كتابات
20/02/2023

النَّهيُ القرآنيُّ عن الرّكونِ إلى اليهودِ واتّخاذِهِم بطانة

النَّهيُ القرآنيُّ عن الرّكونِ إلى اليهودِ واتّخاذِهِم بطانة
إنَّ المسألة بين المسلمين واليهود ليست مسألة اختلاف ديني فقط، لأنَّ الإسلام دعا في القرآن أهل الكتاب جميعاً إلى كلمةٍ سواء، ولكنَّ السَّبب في ذلك يعود إلى الممارسة وطبيعة الواقع الَّذي كان يعيشه اليهود، وما كانوا يبيِّتون من خطط ضدّ الإسلام والمسلمين. لم تطرح القضيَّة من جانب اليهودية في مقابل الإسلام، بالرغم من وجود خلاف بين اليهوديَّة والإسلام في أصول العقيدة والشَّريعة، لأنّ الاختلاف الفكري مع فريق آخر من النّاس، لا يمنع من الانفتاح عليه في بعض المواقع، والتَّنسيق معه إذا كان في موقع الثِّقة والأمن الَّذي تستطيع أن تأمن فيه على نفسك معه، ولكنَّ المسألة هي أنَّك عندما تعيش مع إنسان تفتح كلّ قلبك له، ويُغلق كلّ قلبه عنك، وتتحرَّك معه في مجالات التعايش والتعاون والتنسيق، ثمَّ يعمل ويخطِّط لإلغائك أو لتعقيد حياتك، أو لإرباك كلّ أوضاعك، فيجب أن تكون في هذه الحال حذراً وواعياً ومفتوح العينين.

لقد دعانا الله سبحانه وتعالى لأن نحبّ النّاس الذين يتّفقون معنا في الرأي لنتعاون معهم في ما اتَّفقنا عليه، وأن نحبّ النّاس الذين نختلف معهم في الرأي لتكون مشاعر الحبّ أساساً لهدايتهم لما نؤمن به، لأنَّك إذا لم تحبّ إنساناً، فإنَّك لا تستطيع أن تُدخل الهداية إلى قلبه، التي ربَّما دخلت من خلال العقل أو القلب.. عندما تفتح قلبك لإنسان، فإنَّك تستطيع أن تنفذ من خلال خفقات قلبك إلى خفقات قلبه، وعند ذلك، يمكن أن تنفذ إلى ثنايا عقله.
لهذا، لاحظنا أنَّ الله يركِّز على اليهود، ويرفض بشدَّة اعتبارهم خاصَّتنا ومستودع أسرارنا، وأن نعيش معهم بشكل طبيعيّ، على أساس ما يعيشونه في داخل شخصيَّاتهم من واقع ضدّنا، ومن خلال ما يحكم حركتهم في الواقع الخارجي من تآمر علينا. وهذا ما عبّرت عنه الآيات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ}، والعنت يعني المشقَّة، فهم يعيشون معكم، ولكنَّهم يتمنّون ويودّون أن تتعبوا وتعانوا المشقَّات والصّعوبات والعقبات.

{قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} يعني تسمعون بين وقت وآخر ما يهمسون به من كلمات، أو من خلال ما يظهر في مجال التحدّيات والصّراعات والخلافات، فتجدون أنَّ كلماتهم هي كلمات حاقدة وعدائيَّة، تعبّر عن الحقد الكامن داخل نفوسهم {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}[آل عمران: 118]، ولو أنَّكم نفذتم إلى داخل صدورهم، واطّلعتم على مكامن أسرارهم، لرأيتم أنَّ ما يظهر منهم من هذه العداوة المتمثِّلة بكلماتهم، أقلّ بكثير ممّا تخفي صدورهم من العداوة والبغضاء، لأنَّهم يريدون إلغاء وجودكم، وتدمير رسالتكم وحركتكم في خطِّ الدَّعوة إلى الله.
* من كتاب "إرادة القوَّة".
إنَّ المسألة بين المسلمين واليهود ليست مسألة اختلاف ديني فقط، لأنَّ الإسلام دعا في القرآن أهل الكتاب جميعاً إلى كلمةٍ سواء، ولكنَّ السَّبب في ذلك يعود إلى الممارسة وطبيعة الواقع الَّذي كان يعيشه اليهود، وما كانوا يبيِّتون من خطط ضدّ الإسلام والمسلمين. لم تطرح القضيَّة من جانب اليهودية في مقابل الإسلام، بالرغم من وجود خلاف بين اليهوديَّة والإسلام في أصول العقيدة والشَّريعة، لأنّ الاختلاف الفكري مع فريق آخر من النّاس، لا يمنع من الانفتاح عليه في بعض المواقع، والتَّنسيق معه إذا كان في موقع الثِّقة والأمن الَّذي تستطيع أن تأمن فيه على نفسك معه، ولكنَّ المسألة هي أنَّك عندما تعيش مع إنسان تفتح كلّ قلبك له، ويُغلق كلّ قلبه عنك، وتتحرَّك معه في مجالات التعايش والتعاون والتنسيق، ثمَّ يعمل ويخطِّط لإلغائك أو لتعقيد حياتك، أو لإرباك كلّ أوضاعك، فيجب أن تكون في هذه الحال حذراً وواعياً ومفتوح العينين.

لقد دعانا الله سبحانه وتعالى لأن نحبّ النّاس الذين يتّفقون معنا في الرأي لنتعاون معهم في ما اتَّفقنا عليه، وأن نحبّ النّاس الذين نختلف معهم في الرأي لتكون مشاعر الحبّ أساساً لهدايتهم لما نؤمن به، لأنَّك إذا لم تحبّ إنساناً، فإنَّك لا تستطيع أن تُدخل الهداية إلى قلبه، التي ربَّما دخلت من خلال العقل أو القلب.. عندما تفتح قلبك لإنسان، فإنَّك تستطيع أن تنفذ من خلال خفقات قلبك إلى خفقات قلبه، وعند ذلك، يمكن أن تنفذ إلى ثنايا عقله.
لهذا، لاحظنا أنَّ الله يركِّز على اليهود، ويرفض بشدَّة اعتبارهم خاصَّتنا ومستودع أسرارنا، وأن نعيش معهم بشكل طبيعيّ، على أساس ما يعيشونه في داخل شخصيَّاتهم من واقع ضدّنا، ومن خلال ما يحكم حركتهم في الواقع الخارجي من تآمر علينا. وهذا ما عبّرت عنه الآيات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ}، والعنت يعني المشقَّة، فهم يعيشون معكم، ولكنَّهم يتمنّون ويودّون أن تتعبوا وتعانوا المشقَّات والصّعوبات والعقبات.

{قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} يعني تسمعون بين وقت وآخر ما يهمسون به من كلمات، أو من خلال ما يظهر في مجال التحدّيات والصّراعات والخلافات، فتجدون أنَّ كلماتهم هي كلمات حاقدة وعدائيَّة، تعبّر عن الحقد الكامن داخل نفوسهم {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}[آل عمران: 118]، ولو أنَّكم نفذتم إلى داخل صدورهم، واطّلعتم على مكامن أسرارهم، لرأيتم أنَّ ما يظهر منهم من هذه العداوة المتمثِّلة بكلماتهم، أقلّ بكثير ممّا تخفي صدورهم من العداوة والبغضاء، لأنَّهم يريدون إلغاء وجودكم، وتدمير رسالتكم وحركتكم في خطِّ الدَّعوة إلى الله.
* من كتاب "إرادة القوَّة".
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية