[أيّهما أولى؛ حفاظ الأهل على أثاث البيت، أم حقّ ولدهم في اللّعب، وإن أدَّى إلى تخريبٍ في هذا الأثاث؟].
لا شكّ أنَّ تربية الولد على النظام أمر حيويّ لمستقبله، ولكن لا بدَّ لنا من أن نمنح الولد مساحة واسعة يلبّي فيها حاجته إلى الحريَّة، ولا بدَّ من أن نؤمّن له ساحة للّعب واللّهو، ونفتح له مجال اللّهو خارج البيت. مع ملاحظة أساسيَّة، وهي أنْ لا يخرّب حياته بلهوه وعبثه، لذا يفترض أن نعلِّمه احترام نظام البيت العام، فنطلب منه، على سبيل المثال، أن يرتّب سريره عندما يستفيق من النَّوم، وأنْ لا يقفز فوق السَّرير، بل يلعب خارجه، ففي الوقت الَّذي نسمح له بالقفز واللّعب داخل الغرفة، يجب أن نوضح الممنوعات، فنقول اقفز على الأرض، ونحظّر عليه تكسير الأشياء وما إلى ذلك، كما يفترض بنا أنْ نؤمّن للطفل الألعاب التي تسهِّل احترامه لنظام المنزل، بحيث يستغني عن اللَّعب بزجاجات العطر أو اللَّوحات الفنيّة الموجودة في البيت وما إلى ذلك. ولو فرضنا أنَّ الولد فَعَلَ شيئاً من ذلك، فعلينا أن لا نقسو عليه، بل ننبِّهه بطريقة ملائمة، بحيث نشعره بذنبه.
على الأُمّهات أنْ لا يقدِّمن الحفاظ على أثاث البيت أو نظامه، على الحفاظ على نفسيَّة الطّفل، ونحن لا ننكر أنّ المحافظة على الولد في المستقبل، تفرض على الأُمّ تربيته على احترام النظام داخل البيت، ولكن على الأُمّ أنْ تضيف إلى ذلك إعطاءه الفرص الطبيعيَّة كي يحقِّق ذاته في اللّعب واللّهو، بما لا يسيء إلى نفسه ولا إلى النظام العام.
إنَّ مشكلة كثير من الأهل هي أنّهم يحبسون أولادهم في دائرة ضيِّقة، ولا يتيحون لهم فرصة اللّعب في مساحة واسعة من المنزل، بحيث يتحوَّل البيت إلى سجن للولد يخلق في نفسه نفوراً شديداً وميلاً إلى الهرب منه، قد يعبّر عنه بتخريب الأشياء أو بالتمرّد على الأهل تنفيساً عن شعوره بالضيق.
* من كتاب "دنيا الطفل".
[أيّهما أولى؛ حفاظ الأهل على أثاث البيت، أم حقّ ولدهم في اللّعب، وإن أدَّى إلى تخريبٍ في هذا الأثاث؟].
لا شكّ أنَّ تربية الولد على النظام أمر حيويّ لمستقبله، ولكن لا بدَّ لنا من أن نمنح الولد مساحة واسعة يلبّي فيها حاجته إلى الحريَّة، ولا بدَّ من أن نؤمّن له ساحة للّعب واللّهو، ونفتح له مجال اللّهو خارج البيت. مع ملاحظة أساسيَّة، وهي أنْ لا يخرّب حياته بلهوه وعبثه، لذا يفترض أن نعلِّمه احترام نظام البيت العام، فنطلب منه، على سبيل المثال، أن يرتّب سريره عندما يستفيق من النَّوم، وأنْ لا يقفز فوق السَّرير، بل يلعب خارجه، ففي الوقت الَّذي نسمح له بالقفز واللّعب داخل الغرفة، يجب أن نوضح الممنوعات، فنقول اقفز على الأرض، ونحظّر عليه تكسير الأشياء وما إلى ذلك، كما يفترض بنا أنْ نؤمّن للطفل الألعاب التي تسهِّل احترامه لنظام المنزل، بحيث يستغني عن اللَّعب بزجاجات العطر أو اللَّوحات الفنيّة الموجودة في البيت وما إلى ذلك. ولو فرضنا أنَّ الولد فَعَلَ شيئاً من ذلك، فعلينا أن لا نقسو عليه، بل ننبِّهه بطريقة ملائمة، بحيث نشعره بذنبه.
على الأُمّهات أنْ لا يقدِّمن الحفاظ على أثاث البيت أو نظامه، على الحفاظ على نفسيَّة الطّفل، ونحن لا ننكر أنّ المحافظة على الولد في المستقبل، تفرض على الأُمّ تربيته على احترام النظام داخل البيت، ولكن على الأُمّ أنْ تضيف إلى ذلك إعطاءه الفرص الطبيعيَّة كي يحقِّق ذاته في اللّعب واللّهو، بما لا يسيء إلى نفسه ولا إلى النظام العام.
إنَّ مشكلة كثير من الأهل هي أنّهم يحبسون أولادهم في دائرة ضيِّقة، ولا يتيحون لهم فرصة اللّعب في مساحة واسعة من المنزل، بحيث يتحوَّل البيت إلى سجن للولد يخلق في نفسه نفوراً شديداً وميلاً إلى الهرب منه، قد يعبّر عنه بتخريب الأشياء أو بالتمرّد على الأهل تنفيساً عن شعوره بالضيق.
* من كتاب "دنيا الطفل".