أوحى الله إلى داوود أن "اذكرْني في غضبك أذْكُرْكَ في غضبي، حتّى لا أمحقَك فيمن أمحق" .
إذا غضبت، فلا تحاول أن تفجِّر غضبك في ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى.
للإمام عليّ (ع) تعبير جميل في كظم الغيظ، يقول: "متى أشفي غيظي إذا غضبت". مشكلتي أنا كمسلم وكمؤمن، ليس عندي فرصة لأن أشفي غيظي؛ "أحين أعجز عن الانتقام فيقال لي لو صبرت، أم حين أقدر عليه فيقال لي لو عفوت؟!" . يقول الله أمرني بالصّبر وأمرني بالعفو، فعندما تكون لديّ القدرة، فإنّي لا أشفي غيظي، لأنَّ الله يقول: {وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[البقرة: 237]، وعندما أعجز أيضاً لا أقدر، لأنَّ الله يقول: {وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ}[النّحل: 126].
وفي بعض كلماته (ع): "مِن أحبّ السبيل إلى الله عزّ وجلّ جرعتان؛ جرعة غيظ يردّها بحلم، وجرعة مصيبة يردّها بصبر" .
يقال إنّ النبيّ (ص) مرَّ على جماعة وهم يتبارون في حمل حجر، فسألهم ماذا تفعلون؟ قالوا نرى مَن هو بطل فينا، قال لهم: "ليس الشّديد بالصّرعة"، الشخص البطل ليس الذي يضرب أو يحمل حجراً أكبر من حجر الآخر، "إنّما الشّديد الّذي يملك نفسه عند الغضب" ، الّذي يستطيع أن يسيطر على أعصابه هو البطل، لأنَّ عضلاتك المتمرّسة تستطيع أن تحمل حجراً، ليست هذه بطولة... ولكنَّ الأمر الذي يشكّل عنصر إنسانيّتك هو الصّبر وكظم الغيظ.
اضغط على أعصابك عندما تثور، فإنَّ ذلك يحتاج منك إلى طاقة أكثر من الطاقة الّتي تصرفها العضلات في حمل الأثقال، وأكثر من الطّاقة التي تصرفها اليد في إطلاق الرّصاص. ليس من البطولة في شيء أن تضرب وتسرق وتقتل النّاس، البطولة هي أن تقاوم الشّيطان وإيحاءاته الخبيثة.
وقد ورد أنّ الغضب مفتاح كلّ شرّ، وأنّه أساس كلّ شرّ، وأنَّ الإنسان الذي يكظم غيظه احتساباً لله، فإنَّ الله سبحانه وتعالى سوف يفيض عليه من رحمته، وفي الآية نفسها، أنّ الله يعطيه المغفرة والجنّة.
إذاً، علينا أن نتعوّد على تبريد أعصابنا، وتسكين غضبنا، وأن نوسّع صدورنا، وذلك في خطّين:
الخطّ الأوّل: النظر إلى الله سبحانه وتعالى ومراقبة الله في ذلك، لأنَّ الغضب قد يقودنا إلى ما يغضب الله، وإذا خسرنا رضى الله خسرنا كلّ شيء.
الخطّ الثاني: التّفكير في نتائج الغضب التي قد تأكل كلّ حياتك، وقد تفقد حياتك بلحظة غضب، وربّما تفقد حريّتك في لحظة غضب، وربّما تعاني من الآلام الكثيرة عندما تجرح بلحظة غضب... لهذا، علينا أن نتدرّب على امتلاك غضبنا، وأن لا نغضب إلّا لله، اغضب لله، إنَّ الله يريد منك أن تغضب له، ولكن غضباً عقلانياً، الغضب العقلانيّ يعني أن تحرّك غضبك بحيث لا تخرج عن طاعة الله سبحانه وتعالى، لا تتكلَّم كلمة لا يرضاها الله، ولا تتحرّك في أيِّ عمل لا يرضاه الله.
هذا هو الأساس الذي يريدنا الإسلام أن ننطلق به، وأن نعيشه على مستوى حياتنا الفرديّة، وعلى مستوى حياتنا العامّة.
*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".
أوحى الله إلى داوود أن "اذكرْني في غضبك أذْكُرْكَ في غضبي، حتّى لا أمحقَك فيمن أمحق" .
إذا غضبت، فلا تحاول أن تفجِّر غضبك في ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى.
للإمام عليّ (ع) تعبير جميل في كظم الغيظ، يقول: "متى أشفي غيظي إذا غضبت". مشكلتي أنا كمسلم وكمؤمن، ليس عندي فرصة لأن أشفي غيظي؛ "أحين أعجز عن الانتقام فيقال لي لو صبرت، أم حين أقدر عليه فيقال لي لو عفوت؟!" . يقول الله أمرني بالصّبر وأمرني بالعفو، فعندما تكون لديّ القدرة، فإنّي لا أشفي غيظي، لأنَّ الله يقول: {وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[البقرة: 237]، وعندما أعجز أيضاً لا أقدر، لأنَّ الله يقول: {وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ}[النّحل: 126].
وفي بعض كلماته (ع): "مِن أحبّ السبيل إلى الله عزّ وجلّ جرعتان؛ جرعة غيظ يردّها بحلم، وجرعة مصيبة يردّها بصبر" .
يقال إنّ النبيّ (ص) مرَّ على جماعة وهم يتبارون في حمل حجر، فسألهم ماذا تفعلون؟ قالوا نرى مَن هو بطل فينا، قال لهم: "ليس الشّديد بالصّرعة"، الشخص البطل ليس الذي يضرب أو يحمل حجراً أكبر من حجر الآخر، "إنّما الشّديد الّذي يملك نفسه عند الغضب" ، الّذي يستطيع أن يسيطر على أعصابه هو البطل، لأنَّ عضلاتك المتمرّسة تستطيع أن تحمل حجراً، ليست هذه بطولة... ولكنَّ الأمر الذي يشكّل عنصر إنسانيّتك هو الصّبر وكظم الغيظ.
اضغط على أعصابك عندما تثور، فإنَّ ذلك يحتاج منك إلى طاقة أكثر من الطاقة الّتي تصرفها العضلات في حمل الأثقال، وأكثر من الطّاقة التي تصرفها اليد في إطلاق الرّصاص. ليس من البطولة في شيء أن تضرب وتسرق وتقتل النّاس، البطولة هي أن تقاوم الشّيطان وإيحاءاته الخبيثة.
وقد ورد أنّ الغضب مفتاح كلّ شرّ، وأنّه أساس كلّ شرّ، وأنَّ الإنسان الذي يكظم غيظه احتساباً لله، فإنَّ الله سبحانه وتعالى سوف يفيض عليه من رحمته، وفي الآية نفسها، أنّ الله يعطيه المغفرة والجنّة.
إذاً، علينا أن نتعوّد على تبريد أعصابنا، وتسكين غضبنا، وأن نوسّع صدورنا، وذلك في خطّين:
الخطّ الأوّل: النظر إلى الله سبحانه وتعالى ومراقبة الله في ذلك، لأنَّ الغضب قد يقودنا إلى ما يغضب الله، وإذا خسرنا رضى الله خسرنا كلّ شيء.
الخطّ الثاني: التّفكير في نتائج الغضب التي قد تأكل كلّ حياتك، وقد تفقد حياتك بلحظة غضب، وربّما تفقد حريّتك في لحظة غضب، وربّما تعاني من الآلام الكثيرة عندما تجرح بلحظة غضب... لهذا، علينا أن نتدرّب على امتلاك غضبنا، وأن لا نغضب إلّا لله، اغضب لله، إنَّ الله يريد منك أن تغضب له، ولكن غضباً عقلانياً، الغضب العقلانيّ يعني أن تحرّك غضبك بحيث لا تخرج عن طاعة الله سبحانه وتعالى، لا تتكلَّم كلمة لا يرضاها الله، ولا تتحرّك في أيِّ عمل لا يرضاه الله.
هذا هو الأساس الذي يريدنا الإسلام أن ننطلق به، وأن نعيشه على مستوى حياتنا الفرديّة، وعلى مستوى حياتنا العامّة.
*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".