استقبل السفير المصري في بداية جولته بعد الأحداث الأخيرة فضل الله لحوار إسلامي ـ إسلامي إلى جانب الحوار السياسي اللبناني العام |
استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، السفير المصري في لبنان، أحمد البديوي، حيث جرى عرضٌ للأوضاع اللبنانية في أعقاب التطورات الأخيرة، والآفاق التي قد يطل عليها المسعى العربي.
وأوضح السفير المصري أنه أراد أن يبدأ بجولته الجديدة من خلال زيارة سماحة السيد فضل الله، مشدداً على أن تتواصل مساعي الحلّ لإخراج لبنان من الأزمة التي تفاقمت في الأيام الأخيرة، مشيراً إلى أن الأساس هو في إعادة الثقة بين الطرفين المتنازعين.
من جهته، أكد سماحة السيد فضل الله، ضرورة بروز أدوار عربية توفيقية، مشيراً إلى السعي الأمريكي والإسرائيلي المتواصل لإضعاف دور مصر في المنطقة وتحفيز الأدوار الأخرى حتى تكون في الواجهة وعلى حساب الدور الريادي الذي يمكن أن تضطلع به مصر عربياً وإسلامياً. كذلك أشار السيد فضل الله إلى الجو العاصف الذي حرّكته أمريكا والذي أحاط بحركة الدور المصري، سواء من خلال ما يجري في السودان وأفريقيا أو ما يجري في فلسطين والعراق وصولاً إلى لبنان.
ورأى سماحته أن من الممكن القيام بدور فاعل في دعم وفد الجامعة العربية الذي سيصل إلى لبنان من خلال النصائح التي يمكن أن تقدم له ليدرس المسألة في جذورها الواقعية، أو من ناحية التراكمات السياسية التاريخية التي فاقم النظام الطائفي من خطورتها.
وشدد سماحته على أن الحلول لا بد من أن تنطلق من التأكيد أن الوحدة الإسلامية هي الأساس لبناء وحدة لبنانية متماسكة، رافضاً الحديث عن البعد المذهبي لما جرى والذي تروّج له بعض الجماعات وتعمل بعض وسائل الإعلام على تهيئة المناخات السيئة لذلك، داعياً إلى الحذر من الشخصيات السياسية التي تتحدث بلغة الإثارة، حيث بدأنا نسمع كلاماً عن الطوائف بأسمائها والمناطق بمكوناتها ما يثير الحساسيات بالحديث عن أمن هذه الطائفة أو تلك، وخصوصاً أن هذه الكلمات تأتي من شخصيات من خارج النطاق الإسلامي، وهي تسعى جهدها لإثارة الجانب المذهبي بين المسلمين لاستخدامه في المسألة السياسية إلى أبعد الحدود.
وأكد سماحته ضرورة البدء بحوار إسلامي ـ إسلامي على مستوى القاعدة والقيادات، إلى جانب الحوار السياسي الذي يُراد استئنافه لبنانياً.
وحذر سماحته من المراهنين على حدوث أزمة حقيقية في الواقع الإسلامي اللبناني، مشيراً إلى أن الواقع اللبناني يمثل وحدة حقيقية في مشاكله.
|