في حديثنا عن الصلاة في المباحث القادمة سوف يرد كثيراً لفظ (الرَكْعَة) ولفظ جمعِها وهو (رَكَعَات)، وهو مصطلح خاص بالصلاة له علاقة بهيئة الصلاة وصورتها العامة المشتركة بين جميع أنواعها، لذا فإنَّ من المستحسن بيانه وتوضيحه لما له من فائدة في تقديم فكرة عن الأجزاء التي تتألف منها الصلاة وعن كيفية تشكلها وترابطها في نسيج واحد نسميه (صلاة)، فنقول:
الركعة هي (الوحدة) أو القسم الأساسي الذي يتكرر في معظم الصلوات، فعندما يُقال: إنَّ صلاة المغرب ثلاث ركعات، أو: إنَّ نافلة الفجر ركعتان، فإنَّ المراد بذلك أنَّ هذه (الصلاة) تشتمل على (ركعة) متكررة ثلاث مرات مع اختلاف طفيف في بعض ركعاتها عن البعض الآخر.
وتتألف الركعة من عناصر أساسية ثلاثة، هي: القراءة أو الذكر، والركوع والسجود، ومن عناصر أخرى تضاف إليها بحسب موقعها من الصلاة، فإن كانت هي الركعة الأولى فلا بُدَّ فيها من تكبيرة الإحرام لكونها مما تفتتح بها الصلاة، وإن كانت هي الركعة الثانية أو الأخيرة فلا بُدَّ من إضافة (التشهد) بعد السجدتين، وإن كانت الأخيرة فلا بُدَّ من (التسليم) بعد التشهد لأنَّه تختتم به الصلاة. مضافاً إلى عنصر مستحب يُقال دائماً بعد القراءة من الركعة الثانية وهو (القنوت). فإذا أخذنا بالاعتبار (النية) الواجبة في كلّ صلاة، فإنَّ عناصر الركعة تكون إجمالاً على هذا النحو:
النية، تكبيرة الإحرام، القراءة أو الذكر، الركوع، السجود، التشهد، التسليم، القنوت، وبما أنَّ القيام شرط في تكبيرة الإحرام والقراءة والركوع فإنَّ (القيام) يذكر في عناصر الركعة، كما أنه قد جرت عادة الفقهاء على ذكر (الترتيب) و (الموالاة) بين هذه الأفعال عند كلامهم على أفعال الصلاة وأجزائها.
ومن أجل أن نأخذ صورة واضحة عن اجتماع الركعات في صلاة واحدة نمثّل لذلك بصلاة الصبح، وهي كما يلي:
ينوي: أصلي صلاة الصبح واجباً قربة إلى اللّه تعالى.
يكبّر تكبيرة الإحرام قائماً، ثُمَّ يقرأ سورة الفاتحة ومعها سورة أخرى، ثُمَّ يركع، فيرفع رأسه من الركوع قائماً ثُمَّ يهوي إلى السجود، فيسجد مرتين يجلس بينهما طاوياً ساقيه تحت فخذيه، فينهي بذلك الركعة الأولى. ثُمَّ ينهض قائماً للركعة الثانية ويفعل نفس ما فعله في الركعة الأولى بزيادة القنوت استحباباً بعد قراءة السورة، ولكن من دون أن يكرر النية ولا تكبيرة الإحرام، فإذا سجد السجدة الثانية جلس للتشهد، وبما أنها الركعة الأخيرة لصلاة الصبح فإنَّ عليه التسليم كي يختم به صلاته.
وإذا أراد الإتيان بصلاة المغرب، فإنه يفعل كما مرّ في صلاة الصبح في الركعة الأولى والثانية، ولكنَّه لا يسلّم بعد التشهد بل ينهض للركعة الثالثة، فيفعل نفس ما فعل سابقاً في الركعة الثانية، سوى أنه يبدل (الذكر) بالفاتحة والسورة، وبما أنها الركعة الأخيرة لصلاة المغرب فإنه يجب أن يتشهد ويسلّم بعد السجدتين.
وفي صلاة العشاء المؤلفة من أربع ركعات، فإنه لا يتشهد ولا يسلّم بعد سجدتي الركعة الثالثة، بل ينهض للرابعة وهي نفس الركعة الثالثة، فإذا سجد السجدتين تشهد وسلّم وختم العشاء.
أمّا الظهر والعصر فكيفيتهما هي نفس كيفية صلاة العشاء.
والنتيجة التي نخلص إليها أمور:
أولاً: بداية كلّ صلاة تكبيرة الإحرام وختامها التسليم.
ثانياً: الصلاة المستحبة أو الواجبة لها أشكال متعددة:
1 ـ ما يتألف من ركعة واحدة، وهو صلاة الاحتياط لمعالجة الشك في بعض الأحيان، ونافلة الوتيرة من صلاة الليل.
2 ـ ما يتألف من ركعتين، وهو صلاة الصبح، وصلاة القصر للمسافر، ومعظم النوافل.
3 ـ ما يتألف من ثلاث ركعات، وهو صلاة المغرب فقط.
4 ـ ما يتألف من أربع ركعات، وهو صلاة الظهر والعصر والعشاء، وبعض النوافل، ولا تكون الصلاة أكثر من أربع ركعات متصلات.
ثالثاً: كلّ ركعة فيها ركوع واحد إلاَّ في صلاة الآيات، فإنَّ في كلّ ركعة منها خمسة ركوعات.
رابعاً: كلّ صلاة تتألف من ركعة واحدة أو ركعتين يجب فيها تشهد واحد، وإذا كانت أكثر من ركعتين وجب فيها تشهدان، أحدهما في الركعة الثانية والآخر في الركعة الأخيرة.
خامساً: كلّ صلاة فيها قنوت واحد، ما عدا صلاة العيدين، فإنّ في الركعة الأولى فيها خمسة قنوتات، وفي الثانية أربعة قنوتات، وما عدا صلاة الآيات فإنه يستحب فيها القنوت بعد كلّ ركوعين، وما عدا صلاة الجمعة، فإن فيها قنوتين.
سادساً: ينبغي الالتفات إلى أنه عندما يقال: "يُستحب صلاة مائة ركعة في ليلة القدر" أو "إن صلاة الليل عشر ركعات" غير ركعة الوتر، فإنَّ المراد أن يؤتى بها ركعتين ركعتين مثل صلاة الصبح، وهذا هو شأن النوافل عموماً ما عدا صلاة "جعفر" فإنَّ لها صيغة مختلفة.
هذا، وإنَّ معظم ما ذكرناه هنا موجزاً سوف يأتي ذكره مفصلاً في موضعه من الفصول القادمة التي نتعرّض فيها لبيان مقدّمات الصلاة، ثُمَّ أفعال الصلاة، ثُمَّ أحكام الخلل وصلاة المسافر، وغيرها.
في حديثنا عن الصلاة في المباحث القادمة سوف يرد كثيراً لفظ (الرَكْعَة) ولفظ جمعِها وهو (رَكَعَات)، وهو مصطلح خاص بالصلاة له علاقة بهيئة الصلاة وصورتها العامة المشتركة بين جميع أنواعها، لذا فإنَّ من المستحسن بيانه وتوضيحه لما له من فائدة في تقديم فكرة عن الأجزاء التي تتألف منها الصلاة وعن كيفية تشكلها وترابطها في نسيج واحد نسميه (صلاة)، فنقول:
الركعة هي (الوحدة) أو القسم الأساسي الذي يتكرر في معظم الصلوات، فعندما يُقال: إنَّ صلاة المغرب ثلاث ركعات، أو: إنَّ نافلة الفجر ركعتان، فإنَّ المراد بذلك أنَّ هذه (الصلاة) تشتمل على (ركعة) متكررة ثلاث مرات مع اختلاف طفيف في بعض ركعاتها عن البعض الآخر.
وتتألف الركعة من عناصر أساسية ثلاثة، هي: القراءة أو الذكر، والركوع والسجود، ومن عناصر أخرى تضاف إليها بحسب موقعها من الصلاة، فإن كانت هي الركعة الأولى فلا بُدَّ فيها من تكبيرة الإحرام لكونها مما تفتتح بها الصلاة، وإن كانت هي الركعة الثانية أو الأخيرة فلا بُدَّ من إضافة (التشهد) بعد السجدتين، وإن كانت الأخيرة فلا بُدَّ من (التسليم) بعد التشهد لأنَّه تختتم به الصلاة. مضافاً إلى عنصر مستحب يُقال دائماً بعد القراءة من الركعة الثانية وهو (القنوت). فإذا أخذنا بالاعتبار (النية) الواجبة في كلّ صلاة، فإنَّ عناصر الركعة تكون إجمالاً على هذا النحو:
النية، تكبيرة الإحرام، القراءة أو الذكر، الركوع، السجود، التشهد، التسليم، القنوت، وبما أنَّ القيام شرط في تكبيرة الإحرام والقراءة والركوع فإنَّ (القيام) يذكر في عناصر الركعة، كما أنه قد جرت عادة الفقهاء على ذكر (الترتيب) و (الموالاة) بين هذه الأفعال عند كلامهم على أفعال الصلاة وأجزائها.
ومن أجل أن نأخذ صورة واضحة عن اجتماع الركعات في صلاة واحدة نمثّل لذلك بصلاة الصبح، وهي كما يلي:
ينوي: أصلي صلاة الصبح واجباً قربة إلى اللّه تعالى.
يكبّر تكبيرة الإحرام قائماً، ثُمَّ يقرأ سورة الفاتحة ومعها سورة أخرى، ثُمَّ يركع، فيرفع رأسه من الركوع قائماً ثُمَّ يهوي إلى السجود، فيسجد مرتين يجلس بينهما طاوياً ساقيه تحت فخذيه، فينهي بذلك الركعة الأولى. ثُمَّ ينهض قائماً للركعة الثانية ويفعل نفس ما فعله في الركعة الأولى بزيادة القنوت استحباباً بعد قراءة السورة، ولكن من دون أن يكرر النية ولا تكبيرة الإحرام، فإذا سجد السجدة الثانية جلس للتشهد، وبما أنها الركعة الأخيرة لصلاة الصبح فإنَّ عليه التسليم كي يختم به صلاته.
وإذا أراد الإتيان بصلاة المغرب، فإنه يفعل كما مرّ في صلاة الصبح في الركعة الأولى والثانية، ولكنَّه لا يسلّم بعد التشهد بل ينهض للركعة الثالثة، فيفعل نفس ما فعل سابقاً في الركعة الثانية، سوى أنه يبدل (الذكر) بالفاتحة والسورة، وبما أنها الركعة الأخيرة لصلاة المغرب فإنه يجب أن يتشهد ويسلّم بعد السجدتين.
وفي صلاة العشاء المؤلفة من أربع ركعات، فإنه لا يتشهد ولا يسلّم بعد سجدتي الركعة الثالثة، بل ينهض للرابعة وهي نفس الركعة الثالثة، فإذا سجد السجدتين تشهد وسلّم وختم العشاء.
أمّا الظهر والعصر فكيفيتهما هي نفس كيفية صلاة العشاء.
والنتيجة التي نخلص إليها أمور:
أولاً: بداية كلّ صلاة تكبيرة الإحرام وختامها التسليم.
ثانياً: الصلاة المستحبة أو الواجبة لها أشكال متعددة:
1 ـ ما يتألف من ركعة واحدة، وهو صلاة الاحتياط لمعالجة الشك في بعض الأحيان، ونافلة الوتيرة من صلاة الليل.
2 ـ ما يتألف من ركعتين، وهو صلاة الصبح، وصلاة القصر للمسافر، ومعظم النوافل.
3 ـ ما يتألف من ثلاث ركعات، وهو صلاة المغرب فقط.
4 ـ ما يتألف من أربع ركعات، وهو صلاة الظهر والعصر والعشاء، وبعض النوافل، ولا تكون الصلاة أكثر من أربع ركعات متصلات.
ثالثاً: كلّ ركعة فيها ركوع واحد إلاَّ في صلاة الآيات، فإنَّ في كلّ ركعة منها خمسة ركوعات.
رابعاً: كلّ صلاة تتألف من ركعة واحدة أو ركعتين يجب فيها تشهد واحد، وإذا كانت أكثر من ركعتين وجب فيها تشهدان، أحدهما في الركعة الثانية والآخر في الركعة الأخيرة.
خامساً: كلّ صلاة فيها قنوت واحد، ما عدا صلاة العيدين، فإنّ في الركعة الأولى فيها خمسة قنوتات، وفي الثانية أربعة قنوتات، وما عدا صلاة الآيات فإنه يستحب فيها القنوت بعد كلّ ركوعين، وما عدا صلاة الجمعة، فإن فيها قنوتين.
سادساً: ينبغي الالتفات إلى أنه عندما يقال: "يُستحب صلاة مائة ركعة في ليلة القدر" أو "إن صلاة الليل عشر ركعات" غير ركعة الوتر، فإنَّ المراد أن يؤتى بها ركعتين ركعتين مثل صلاة الصبح، وهذا هو شأن النوافل عموماً ما عدا صلاة "جعفر" فإنَّ لها صيغة مختلفة.
هذا، وإنَّ معظم ما ذكرناه هنا موجزاً سوف يأتي ذكره مفصلاً في موضعه من الفصول القادمة التي نتعرّض فيها لبيان مقدّمات الصلاة، ثُمَّ أفعال الصلاة، ثُمَّ أحكام الخلل وصلاة المسافر، وغيرها.