كتابات
24/08/2022

الإسلامُ دينُ العقلِ والعلم

الإسلامُ دينُ العقلِ والعلم

عندما نتحدّث عن العقل، فإنَّنا نتحدّث عن العلم، فالعلم في الإسلام فريضة: "طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة"1، {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}[الزمر: 9]. والعلم ليس له حدّ يقف عنده {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه: 114]. لذلك، فالعلم هو أساس التفاضل الإنساني فيما هي القيمة الإنسانية في معنى الإنسان، والعلم هو الوسيلة التي تعيننا على كشف أسرار الكون والحياة. لذلك، فالأمّة الجاهلة لا يمكن أن تعي حقيقة الإيمان العميق.

ولذلك، فنحن أمام كلّ التطوّر العلمي للشعوب التي تقدّمت علينا بفعل اشتغالها بالعلم، وتخلّفنا عنها بفعل انشغالنا بالتخلّف والجهل، لا نجد أيّ عقدة من الانفتاح عليها والتفاعل معها، بل قد نضع أمامها جملة من الأسئلة الحضاريّة عن رسالة العلم وغاياته ومدى إنسانيَّته وخدمته للبشريَّة والحياة.

ولذلك، فنحن لـم نضع أيّ تحفظ عن أيِّ إنتاجٍ علمي، وتحفظنا ينحصر في دائرة استخدام العلوم وإنسانية وظيفتها. نحن عندما طُرحت مسألة الاستنساخ، وثار الكثيرون على فقهاء المسلمين ليحرّموها، قلنا إنَّ الاستنساخ بحدّ ذاته لا يمثّل مشكلة من حيث المبدأ، ولا يمثّل نفياً للعقيدة الدينية التي تقول إنَّ الخالق هو الله، لأنَّ هذه التجربة لا تحوّل الإنسان إلى خالق، بل إنَّ الإنسان من خلال الاستنساخ، يستهدي القانون الذي وضعه الخالق لإنتاج الحياة في الكائنات الحيّة في الإنسان والحيوان والنبات، فالعلماء يؤكِّدون أنَّ الكائن الحيّ يبدأ من خلية تشتمل على ستة وأربعين من الكروموزونات، وهذه بدورها موزعة بين النطفة والبويضة، وجاءت تجربة الاستنساخ لتجمع عناصر الخليَّة في ظروف اصطناعية، فقد أخذت خلية حيّة، ثُمَّ فرّغت البويضة وأودعت فيها، فكان هناك ستة وأربعون تماماً كما هو طفل الأنبوب، وهذا لا يعتبر خلقاً يتجاوز القوانين المودعة في مخلوقات الله، لأنَّ الأمر كي يكون كذلك، لا بُدَّ من خلق قانون جديد خارج دائرة القوانين الإلهيَّة لإنتاج الحياة، وهذا ما لـم يستطعه الإنسان في كلّ اكتشافاته واختراعاته. فالإنسان إنَّما استهدى القوانين التي اكتشفها في الكائنات. ومع ذلك، عندما طرحت مسألة استنساخ البشر، قلنا بوجوب النَّظر إلى المسألة من الزاوية الوظيفيَّة الأخلاقية، وطرحنا أسئلة عن المفاسد الأخلاقيَّة والاجتماعيَّة والحقوقية التي تلزم من ذلك وكم هي المصالح، فإذا كانت المفاسد أكثر من المصالح، عندها تقع الحرمة الشرعيَّة، وإذا كان العكس، فلا إشكال في حليّة العملية. فكلّ ما كانت مفسدته أكثر من نفعه فهو حرام، وهذه هي المعادلة التي نبني على أساسها رأينا في الموضوع، علماً أنَّنا لـم نعش هذه التجربة من قبل.

* من كتاب "الإسلام وقدرته على التّنافس الحضاريّ".

[1]بحار الأنوار، ج:2، ص:31.

عندما نتحدّث عن العقل، فإنَّنا نتحدّث عن العلم، فالعلم في الإسلام فريضة: "طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ومسلمة"1، {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}[الزمر: 9]. والعلم ليس له حدّ يقف عنده {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه: 114]. لذلك، فالعلم هو أساس التفاضل الإنساني فيما هي القيمة الإنسانية في معنى الإنسان، والعلم هو الوسيلة التي تعيننا على كشف أسرار الكون والحياة. لذلك، فالأمّة الجاهلة لا يمكن أن تعي حقيقة الإيمان العميق.

ولذلك، فنحن أمام كلّ التطوّر العلمي للشعوب التي تقدّمت علينا بفعل اشتغالها بالعلم، وتخلّفنا عنها بفعل انشغالنا بالتخلّف والجهل، لا نجد أيّ عقدة من الانفتاح عليها والتفاعل معها، بل قد نضع أمامها جملة من الأسئلة الحضاريّة عن رسالة العلم وغاياته ومدى إنسانيَّته وخدمته للبشريَّة والحياة.

ولذلك، فنحن لـم نضع أيّ تحفظ عن أيِّ إنتاجٍ علمي، وتحفظنا ينحصر في دائرة استخدام العلوم وإنسانية وظيفتها. نحن عندما طُرحت مسألة الاستنساخ، وثار الكثيرون على فقهاء المسلمين ليحرّموها، قلنا إنَّ الاستنساخ بحدّ ذاته لا يمثّل مشكلة من حيث المبدأ، ولا يمثّل نفياً للعقيدة الدينية التي تقول إنَّ الخالق هو الله، لأنَّ هذه التجربة لا تحوّل الإنسان إلى خالق، بل إنَّ الإنسان من خلال الاستنساخ، يستهدي القانون الذي وضعه الخالق لإنتاج الحياة في الكائنات الحيّة في الإنسان والحيوان والنبات، فالعلماء يؤكِّدون أنَّ الكائن الحيّ يبدأ من خلية تشتمل على ستة وأربعين من الكروموزونات، وهذه بدورها موزعة بين النطفة والبويضة، وجاءت تجربة الاستنساخ لتجمع عناصر الخليَّة في ظروف اصطناعية، فقد أخذت خلية حيّة، ثُمَّ فرّغت البويضة وأودعت فيها، فكان هناك ستة وأربعون تماماً كما هو طفل الأنبوب، وهذا لا يعتبر خلقاً يتجاوز القوانين المودعة في مخلوقات الله، لأنَّ الأمر كي يكون كذلك، لا بُدَّ من خلق قانون جديد خارج دائرة القوانين الإلهيَّة لإنتاج الحياة، وهذا ما لـم يستطعه الإنسان في كلّ اكتشافاته واختراعاته. فالإنسان إنَّما استهدى القوانين التي اكتشفها في الكائنات. ومع ذلك، عندما طرحت مسألة استنساخ البشر، قلنا بوجوب النَّظر إلى المسألة من الزاوية الوظيفيَّة الأخلاقية، وطرحنا أسئلة عن المفاسد الأخلاقيَّة والاجتماعيَّة والحقوقية التي تلزم من ذلك وكم هي المصالح، فإذا كانت المفاسد أكثر من المصالح، عندها تقع الحرمة الشرعيَّة، وإذا كان العكس، فلا إشكال في حليّة العملية. فكلّ ما كانت مفسدته أكثر من نفعه فهو حرام، وهذه هي المعادلة التي نبني على أساسها رأينا في الموضوع، علماً أنَّنا لـم نعش هذه التجربة من قبل.

* من كتاب "الإسلام وقدرته على التّنافس الحضاريّ".

[1]بحار الأنوار، ج:2، ص:31.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية