توقيرُ الكبارِ ورحمةُ الصِّغارِ

توقيرُ الكبارِ ورحمةُ الصِّغارِ
 

[جاء في خطبة الرَّسول (ص) في استقبال شهر رمضان المبارك:]

"وقِّروا كبارَكُم". إنَّ هذا المجتمع فيه الكبار والصِّغار، فالكبار قد يصادرون الصِّغار ويحتقرونهم، والصِّغار قد لا يحترمون الكبار. لذلك، أيُّها الصِّغار، إذا كان هناك كبار في مجتمعكم من آبائكم وأمَّهاتكم، أو غير آبائكم وأُمَّهاتكم، وقِّروهم. والتَّوقير ليس أسلوباً شكليّاً، بل أن توقِّر عقله الَّذي استطاع أن يقوى في التّجربة، وقّر تجربته وقِدَمه في الإسلام، وكلّ هذا التاريخ الذي عاشه وربّما شارك في صنعه.

فيا أيّها الصّغار: لا تنظروا إلى الكبار نظرتكم إلى جيل يتلاشى ولا يملك حيويّتكم وعنفوانكم وأحلامكم وطموحاتكم، لأنّه جيل بدأ يودّع الحياة قليلاً قليلاً، ولكن انظروا إلى الكبار على أنّهم تاريخكم الَّذي شاهدتموه والذي تتحسَّسونه، وأنّهم جزء من مسيرة الأمَّة وحركة التاريخ، وجزء من التّجربة الغنيّة، فربّما تكون جامعياً ولا تستطيع أن تحصل على ثقافة هذا الكبير الَّذي صنع ثقافته من خلال تجربته، فيما صنعت ثقافتك من خلال تجارب الآخرين.

"وارحمُوا صغارَكم"، لا تعنِّفوا الصِّغار، ولا تعتبروهم كميّة مهملة أو شيئاً لا فكر له، فقد تجد في صغيرك الكثير من الفطرة الصّافية الّتي لا تملكها أنت، لأنَّ فطرتك قد تكون تلوّثت بالكثير من وحول الواقع الَّذي تعيشه.

"إنّما قلب الحدث كالأرض الخالية"1، إنّه يستقبل الحياة ولديه قابليات وإمكانيات، فارحم نقاط ضعفه ودرجة نموّه، وارحم أحلامه، ولا تتعسَّف في إسقاط أحلامه، وارحم آلامه وحاجته إلى اللَّهو واللَّعب، وحاول أن تجنّبه مشاكل اللّهو واللّعب، وارحمه وعلّمه بما يبني شخصيّته، ارحمه وحاول أن تعطيه من عقلك عقلاً، فلا تفرض عليه عقلك ولا عاداتك، فلقد قال الإمام عليّ (ع): "لا تقسروا أولادكم على آدابكم، فإنّهم مخلوقون لزمان غير زمانكم"2.

ثمّ مجتمعك الصّغير، الخلية الأولى الّتي تنفتح فيها على المجتمع الكبير، وهو مجتمع أرحامك الَّذين أراد الله أن تصلهم ولا تقطعهم، وذلك بأن تعطيهم المحبة والصّلة، حتى ولو آذوك وتعسّفوا معك وقطعوك، لأنّك تتعلَّم بذلك أن تصل النَّاس من غير أرحامك، إنّها المدرسة الأولى للصِّلات المتمثّلة في رحمك.

* من محاضرة لسماحته بعنوان: "في استهلال شهر رمضان المبارك: الإعدادُ للصّومِ الكبير"، النَّدوة، ج3.

[1]نهج البلاغة، ج3، ص 40.

[2]موسوعة الإمام علي (ع) في الكتاب والسنّة والتاريخ، محمد الريشهري، ج10، ص 236.

 

[جاء في خطبة الرَّسول (ص) في استقبال شهر رمضان المبارك:]

"وقِّروا كبارَكُم". إنَّ هذا المجتمع فيه الكبار والصِّغار، فالكبار قد يصادرون الصِّغار ويحتقرونهم، والصِّغار قد لا يحترمون الكبار. لذلك، أيُّها الصِّغار، إذا كان هناك كبار في مجتمعكم من آبائكم وأمَّهاتكم، أو غير آبائكم وأُمَّهاتكم، وقِّروهم. والتَّوقير ليس أسلوباً شكليّاً، بل أن توقِّر عقله الَّذي استطاع أن يقوى في التّجربة، وقّر تجربته وقِدَمه في الإسلام، وكلّ هذا التاريخ الذي عاشه وربّما شارك في صنعه.

فيا أيّها الصّغار: لا تنظروا إلى الكبار نظرتكم إلى جيل يتلاشى ولا يملك حيويّتكم وعنفوانكم وأحلامكم وطموحاتكم، لأنّه جيل بدأ يودّع الحياة قليلاً قليلاً، ولكن انظروا إلى الكبار على أنّهم تاريخكم الَّذي شاهدتموه والذي تتحسَّسونه، وأنّهم جزء من مسيرة الأمَّة وحركة التاريخ، وجزء من التّجربة الغنيّة، فربّما تكون جامعياً ولا تستطيع أن تحصل على ثقافة هذا الكبير الَّذي صنع ثقافته من خلال تجربته، فيما صنعت ثقافتك من خلال تجارب الآخرين.

"وارحمُوا صغارَكم"، لا تعنِّفوا الصِّغار، ولا تعتبروهم كميّة مهملة أو شيئاً لا فكر له، فقد تجد في صغيرك الكثير من الفطرة الصّافية الّتي لا تملكها أنت، لأنَّ فطرتك قد تكون تلوّثت بالكثير من وحول الواقع الَّذي تعيشه.

"إنّما قلب الحدث كالأرض الخالية"1، إنّه يستقبل الحياة ولديه قابليات وإمكانيات، فارحم نقاط ضعفه ودرجة نموّه، وارحم أحلامه، ولا تتعسَّف في إسقاط أحلامه، وارحم آلامه وحاجته إلى اللَّهو واللَّعب، وحاول أن تجنّبه مشاكل اللّهو واللّعب، وارحمه وعلّمه بما يبني شخصيّته، ارحمه وحاول أن تعطيه من عقلك عقلاً، فلا تفرض عليه عقلك ولا عاداتك، فلقد قال الإمام عليّ (ع): "لا تقسروا أولادكم على آدابكم، فإنّهم مخلوقون لزمان غير زمانكم"2.

ثمّ مجتمعك الصّغير، الخلية الأولى الّتي تنفتح فيها على المجتمع الكبير، وهو مجتمع أرحامك الَّذين أراد الله أن تصلهم ولا تقطعهم، وذلك بأن تعطيهم المحبة والصّلة، حتى ولو آذوك وتعسّفوا معك وقطعوك، لأنّك تتعلَّم بذلك أن تصل النَّاس من غير أرحامك، إنّها المدرسة الأولى للصِّلات المتمثّلة في رحمك.

* من محاضرة لسماحته بعنوان: "في استهلال شهر رمضان المبارك: الإعدادُ للصّومِ الكبير"، النَّدوة، ج3.

[1]نهج البلاغة، ج3، ص 40.

[2]موسوعة الإمام علي (ع) في الكتاب والسنّة والتاريخ، محمد الريشهري، ج10، ص 236.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية