يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد، وهو يحدّثنا عن الذين ينالون رحمته ويقربون إلى رضوانه ويعيشون في جنّته، في مقابل أولئك الّذين يبتعدون عن رحمته ويعيشون في عذابه وعقابه، يحدّثنا عن الصّادقين الذين يجيئون بالصّدق عندما يريدون أن يتحرَّكوا في حياة الناس ليمارسوا مسؤولياتهم، كما يحدّثنا عن الكاذبين الذين يكذبون على الله ويكذبون على أنفسهم ويتَّخذون الموقف الذي يبعدهم عن الله، ليكون الصّادق هو الذي يتّصل بالله من موقع الصّدق، لأنَّ الصدق هو الحقّ، والله هو الحقّ، ويكون الكاذب من ليس له علاقة بالله، كما لا علاقة بين الحقّ والباطل لأنَّ الكذب باطل.
قال الله وهو يتحدَّث مع عيسى بن مريم (ع) {أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ...}[المائدة: 116]، فأجابه عيسى بما أجابه، وخَتَم الله الحديث مع عيسى. والله عندما يحدّث نبيّاً من أنبيائه، لا يحدّثه بشخصه، ولكنّه يحدّث الناس كلّهم، قال تعالى: {هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[المائدة: 119] أن يرضى الله عنك وأن ترضى عن الله هي القضيّة، أن تصدق الله في كلّ حياتك، كما صدقك الله في كلّ أمورك.
وهكذا، يحدّثنا الله عن النّموذجين {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ * وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الزّمر: 32 ـــ 35]. وهكذا، يحدّثنا الله عن الذين يفترون الكذب {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}[النّحل: 105]. وهكذا يقول الله سبحانه وتعالى عن الذين يكذبون عليه: {وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران: 78].
هذه الآيات تريد أن تؤكِّد للإنسان المؤمن شخصيّته على أساس عمق المعنى الذي يتمثّل في أخلاقيّته؛ ما هو خلقك؟ مَن أنت في حركة الصّدق والكذب في الحياة؟ فإذا كنتَ صادقاً فأنتَ المؤمن، وإذا كنتَ كاذباً فلست بالمؤمن.
سئل رسول الله (ص) عن حالات الانحراف التي قد يضعف المؤمن فيها أمام نقاط الضّعف في داخل شخصيّته من خلال ما يحيط به من تهاويل وأوضاع، أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم، ربّما يعيش المؤمن في لحظات الضّعف حالة البخل. أيكون المؤمن جباناً؟ قال: نعم، ربّما يعيش المؤمن حالة الجبن أمام نوازع الخوف، قد يضعف. قالوا: هل يكون المؤمن كذّاباً؟ قال: لا... أن تكون كذّاباً وأن تكون مؤمناً لا يلتقيان، فمعنى ذلك أنّك إذا أخذت بالكذب في حياتك، واتّخذت الكذب طابعاً لحياتك، وتحرّكت في الحياة على أساس أن تكذب، فمعنى ذلك أنّ إيمانك يهرب منك في اللّحظة التي تلتقي فيها بالكذب، وعندها لن تكون المؤمن.
صلِّ ما شئت، وصُمْ ما شئت، أيُّها الكذَّاب، وحُجّ ما شئت واعمل ما تريد، ولكن أن تكون الكاذب في حديثك والكاذب في وعدك والكاذب في عهدك والكاذب في موقفك؛ فلستَ بمؤمن. لماذا؟ لأنَّ معنى الإيمان هو أن ترتبط بالحقّ، ومعنى الكذب أن ترتبط بالباطل، ولا يجتمع في قلب شخص مؤمن وفي حياة شخص مؤمن أن يرتبط بالحقّ وأن يرتبط بالباطل في آنٍ معاً.
لهذا، فكِّروا في المسألة تفكيراً دقيقاً، لأنَّ القضيّة تتّصل بعمق الإيمان ولا تتَّصل بالحالات الطارئة للانحراف العمليّ في الحياة، لن يكون المؤمن كذّاباً، فإذا عاش الكذب في حياته، هرب الإيمان من شخصيّته.
وهكذا، نمتدّ أكثر لنلتقي بالصّفة التي يوصف بها الكذّاب في الإسلام، ويوصف بها الصّادق في الإسلام؛ الصّدق أمانة، والكذب خيانة. أيُّها الكاذب، إنّك خائن. أيُّها الصّادق، إنَّك الأمين، لأنّك عندما تعيش في المجتمع، وعندما تعيش مع الله ومع نفسك، فالحقيقة أمانة الله عندك، والحقيقة أمانة الناس عندك، والحقيقة أمانة الإيمان عندك، عليك أن تحوطها بما تحوط به نفسك وأهلك وأولادك.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد، وهو يحدّثنا عن الذين ينالون رحمته ويقربون إلى رضوانه ويعيشون في جنّته، في مقابل أولئك الّذين يبتعدون عن رحمته ويعيشون في عذابه وعقابه، يحدّثنا عن الصّادقين الذين يجيئون بالصّدق عندما يريدون أن يتحرَّكوا في حياة الناس ليمارسوا مسؤولياتهم، كما يحدّثنا عن الكاذبين الذين يكذبون على الله ويكذبون على أنفسهم ويتَّخذون الموقف الذي يبعدهم عن الله، ليكون الصّادق هو الذي يتّصل بالله من موقع الصّدق، لأنَّ الصدق هو الحقّ، والله هو الحقّ، ويكون الكاذب من ليس له علاقة بالله، كما لا علاقة بين الحقّ والباطل لأنَّ الكذب باطل.
قال الله وهو يتحدَّث مع عيسى بن مريم (ع) {أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ...}[المائدة: 116]، فأجابه عيسى بما أجابه، وخَتَم الله الحديث مع عيسى. والله عندما يحدّث نبيّاً من أنبيائه، لا يحدّثه بشخصه، ولكنّه يحدّث الناس كلّهم، قال تعالى: {هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[المائدة: 119] أن يرضى الله عنك وأن ترضى عن الله هي القضيّة، أن تصدق الله في كلّ حياتك، كما صدقك الله في كلّ أمورك.
وهكذا، يحدّثنا الله عن النّموذجين {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ * وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الزّمر: 32 ـــ 35]. وهكذا، يحدّثنا الله عن الذين يفترون الكذب {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}[النّحل: 105]. وهكذا يقول الله سبحانه وتعالى عن الذين يكذبون عليه: {وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران: 78].
هذه الآيات تريد أن تؤكِّد للإنسان المؤمن شخصيّته على أساس عمق المعنى الذي يتمثّل في أخلاقيّته؛ ما هو خلقك؟ مَن أنت في حركة الصّدق والكذب في الحياة؟ فإذا كنتَ صادقاً فأنتَ المؤمن، وإذا كنتَ كاذباً فلست بالمؤمن.
سئل رسول الله (ص) عن حالات الانحراف التي قد يضعف المؤمن فيها أمام نقاط الضّعف في داخل شخصيّته من خلال ما يحيط به من تهاويل وأوضاع، أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم، ربّما يعيش المؤمن في لحظات الضّعف حالة البخل. أيكون المؤمن جباناً؟ قال: نعم، ربّما يعيش المؤمن حالة الجبن أمام نوازع الخوف، قد يضعف. قالوا: هل يكون المؤمن كذّاباً؟ قال: لا... أن تكون كذّاباً وأن تكون مؤمناً لا يلتقيان، فمعنى ذلك أنّك إذا أخذت بالكذب في حياتك، واتّخذت الكذب طابعاً لحياتك، وتحرّكت في الحياة على أساس أن تكذب، فمعنى ذلك أنّ إيمانك يهرب منك في اللّحظة التي تلتقي فيها بالكذب، وعندها لن تكون المؤمن.
صلِّ ما شئت، وصُمْ ما شئت، أيُّها الكذَّاب، وحُجّ ما شئت واعمل ما تريد، ولكن أن تكون الكاذب في حديثك والكاذب في وعدك والكاذب في عهدك والكاذب في موقفك؛ فلستَ بمؤمن. لماذا؟ لأنَّ معنى الإيمان هو أن ترتبط بالحقّ، ومعنى الكذب أن ترتبط بالباطل، ولا يجتمع في قلب شخص مؤمن وفي حياة شخص مؤمن أن يرتبط بالحقّ وأن يرتبط بالباطل في آنٍ معاً.
لهذا، فكِّروا في المسألة تفكيراً دقيقاً، لأنَّ القضيّة تتّصل بعمق الإيمان ولا تتَّصل بالحالات الطارئة للانحراف العمليّ في الحياة، لن يكون المؤمن كذّاباً، فإذا عاش الكذب في حياته، هرب الإيمان من شخصيّته.
وهكذا، نمتدّ أكثر لنلتقي بالصّفة التي يوصف بها الكذّاب في الإسلام، ويوصف بها الصّادق في الإسلام؛ الصّدق أمانة، والكذب خيانة. أيُّها الكاذب، إنّك خائن. أيُّها الصّادق، إنَّك الأمين، لأنّك عندما تعيش في المجتمع، وعندما تعيش مع الله ومع نفسك، فالحقيقة أمانة الله عندك، والحقيقة أمانة الناس عندك، والحقيقة أمانة الإيمان عندك، عليك أن تحوطها بما تحوط به نفسك وأهلك وأولادك.