الإمام الرضا(ع) يصف خيار العباد:
من كلمات الإمام علي بن موسى الرضا(ع) في صفات خيار العباد الذين يحبهم الله ورسوله، عندما سُئِل ـ فيما روي عنه ـ عن خيار العباد، فقال(ع): "الذين إذا أحسنوا ـ الإحسان إلى الله بأن يطيعوه، والإحسان إلى الناس بأن يقوموا بخدمتهم وقضاء حاجاتهم ـ استبشروا ـ امتلأوا فرحاً إذا وُفِّقوا لذلك، لأن الله أراد للإنسان المؤمن أن يأخذ بالإحسان كما يأخذ بالعدل، وقد جاء في قوله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} (النحل:90) ـ وإذا أساءوا ـ فإذا صدرت منهم الخطيئة، سواء كانت في معصية لله أو في الإساءة إلى الناس ـ استغفروا ـ بادروا إلى الاستغفار، لأن الإنسان المؤمن لا يصر على المعصية، {والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون} (آل عمران:135).
ـ وإذا أُعطوا شَكَروا ـ فهم يشكرون الله على نعمه، ويشكرون الناس على عطاياهم، وقد ورد في الحديث: "من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق".
ـ وإذا ابتلوا صبروا ـ فالله سبحانه وتعالى يريد للمؤمن أن يكون صابراً عند نزول البلاء، {ولنبلونّكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشِّر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} (البقرة:155-157).
ـ وإذا غضبوا عفوا"، فإذا أغضبهم الناس في أي موقع يثير مشاعرهم، فإنهم يعفون عنهم ولا يقومون تجاههم بردِّ الفعل.
صفات المؤمن العاقل
وفي حديث آخر يروى عن الرضا(ع)، وربما عن رسول الله(ص) وعن الإمام الباقر(ع)، لأن كلامهم واحد وحديثهم حديث رسول الله(ص)، عندما سُئِل عن صفات المؤمن العاقل، فقال(ع): "لا يكون المؤمن عاقلاً حتى تجتمع فيه عشر خصال: الخير منه مأمول ـ فإذا عاش في أي مجتمع، سواء كان مجتمعاً عائلياً أو أكبر من ذلك، فإنّ الناس يأملون منه الخير، لأنهم يرون فيه الإنسان الخيّر الذي يحب الخير لنفسه وللناس.
ـ والشر منه مأمون ـ لأن الإنسان المؤمن لا يمكن أن يصدر منه الشر لأحد، لأن الله يبغض الذين يصنعون الشر. ولذلك فإن إيمان المؤمن يمنعه من أن يمارس الشر ضد الآخرين، ولاسيما الضعفاء منهم.
ـ يستكثر قليل الخير من غيره ـ فإذا منحه الآخرون الخير يراه كثيراً، ولا يعتبره قليلاً ومحدوداً ـ ويستقلّ كثير الخير من نفسه ـ عندما يخدم الناس في حاجاتهم ويقوم بأعمال الخير تجاههم، فإنه يرى ما يقوم به قليلاً، لأنه يعتبر أنّ عليه أن يأتي بأكثر من ذلك ـ لا يسأم من طلب الحوائج إليه ـ فإذا طلب الناس حوائجهم منه وكثرت هذه الطلبات، فإنه لا يمل من ذلك، بل يدرس كل هذه الحاجات، فإذا رأى نفسه قادراً على قضائها، يقضيها وإلا ردها رداً جميلاً.
ـ ولا يمل من طلب العلم طول دهره ـ فهو يعتبر أن مسؤوليته أن يطلب العلم ليملأ عقله وليقوّي معرفته، لأن الله أراد للإنسان أن يطلب منه الاستزادة من العلم، وفي ذلك قوله تعالى: {وقل ربِّ زدني علماً} (طه:114، وميّز بين المتعلّم وغير المتعلّم في قوله تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}(الزمر:9).
ـ الفقر في الله أحب إليه من الغنى مع عدوه ـ فإذا دار الأمر بين أن يغتني من أعداء الله، وبين أن يفتقر في طاعة الله، فإنه يفضّل الفقر في طاعة الله. ـ والذلّ في الله أحب إليه من العزّ في عدوه ـ فإذا كانت نفسه الأمَّارة بالسوء تطلب العز من عدو الله سبحانه وتعالى، كما حدثنا الله عن ذلك بقوله تعالى: {الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزّة فإن العزة لله جميعاً} (النساء:139)، فهم يعتبرون أن الذل في الله أحب إليهم من العزّ مع عدوه، لأن الله هو الذي يعطي العزّة، {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنّك على كل شيءٍ قدير} (آل عمران:26).
ـ والخمول أشهى إليه من الشهرة ـ فهو يعمل الخير، ويخدم الناس، ويقضي حاجاتهم، ويقدّم لهم العلم، لا طلباً للشهرة، إنّما التزاماً بالمسؤولية ـ ثم قال(ع): العاشرة وما العاشرة، قيل له: ما هي؟ قال(ع): أن لا يرى أحداً إلا قال: هو خير مني وأتقى، إنما الناس رجلان: رجل خير منه وأتقى ـ في صفاته وطاعته وروحانيته ومحبته لربه وإخلاصه لله ـ ورجل شر منه وأدنى، فإذا لقي الذي هو شر منه وأدنى، قال: لعلّ خير هذا باطن وهو خير له، وخيري ظاهر وهو شرٌ لي، وإذا رأى الذي هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به، فإذا فعل ذلك، فقد علا مجده، وطاب خيره، وحسن ذكره، وساد أهل زمانه".
الإمام الرضا(ع): منهج في العلم والعمل
هذا بعض ما روي عن الإمام علي بن موسى الرضا(ع)، هذا الإمام الذي كانت حياته منفتحةً على الناس كلهم، فهو لم يكن يترك أيّة فرصة تفوته دون أن يعلّم الناس أمور دينهم، ويرشدهم إلى قضايا حياتهم، ويسير بهم نحو الصراط المستقيم، وهذا هو دور الأئمة من أهل البيت(ع)، والذين ساروا في خط جدهم رسول الله(ص) الذي عاش حياته كلها من أجل أن يرفع مستوى الناس، ويعرّفهم الله سبحانه وتعالى، ويربطهم به، ويقرِّبهم إليه، ليجعل من أمتهم أمةً حضاريةً قويةً.
ولذلك، أيها الأحبة، على الذين يذهبون إلى زيارة الإمام الرضا(ع)، أن لا يكتفوا بالدخول إلى المرقد المطهر ويقرأوا الزيارة، بل أن يقفوا ليتأمّلوا عظمة هذا الإمام، وليستعيدوا كل علمٍ علّمه للناس وأعطاهم إياه، لأن الأئمة من أهل البيت(ع) وإن لم يكونوا حاضرين معنا، إلاّ أنّ علمهم وتراثهم وسيرتهم حاضرة معنا. ولذلك فإن على التابعين لخط الأئمة من أهل البيت(ع) ونهجهم، أن يعملوا للسير في منهجهم، والأخذ بتراثهم، والتعلم منهم كما لو كانوا حاضرين بيننا.
والسلام على الإمام علي بن موسى الرضا(ع)، يوم ولد، ويوم انتقل إلى رحاب ربه، ويوم يبعث حياً .
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله... اتقوا الله، وواجهوا الموقف من خلال مسؤولياتكم الكبرى في مواجهة الكفر كله، والاستكبار كله، لأن الله سبحانه وتعالى يريد منا أن نكون {خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}، وأن نكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، وأن لا نتنازع فنفشل وتذهب ريحنا، فماذا هناك؟:
مؤتمر أنابوليس: نهاية صراع أم بداية أزمة؟
هل المؤتمر الدولي المنعقد في أنابوليس، والذي تحوّل إلى تظاهرة دوليّة وعربيّة وإسرائيليّة بإشرافٍ أمريكي، هل هو نهاية لحقبة من الصراع بين الموقعين العربي والإسرائيلي، أو أنّه بداية لطورٍ جديد من هذا الصراع يتزامن مع حال اهتراء عربيّة عامّة يجسّدها العجز عن المقاومة، بعد إغلاق نافذة القوّة في المواجهة مع إسرائيل، وخصوصاً لدى خروج الدولة العربيّة الكبرى، مصر، من ساحة الصراع، وتحوّل الموقف إلى مصالحة مفتوحة مع العدوّ؟
إنّنا نتساءل: هل الموقف هو الضغط من أجل قرع جرس الانطلاق للمناضلين من أجل تحرير أوطانهم، الأمر الذي لا يدور في ذهن أيّ نظام عربيّ، أو هو من أجل إجراء عمليّات ترميم للأنظمة التي كلّما ظهر عجزها يتعاظم دور الخارج لمنعها من السقوط؟
ويبدو أنّ واقع القيادة العربيّة ليس أفضل حالاً من لبنان في وضعه الراهن، حيثُ بات جمهوريّةً في حمى الفراغ؛ لأنّ بعض مواقع القيادة العربيّة لا تقوم بمهمة التفكير والتخطيط المسؤول للمستقبل، ما جعلها تعيش في حال أشبه بالفراغ السياسي والاقتصادي والأمني.
الإدارة الأمريكية: رسم سياسات جديدة للعرب
ومن اللافت أنّ وزيرة خارجيّة العدوّ تحذّر العرب جميعاً من التدخّل في المفاوضات مع الفلسطينيّين؛ لأنّها تريد للشعب الفلسطيني أن يكون معزولاً عن العالم العربي، في قضاياه ومشاكله، وفي التحدّيات التي تواجهه، تماماً كما كانت الحال في مؤتمر مدريد الذي رفضت إسرائيل فيه أن تفاوض العرب مجتمعين، لأنّها تريد الانفراد بكلّ دولةٍ عربيّة، من خلال التركيز على نقاط ضعفها، وهذا هو الذي جعل القضيّة الفلسطينيّة تدخل في متاهات سياسية لم تبلغ بها أيّ هدفٍ من أهدافها الكبرى.
ومن جانب آخر، فقد تمنّى رئيس وزراء العدوّ، أن لا تكون عمليّة التطبيع مع العالم العربي مرتبطةً بالحلّ مع الفلسطينيّين، كما اعتبرت وزيرة خارجيّته أنّ هذا الحضور الكثيف للعالم العربي يؤكّد أنّ دوله تحوّلت من التطرّف إلى الاعتدال الذي يفتح أبواب الصداقة مع العدوّ الصهيونيّ والخضوع للسياسة الأمريكية، بما في ذلك التحالف مع العدوّ ـ إلى جانب أمريكا ـ ضدّ إيران التي يُراد للعرب أن يضعوها في دائرة الخطر المحدق بهم، في الوقت الذي يُراد لإسرائيل أن تكون في موقع الحليف والصديق.
ومن الطريف أنّ رئيس كيان العدوّ، شيمون بيريز، يفسّر حضور الدول العربيّة بهذه الكثافة، بأنّه من أجل مواجهة التهديد الإيراني، ليُحاول أن يرسم للسياسة العربيّة خطّاً جديداً تفرضه مقتضيات المصلحة الأمريكية والإسرائيليّة، لا مقتضيات العرب وقضاياهم.
نتائج المؤتمر: هيكل دولة فلسطينية
والسؤال الذي يفرض نفسه: ما هي نتائج هذا المؤتمر من الناحية الواقعيّة؟
لقد استمعنا إلى الرئيس بوش في خطابٍ حماسيّ انفعاليّ، يؤكّد فيه قيام دولةٍ للفلسطينيّين إلى جانب إسرائيل كدولةٍ للشعب اليهوديّ، بما يجعل الفلسطينيّين يعيشون حياةً مستقلّة مستقرّة ـ كما يزعم ـ، ويبشّر باللجان التي يؤلّفها من أجل إدارة المفاوضات لتحقيق الهدف الفلسطيني، مغفلاً الحديث عن قضايا الوضع النهائي، كالقدس، والحدود، والمستوطنات، واللاجئين، ولم يتحدّث عن الآليّة التي يمكنها أن تحقّق النتائج الكبرى في هذه المفاوضات التي استنفدت عشرات السنين، بما في ذلك اتّفاق أوسلو، مما لم يكسب فيه الفلسطينيّون إلا الاحتلال الوحشي، والاجتياح العدواني، والاعتقال المتحرّك الذي امتلأت منه السجون، والاغتيال الذي يلاحق كلّ الطلائع الفتيّة في الضفّة وغزّة والقدس، والحصار الخانق من خلال المستوطنات والجدار العنصريّ، وتهويد القدس، إلى غير ذلك ممّا يدخل في تدمير البنية التحتيّة. ولم تحرّك الإدارة الأمريكية ـ برئاسة بوش وغيره ـ ساكناً في عمليّة احتجاجيّة؛ بل اعتبرت كل ّما تفعله إسرائيل حرباً على الإرهاب، ودفاعاً عن النفس، إضافةً إلى أنّ اعتبار إسرائيل دولةً للشعب اليهودي، يمثّل إعلاناً غير مباشر يشجّع العدوّ على تهجير الفلسطينيّين من أراضي فلسطين الـ 48. وأمّا القضايا الكُبرى، فتؤجّل إلى المفاوضات التي تملك فيها إسرائيل كلّ الأوراق، ممّا لا يؤدّي بالتفاوض إلى أية مصلحةٍ للفلسطينيّين، وخصوصاً مع غياب ضغط أمريكي أو أوروبي أو عربي عليها في هذا المجال.
إنّ هذا المؤتمر لم يكن من أجل تحقيق السلام للعرب والفلسطينيّين؛ بل هو من أجل الرئيس الأمريكي الذي يريد أن يقدّم نفسه للعالم كرئيسٍ يعمل من أجل السلام، ولاسيّما في قضيّة فلسطين التي لا يزال العالم ينتظر إيجاد حلول واقعيّة لها، وخصوصاً أن النتائج السلبيّة لتفاعلاتها التي تنعكس على المنطقة اقتصاديّاً وأمنيّاً وسياسيّاً، تؤدّي إلى تعقيد الأوضاع في العالم العربي والإسلامي وفي أوروبا وغيرها.
ويبقى السؤال الكبير: ما هي الفائدة من حضور العرب الكثيف ـ ولاسيّما لبنان ـ في هذا المؤتمر الذي أريد له أن يكون أداة ضغطٍ جديدة على الفلسطينيّين لتحقيق أهداف إسرائيل، وفي طليعتها تنفيذ العرب التطبيع المجّاني مع كيان العدوّ؟
وفي خطٍّ آخر، لا يزال العراق يستقبل في كلّ يومٍ المجازر الوحشيّة التي يُذبح فيها الأهل أمام أطفالهم، كما هو حال تلك الأسرة التي قُتلت ثأراً من صحافي معارض، وتنطلق قوّات الاحتلال لتثير العنف في أكثر من موقع، ولتحرّك الفوضى في كلّ الميادين. ويبقى الشعب العراقي يعاني ذلك كلّه، ويندب حظّه منذ الغزو الأمريكي لبلده.
ولا يسعنا في هذا المجال إلا تأكيد تصريح أسقف كانتربري، الذي قال قبل أيّام: إنّ أمريكا أسوأ مستعمر، وإنّ الحرب على العراق أدّت إلى أسوأ الأوضاع في العالم.
أمريكا تطبّق وصايتها على لبنان
أمّا في لبنان، فقد أيقن الوسطاء العرب والفرنسيّون، أنّ الأمريكيّين نصبوا لهم فخّاً في منتصف الطريق إلى الاستحقاق الرئاسي، ولذلك ركّزوا جهودهم على تنظيم الفراغ، وقيل لهم إنّ الفراغ قد يقيم طويلاً في القصر الجمهوري، فمن يُرِدْ انتظار الضربة العسكرية الأمريكية لإيران، أو يراهنْ مجدّداً على ضربة إسرائيلية لسوريا، فعليه أن ينتظر حتّى مطلع شهر آذار، وفق بعض التقارير الاستخباريّة التي يتمّ تسريبها من جهات دوليّة متعدّدة، ممّا لا نعرف مدى صحّته.
ولذلك يتندّر البعض في الوسط السياسي اللبناني كيف أن أحد الوزراء الأوروبّيين شكا أمام بعض أصدقائه من اللبنانيّين من فيتو أمريكي ودخول غير مسبوق على خطّ الاستحقاق الرئاسي، والشكوى نفسها كرّرها وزير أوروبي آخر، وكيف انتهى التفويض الأمريكي للفرنسيّين قبل يومين من موعد الاستحقاق، عندما شعر الأميركيّون أنّه من الممكن أن يُمهّد الطريق لبعض المرشّحين، لأنّ أمريكا التي تُطْبق بوصايتها على لبنان، لا تريد أن يشاركها أحد في ذلك حتّى لو كان أوروبّياً.
إنّ أمريكا لا تحترم إلا مصالحها الاستراتيجية التي تريد للبنان ولرئاسته وحكومته وجيشه والفريق السياسي الخاضع لها، أن يكون في خدمة مشاريعها، وفي مقدّمها مشروع الشرق الأوسط الجديد، وحماية الأمن القومي الأمريكي الإسرائيلي، في امتداداته لأكثر من دولة في المنطقة تعارض سياستها الأمنيّة، ولاسيّما في العراق وأفغانستان وإيران وسوريا ولبنان.
وينبغي للبنانيّين جميعاً التوقّف عند التصريحات التي يطلقها السفير الأمريكي وتدخّله المفضوح في خصوصيّات الواقع اللبناني، على مستوى الاستحقاق الرئاسي وغيره، وذلك في إطار خطّ السياسة الأمريكية الرسميّة في الوصاية على لبنان. كما أنّ عليهم التنبّه إلى التأثير السلبي لخيبة الأمل العربيّة من مؤتمر أنابوليس على الوضع العربيّ بعامّة، واللبناني بخاصة، ما يفرض العمل على صون الوحدة الداخليّة تجاه القضايا المصيرية التي تتعلّق بمستقبل البلد، وليس التفرّد في أخذ البلد إلى بعض المحاور التي تنتج مزيداً من التعقيدات في الواقع اللبناني.