كتابات
18/10/2022

العزّةُ للمؤمنِ قيمةٌ إنسانيّةٌ ثابتةٌ في حركةِ إيمانِه

العزّةُ للمؤمنِ قيمةٌ إنسانيّةٌ ثابتةٌ في حركةِ إيمانِه

يطرح الإمام الصَّادق (ع) مفهوماً سياسياً يتَّصل بإنسانيَّة الإنسان وبمسؤوليَّته، فيقول: "إنَّ الله فوَّض إلى المؤمن أموره كلّها، ولم يفوّض إليه أن يكون ذليلاً"1. إنَّ الله يقول: {وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: 8]، إنّه يؤكّد العزّة في نفس المؤمن وفي موقفه وفي سلوكه، على أساس أنّها جزء من حركة إيمانه في عمق إنسانيَّته... فقد جعلك عزيزاً، وأراد لك أن تمارس العزَّة في نفسك. ولهذا، فإنَّ ما جعله الله لك في حركة إرادتك، تماماً كما جعله لك في صلب تكوينك، فكما لا يمكن لك أن تخرج من ذلك لأنّه خروج من ذاتك، كذلك لا يمكن أن تخرج من العزَّة، لأنها خروجٌ من إيمانك وإنسانيَّتك.

هذا المفهوم للعزَّة الذي يعتبره الإمام الصّادق (ع) جزءاً من إيمانك في عمق إنسانيَّتك، هو من المواقف التي لا بدَّ أن نربّي الأمَّة عليها على أساس أنّها جزء من الإيمان والتديّن، فمن لا عزَّة له لا إيمان له، ومن لا عزَّة له لا دين له.

إنَّه (ع) يقول: "إنَّ الله فوَّض إلى المؤمن أموره كلّها"، كُلْ ما تشاء من حلال، اشرب ما تشاء من حلال، إلعب ما تشاء، ألهُ ما تشاء، لكن ليس لك حريّة أن تكون ذليلاً، لأنّك بذلك تخرج من مواقع رضا الله.

فأن ينطلق بعض الناس ليقولوا لنا: لا مانع من أن تنحنوا للاستكبار العالميّ وأن تذلّوا له، لأنّ السياسة الواقعيَّة تفرض ذلك، ولأنَّ الأمر الواقع يفرض ذلك، ولأنَّ توازن القوى يفرض ذلك، كما يأتي الكثير ممّن يقولون لنا: أعطوا بيدكم إعطاء الذَّليل لإسرائيل، صالحوها، طبِّعوا علاقاتكم معها، حاولوا أن تعيشوا في سلام معها! إنَّ ذلك ليس مسموحاً، فليضغط الاستكبار كلّه على كلِّ مقدّراتنا، لكن يجب أن تبقى نفوسنا عزيزة، ترفضه بالفكر والعاطفة، أو في الظروف السياسية الصّعبة أو الظروف الأمنيّة الصّعبة.

ولو أنَّ إسرائيل امتدت كلّ امتداد بفعل الاستكبار الأميركي، فإنَّ علينا أن نظلّ الرافضين لها، وأن نبقى في عزَّة الإسلام، وفي عزّة الإيمان لنرفضها، فإذا لم نستطع أن نهزمها في الحاضر، فإنّ حركة الرفض في قلبك وفي عقلك كإنسان حرّ يعيش الحريّة في داخل ذاته، ويعيش العزّة في معنى إيمانه، سوف تجعلك تهزمها في المستقبل إنْ عاجلاً أو آجلاً.

المهمّ ـــ أيّها الأحبّة ـــ أن نعيش العزّة كقيمة أساسيَّة في إنسانيتنا وفي إيماننا، وأن نعيش الحرية كقيمة إنسانيَّة ثابتة في كلّ تكويننا، وأن لا تكون حالة طارئة تتغيّر حسب الظّروف، فالذين يتحدّثون عن السياسة الواقعيَّة، نقول لهم إن هذه السياسة لا تعني أن تستسلم للأمر الواقع، بل تعني أن تغيّر الواقع بأدوات الواقع، لأنَّ الله أعطاك الكثير من الوسائل لهذا وذاك.

هذا هو مفهوم الإمام الصّادق (ع) للشخصية الإسلامية الإيمانية في الحريّة التي لا تؤخذ بمرسوم تصدره هذه القوَّة أو تلك، والعزّة التي لا تأتي هبة من هنا أو هناك، وقد قال الصَّادق (ع) فيما استوحاه من رسول الله (ص): "من أراد عزّاً بلا عشيرة، وغنى بلا مال، وهيبة بلا سلطان، فلينتقل من ذلِّ معصية الله إلى عزِّ طاعته"2، وقد قال الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (ع) إذا نظر إلى أصحاب الدنيا: "واعصمني من أن أظنّ بذي عدم خساسة، أو أظنّ بصاحب ثروة فضلاً، فإنّ الشريف من شرّفته طاعتك، والعزيز مَن أعزّته عبادتك"3.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 3.

[1]الكافي، الشيخ الكليني، ج5، ص 63.

[2]بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج68، ص 179.

[3]الصحيفة السجادية، دعاؤه (ع) في الرِّضَا إِذَا نَظَرَ إِلَى أَصْحَابِ الدُّنْيَا.

يطرح الإمام الصَّادق (ع) مفهوماً سياسياً يتَّصل بإنسانيَّة الإنسان وبمسؤوليَّته، فيقول: "إنَّ الله فوَّض إلى المؤمن أموره كلّها، ولم يفوّض إليه أن يكون ذليلاً"1. إنَّ الله يقول: {وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: 8]، إنّه يؤكّد العزّة في نفس المؤمن وفي موقفه وفي سلوكه، على أساس أنّها جزء من حركة إيمانه في عمق إنسانيَّته... فقد جعلك عزيزاً، وأراد لك أن تمارس العزَّة في نفسك. ولهذا، فإنَّ ما جعله الله لك في حركة إرادتك، تماماً كما جعله لك في صلب تكوينك، فكما لا يمكن لك أن تخرج من ذلك لأنّه خروج من ذاتك، كذلك لا يمكن أن تخرج من العزَّة، لأنها خروجٌ من إيمانك وإنسانيَّتك.

هذا المفهوم للعزَّة الذي يعتبره الإمام الصّادق (ع) جزءاً من إيمانك في عمق إنسانيَّتك، هو من المواقف التي لا بدَّ أن نربّي الأمَّة عليها على أساس أنّها جزء من الإيمان والتديّن، فمن لا عزَّة له لا إيمان له، ومن لا عزَّة له لا دين له.

إنَّه (ع) يقول: "إنَّ الله فوَّض إلى المؤمن أموره كلّها"، كُلْ ما تشاء من حلال، اشرب ما تشاء من حلال، إلعب ما تشاء، ألهُ ما تشاء، لكن ليس لك حريّة أن تكون ذليلاً، لأنّك بذلك تخرج من مواقع رضا الله.

فأن ينطلق بعض الناس ليقولوا لنا: لا مانع من أن تنحنوا للاستكبار العالميّ وأن تذلّوا له، لأنّ السياسة الواقعيَّة تفرض ذلك، ولأنَّ الأمر الواقع يفرض ذلك، ولأنَّ توازن القوى يفرض ذلك، كما يأتي الكثير ممّن يقولون لنا: أعطوا بيدكم إعطاء الذَّليل لإسرائيل، صالحوها، طبِّعوا علاقاتكم معها، حاولوا أن تعيشوا في سلام معها! إنَّ ذلك ليس مسموحاً، فليضغط الاستكبار كلّه على كلِّ مقدّراتنا، لكن يجب أن تبقى نفوسنا عزيزة، ترفضه بالفكر والعاطفة، أو في الظروف السياسية الصّعبة أو الظروف الأمنيّة الصّعبة.

ولو أنَّ إسرائيل امتدت كلّ امتداد بفعل الاستكبار الأميركي، فإنَّ علينا أن نظلّ الرافضين لها، وأن نبقى في عزَّة الإسلام، وفي عزّة الإيمان لنرفضها، فإذا لم نستطع أن نهزمها في الحاضر، فإنّ حركة الرفض في قلبك وفي عقلك كإنسان حرّ يعيش الحريّة في داخل ذاته، ويعيش العزّة في معنى إيمانه، سوف تجعلك تهزمها في المستقبل إنْ عاجلاً أو آجلاً.

المهمّ ـــ أيّها الأحبّة ـــ أن نعيش العزّة كقيمة أساسيَّة في إنسانيتنا وفي إيماننا، وأن نعيش الحرية كقيمة إنسانيَّة ثابتة في كلّ تكويننا، وأن لا تكون حالة طارئة تتغيّر حسب الظّروف، فالذين يتحدّثون عن السياسة الواقعيَّة، نقول لهم إن هذه السياسة لا تعني أن تستسلم للأمر الواقع، بل تعني أن تغيّر الواقع بأدوات الواقع، لأنَّ الله أعطاك الكثير من الوسائل لهذا وذاك.

هذا هو مفهوم الإمام الصّادق (ع) للشخصية الإسلامية الإيمانية في الحريّة التي لا تؤخذ بمرسوم تصدره هذه القوَّة أو تلك، والعزّة التي لا تأتي هبة من هنا أو هناك، وقد قال الصَّادق (ع) فيما استوحاه من رسول الله (ص): "من أراد عزّاً بلا عشيرة، وغنى بلا مال، وهيبة بلا سلطان، فلينتقل من ذلِّ معصية الله إلى عزِّ طاعته"2، وقد قال الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (ع) إذا نظر إلى أصحاب الدنيا: "واعصمني من أن أظنّ بذي عدم خساسة، أو أظنّ بصاحب ثروة فضلاً، فإنّ الشريف من شرّفته طاعتك، والعزيز مَن أعزّته عبادتك"3.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 3.

[1]الكافي، الشيخ الكليني، ج5، ص 63.

[2]بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج68، ص 179.

[3]الصحيفة السجادية، دعاؤه (ع) في الرِّضَا إِذَا نَظَرَ إِلَى أَصْحَابِ الدُّنْيَا.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية