استشارة..
انفصلت عن زوجي منذ سنة ونصف السَّنة، ولديَّ ابنتان. مشكلتي أنَّ ابنتي الكبيرة (في الصفّ الأوَّل ابتدائي)، دائمة الشّكوى، وتبكي باستمرارٍ لأتفه الأسباب، وتعذّبني كثيراً، ولا تسمع كلامي، ولسانها سليط، ودائماً ما تجلب لي المتاعب، وأختها الصّغرى تتعلَّم منها، وقد تعبت من تصرّفاتها، رغم محاولتي استيعابها، وصرت أفقد أعصابي معها، وألجأ إلى أسلوب الضَّرب، علماً أنَّ زوجي كان يضربني أمامهما قبل انفصالي عنه. كيف أتعامل معها؟
وجواب..
يتعلَّم الأطفال ويكتسبون الكثير من بيئتهم الّتي يعيشون فيها، وغالباً ما يُخطئ الآباء ويتحدَّثون بإسهاب أمام أطفالهم، على قاعدة أنّ "الطفل لا يفهم"، وهذا المفهوم خاطئ قطعاً، إذ إنّ لدى الأطفال القدرة على التَّحليل والتَّخطيط والفهم.
إنَّ المعلومات الواردة في الاستشارة غير كافية لتشخيص حالة الطّفلة، في حال كانت تعاني صدمةً نتيجة انفصال الأبوين، إذ لا بدَّ من مقابلةٍ في العيادة ليتمَّ تشخيص الحالة، وفهم الظّروف فهماً دقيقاً وصحيحاً، لكن يمكنك الاستفادة من الإرشادات العامَّة التّالية:
ـ يجب أن يكون هناك نظامٌ لمواعيد أكل الأطفال ونومهم وأوقات اللّعب.
ـ عند العصيان، يجب تجنّب الضَّرب والعنف، واعتماد أسلوب الثّواب والعقاب بطريقةٍ علميّة، بحيث يكون العقاب لتأديب الطّفل بطريقة لا تؤذيه، مثلاً، منعه من لعبةٍ يحبّها، أو مقاطعته لساعاتٍ أو أيّام، بحسب عمره. وبحسب نقص المعلومات الّتي أفدتنا بها، لا أستطيع تحديد الفترة السليمة.
ـ يجب مكافأة الطّفل عند قيامه بأمر جيِّد، وعندما يحقِّق إنجازاً ما، لكي يتعلَّم تقدير الأشياء.
ـ يجب محاورة الطّفلة بأسلوبٍ هادئٍ لتفهم مكانتها الاجتماعيَّة، والصّواب والخطأ وعواقب الأمور، إذ لا يصحّ أن يُعاقَب الطّفل على أمرٍ قبل أن ننبِّهه إليه ونعلمه عواقبه، بمعنى أنَّ العقاب يجب أن يأتي بعد التّحذير والشّرح، وليس مباشرةً عند القيام بفعلٍ خاطئ لم نشرحه مسبقاً للطفل.
ـ حاولي أن تُمضي وقتاً ممتعاً مع الفتاتين، باللّعب، أو التسوّق، أو مشاهدة التّلفاز، والتّحاور معهما لرفع مستوى النّضج لديهما.
ـ لا تملّي من الكلام، واقرئي لهما قصص الأنبياء بأسلوبٍ مبسَّط، ليكتسبا من أخلاقهم، ولبناء معرفة تقرّبهم من الله، فتنمية الوازع الدّينيّ يُساهم في حلّ الكثير من المشاكل.
ـ تحتاج الفتاتان إلى الشّعور بالحنان والعطف من الأمّ والأب، وعلى الطّرفين التّعاون لمنحهما الشّعور بالأمن ونبذ الخلافات.
هذا كلّ ما يمكن ذكره في هذا الموضوع، لأنَّ حلّ المشكلة يحتاج إلى تواصلٍ مباشر لتحديد أطرها وحلولها.
أطيب التمنّيات لكم بالتَّوفيق والاستفادة من هذه الإرشادات.
***
مرسلة الاستشارة: ...
المجيب عن الاستشارة: حنان محمد مرجي، مختصَّة في علم النّفس العياديّ والتوافقيّ.
التّاريخ: 8 نيسان 2015م.
نوع الاستشارة: نفسيّة.