معاني المفردات
{الرّفثُ}: وأصله كلامٌ متضمِّنٌ لما يُستقبح ذكره، كالجماع ودواعيه، وجُعل كنايةً عنه.
قال الطّباطبائيُّ في (تفسيره): «وهو من أدب القرآن الكريم، وكذا سائر الألفاظ المستعملة فيه في القرآن، كالمباشرة والدُّخول والمسِّ واللّمس والإتيان والقُرب، كلُّها ألفاظٌ مستعملةٌ عن طريق التّكنية»(1).
ويمكن أن نلاحظ على ذلك: أنّ التّعبير بهذه الكلمات الكنائيّة الإيحائيّة كان منطلقاً من استعمالها في كلام العرب، للدّلالة على هذه المعاني الفاحشة، تماماً كما هو التّعبير بالكلمات الصّريحة. وقد جاء في السِّيرة النّبويّة الشّريفة أنّ النّبيّ عليه السلام كان يتحدّث عن الجماع بالكلمات الأكثر وضوحاً عندما تمسُّ الحاجة(2)، ما يوحي أنّ مسألة الاستقباح تابعةٌ للعرف الحضاريِّ الّذي يختلف بين مرحلةٍ وأخرى؛ فإنّ الفحش في المعنى لا في الكلمة.
{لِباسٌ}: اللِّباس: الثِّياب الّتي من شأنها أن تستر الأبدان. ولعلّ هذا التّعبير ينطلق من استعارةٍ لطيفةٍ؛ فإنّ كلاًّ من الزّوجين يمنع صاحبه من اتِّباع الفجور، فكأنّ كلاًّ منهما لباسٌ لصاحبه بحيث يواري به سوأته. ومنه جعل التّقوى لباساً؛ باعتبار أنّها تمنع الإنسان من إظهار عيوبه بإبعادها عن حياته. وقد يكون للتّعبير وجهٌ آخر.
{تخْتانُون}: تخونون عن قصدٍ واختيار. قال في (الصِّحاح): «والتّخوُّن أيضاً: التّنقُّص. يقال: تخوّنني فلانٌ حقِّي: إذا تنقّصك»(3). وقال الزّمخشريُّ: «والاختيان من الخيانة، كالاكتساب من الكسب، فيه زيادةٌ وشدّةٌ»(4). أمّا الرّاغب فيقول في (مفرداته): «والاختيان، مراودة الخيانة، ولم يقل: تخونون أنفسكم؛ لأنّه لم تكن منهم الخيانة، بل كان منهم الاختيان؛ فإنّ الاختيان تحرُّك شهوة الإنسان لتحرِّي الخيانة»(5).
{الْخيْطُ الْأبْيضُ}: بياض النّهار، وأصل الخيط هو الخطُّ الممتدُّ المستقيم.
{الْخيْطِ الْأسْودِ}: سواد اللّيل.
{تُباشِرُوهُنّ}: المباشرة: الإفضاء بالبشرتين من خلال إلصاق البشرة - وهي ظاهر الجلد - بالبشرة. وكنّى به عن الاتِّصال الجنسيِّ.
{حُدُودُ}: الحدُّ هو الحاجز بين الشّيئين الّذي يمنع اختلاط أحدهما بالآخر، يقال: سُمِّيت أحكام الله وشرائعه حدوداً لمنعها عن التّخطِّي إلى ما وراءها.
مناسبة النُّزول
جاء في رواية عليِّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، رفعه إلى الإمام جعفر الصّادق عليه السلام قال: «كان النِّكاح والأكل محرّمين في شهر رمضان باللّيل بعد النّوم، يعني كلُّ من صلّى العشاء ونام ولم يفطر ثمّ انتبه، حرم عليه الإفطار. وكان النِّكاح حراماً في اللّيل والنّهار في شهر رمضان، وكان رجلٌ من أصحاب رسولالله صلى الله عليه و آله و سلم يقال له: خوات بن جبير الأنصاريِّ، أخو عبدالله بن جبير، الّذي كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وكّله بفم الشِّعب يوم أُحد في خمسين من الرُّماة، ففارقه أصحابه، وبقي في اثني عشر رجلاً، فقُتِل على باب الشِّعب؛ وكان أخوه هذا خوات بن جبير شيخاً كبيراً ضعيفاً، وكان صائماً مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في الخندق، فجاء إلى أهله حين أمسى، فقال: عندكم طعام؟ فقالوا: لا، نمْ حتّى نصنع لك طعاماً، فأبطأت أهله بالطّعام، فنام قبل أن يفطر، فلما انتبه قال لأهله: قد حرّم الله عليّ الأكل في هذه اللّيلة. فلما أصبح، حضر حفر الخندق فأُغمي عليه، فرآه رسولالله صلى الله عليه و آله و سلم فرقّ له. وكان قومٌ من الشّباب ينكِحون باللّيل سِرّاً في شهر رمضان، فأنزل الله عزّ وجلّ: {أُحِلّ لكُمْ ليْلة الصِّيامِ الرّفثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنّ لِباسٌ لكُمْ و أنْتُمْ لِباسٌ لهُنّ علِم اللّهُ أنّكُمْ كُنْتُمْ تخْتانُون أنْفُسكُمْ فتاب عليْكُمْ و عفا عنْكُمْ فالْآن باشِرُوهُنّ و اِبْتغُوا ما كتب اللّهُ لكُمْ و كُلُوا و اِشْربُوا حتّى يتبيّن لكُمُ الْخيْطُ الْأبْيضُ مِن الْخيْطِ الْأسْودِ مِن الْفجْرِ ثُمّ أتِمُّوا الصِّيام إِلى اللّيْلِ}، وأحلّ الله تبارك وتعالى النِّكاح باللّيل في شهر رمضان، والأكل بعد النّوم إلى طلوع الفجر»(6).
الصّوم وحدود العلاقة الجنسيّة
{أُحِلّ لكُمْ ليْلة الصِّيامِ الرّفثُ إِلى نِسائِكُمْ}. في هذه الآية تحديدٌ للأوقات الّتي تحرم فيها العلاقة الجنسيّة على الصّائمين. فقد ورد في بعض الأحاديث -كما في الرِّواية السّابقة - أنّها كانت محرّمةً عليهم في اللّيل والنّهار، وكان هذا التّحريم حرجاً عليهم، حتّى أنّ بعض الشّباب كانوا يمارسونها سرّاً في اللّيل، فيجدون في أنفسهم الشُّعور المهين بالخيانة. فجاء هذا التّحليل في هذه الآية ليرفع ذلك عنهم في ما يأتي، ويتوب عليهم ويعفو عنهم في ما مضى.
وربّما كان في جوِّ الآية ما يوحي بالتّشجيع على هذه الممارسة، من أجل أن يفرِّغ الصّائمون أنفسهم من كلِّ المشاعر الشّهوانيّة الّتي تثقل وجدانهم، فتشغلهم عن روحانيّة الصّوم وأسلوبه العمليِّ في التّربية على التّقوى؛ لأنّ الله لا يريد للتّقوى أن تتحرّك في حياة الإنسان على أساس منهج القسر والضّغط والشِّدّة، الّذي لا يترك مجالاً للإنسان ليتنفّس أو ينفتح أو يواجه الموقف من موقع الطّبيعة البشريّة، بل أرادها أن تنطلق على أساس الإرادة المرتكزة على الانفتاح على الشّهوات من بعض الجهات، لتنغلق عنها في الأخرى الّتي حرّمها الله، فيكون الالتزام بخطِّ التّحريم قريباً إلى طبيعة الإنسان في حركته في صعيد الواقع.
وفي ضوء هذا، كان الصّوم في النّهار أسلوباً واقعيّاً عمليّاً؛ لأنّه لا يشلُّ الحاجة الغريزيّة في الإنسان تماماً، بل يترك لها المجال لتشبع جوعها في اللّيل. وبهذا جاءت الفقرة القرآنيّة في قوله تعالى: {هُنّ لِباسٌ لكُمْ و أنْتُمْ لِباسٌ لهُنّ}؛ للإيحاء بشدّة العلاقة الّتي تربط الرّجل والمرأة ببعضهما البعض، ما يوجب قلّة الصّبر عن الامتناع والاجتناب عن الحاجة الجنسيّة لأحدهما تجاه الآخر. وقد كنّى عن الجماع بالرّفث؛ لأنّ الرّفث هو الإفصاح بما يجب أن يُكنّى عنه، ولا يخلو الجماع من ذلك - كما في (الكشّاف)- (7).
{علِم اللّهُ أنّكُمْ كُنْتُمْ تخْتانُون أنْفُسكُمْ} أي: تُنقصونها حظّها من اللّذّة بامتناعكم عن الجماع في اللّيل، وخيانة النّفس تكون في ظلمها بمنعها عمّا ترتاح إليه، أو تكون بمعنى ممارسة المعصية تمرُّداً على التّحريم الّذي كان مفروضاً في ليالي الشّهر بالإضافة إلى نهاراته، فلا تؤدُّون الأمانة الإلهيّة بالامتناع عن الجماع، {فتاب عليْكُمْ و عفا عنْكُمْ} تخفيفاً لما اشتدّ عليكم، بإباحته لكم، أو بالغفران لكم. {فالْآن باشِرُوهُنّ} في اللّيل، لتحصلوا على حاجتكم الجنسيّة من دون تحريمٍ ولا حرجٍ. والأمر - هنا - بمعنى الإباحة لا الوجوب؛ لأنّه واردٌ بعد التّحريم، ما يكون قرينةً على أنّ المراد به رفع التّحريم، لا الوجوب.
{و اِبْتغُوا ما كتب اللّهُ لكُمْ}. الظّاهر منه الولد، باعتباره الغاية من العمل الجنسيِّ غالباً، بالإضافة إلى قضاء الشّهوة، أو للتّشجيع على التّناسل واعتباره غايةً مطلوبةً لذلك.
وهناك احتمالٌ آخر وهو أنّ المراد: اطلبوا ما كتب الله لكم من الحلال الّذي بيّنه بكتابه؛ فإنّ الله يحبُّ أن يُؤخذ برخصه كما يحبُّ أن يُؤخذ بعزائمه.
ولكنّ هذا المعنى قد تمّ بيانه سابقاً في قوله تعالى: {أُحِلّ لكُمْ ليْلة الصِّيامِ الرّفثُ}، وفي قوله: {فالْآن باشِرُوهُنّ}، ما يلزم منه حمل قوله تعالى: {و اِبْتغُوا ما كتب اللّهُ لكُمْ}على التّأكيد المحض، وهو خلاف الظّاهر مع عدم قرينة عليه. كما أنّ الظّاهر من قوله: {كتب اللّهُ لكُمْ} هو ما يقدِّره لكم وليس ما يشرِّعه. وربّما يلتقي هذا التّعبير بتعبير: {خلق اللّهُ فِي أرْحامِهِنّ}[البقرة: 228] الّذي ظاهره الولد.
وعليه فالأقرب ما ذكرناه، خصوصاً مع ملاحظتنا للأسلوب القرآنيِّ الّذي يدمج الجانب التّوجيهيّ مع الجانب التّشريعيِّ، ما يدفع أيّ استبعادٍ لما استقربناه، بدعوى عدم وجود مبرِّرٍ للتّعرُّض لمسألة طلب الولد والتّناسل في معرض الحديث عن حكمٍ شرعيٍّ يتعلّق بتحليل المباشرة في ليلة الصِّيام، علماً أنّ طبيعة المباشرة تقتضي الولد فيما يقصده النّاس منها غالباً. والله العالم.
تحديد زمان الصّوم
{و كُلُوا و اِشْربُوا}؛ فقد أباح الله لكم ذلك في اللّيل، {حتّى يتبيّن}أي: يظهر ويتميّز لكم على التّحقيق في وضوح الرُّؤية، {الْخيْطُ الْأبْيضُ}، وهو أوّل ما يبدو من الفجر المعترض في الأُفُق كالخيط الممدود، {مِن الْخيْطِ الْأسْودِ}، ما يمتدُّ معه من غبش اللّيل -كما في (الكشّاف)(8) - {مِن الْفجْرِ}، الّذي يبدأ طلوعه بالبياض الّذي يبدو في الأُفُق.
{ثُمّ أتِمُّوا الصِّيام إِلى اللّيْلِ}. هذا تحديدٌ لنهاية موعد الصِّيام، وبيانٌ لعدم تشريع صوم الوصال الّذي يصل به الصّائم ليله بنهاره بنِّيّةٍ واحدةٍ.
وبداية اللّيل هي من حين غروب الشّمس. هذا، ووقع الخلاف بين الفقهاء في تحديد بداية اللّيل الّذي يحلُّ معه الإفطار وتجب عنده الصّلاة، وذلك في رأيين: رأيٌ يتبنّاه كثيرٌ من فقهاء الشِّيعة الإماميّة، وهو أنّه بعد غياب الحمرة الّتي من جهة المشرق؛ اعتماداً منهم على بعض الرِّوايات؛ ورأيٌ يتبنّاه بعض فقهاء الشِّيعة، وهو الرّأي العامُّ في المذاهب السُّنِّيّة، من أنّ الغروب يتحقّق بغيبوبة قرص الشّمس وراء الأُفُق. وهذا هو الأقرب؛ لأنّه المتبادر من الغروب ومن بداية اللّيل، ولا سيّما في المقابلة بين
شروق الشّمس وغروبها في مثل قوله تعالى: {و سبِّحْ بِحمْدِ ربِّك قبْل طُلُوعِ الشّمْسِ و قبْل الْغُرُوبِ}[ق: 39]، أو قوله تعالى: {و سبِّحْ بِحمْدِ ربِّك قبْل طُلُوعِ الشّمْسِ و قبْل غُرُوبِها}[طه: 130]؛ فإنّ مقابلة الغروب بالطُّلوع يوحي بأنّ المسألة مرتبطةٌ بحركة نفس الشّمس بالنِّسبة إلى الأُفُق. وقد دلّت عليه جملةٌ من الرِّوايات عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، والّتي هي أرجح ممّا اعتمد عليه أصحاب الرّأي الآخر(9). وتفصيل الكلام في ذلك موكولٌ إلى محلِّه في الفقه.
حرمة الجماع أثناء الاعتكاف
{و لا تُباشِرُوهُنّ و أنْتُمْ عاكِفُون فِي الْمساجِدِ}. هذا استثناءٌ من جواز الجماع والمباشرة في ليل الصّوم؛ فإنّه لا يجوز للإنسان المعتكف في المسجد أن يمارس ذلك، سواءً كان ذلك في شهر رمضان أو في غيره. والاعتكاف عبادةٌ خاصّةٌ، يحبس الإنسان فيها نفسه في المسجد للعبادة، فلا يخرج إلاّ لضرورة. ومن شروطها الصّوم، والاستمرار فيها ثلاثة أيّام. وأحكامها مذكورةٌ في كتب الفقه.
لا تقربوا حدود اللّه
{تِلْك حُدُودُ اللّهِ فلا تقْربُوها كذلِك يُبيِّنُ اللّهُ آياتِهِ لِلنّاسِ لعلّهُمْ يتّقُون}. إنّ في هذه الآية إشارةً إلى أنّ المحرّمات هي حدود الله الّتي يجب أن يقف النّاس عندها، فلا يقربوها بممارستها والإقبال عليها.
وربّما كان المقصود بحدود الله هي شرائعه في ما أحلّ وفي ما حرّم، فتكون الآية كنايةً عن الوقوف عند الحاجز بين الحلال والحرام، لئلاّ يصل الإنسان إلى الانتهاك للمحرّمات، كما ورد في الرِّواية عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: «من رعى إلى جنب حمًى يوشك أن يرتع فيه، ولكلِّ ملِكٍ حمًى، وإنّ حمى الله محارمُه»(10).
وربّما كان التّعبير بكلمة {فلا تقْربُوها}بدلاً من «ولا تعتدوها»، للإيحاء بعدم الاكتفاء بتركها بل بالابتعاد عنها. قال الزّمخشريُّ في (الكشّاف): «فإن قلت: كيف قيل: {فلا تقْربُوها}مع قوله: {فلا تعْتدُوها و منْ يتعدّ حُدُود اللّهِ}؟ قلت: من كان في طاعة الله والعمل بشرائعه فهو متصرِّفٌ في حيِّز الحقِّ، فنهى أن يتعدّاه؛ لأنّ من تعدّاه وقع في حيِّز الباطل، ثمّ بولغ في ذلك فنهى أن يقرب الحدّ الّذي هو الحاجز بين حيِّزي الحقِّ والباطل؛ لئلاّ يداني الباطل، وأن يكون في الواسطة متباعداً عن الطّرف فضلاً عن أن يتخطّاه»(11).
ولا بُدّ للإنسان من أن يعي جيِّداً كيف يثير الله أمامه حدوده الّتي لا يريد له أن يتجاوزها ويتمرّد عليها، من أجل أن يفهمها ويعرف كيف ينفِّذ إرادة الله في ما يرضيه وما يسخطه، ليكون ذلك باعثاً له على الالتزام والانضباط وبناء شخصيّته على الأُسس الشّرعيّة الّتي تعطيه صفة التّقوى في كلِّ مجالات حياته الخاصّة والعامّة.
وهذا ما يجب أن نتوفّر عليه في مجالات التّوجيه والتّربية في بناء الشّخصيّة الإسلاميّة، وذلك بالتّأكيد على الجانب الشّرعيِّ في قضايا الإنسان الصّغيرة والكبيرة معرفةً وتطبيقاً؛ لأنّ الاكتفاء بالمفاهيم العامّة يجعل الإنسان غارقاً في الضّباب، بعيداً عن الحدود الفاصلة بين الحقِّ والباطل، والكفر والإسلام.
الهوامش:
(1) السّيِّد الطّباطبائي، الميزان، م. س، ج 2، ص 44.
(2) انظر: أبو داود، سليمان بن الأشعث السّجستاني (ت 275 هـ-)، سنن أبي داود، ط 1، تحقيق وتعليق سعيد محمّد اللّحام، دار الفكر، بيروت - لبنان، 1410 هـ- - 1990 م، ج 2، ص 345، ح 4427.
(3) الجوهري، الصِّحاح، م. س، ج 5، ص 2110.
(4) الزّمخشري، الكشّاف، م. س، ج 1، ص 338.
(5) الرّاغب الأصفهاني، المفردات، م. س، ص 163.
(6) القمِّي، تفسير القمِّي، م. س، ج 1، ص 66 - 67. وفي: الطّبري، جامع البيان، م. س، ج 2، ص225، ح2415، في حديثه عن ابن عبّاس: «إنّ عمر بن الخطّاب بينما هو نائمٌ إذ سوّلت له نفسه، فأتى أهله لبعض حاجته، فلمّا اغتسل أخذ يبكي ويلوم نفسه كأشدِّ ما رأيت من الملامة. ثمّ أتى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقال: يا رسول الله إنِّي أعتذر إلى الله وإليك من نفسي هذه الخاطئة؛ فإنّها زيّنت لي فواقعت أهلي، هل تجد لي من رخصةٍ يا رسول الله؟ قال: لم تكن حقيقاً بذلك يا عمر، فلمّا بلغ بيته، أرسل إليه فأنبأه بعذره في آيةٍ من القرآن».
(7) الزّمخشري، الكشّاف، م. س، ج 1، ص 337.
(8) الزّمخشري، الكشّاف، م. س، ج 1، ص 339.
(9) انظر: الحرُّ العاملي، وسائل الشِّيعة، م. س، ج 4، ص 172 - 186، البابان (16) و (17) من أبواب المواقيت.
(10) أحمد بن حنبل، مسند أحمد، م. س، ج 4، ص 269.
(11) الزّمخشري، الكشّاف، م. س، ج 1، ص 340.