فقال الرواي: بم يذلّ نفسه؟ قال(ع): "يدخل فيما يعتذر منه"، فلا تدخل في الموقف أو الكلمة الخطأ الَّتي لا تستطيع أن تتبنَّاها أو تدافع عنها، فتضطرّ إلى أن تعتذر منها.. وفي حديثٍ آخر عن الإمام عليّ(ع): "الاستغناء عن العذر أعزّ من الصِّدق به"، فحتى لو كان عذرك صادقاً، فالاستغناء عنه أفضل.

هذه الفكرة الَّتي نأخذها من كلِّ هذه الأحاديث، أنَّ الإنسان عندما يريد أن يتكلَّم كلمةً أو يقوم بعمل، فعليه أن يدرس الكلمة والعمل والموقف؛ هل هو مستعدّ أن يتبنَّاه إذا ظهر أمام النّاس، ويدافع عنه ولا يعتذر منه؟ أمّا إذا كان العمل مما لا يستطيع أن يتبنَّاه أو يدافع عنه، ويضطرّ إلى أن يعتذر منه، فليوفِّر على نفسه ذلَّ العذر. وهناك جانب آخر أخلاقيّ، وهو: لو أخطأ النّاس معك، أخطأ الزّوج مع زوجته أو بالعكس، أو أخطأ النّاس مع بعضهم البعض، وجاء المخطئ يعتذر إليك، فالأحاديث الشّريفة تقول إنَّ على الإنسان أن يقبل عذر من اعتذر إليه، لأنَّ هذا الإنسان الّذي بذل لك ماء وجهه، وقد ندم على فعلته، عليك أن تعطيه مجالاً للتراجع، ويندم على ما قال. ولنرَ الأحاديث الواردة عن أهل البيت(ع).

في الحديث عن عليّ(ع) في "نهج البلاغة": "احمل نفسك من أخيك عند صرمه ـ مقاطعته ـ على الصّلة، وعند صدوده على اللّطف والمقاربة... وعند جرمه على العذر، حتى كأنَّك له عبدٌ وكأنّه ذو نعمة عليك"، بحيث إنّه إذا أجرم واعتذر منك، فإنَّ عليك أن تقبل عذره، وأن تتواضع له كما تواضع لك...

ولكن هناك أشياء يعتبرها الإنسان عذراً يقدِّمه ولكنَّها لا شيء، فعلينا أن نستعدَّ الآن، لأنّنا إذا أردنا أن نعتذر يوم القيامة، فلن يُقبَل منّا، لأنّ يوم القيامة هو يوم الحساب، فيقول تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَ} {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} العذر في الدّنيا ولكن في الآخرة فلا عذر، ويقول تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}...

وهكذا، يريدنا الله تعالى أن نعيش في هذا الاتجاه، فنكفّ عن الخطأ حتى لا نعتذر، ونقبل عذر من اعتذر إلينا، ولا نعتذر من حقٍّ قلناه، ولا من عدلٍ وقفنا معه، ولا من كلمة صدقٍ قلناها. هذا هو برنامج العذر في بدايته ونهايته، وعلينا أن لا يكون الكلام الّذي نسمعه ـ وهو كلام الله وكلام رسوله وأوليائه ـ هو مجرَّد كلامٍ نسمعه ويطير في الهواء، ولكن {فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} وكلّ كلام الله أحسن، وكلّ كلام النبيّ(ص) أحسن، وكلّ كلام الأئمّة(ع) أحسن، فتعالوا مع الأحسن في الدّنيا والأحسن في الآخرة.

خطبة الجمعة  بتاريخ 15 جمادى الثانية 1418هـ/ الموافق17 تشرين الأول 1997م
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية