كتابات
31/05/2021

كيفَ نكونُ أهلاً للحوارِ؟!

كيفَ نكونُ أهلاً للحوارِ؟!

[من أين نبدأ لنكون أهلاً لممارسة الحوار كقيمةٍ إنسانيّةٍ؟]

أن يبدأ الإنسان بمحاورة نفسه، وخصوصاً عندما تهجم علينا تناقضات الآراء التي تدخل إلى منطقة الوعي الدّاخلي، بحيث تُحدث صراعاً بين الآراء الّتي نعيشها من خلال البيئة الّتي نحن فيها، والآراء التي طرأت علينا من خلال بيئةٍ أخرى أوسع في هذا المجال.

نحن نخاف من الجلوس مع أنفسنا، لأننا نخاف أن نكتشف الجوانب السلبيّة التي ربّما تجعلنا نعيش الغربة في ما ألِفناه وعِشناه في البيئة الصّغيرة أو الكبيرة أو البيئة الجديدة في هذا المجال، ولذا نهرب من أنفسنا. كذلك نعيش نوعاً من أنواع الهروب من الحوار خشية اكتشاف الحقيقة. هناك الكثير من الأمور الّتي صارت من المسلّمات والمقدَّسات، بحيث يخاف الإنسان أن يبتعد عنها! كنا نسمع بعض الناس يقول: لا تبحثوا هذه القضيّة، لأننا نخاف عليكم أن تفكّروا أو تضلّوا، وكأنّه يُراد إبقاء نقاط الضّعف لما ألفناه، لأننا إذا حاورنا وجادلنا قد نخرج عن هذه الأمور. وقد أطلقت سابقاً شعار "لا مقدَّسات في الحوار"، وأنّ علينا أن نتحاور حتى في المسلّمات لنؤكِّدها من خلال الحوار.

ولكن ليست هناك سلبيّة مطلقة، فبإمكاننا الأخذ بالكثير من حالات التّغيير التي عشناها في تاريخنا بين واقع وآخر وموقع فكريّ وآخر، ومن الممكن إطلاق الدّعوة ـ وقد أطلقتها ـ أنّ على الإنسان أن يفكّر، وأن لا يعطيَ فكره لأحد، وأن لا يجعل أحداً يفكّر له بل معه. حاولوا تعليم أولادكم التّفكير بحجم ما لديهم، لأنّنا عندما نطلق منهج التّفكير الذي ينطلق من المعطيات التي يملكها الإنسان بحسب موقعه في الحياة وحسب درجته الثقافيّة، فإننا نستطيع دفع الواقع إلى الحوار، لأنّ الإنسان عندما يفكّر، فإنَّ التّفكير يقوده إلى الكثير من علامات الاستفهام، ومن الطّبيعيّ أنّ علامات الاستفهام تنتظر جواباً من الإنسان، قد يجيب عنها في حواره مع نفسه ثقافياً، وقد يتطلّب الجواب من الآخر.

إنَّ الآية الكريمة: {إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الرّعد: 11]، تضع المنهج في أنَّ عليك أن تعيش حركة التَّغيير في داخل فكرك، أن لا تجمد على ما أنتَ فيه، لأنَّ الواقع هو صدى الفكر ومظهره. ولذلك، فإذا كنت تشكو من واقع، فعليك دراسة الفكر الّذي فرض ذلك لتنتقل منه إلى فكر آخر ليتغيَّر الواقع {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الأنفال: 53]، سواء في الجانب الإيجابيّ أو في الجانب السلبي.

[أمّا من أين نبدأ، فمن] دعوة الناس إلى الفكر والحريّة، ليعيش الإنسان حريّة إنسانيّته، وهو ما قاله الإمام عليّ (ع): "لا تكن عبدَ غيرك وقد جعلك الله حراً"، أن يعيش الإنسان حريّته؛ الحريّة فيما يلتزمه، فيما يقتنع به ويتحرَّك به، حريّته في أن يؤكِّد موقعه، إنّ الحريّة تجعل الإنسان لا يخضع لغيره في فكره، بل يحاول أن يتحرَّك بكلّ الفضاء الواسع لحريّته في صنع إنسانيّته على أساس ما يقتنع به لنفسه.

إنَّ علينا أن ندخِل هذا في مناهج التربية، حتى مع أطفالنا الَّذين ينبغي لنا أن نعلِّمهم أن يفكّروا وأن يمارسوا حريّتهم، ومن ثمّ نتدخَّل بطريقةٍ تربويَّة لتصحيح أخطائهم، بحيث نقنعهم أن هذه أخطاء.

*من كتاب "عن سنوات ومواقف وشخصيّات".

[من أين نبدأ لنكون أهلاً لممارسة الحوار كقيمةٍ إنسانيّةٍ؟]

أن يبدأ الإنسان بمحاورة نفسه، وخصوصاً عندما تهجم علينا تناقضات الآراء التي تدخل إلى منطقة الوعي الدّاخلي، بحيث تُحدث صراعاً بين الآراء الّتي نعيشها من خلال البيئة الّتي نحن فيها، والآراء التي طرأت علينا من خلال بيئةٍ أخرى أوسع في هذا المجال.

نحن نخاف من الجلوس مع أنفسنا، لأننا نخاف أن نكتشف الجوانب السلبيّة التي ربّما تجعلنا نعيش الغربة في ما ألِفناه وعِشناه في البيئة الصّغيرة أو الكبيرة أو البيئة الجديدة في هذا المجال، ولذا نهرب من أنفسنا. كذلك نعيش نوعاً من أنواع الهروب من الحوار خشية اكتشاف الحقيقة. هناك الكثير من الأمور الّتي صارت من المسلّمات والمقدَّسات، بحيث يخاف الإنسان أن يبتعد عنها! كنا نسمع بعض الناس يقول: لا تبحثوا هذه القضيّة، لأننا نخاف عليكم أن تفكّروا أو تضلّوا، وكأنّه يُراد إبقاء نقاط الضّعف لما ألفناه، لأننا إذا حاورنا وجادلنا قد نخرج عن هذه الأمور. وقد أطلقت سابقاً شعار "لا مقدَّسات في الحوار"، وأنّ علينا أن نتحاور حتى في المسلّمات لنؤكِّدها من خلال الحوار.

ولكن ليست هناك سلبيّة مطلقة، فبإمكاننا الأخذ بالكثير من حالات التّغيير التي عشناها في تاريخنا بين واقع وآخر وموقع فكريّ وآخر، ومن الممكن إطلاق الدّعوة ـ وقد أطلقتها ـ أنّ على الإنسان أن يفكّر، وأن لا يعطيَ فكره لأحد، وأن لا يجعل أحداً يفكّر له بل معه. حاولوا تعليم أولادكم التّفكير بحجم ما لديهم، لأنّنا عندما نطلق منهج التّفكير الذي ينطلق من المعطيات التي يملكها الإنسان بحسب موقعه في الحياة وحسب درجته الثقافيّة، فإننا نستطيع دفع الواقع إلى الحوار، لأنّ الإنسان عندما يفكّر، فإنَّ التّفكير يقوده إلى الكثير من علامات الاستفهام، ومن الطّبيعيّ أنّ علامات الاستفهام تنتظر جواباً من الإنسان، قد يجيب عنها في حواره مع نفسه ثقافياً، وقد يتطلّب الجواب من الآخر.

إنَّ الآية الكريمة: {إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الرّعد: 11]، تضع المنهج في أنَّ عليك أن تعيش حركة التَّغيير في داخل فكرك، أن لا تجمد على ما أنتَ فيه، لأنَّ الواقع هو صدى الفكر ومظهره. ولذلك، فإذا كنت تشكو من واقع، فعليك دراسة الفكر الّذي فرض ذلك لتنتقل منه إلى فكر آخر ليتغيَّر الواقع {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الأنفال: 53]، سواء في الجانب الإيجابيّ أو في الجانب السلبي.

[أمّا من أين نبدأ، فمن] دعوة الناس إلى الفكر والحريّة، ليعيش الإنسان حريّة إنسانيّته، وهو ما قاله الإمام عليّ (ع): "لا تكن عبدَ غيرك وقد جعلك الله حراً"، أن يعيش الإنسان حريّته؛ الحريّة فيما يلتزمه، فيما يقتنع به ويتحرَّك به، حريّته في أن يؤكِّد موقعه، إنّ الحريّة تجعل الإنسان لا يخضع لغيره في فكره، بل يحاول أن يتحرَّك بكلّ الفضاء الواسع لحريّته في صنع إنسانيّته على أساس ما يقتنع به لنفسه.

إنَّ علينا أن ندخِل هذا في مناهج التربية، حتى مع أطفالنا الَّذين ينبغي لنا أن نعلِّمهم أن يفكّروا وأن يمارسوا حريّتهم، ومن ثمّ نتدخَّل بطريقةٍ تربويَّة لتصحيح أخطائهم، بحيث نقنعهم أن هذه أخطاء.

*من كتاب "عن سنوات ومواقف وشخصيّات".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية