إنَّ مرحلة الشّباب هي المرحلة الحركيّة التي يبحث فيها الشّابّ عن هدف يتّجه
إليه، وعن مجتمع يرتبط به، وعن وسائل تمثّل خطّ حركته. ولذلك، فإنَّ السياسة تمثّل
مسألة مهمَّة من الوسائل التي تتَّصل بكلّ الواقع، سواء على مستوى الحكم أو الحاكم
أو القانون أو العلاقات السياسيّة، أو على مستوى التحدّيات الكبرى التي تواجه
الواقع السياسيّ بقضايا كبرى، كالاستكبار في حركته العدوانيّة، أو الاستعمار في
حركته الاحتلاليّة وغيرها.
فعندما تواجه الأمّة كلَّ هذه القضايا في عناوينها الإيجابيّة أو في عناوينها
السلبيّة، فلا بدّ لها أن تتحرّك لاحتواء إيجابيّاتها وتنميتها وتطويرها بالمستوى
الذي يحقّق لها القوّة والثّبات والعمق والامتداد، ولمواجهة سلبيّاتها بالعمل على
تخفيفها، وإبعادها عن السعة والانتشار مهما أمكن. وهي ـــ أي الأُمّة ــ لا تستطيع
الوصول إلى مثل هذه الأهداف إلّا من خلال قوّة الشّباب، لأنّه يمثّل القوّة
المنفتحة على كلّ قضايا التحدّي من خلال الطّبيعة الشبابيّة التي تنسجم مع أجواء
التحدّي، كالعنفوان والرّجولة.
فعلى الأُمّة أن تقوم بتحريك قوّة الشّباب في القضايا الكبرى، وعندما يراد للشّباب
القيام بهذا الدّور، أو عندما يتحفَّز ذاتيّاً للقيام به، فإنّ عليه أن يدرس طبيعة
المضمون الفكريّ والسياسيّ والحركيّ لهذا الحزب أو لتلك الحركة، من حيث انسجامه مع
التزاماته الفكريّة والعقديّة من جهة، أو من حيث انفتاحه على قضايا الأمّة،
بالمستوى الذي يحقّق لها أهدافها الكبرى في خطّ الاستقامة من جهةٍ أخرى، كما أنّ
عليه أن يدرس طبيعة القيادة والعناصر الحيّة الحركيّة لهذا المحور السياسي، إضافةً
إلى دراسة الخلفيات التي تدفعه، والخطوط الّتي يتحرّك فيها.
فعلى الشّباب أن يدقِّقوا كثيراً في كلّ خصوصيات هذا المحور السياسي الخفيّة
والمعلنة، حتّى يمكنهم الاطمئنان إلى أنّ طاقاتهم لا تتحرّك في فراغ، ولم تنطلق
لتلبّي طموحات ذاتيّة لهذه الجهة أو تلك، ولا تنساق في اتّجاه كلمة حقّ يراد بها
باطل، إلى غير ذلك من الأمور الّتي قد تحوّل الطّاقات المخلصة الطيّبة إلى طاقات
مهجورة، أو طاقات تتحرّك في غير الاتجاه السويّ.
إنّنا نوصي الشّباب بالدقّة في دراسة الأمور وبالوعي لكلّ أبعاد الواقع السياسيّ
الذي تتحرّك فيه هذه القضايا، لأنّ للأرض السياسيّة مطبّات كثيرة، وحفراً عميقة،
ودهاليز وكهوفاً ومغاور لا بدَّ للشّابّ من أن يتلمَّس فيها مواطن أقدامه، عندما
يريد أن يقف، وعندما يريد أن يتحرّك.
*من كتاب "دنيا الشّباب".
إنَّ مرحلة الشّباب هي المرحلة الحركيّة التي يبحث فيها الشّابّ عن هدف يتّجه
إليه، وعن مجتمع يرتبط به، وعن وسائل تمثّل خطّ حركته. ولذلك، فإنَّ السياسة تمثّل
مسألة مهمَّة من الوسائل التي تتَّصل بكلّ الواقع، سواء على مستوى الحكم أو الحاكم
أو القانون أو العلاقات السياسيّة، أو على مستوى التحدّيات الكبرى التي تواجه
الواقع السياسيّ بقضايا كبرى، كالاستكبار في حركته العدوانيّة، أو الاستعمار في
حركته الاحتلاليّة وغيرها.
فعندما تواجه الأمّة كلَّ هذه القضايا في عناوينها الإيجابيّة أو في عناوينها
السلبيّة، فلا بدّ لها أن تتحرّك لاحتواء إيجابيّاتها وتنميتها وتطويرها بالمستوى
الذي يحقّق لها القوّة والثّبات والعمق والامتداد، ولمواجهة سلبيّاتها بالعمل على
تخفيفها، وإبعادها عن السعة والانتشار مهما أمكن. وهي ـــ أي الأُمّة ــ لا تستطيع
الوصول إلى مثل هذه الأهداف إلّا من خلال قوّة الشّباب، لأنّه يمثّل القوّة
المنفتحة على كلّ قضايا التحدّي من خلال الطّبيعة الشبابيّة التي تنسجم مع أجواء
التحدّي، كالعنفوان والرّجولة.
فعلى الأُمّة أن تقوم بتحريك قوّة الشّباب في القضايا الكبرى، وعندما يراد للشّباب
القيام بهذا الدّور، أو عندما يتحفَّز ذاتيّاً للقيام به، فإنّ عليه أن يدرس طبيعة
المضمون الفكريّ والسياسيّ والحركيّ لهذا الحزب أو لتلك الحركة، من حيث انسجامه مع
التزاماته الفكريّة والعقديّة من جهة، أو من حيث انفتاحه على قضايا الأمّة،
بالمستوى الذي يحقّق لها أهدافها الكبرى في خطّ الاستقامة من جهةٍ أخرى، كما أنّ
عليه أن يدرس طبيعة القيادة والعناصر الحيّة الحركيّة لهذا المحور السياسي، إضافةً
إلى دراسة الخلفيات التي تدفعه، والخطوط الّتي يتحرّك فيها.
فعلى الشّباب أن يدقِّقوا كثيراً في كلّ خصوصيات هذا المحور السياسي الخفيّة
والمعلنة، حتّى يمكنهم الاطمئنان إلى أنّ طاقاتهم لا تتحرّك في فراغ، ولم تنطلق
لتلبّي طموحات ذاتيّة لهذه الجهة أو تلك، ولا تنساق في اتّجاه كلمة حقّ يراد بها
باطل، إلى غير ذلك من الأمور الّتي قد تحوّل الطّاقات المخلصة الطيّبة إلى طاقات
مهجورة، أو طاقات تتحرّك في غير الاتجاه السويّ.
إنّنا نوصي الشّباب بالدقّة في دراسة الأمور وبالوعي لكلّ أبعاد الواقع السياسيّ
الذي تتحرّك فيه هذه القضايا، لأنّ للأرض السياسيّة مطبّات كثيرة، وحفراً عميقة،
ودهاليز وكهوفاً ومغاور لا بدَّ للشّابّ من أن يتلمَّس فيها مواطن أقدامه، عندما
يريد أن يقف، وعندما يريد أن يتحرّك.
*من كتاب "دنيا الشّباب".