محاضرات
07/06/2018

القدس هي الرَّمز

القدس هي الرَّمز
 

إنّ اليوم هو يوم القدس، الّتي تمثِّل للأديان السّماويّة مركزاً مقدَّساً يجد فيه الجميع بعض الرموز الّتي يقدِّسونها، وهي للمسلمين كلّ رموزهم، لأنَّهم يؤمنون بموسى وعيسى ومحمّد والتّوراة والإنجيل والقرآن، كما بيّن الله لهم. فالقدس للمسلمين، وهم يؤمنون بالرّسالات كلّها، وعلى هذا الأساس، فهي تمثّل الانفتاح الإسلامي على المقدَّسات الحقيقيّة التي تتحرك من موقع الرسالات.

إنّ القدس تمثّل الرّمز الإسلاميّ لهذه المنطقة الَّتي احتلَّها اليهود الَّذين جاؤوا من بقاع العالم، وهيَّأت لهم دول العالم المستكبر الفرصة حتّى يحتلّوا فلسطين ويصلوا إلى الاكتفاء الذّاتيّ. إنّ القدس تمثّل رمز هذه المنطقة الّتي جاء اليهود وأخرجوا أهلها قسراً، وهم يعملون على التمدّد خارج فلسطين، كما تمدّدوا في الجولان وسيناء وجنوب لبنان، لخلق أمرٍ واقعٍ يعملون على تحويله في المستقبل إلى واقعٍ رسميٍّ وقانونيّ.

إنَّ القدس رمز لهذه المنطقة، والدّعوة إلى تحرير القدس من قبل قائد الأمّة الإسلاميّة الإمام الخميني، هي دعوة إلى تحرير إرادة المسلم، ومنعها من أن تنسحق تحت تأثير أمر واقع يحاول أعداء الله فرضه على المسلمين.

إنَّ مسألة يوم القدس ليست يوماً احتفاليّاً ينطلق فيه المسلمون ليهتفوا، لكنَّها تمثّل حالة تعبئة عالميّة للمسلمين روحياً وسياسياً، ليشعروا بأنهم إذا انسحبوا من قضيّة القدس على أساس الأمر الواقع، فربما يأتي وقت يفرض فيه أمر واقع على مكَّة والمدينة، لأنّ السياسة الإسرائيليّة تفكّر في أنَّ من حقّها التواجد في أية بقعة كان اليهود فيها، ومن الطّبيعيّ أنّ اليهود كانوا في مكّة وخيبر. وإذا واجه المسلمون قضاياهم على أساس الاستسلام، فظلّوا ينسحبون على أساس الأمر الواقع، فلن يبقى لهم شيء.

إنَّ قضيّة القدس تمثّل التعبئة الروحيَّة، حتى لا ينسى الناس فلسطين والقدس، ومسألة تحرير القدس ليست مسألة شهر أو شهرين، أو سنة أو سنتين، أو شعب يحارب في الجنوب، إنما هي مسألة العالم بأسره. لذا، كما فكّر اليهود في أورشليم مئة سنة وأكثر واسترجعوها، علينا أن نفكِّر في القدس والمسجد الحرام والإنسان هنا وهناك، لندخلها ولو بعد خمسين سنة. ولهذا، عندما نفكّر في المستقبل، فسوف نشعر بالقوّة، لأنَّ المستقبل يحمل لنا فرص التّقدّم والانتصار، أمّا الحاضر، فيحمل لنا مشاكله.

علينا أن نفكِّر في فلسطين كوجهٍ للمنطقة والعالم الإسلاميّ، وهذه مسؤوليَّة كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة، وكما ننفتح بعاطفتنا الإسلاميَّة على القائد الّذي فتح قلبه للمسلمين ولله، علينا أن نفتح قلوبنا على كلّ إرشاداته ونصائحه، لأنَّه الإنسان الَّذي باع نفسه لله، لننطلق إلى الله أحراراً أعزّاء، عندما نؤدّي مسؤوليّتنا لله، لنلتقي القائد الأساس، لأنّنا في إيماننا بالمهدي(ع)، وخروجه ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً، معناه أنّنا مستقبليّون، نغيّر الواقع، ولن نستسلم للظّلم في فلسطين وفي لبنان والعراق، بل نقف ونخطِّط للقضاء على الظّلم، ونلتقي بعدها بالمسيرة العادلة، لملء الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

من خطبة الجمعة بتاريخ 6/6/1986، من على منبر مسجد الإمام الرضا(ع) في بئر العبد، والّتي تناول فيها قضية القدس، وما تمثله في وجدان الأمّة، وما لها من رمزيّة.
 

إنّ اليوم هو يوم القدس، الّتي تمثِّل للأديان السّماويّة مركزاً مقدَّساً يجد فيه الجميع بعض الرموز الّتي يقدِّسونها، وهي للمسلمين كلّ رموزهم، لأنَّهم يؤمنون بموسى وعيسى ومحمّد والتّوراة والإنجيل والقرآن، كما بيّن الله لهم. فالقدس للمسلمين، وهم يؤمنون بالرّسالات كلّها، وعلى هذا الأساس، فهي تمثّل الانفتاح الإسلامي على المقدَّسات الحقيقيّة التي تتحرك من موقع الرسالات.

إنّ القدس تمثّل الرّمز الإسلاميّ لهذه المنطقة الَّتي احتلَّها اليهود الَّذين جاؤوا من بقاع العالم، وهيَّأت لهم دول العالم المستكبر الفرصة حتّى يحتلّوا فلسطين ويصلوا إلى الاكتفاء الذّاتيّ. إنّ القدس تمثّل رمز هذه المنطقة الّتي جاء اليهود وأخرجوا أهلها قسراً، وهم يعملون على التمدّد خارج فلسطين، كما تمدّدوا في الجولان وسيناء وجنوب لبنان، لخلق أمرٍ واقعٍ يعملون على تحويله في المستقبل إلى واقعٍ رسميٍّ وقانونيّ.

إنَّ القدس رمز لهذه المنطقة، والدّعوة إلى تحرير القدس من قبل قائد الأمّة الإسلاميّة الإمام الخميني، هي دعوة إلى تحرير إرادة المسلم، ومنعها من أن تنسحق تحت تأثير أمر واقع يحاول أعداء الله فرضه على المسلمين.

إنَّ مسألة يوم القدس ليست يوماً احتفاليّاً ينطلق فيه المسلمون ليهتفوا، لكنَّها تمثّل حالة تعبئة عالميّة للمسلمين روحياً وسياسياً، ليشعروا بأنهم إذا انسحبوا من قضيّة القدس على أساس الأمر الواقع، فربما يأتي وقت يفرض فيه أمر واقع على مكَّة والمدينة، لأنّ السياسة الإسرائيليّة تفكّر في أنَّ من حقّها التواجد في أية بقعة كان اليهود فيها، ومن الطّبيعيّ أنّ اليهود كانوا في مكّة وخيبر. وإذا واجه المسلمون قضاياهم على أساس الاستسلام، فظلّوا ينسحبون على أساس الأمر الواقع، فلن يبقى لهم شيء.

إنَّ قضيّة القدس تمثّل التعبئة الروحيَّة، حتى لا ينسى الناس فلسطين والقدس، ومسألة تحرير القدس ليست مسألة شهر أو شهرين، أو سنة أو سنتين، أو شعب يحارب في الجنوب، إنما هي مسألة العالم بأسره. لذا، كما فكّر اليهود في أورشليم مئة سنة وأكثر واسترجعوها، علينا أن نفكِّر في القدس والمسجد الحرام والإنسان هنا وهناك، لندخلها ولو بعد خمسين سنة. ولهذا، عندما نفكّر في المستقبل، فسوف نشعر بالقوّة، لأنَّ المستقبل يحمل لنا فرص التّقدّم والانتصار، أمّا الحاضر، فيحمل لنا مشاكله.

علينا أن نفكِّر في فلسطين كوجهٍ للمنطقة والعالم الإسلاميّ، وهذه مسؤوليَّة كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة، وكما ننفتح بعاطفتنا الإسلاميَّة على القائد الّذي فتح قلبه للمسلمين ولله، علينا أن نفتح قلوبنا على كلّ إرشاداته ونصائحه، لأنَّه الإنسان الَّذي باع نفسه لله، لننطلق إلى الله أحراراً أعزّاء، عندما نؤدّي مسؤوليّتنا لله، لنلتقي القائد الأساس، لأنّنا في إيماننا بالمهدي(ع)، وخروجه ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً، معناه أنّنا مستقبليّون، نغيّر الواقع، ولن نستسلم للظّلم في فلسطين وفي لبنان والعراق، بل نقف ونخطِّط للقضاء على الظّلم، ونلتقي بعدها بالمسيرة العادلة، لملء الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

من خطبة الجمعة بتاريخ 6/6/1986، من على منبر مسجد الإمام الرضا(ع) في بئر العبد، والّتي تناول فيها قضية القدس، وما تمثله في وجدان الأمّة، وما لها من رمزيّة.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية