استشارة..
السَّلام عليكم.
ما هي حدود التَّسامح؟ وهل يتوجَّب علينا مسامحة كلّ من يسبِّب لنا الأذى؟ وكيف السَّبيل إلى ذلك في ظلِّ المواقف الدَّنيئة غير المبرّرة الَّتي تتجسَّد أمامنا كلَّما قابلنا الإساءة بالتَّسامح؟ ولكم الأجر والثَّواب.
وجواب..
قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِىَ أَحْسَنُ}. إنَّ الإيمان يفرض على الإنسان أن يختار الأحسن في العلاقات، كما يريده أن يختار الأحسن في حركة الحياة، {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَليٌّ حَمِيمٌ}، وهذا هو الهدف الكبير من استخدام هذا الأسلوب، وهو تحويل الأعداء إلى أصدقاء، سواء في إطار العلاقات الشخصيَّة أو الرساليَّة أو العمليَّة العامَّة.
ولعلّ تحقيق هذا الهدف يحتاج من الإنسان إلى كثير من الجهد النفسيّ والفكريّ والعمليّ للتمرّد على الضغوط الداخليَّة والخارجيَّة الَّتي تقوده إلى التَّفكير العدواني والشّعور الانفعالي، وهذا ما عبَّرت عنه الآية التالية: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ}؛ صبروا على مشاعر الحرمان الَّتي يفرضها الانفتاح على الآخرين، ومجاهدة النَّفس ضدّ رغباتها العدائية، وعلى بعض الأوضاع الطارئة الصَّعبة الَّتي قد تحصل للإنسان من خلال ذلك، وعلى الوقت الطَّويل الَّذي يحتاجه الفكر الهادئ المتَّزن للوصول إلى الحلول العمليَّة الَّتي تتناسب مع طبيعة المشاكل الموجودة في السّاحة، {وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظِّ عَظِيمٍ}، من الإيمان والوعي والإنسانيَّة النابضة بكلّ معاني الخير والإحسان.
وأما عندما يؤدي التَّسامح إلى تمادي الآخر في الطّغيان والعدوان، فلعلَّ الأنسب هو المحاسبة، لا بهدف التّشفّي، ولكن بهدف ردع هذا المعتدي المستمر في عدوانه. وبالنسبة إلى العفو، فقد ورد في الحديث: "إن قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه".
***
مرسل الاستشارة: ثائر حسن.
المصدر: تفسير من وحي القرآن، ج 20، ص 119.
التاريخ: 29 نيسان 2013م.
نوع الاستشارة: دينيَّة.
استشارة..
السَّلام عليكم.
ما هي حدود التَّسامح؟ وهل يتوجَّب علينا مسامحة كلّ من يسبِّب لنا الأذى؟ وكيف السَّبيل إلى ذلك في ظلِّ المواقف الدَّنيئة غير المبرّرة الَّتي تتجسَّد أمامنا كلَّما قابلنا الإساءة بالتَّسامح؟ ولكم الأجر والثَّواب.
وجواب..
قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِىَ أَحْسَنُ}. إنَّ الإيمان يفرض على الإنسان أن يختار الأحسن في العلاقات، كما يريده أن يختار الأحسن في حركة الحياة، {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَليٌّ حَمِيمٌ}، وهذا هو الهدف الكبير من استخدام هذا الأسلوب، وهو تحويل الأعداء إلى أصدقاء، سواء في إطار العلاقات الشخصيَّة أو الرساليَّة أو العمليَّة العامَّة.
ولعلّ تحقيق هذا الهدف يحتاج من الإنسان إلى كثير من الجهد النفسيّ والفكريّ والعمليّ للتمرّد على الضغوط الداخليَّة والخارجيَّة الَّتي تقوده إلى التَّفكير العدواني والشّعور الانفعالي، وهذا ما عبَّرت عنه الآية التالية: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ}؛ صبروا على مشاعر الحرمان الَّتي يفرضها الانفتاح على الآخرين، ومجاهدة النَّفس ضدّ رغباتها العدائية، وعلى بعض الأوضاع الطارئة الصَّعبة الَّتي قد تحصل للإنسان من خلال ذلك، وعلى الوقت الطَّويل الَّذي يحتاجه الفكر الهادئ المتَّزن للوصول إلى الحلول العمليَّة الَّتي تتناسب مع طبيعة المشاكل الموجودة في السّاحة، {وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظِّ عَظِيمٍ}، من الإيمان والوعي والإنسانيَّة النابضة بكلّ معاني الخير والإحسان.
وأما عندما يؤدي التَّسامح إلى تمادي الآخر في الطّغيان والعدوان، فلعلَّ الأنسب هو المحاسبة، لا بهدف التّشفّي، ولكن بهدف ردع هذا المعتدي المستمر في عدوانه. وبالنسبة إلى العفو، فقد ورد في الحديث: "إن قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه".
***
مرسل الاستشارة: ثائر حسن.
المصدر: تفسير من وحي القرآن، ج 20، ص 119.
التاريخ: 29 نيسان 2013م.
نوع الاستشارة: دينيَّة.