دعا الأمم المتحدة إلى فضح السياسة الأمريكية العاملة على قتل الناس جماعياً من خلال سياسة التجويع فضل الله: الإدارة الأمريكية مزّقت أفريقيا وتركتها فريسة للأمراض المستعصية | استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ضمّ الدكتورة خديجة معلن، منسقة البرنامج الإقليمي لمرض فقدان المناعة المتكسبة (الإيدز) في الدول العربية، والدكتور إيهاب خرّاط، كبير مستشاري البرنامج.
وقد وضع الوفد سماحته في أجواء أنشطة البرنامج، وخصوصاً في البلدان العربية والإفريقية في ظلّ الأرقام المتصاعدة والمخيفة للمصابين بـ"الإيدز" وغيره من الأمراض الفتّاكة، والتي باتت تهدد مصير الملايين من البشر، وتنذر بعواقب صحية وخيمة تهدد البشرية.
وبعدما أثنى سماحة السيد فضل الله على أنشطة البرنامج وجهود العاملين فيه، أكد على ضرورة أن تتظافر الجهود العالمية لمكافحة الأمراض المستعصية وتقديم العلاجات الممكنة للمرض من دون التوقف عند الهوية الدينية أو العرقية أو السياسية لهؤلاء، مشيراً إلى أن من أبسط الحقوق للإنسان أن يلقى الرعاية والحماية والمعالجة إذا كان مريضاً، كما أن من حقّ المجتمعات على المريض أن يتحرك بالطريقة التي تحدّ من تطور المرض وتمنع انتقاله للآخرين.
وأكد سماحته احترام الإسلام لحياة الإنسان وحمايتها، بصرف النظر عن هويته الدينية أو السياسية أو العرقية، مشيراً إلى أن الإسلام اعتبر أن الحفاظ على حياة الإنسان يمثل قيمة دينية وإنسانية كبرى، كما أن الإسلام حمّل المسؤولية للبشر جميعاً لكي يحافظوا على البيئة الصحية والاجتماعية والمناخية التي يعيشون فيها، ومن هنا، فإن قيمة الحفاظ على الإنسان لا تبتعد في العمق عن قيمة الحفاظ على الأرض وعلى المناخ العام الذي يحفظ توازن الإنسان والحياة.
ولفت سماحته إلى أهمية نشر الوعي حول كل الأسباب التي تؤدي إلى انتشار مرض فقدان المناعة (الإيدز) وغيره من الأمراض، وضرورة العمل على الوقاية منها بالإمكانات المتوافرة، مشيراً إلى ضرورة أن تتعاون السلطات الرسمية والجمعيات الأهلية مع برامج الأمم المتحدة المختصة بهذا الجانب.
كما حثّ سماحته المعنيين بهذا البرنامج في الأمم المتحدة على تكثيف جهودهم وحركتهم في البلدان الفقيرة، وخصوصاً في البلدان العربية والإسلامية وغيرها، مشيراً إلى ما تعانيه الدول الإفريقية الفقيرة في هذا المجال، داعياً إلى الاهتمام بهذه الدول وبشعوبها الفقيرة، وخصوصاً أن الدول الكبرى عملت على استباحة إفريقيا ونهب ثرواتها وتمزيقها سياسياً وأمنياً ثم تركتها كبيئة مريضة متداعية تفتك بها الأمراض الخطيرة والمستعصية، وربما ساهمت دول العولمة المتوحشة في جعل الشعوب الأفريقية تسقط كفريسة للأمراض والآفات في ظلّ نظريات غربية تتحدث عن ضرورة تخفيض عدد سكان العام، وخصوصاً الدول الفقيرة من خلال الأمراض والحروب وغيرها، بينما تنعم هذه الدول بالرفاهية الصحية والاجتماعية والاقتصادية وعلى المستويات كافة.
وشدد سماحته على أن تتحدث الأمم المتحدة، وأمينها العام بالتحديد، بصراحة عن سياسة التجويع والتمريض التي تمارسها الدول الكبرى حيال الدول الفقيرة، مشيراً إلى ضرورة أن تمارس الأمم المتحدة دورها في فضح هذه السياسات الظالمة إذا كانت لا تملك الإمكانات العملية لرفع الظلامة الاقتصادية والاجتماعية والصحية عن الشعوب المستضعفة والفقيرة.
وأشار سماحته إلى قمة الدول الصناعية الثمانية وكيف تحللت هذه القمة من وعودها للأفارقة، مشدداً على أن الإدارة الأمريكية من خلال زعامتها لهذه الدول ومن خلال سياستها الإمبراطورية، لا تمارس قتلاً يومياً للناس في الحروب فحسب، بل تمارس عمليات القتل الجماعي من خلال سياستها الاقتصادية القائمة على النهب والتجويع والاحتكار والتلاعب بأسعار السلع الأساسية.
واستقبل سماحته الدكتور عدنان السيد حسين والدكتور زياد الحافظ، حيث جرى بحثٌ في أمور ثقافية وفكرية.
|