الإمامة أمانة النبوَّة:
ما نزال في أجواء ذكرى وفاة الإمام جعفر الصَّادق(ع)؛ هذا الإمام الذي انفتح على المسلمين كلّهم، وعلى الناس كلِّهم، وانطلق بالإسلام ليدخله في كلِّ عقل، وفي كلِّ قلب، ليتحرَّك النَّاس في كلِّ حياتهم في خطِّ الإسلام.
وقد كان الإمام(ع) موسوعةً شاملةً، بحيث كان لا يواجه الواقع الإسلامي أيُّ حدث أو أية مشكلة في أيِّ أمر، سواء كان يتصل بالتاريخ أو ينفتح على المستقبل، إلاّ وكان للإمام(ع) رأي أو حديث فيه، لأنّه كان من موقع إمامته يشعر بأنّ الإمامة، سواء كانت تمثّل موقعاً رسمياً في المسؤولية، أو كانت خارج هذا الموقع، هي أمانة النبوّة، وعلى الإمام أن ينشر الإسلام كما جاء في كتاب الله، تلاوةً وتفسيراً ونوراً يضيء عقول الناس وقلوبهم، وكما جاء في السنّة النبويّة في كل ما ورد عن رسول الله(ص) وصحّ عنه.
والأئمة(ع) كلّهم يتحدثون كما تحدَّث الإمام جعفر الصادق(ع) عن رسول الله(ص)، ليبيّنوا للناس أنّهم ليسوا أئمةً مجتهدين يخطئون ويصيبون كما هم الأئمة عند المسلمين الآخرين، بل إنَّ إمامتهم تنطلق في كلِّ مفرداتها، من نور الله ورسوله، فالإمام الصَّادق(ع)، عندما كان يتحدَّث بأيِّ حديث في أيِّ أمر يتصل بحياة الناس وبمفاهيم الإسلام وعقائده وقيمه، كان يقول: «حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله، وحديث رسول الله قول الله عزّ وجلّ».
وكما قال ذلك الشاعر:
ووال أناساً قولهم وحديثهم روى جدُّنا عن جبرائيل عن الباري
ومن خلال ذلك، كانت عصمة الأئمَّة من أهل البيت(ع)؛ فهم المعصومون في كلِّ ما قالوه وفعلوه، لأنّهم النور الذي يضيء للناس بعد النور الذي انطلق من كتاب الله وسنَّة رسوله، فقولهم هو الحق، وحديثهم هو الصدق.
مفردات النظام الأخلاقي عند الإمام الصادق(ع):
وقد كان الإمام الصَّادق(ع) في كلّ تراثه الفكري، يؤسِّس لنظام أخلاقي إسلامي يتصل بسلوك الإنسان في نفسه كفرد، وسلوك المجتمع كلّه، سواء فيما انطلق به في حديثه الخاص، أو فيما رواه عن رسول الله(ص)، ولذلك فإنّنا ندعو كلَّ الذين يملكون الثقافة الإسلامية، ولا سيَّما في المنهج الأخلاقي الإسلامي، أن يدرسوا النظام الأخلاقي الذي فصّله الإمام جعفر الصادق(ع).
ونحن نقول إنّ المسلمين قد خسروا الكثير عندما أبعدوا أئمَّة أهل البيت(ع) عن ساحة المسؤولية، ووظَّفوا أُناساً آخرين لا يملكون العلم ولا العصمة، لأنّه لو تمكَّن أهل البيت(ع) من الحكم، لاستطاعوا أن يسيروا، كما سار رسول الله(ص)، في إنتاج مجتمع أخلاقي إنساني يرتفع بأخلاقه إلى مستوى لا يمكن أن يبلغه الناس في ثقافتهم العادية.
تعالوا لنلتقط من كلام الإمام جعفر الصَّادق(ع) بعض كلماته في الجانب الأخلاقي الاجتماعي. فمن حديثه(ع): «ثلاثة ـ من أصناف الناس ـ هم أقرب الخلق إلى الله يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف ـ يظلم ـ على من تحت يده ـ كربِّ العائلة الذي يملك القدرة على ظلم زوجته وأولاده، أو كأيِّ إنسان في أيّ موقع من مواقع المسؤولية، وهو يملك القدرة ويستطيع أن يضغط بها على من هم تحت يده، ولكنّه يخاف الله ويراقبه، فلا يظلمهم استغلالاً لقدرته وقوَّته، وهذه الحالة الإنسانية تحتاج إلى تربية ـ ورجل مشى بين اثنين ـ سعى بينهما في مصالحة أو قضاء أو تحكيم ـ فلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة ـ أي يبقى على الحياد، فيسمع من الطرفين، ويدرس المشكلة دراسةً موضوعيةً، فلا يميل مع أحدهما نتيجة قرابة أو صداقة أو طمع أو أيّ شيء آخر ـ ورجل قال الحق فيما له وفيما عليه»، فلو كان معه الحق أو عليه تكلَّم به وأكّده، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}(النساء/135)، فهؤلاء الثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله سبحانه وتعالى حتى يفرغ من حساب الخلائق.
وهناك حديث آخر رواه أصحاب الإمام الصَّادق(ع)، الحسن البزاز يقول: قال لي أبو عبد الله(ع): «ألا أخبرك بأشدّ ما فرض الله على خلقه؟ ـ لأنه يحتاج إلى إرادة وتقوى وضغط على غرائز الإنسان وشهواته ـ قلت: بلى. قال(ع):إنصاف الناس من نفسك ـ تعطي كلَّ ذي حق حقه ولو كان الحق عليك ـ ومؤاساتك أخاك ـ أن تعينه في كلِّ أحواله في حال الغنى والفقر، وفي حال الصحة والمرض، وحال الرضا والغضب ـ وذكر الله في كلِّ موطن. أما لا إني أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وإن كان هذا من ذاك، ولكن ذكر الله عزّ وجلّ في كلِّ موطن، إذا هجمت على طاعة أو على معصية ـ فتذكر الله عندما تواجه الطاعة لتمتثلها، وتواجه المعصية لتتركها، وهذه تحتاج إلى إرادة وتقوى.
التقوى والعدل:
ثم يقول الإمام(ع): «أوحى الله إلى آدم ـ فهو من الأنبياء، وقد كلّفه الله سبحانه وتعالى بالنبوَّة وجعلها في أولاده، بما ينظِّم هذا المجتمع الصغير الذي أرسله الله إليه ـ إني سأجمع لك الكلام في أربع كلمات. قال: يا رب ما هنّ؟ قال: واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين الناس، قال يا ربِّ، بيِّنهنّ لي حتى أعلمهنّ، قال: أمّا التي لي، فتعبدني لا تشرك بي شيئاً، وأمّا التي لك، فأجزيك بعملك أحوج ما تكون إليه ـ في يوم القيامة، {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}(الشعراء/88-89) ـ وأمّا التي بيني وبينك، فعليك الدعاء وعليَّ الإجابة، وأمّا الّتي بينك وبين الناس، فترضى للناس ما ترضى لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك».
وفي كلمةٍ للإمام الصَّادق(ع)، تعليقاً على ما يقوم به النَّاس، حيث يعيبون بشكلٍ عام على الَّذين يملكون القوَّة في المجتمع، ولكن يظلمون من هم أقلّ قوةً منهم: «اتَّقوا الله واعدلوا ـ أعطوا لكلِّ ذي حقٍّ حقَّه، ولا تظلموا أحداً في حقَّه وفي إنسانيته ـ فإنكم تعيبون على قومٍ لا يعدلون».
هذه الكلمات للإمام جعفر الصادق(ع) تضيء العقل، وتفتح القلب، وتضع الإنسان على الخطِّ المستقيم، وتصنع للمسلمين مجتمعاً يتحرك بالعدل والإنسانية، وهذا ما يجب أن نتعلَّمه من كتاب الله وسنة نبيه وحديث الأئمة من أهل البيت(ع). وسلامٌ على الإمام جعفر الصَّادق(ع) يوم ولد، ويوم انتقل إلى رحاب ربه، ويوم يبعث حياً.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله... اتَّقوا الله، وخذوا بالعدل في كلِّ أموركم، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}(الأنعام/152)، وتحركوا من خلال وحدتكم التي هي أساس قوّتكم وعزّتكم، لأن ذلك هو ما يريده الله لكم من العزّة لنفسه وللمؤمنين، فماذا هناك:
أمريكا تضغط هرباً من الفشل في العراق:
لا يزال الرئيس الأمريكي يُبشّر بالديمقراطيّة والحرّية في أكثر من بلدٍ في العالم، ولا سيّما في منطقتنا العربيّة والإسلاميّة، ولكنّنا عندما ندرس استراتيجيّته السياسية والأمنيّة، نجد أنّه يُمارس عمليّة إلغاءٍ لإرادة المستضعفين من أجل خدمة مصالحه الكُبرى في مصادرة اقتصاد العالم، ولا سيّما بما يتّصل بالسيطرة على منابع البترول، كما صرّح بعض جنرالاته المسؤولين في العراق، إلى جانب الفوضى التي أثارها في الواقع الأمني والخدماتي، بحيث إنَّ الشعب العراقي لا يزال يعاني من اللعبة المزدوجة التي يديرها الاحتلال الأمريكي بطريقة معقّدة، ولا تملك العمليّة السياسيّة طريقها إلى الاستقرار، بحيث أصبح الاهتزاز هو طابع الواقع العراقي، ولا سيّما مع التمزّق السياسي للكتل البرلمانيّة.
ولا تزال الإدارة الأمريكية تدير أوضاع المنطقة بالطريقة السلبيّة، في خطوطها المتحرّكة، على أساس محاولة تحقيق الانتصار لجنودها في العراق، والهروب من الفشل الأمني والإداريّ؛ وهذا ما نلاحظه في الضغوط التي تمارسها على سوريا، وفيما تثيره من أنواع الفوضى في لبنان، وفي التهديد بالحرب بين وقتٍ وآخر، من خلال حشد أساطيلها في البحر ضدّ إيران، بحجّة مواجهة ملفّها النووي الذي هو موضع اتّهام أمريكي وغربي بأنّه يسعى لصنع القنبلة الذرّية بالرغم من النفي المتكرّر لإيران لذلك، إضافةً إلى تصريح مدير وكالة الطاقة الذريّة بعدم وجود أيّ دليل على ذلك، الأمر الذي لم تقبل به أمريكا والعدوّ الصهيوني وبعض دول أوروبا، لأنّهم اعتادوا استخدام الوكالة للتشكيك في سلميّة المشروع النووي الإيراني كجزءٍ من مشاريعهم الاستكباريّة والاستعماريّة.
باكستان: فوضى أمنية ومصادرة للحريات العامة:
وإذا نظرنا إلى حلفاء الإدارة الأمريكية الذين تزوّدهم بالمساعدات المالية والعسكرية والسياسية، فإنّنا نجد أنّ أغلب هؤلاء يصادرون الحرّيات العامّة لشعوبهم، ولا يحرّكون النهج الذي يشعر معه الشعب بأنّه يملك اختيار رئيسه ونوّابه ووزرائه بإرادة حرّة. وهذا ما نلاحظه في باكستان التي يمثّل رئيسها الحليف القويّ للإدارة الأمريكية في ما يسمّى الحرب على الإرهاب، وفي مواجهة المعارضة الوطنيّة والإسلاميّة المضادّة للسياسة الأمريكية، وذلك في إعلانه حالة الطوارئ التي حرّكت الأحكام العرفيّة الخانقة للأنفاس، وأدّت إلى اعتقال المئات من المعارضين لسياسته، وإلى قمع التظاهرات بالسلاح الأمريكي، الأمر الذي جعل من باكستان بلداً تنتشر فيه الفوضى الأمنيّة في مناطق القبائل، وفي المواقع الدينيّة، وفي الحرب الدائرة بين الجيش والشعب. هذا، إضافةً إلى التداخل بين باكستان وأفغانستان في الأوضاع القلقة التي يقودها الجيش الأمريكي من جهة، وحلف الناتو من جهة أخرى، بحيث يسقط في كلّ يومٍ عشرات القتلى والجرحى من الأفغان، ما جعل المنطقة تزداد عنفاً من خلال سوء الإدارة الأمريكية للواقع الأمني والسياسي.
ومن الطريف أنَّ بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية تحدّث عن رفض إدارته للديمقراطيّة في المنقطة، لأنّ الحرّية التي تمنحها للشعوب قد تؤدّي إلى إنتاج الإرهاب الذي يتمثّل ـ في النظرة الأمريكية ـ بمعارضة سياساتها؛ الأمر الذي يفرض ـ حسب هذا المنطق ـ تشجيع الدكتاتوريّة التي تحمي المصالح الاستراتيجية للإدارة الأمريكية، وتضغط على المعارضة بكلّ قسوة.
إسرائيل: التزام أمريكي أوروبي بأمنها
ومن جانبٍ آخر، فإنّ كيان العدوّ الذي يمثّل الكيان العدوانيّ ضدّ العرب والمسلمين والشعب الفلسطينيّ، لا يزال موضع تقدير لدى المسؤولين الأمريكيين وبعض المسؤولين الأوروبيّين، باعتباره يمثّل الديمقراطية الحضارية الوحيدة في المنطقة؛ ولذلك تحصل إسرائيل باستمرار على الالتزام بأمنها المطلق ضدّ الفلسطينيّين والعرب، في الوقت الذي تمارس مختلف ألوان القتل والتشريد والاعتقال والتدمير للبنية التحتية للشعب الفلسطيني، والقصف لمواقعه المدنيّة والسرقة لمياهه، من دون أن تحرّك أمريكا أو بعض أوروبا أو حتى بعض العرب ساكناً أو استنكاراً واحتجاجاً، بحيث أصبح الاجتياح والاغتيال والاعتقال حدثاً يوميّاً ينتظره الفلسطينيّون كلّ صباح ومساء. وهذا كلّه، في الوقت الذي نجد أنّ المؤتمر الذي دعا إليه الرئيس بوش، تحت عنوان التخطيط لإقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة ـ حسب تعبيره ـ، وفرض على الدول العربية المشاركة فيه، هذا المؤتمر سوف يكون مجرّد اجتماع لا مجال فيه لأيّ مبادرة حقيقيّة، بحيث سيتحوّل إلى لقاءٍ للتطبيع العربي مع العدوّ.
فلسطين: لإعادة الروح إلى الانتفاضة:
ونلاحظ في هذا المجال، أنّ المسؤولين في أكثر الدول العربيّة، قد صادروا أوراقهم لمصلحة العدوّ الإسرائيلي، وقدّموا له التنازلات الكبرى تحت تأثير الضَّغط الأمريكي، وأصبحت القضيّة الاستراتيجية العربيّة مجرّد قضيّة نزاع فلسطيني إسرائيلي، لا يملك فيه الفلسطينيّون أيّ ورقة للقوّة في ساحة التفاوض، وتحوّلت المسألة لدى بعض المسؤولين العرب إلى اعتبار العدوّ الإسرائيلي هو الصديق، وأنّ المقاومة في لبنان وفلسطين هي المشكلة المعطّلة للحلّ؛ حتّى إنّ وزيرة خارجية العدوّ تُعلن أنّ «أمن إسرائيل يتقدّم على الدولة الفلسطينية التي لن نفاوض ـ حسب قولها ـ المطالبين بها إلا بعد إسقاط الانتفاضة». ونحن ندعو الشعب الفلسطيني ـ في هذا المجال ـ إلى أن يعيد الروح إلى الانتفاضة ضدّ العدوّ المحتلّ، ليعرف الجميع أنّ المرحلة ليست مرحلة حكومة فلسطينيّة تخضع للجدل السياسي، بل هي امتدادٌ للمقاومة في طريق التحرير الآتي بإذن الله.
لبنان في قاعة الانتظار الدولي:
أمّا لبنان، فإنّ واشنطن تبحث عن نصرٍ سياسيّ فيه، تغطّي فيه فشلها في العراق، ضمن لعبتها الواسعة في الشرق الأوسط، بصرف النظر عن الأحمال الثقيلة على كتفي الوطن الصغير المتعب. ولم يحدّد اجتماع اسطنبول، الأمريكي ـ الفرنسي ـ العربي، أيّ آليّة للحلّ، لأنّ قيادته كانت بيد وزيرة الخارجية الأمريكية التي تكتب النصّ ويوقّع عليه الجميع. وباريس الباحثة عن حلّ يحفظ نفوذها وموقعها وتأثيرها السياسي في لبنان ـ باعتباره حالةً فرنسيةً تاريخيةً في المنطقة ـ لا تزال تتحرّك من موقع إلى آخر، حتّى حطّت رحالها في واشنطن في اجتماع القمّة بين الرئيسين الأمريكي والفرنسي.
ويبقى اللبنانيّون في حيرة قاتلة، بين الحلّ واللاحلّ، والفراغ الدستوري، والانتخاب القانوني، خائفين من تصريحات بعض الذين يعيشون في الظلام ويحبّون اللون الأسود، ممّن يثيرون احتمالات الحرب الطائفيّة والمذهبية والحزبيّة لخدمة بعض الذين لا يؤمنون بوجود شعبٍ جائع محروم خائف من المستقبل، بل يؤمنون بالسرّ الأمريكي الذي يحدّد للبنانيّين ماذا يفعلون وماذا يتركون؛ ولا يزال الجميع في قاعة الانتظار التي لا يعرف أحد موقعها.