"إذا كان الإنسان في مركز ولاية الفقيه، فمن الطبيعي أن تكون له ثقافة سياسية واسعة على مستوى العالم، ولكن نحن نعتقد أنّ أيّ عالم دين، سواء كان في مركز ولاية الفقيه أو لم يكن، لا بدّ من أن تكون له ثقافة سياسية شاملة على مستوى المنطقة، وعلى مستوى العالم، لأنّ هناك حقيقة إسلامية، وهي أنّ الأديان كلّها عندما شرّعها الله، فإنّه شرّعها من أجل إقامة العدل بين الناس، وعلى ضوء هذا، فلا عدل من دون سياسة.
ولذلك، فإنّ السياسة تتكامل مع الدّين، لأنّ الدّين يؤكّد العدالة بين الناس، بأن يأخذ كلّ صاحب حقّ حقّه، وهذا لا يتحقّق إلا إذا كان هناك عدل في القانون، وعدل عند الحاكم، وعدل بين النّاس، وعدل في العلاقات العامّة بين الناس بعضهم مع بعض: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}[الحديد: 25]، يعني بالعدل.
ونحن نلاحظ أنّ القرآن الكريم يؤكّد مسألة العدل حتى مع العدوّ، فعلى الإنسان أن يكون عادلاً حتى مع عدوّه، فلا يظلمه إذا كان له حقّ عنده، وأن يكون عادلاً مع قريبه وصديقه... فالعدل لا دين له؛ فعليه أن يكون عادلاً حتى مع الكافرين إذا كان لهم حقوق عليه، والظّلم لا دين له؛ فعلى الإنسان رفض الظّلم حتى من المسلمين.
وعليه بالتالي أن يكون إنسانياً في حقوق الناس الذين يعيش معهم، فيعطيهم حقوقهم كما يريد أن يأخذ حقوقه منهم".
وختم بتأكيد مبدأ السَّير بوضوح في خطِّ تكريس العدالة، وبوجه خاصّ في العمل السياسي، قائلاً:
"ولذلك، لا بدَّ لنا عندما نريد أن نمارس العمل السياسيّ، من أن لا نتّبع سياسة الخداع أو سياسة اللّعب على الحبال كما يقولون، بل سياسة تدبير أمور النّاس، وتأكيد مبدأ العدالة الإنسانيّة في العالم كلّه".
في حوار مع صحيفة "وول ستريت جورنال" بتاريخ 14/3/2009م