ألقى سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله خطبتي الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية وجمع غفير من المؤمنين ، ومما جاء في خطبته الأولى :
يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {ولا تطع كل حلاّف مهين* همّاز مشّاء بنميم}، ويقول تعالى: {من يشفع شفاعةً حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتاً}. في هاتين الآيتين يريد الله تعالى أن ينبّه كل إنسان إلى بعض النماذج من الناس، الذين قد تمثّل صحبتهم أو الانجذاب إليهم أكثر من مشكلة في حياة الفرد والجماعة.
الحلاّف لا يحترم الله تعالى
{ولا تطع كلّ حلاّف ـ الحلاّف هو الذي يكثر الحلف بالله، والأيمان المغلّظة على كل شيء، وهذا يمثل دلالة معيّنة، وهي أنه لا يحترم الله تعالى، لأن احترام الإنسان لربه يفرض عليه أن يعظّم اسمه، باعتبار أن الاسم يعبّر عن الذات، ومن احترام الإنسان لاسم الله أن يعظّمه ويبعده عن أيّ شيء استهلاكي في حياته، فلا يحلف بالله إلا في حالات الضرورة والخطر، إذا طلب منه اليمين ليرفع ضرورته والخطر عن نفسه، وقد نُقل عن الإمام زين العابدين (ع) أنه كانت له امرأة طلّقها، فقدّمت شكوى عليه لقاضٍ آنذاك، فادّعت عليه شيئاً ولم تقم بيّنة، فأراد القاضي من الإمام (ع) أن يحلف على نفي دعواها، وكانت صاحبة الشكوى تطالبه بمائتي دينار ذهباً، فقال الإمام زين العابدين(ع) لابنه الإمام الباقر(ع): "أعطها يا بني"، فقال له: "يا أبتاه ألست صادقاً"؟ قال (ع): "بلى، ولكني أُجلّ الله أن أحلف به يمين صدق". إذا دار الأمر بين أن أدفع هذا المبلغ وبين أن استخدم اليمين بالله، فإنني اعظّم الله عن ذلك، فكيف إذا كان اليمين الذي نحلف به كذباً، كالبعض الذي يحلف على بضاعته من الخضار والقماش وما إلى ذلك، لأن "اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع". ـ مهين ـ حقير في رأيه وممارساته ـ همّاز ـ وهو الإنسان الذي يعيب الناس ويطعن بكراماتهم ـ مشّاء بنميم}، الذي يمشي بالنميمة، وهي السعاية بالناس وإفساد أمورهم، والنمام هو الذي ينقل الحديث من قوم إلى قوم بما يعقّد علاقاتهم مع بعضهم البعض، وبما يفسد أوضاعهم، فالله تعالى يأمرنا أن لا نطيع هؤلاء، فإذا جاءك الإنسان الذي يكثر من الحلف بالله ويطعن في كرامات الناس ويذكر عيوبهم، وينقل الحديث من قوم إلى قوم ليفسد بينهم، فلا تنجذب إليه ولا تثق به ولا تسقط أمام أوضاعه.
والآية الثانية تحمّل الإنسان مسؤولية ما يسعى به: {من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتاً}، فالذي يسعى بالصلح بين اثنين فإنها تسمى شفاعة حسنة، والله يعطيه الأجر على ذلك، والشفاعة السيئة فُسّرت بالنميمة وما يترتّب عليها من فساد العلاقات، ويتحمّل نصيباً من إثمها.
ونحن في هذه الوقفة، نحاول أن نطلّ على بعض الأحاديث والنماذج التي عبّرت عنها أحاديث النبي (ص) والأئمة من أهل بيته (ع)، والنموذج الأخطر أن ينقل الحديث إلى السلطان الجائر عن خصوصيات الإنسان المؤمن لكي يؤدي هذا النقل إلى أن يُقتل هذا الإنسان أو يُسجن أو يُغرم مالاً من غير حق، وهذا مما تستعمله أجهزة المخابرات، سواء الموظف في المخابرات الدولية الاستكبارية كالمخابرات الأمريكية أو الصهيونية، أو مخابرات الأنظمة الظالمة التي تطلب منه أن يلاحق المؤمنين والأحرار، التي تطلب منه أن ينقل أخبارهم ليُعاقبوا، أو ليصنع فتنة في المجتمع، وهذه تسمّى بالسعاية.
السعاة مساهمون في معصية الله
عن رسول الله (ص): "شرّ الناس المثلِّث"، قيل: وما المثلث؟ قال: "الذي يسعى بأخيه إلى السلطان ـ سلطان الجور، سواء كان دولة أو شخصاً ـ فيهلك نفسه ـ لأنه ساهم في معصية من معاصي الله ـ ويهلك أخاه ـ لأنه يعرّضه لظلم الظالم ـ ويهلك السلطان"، لأنه يهيئ له الظروف لظلم هذا الإنسان. وعنه (ص): "من سعى بأخيه إلى سلطان أحبط الله تعالى عمله كله ـ سواء كان مصلياً وصائماً وحاجاً، فإذا أصبح جاسوساً ومخبراً يسعى بأخيه إلى السلطان ليظلمه، ألغى الله عمله كله ـ وإن وصل إليه مكروه جعله الله تعالى مع هامان في درجة في النار".
وجاء شخص إلى الإمام عليّ (ع) واشياً لشخص، فقال له: "يا هذا، إن كنت صادقاً مقتناك ـ أبغضناك، لأننا لا نشجع أن يسعى الإنسان بأخيه ـ وإن كنت كاذباً عاقبناك ـ لأنك سعيت سعاية كذب ـ وإن أحببت القيلة أقلناك"، فقال: بل تقيلني يا أمير المؤمنين.. وعنه (ع): "أسوأ الصدق النميمة"، لأنها قد تكون صحيحة، ولكن لا يجوز لك أن تتحدث بكل كلام صدق إذا كان الصدق يؤدي إلى ضرر المؤمن. وعنه (ع): "من سعى بالنميمة حاربه القريب ومقته البعيد"، لأنه يفقد احترامه بين الناس.. وعن الإمام الصادق (ع): "إياك والنميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال"، والنساء أيضاً..
شرار القوم المشاؤون بالنميمة
وعن رسول الله (ص): "ألا أخبركم بشراركم"؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "المشاؤون بالنميمة، المفرّقون بين الأحبة، الباغون للبرءاء العيب". وعنه(ص): "إحذروا الغيبة والنميمة فإنها تفطر"، والمقصود الإفطار المعنوي، و"النميمة توجب عذاب القبر"، وفي الحديث عن الإمام الصادق (ع): "إن من أكبر السحر النميمة، يُفرّق بها بين المتحابين، ويُجلب العداوة على المتصافّين، ويُسفك بها الدماء، ويُهدم بها الدور، ويُكشف بها المستور، والنمام أشرّ من وطأ على الأرض بقدمه"، لأن الله يريد نشر المحبة بين الناس، والنمّام يسعى لنشر التفرقة بينهم. وعن رسول الله (ص): "لما أُسري بي رأيت امرأة رأسها رأس خنزير، وبدنها بدن حمار، وعليها ألف ألف لون من العذاب، فسأل: ما كان عملها؟ فقال: إنها كانت نمّامة كذّابة". وعن الإمام عليّ (ع): "لا تعجلن إلى تصديق واشٍ وإن تشبّه بالناصحين"، وعن رسول الله (ص): "لا يدخل الجنة نمّام"، لأن النميمة تحبط كل عبادة الإنسان وأعماله، وعنه (ص): "إن النميمة والحقد في النار لا يجتمعان في قلب مسلم".
النمّام مفسد لحياة الناس
ونفهم من خلال هذه الأحاديث، أن الله تعالى يريد للمجتمع المسلم أن يكون مجتمعاً يسعى أفراده للإصلاح والمحبة وحماية الناس، وإبعاد كل أعداء الله والإنسانية عن ظلم الناس والإضرار بهم، والإنسان الذي يسعى بالنميمة يفسد حياة الناس، والنمّام يتحمّل كل المسؤوليات التي تنتج عن نميمته. وقد ورد عن النتائج السلبية التي يتحمّلها النمّام أنه يؤتى يوم القيامة لإنسان بقارورة فيها دم، ويقال له: خذ هذا نصيبك من دم فلان، فيقول: يا ربّ لقد عشت حياتي مسالماً وما قتلت أحداً؟ فيقال له: سمعت من فلان كلمة فنقلتها إلى فلان الجبّار فقتله، فكنت شريكاً في دمه، وهذا نصيبك من الدم.
وعليه، فإن الكلام في وثاقك، فإن تكلمت به صرت في وثاقه، وإنما يكبّ الناس على مناخرهم في النار يوم القيامة حصائد ألسنتهم. لذلك، علينا أن نتقي الله في ما نطلق وننقل من كلمات، لأن الكلمة قد تقتل وتشرد وتخلق الحقد وتدمّر الواقع كله.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله.. اتقوا الله واحذروا كل ما يؤدي بكم إلى الفتنة ويسبب الفرقة، وكل ما يساعد المستكبرين والكافرين والظالمين على الإضرار بالمسلمين والمؤمنين والمستضعفين، لأن ذلك قد يدمّر مصيركم في الدنيا والآخرة، لأننا نعرف أن كثيراً من الأبرياء والمجاهدين يسقطون تحت سلطة العدو من خلال تأثير مخبر هنا وجاسوس هناك، وعندما ندرس ما تقوم به إسرائيل من اغتيالات للمجاهدين، والتي قد تتحوّل إلى اغتيالات للأطفال والنساء كما حدث في مجزرة غزة، من أين حصلت على المعلومات؟ من خلال مخبر هنا أو هناك أراد أن يكسب عيشه من دم الأطفال والنساء والشيوخ، وهذا ما عشناه أيضاً في بلدنا.
لذلك، على الإنسان الذي يريد أن يعيش من خلال هذه المهنة، أن يعرف أنه سيقف غداً بين يدي الله، وسيقف كل المظلومين ليقولوا: يا عدل يا حكيم، احكم بيننا وبين فلان المخبر أو الجاسوس، فإنه سعى في قتلنا وتدمير بيوتنا، والله يقول: {اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم}. فتعالوا لنتعرّف على حركة الظالمين والمستكبرين ونحدد الموقف:
الانتفاضة.. متابعة لإسقاط الأمن الإسرائيلي
ماذا في مسيرة القضية الفلسطينية؟ المجاهدون يتابعون انتفاضتهم لإسقاط الأمن الإسرائيلي، دفاعاً عن الأمن الفلسطيني الذي دمّرته إسرائيل بشراً وحجراً، سلطة وشعباً.. وإذا كان المدنيون يسقطون في هذا الموقع أو ذاك، فإنهم لا يمثّلون هدف المجاهدين بشكل مباشر، بل الهدف هو إفهام العدوّ بأنه إذا لم ينسحب من الأراضي المحتلة ويكفّ عن عدوانه فإنه لن يكون أمنه بمنأى عن الإسقاط..
أما "بوش"، فإنه اعتبر الهجوم على الجامعة العبرية عملاً إرهابياً مرعباً، واعتبر المجاهدين قتلة، وهو الذي لم يتحدث بأية إدانة لقتل الأطفال والمدنيين في مجزرة غزة، والتي نفذها الجيش الصهيوني بالطائرات الأمريكية، بل اعتبرها عملاً قاسياً، ولم يعلّق بشيء على احتلال إسرائيل للضفة الغربية وعدوانها المستمر على غزة، وطرد عوائل الاستشهاديين من أرضهم من دون أيّ ذنب مباشر، ما يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان؟!
ضوء أخضر أمريكي لشارون
إنه الضوء الأخضر الرئاسي الأمريكي في الإدارة الأمريكية للمجرم "شارون"، ليأخذ حريته في قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، وممارسة العقاب الجماعي للمدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، واعتقال الشباب المدنيين من دون أيّ سبب.. ثم يتحدث عن الإرهاب وعن حقوق الإنسان، وعن مواجهة الدول التي يتهمها بصنع أسلحة الدمار الشامل، في الوقت الذي تملك فيه إسرائيل أكبر ترسانة من أسلحة الدمار الشامل الأمريكية، التي تقوم بتجربة الكثير منها ضد الشعب الفلسطيني..
أما الزعماء العرب، فإن الرئيس الأمريكي يصرّح بأنهم يتفهّمون جيداً خطط أمريكا في نشاطها العسكري في فلسطين بواسطة إسرائيل، وفي العراق ضد الشعب العراقي في تهاويلها السياسية والأمنية.. وكأنه يفضح مواقفهم الخفيّة في دعم الخطة الأمريكية العدوانية على شعوب المنطقة، بالرغم مما يعلنونه عن رفضهم لها.. إن أمريكا لا تحترمهم، ولذلك، فإنها تقوم بفضح أوضاعهم التي يختلف فيها السرّ عن العلن!!
أما تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، الخاضع للموقف الأمريكي، فإنه يبرّئ ساحة إسرائيل من القيام بالمذبحة في "جنين"، وينكر على إسرائيل ـ فقط ـ منعها وصول المساعدات الإنسانية لأهالي المخيّم، وقد صفّقت إسرائيل فرحاً لهذا التقرير لحصولها على صك البراءة من المجزرة، ما يؤكد بأن الأمم المتحدة أصبحت شاهد زور على الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني.
إن المشكلة هي أن أمريكا استطاعت أن تصادر السياسة الدولية لمصلحة خطتها في دعم إسرائيل بالمطلق، وفي خداع السلطة الفلسطينية من خلال شعار الدولة الذي لا يملك أية آلية واقعية، بل يفرض عليها أن تخضع للشروط الإسرائيلية في قضايا الإصلاح الأمني والإداري والسياسي، وفي محاربة المجاهدين باسم الحرب ضد ما تسميه قوى الإرهاب لمصلحة السلام، على أن تقوم بعض الدول العربية بالتخطيط والتنفيذ للخطة الأمريكية ـ الإسرائيلية في إخضاع الشعب الفلسطيني، من دون أيّ التزام حقيقي بأيّة مبادرة عربية في صورة الدولة الفلسطينية..
الحلّ بإزالة الاحتلال
وحدهم المجاهدون هم الذين يقودون حركة التحرير، ويُسقطون الأمن الإسرائيلي، ويُدخلون العدوّ في المأزق الأمني، فلا يملك زمام المبادرة في الهجوم، بل يتحرك هنا وهناك للملمة أشلاء قتلاه وجرحاه، لأن الدم يستسقي الدم، ولمواجهة الأزمات الاقتصادية التي تحاصر موازنته ومشاريعه بفعل الانتفاضة، ولا حلّ إلا بإزالة الاحتلال.. ولتسقط كل الإدانات العربية والدولية ـ وحتى الفلسطينية ـ لجهاد المجاهدين.
ومن جهة أخرى، فإنّ إسرائيل تعمل من خلال وزير خارجيتها ـ سفّاح مجزرة "قانا" ـ للسعي لدى أوروبا لإقناعها بالخضوع للسياسة الصهيونية، في وضع عدد من حركات التحرر والمقاومة على لائحة الإرهاب، وفي اعتبار إيران مركز الإرهاب في الشرق الأوسط..
نسجل لفرنسا رفضها المطالب الإسرائيلية
وإننا ـ بهذه المناسبة ـ نسجّل لفرنسا رفضها للمطالب الإسرائيلية في ذلك كله، ونريد لهذا الموقف أن يكون مقدمة لموقف أوروبي عام رافض للانصياع للمعايير الأمريكية والإسرائيلية فيما يُسمّى بالإرهاب، لأن مصلحة أوروبا هي في استقلال مواقفها في الشرق الأوسط عن مواقف أمريكا وإسرائيل، لأن مصالحها مرتبطة بالمنطقة بشكل كبير جداً، كما أن السياسة الأمنية وحدها لا تقود إلى نظام عالمي سلمي ومستقر، لأن هاجس الأمن قد يؤدي إلى المزيد من انعدام الأمن، على حدّ تعبير وزير الخارجية الفرنسي..
وعلى المسؤولين العرب والمسلمين أن يتابعوا تحركهم السياسي، في حوار جدّي مع أوروبا، من أجل إبعادها عن السقوط تحت تأثير الجنون الأمريكي الذي أعلن وزير دفاعه أن هذه الوزارة تدرس إمكانية استخدام المخزون الأمريكي من الصواريخ العابرة للقارات في حروبها المقبلة، ولا سيما ضد شعوب المنطقة.
إدانة المجزرة في لبنان
أما في لبنان، فإننا ندين المجزرة الرهيبة التي استهدفت موظفي صندوق التعويضات لأفراد الهيئة التعليمية للمدارس الخاصة، فسقط فيها الموظفون الأبرياء بين قتلى وجرحى، مما لا نجد له أيّ معنى في حساب أيّ تبرير من أية جهة كانت..
إننا نعتقد أن من الضروري العمل على المزيد من حماية الإدارات الرسمية وغير الرسمية من مثل هذه المغامرات الوحشية، كما لا بد من دراسة مسألة انتشار السلاح بين أيدي المواطنين باعتباره نذير خطر يصيب البيوت والمؤسسات العامة والخاصة، من خلال التوترات والتعقيدات النفسية والعدوانية، لا سيما في هذه الظروف الصعبة التي تحمل رائحة البارود إلى كل موقع من مواقع البلد..
وإذا كان البعض يفسّر هذه الجريمة بالحالة الاقتصادية الصعبة التي ضغطت على القاتل، فإن على المسؤولين أن يدرسوا الخطة الاقتصادية التي تخفف عن المواطن أزماته المعيشية الهائلة، لأن خطورة المسألة أن التوترات الاقتصادية بدأت تتحوّل إلى توترات أمنية قد تثير الفتنة وتُسقط الأمن..
وفي هذا الجوّ المشحون بالانفعال، نحذّر من إثارة الحساسيات الطائفية في تفسير أمثال هذه الجرائم التي لا علاقة لها بالطائفية من قريب أو بعيد، بل هي جريمة في حق الإنسان كله من دون تمييز. لذلك، لا تشعلوا عود الثقاب في البيدر الاجتماعي والسياسي والأمني الذي تحوّل إلى هشيم تذروه الرياح من هنا وهناك، لتصنع أكثر من حريق، لا سيما في هذا الصيف اللاهب. |