كتابات
24/11/2020

ما دور العقل في تحديد مصير الإنسان؟!

ما دور العقل في تحديد مصير الإنسان؟!

قيمة العقل تكمن في أنَّه يعطي الإنسانَ الفكرَ الأفضل، ويوجّهه نحو الطّريق والغايات الأحسن، ولهذا، فإنَّ الله سبحانه يخاطب عقلنا، ويريد له أن يفتح كلَّ آفاقه على الموازنة بين موقعين؛ موقع الدّنيا وموقع الآخرة، ليقارن بين العطاءين أيّهما أبقى وأنفع وأكثر خيراً.. وللعقل دوره الكبير في هذا المجال.

والنّاس تميّز عادةً بين العاقل والجاهل، فتترك رأي الجاهل، وتعود إلى العاقل، باعتبار أنَّ العقل الذي يملكه يُعطي الرأي الأصوب الذي يُنقذ من الهلاك، ويجنّب المتاعب ويدفع إلى المواقع الطيّبة.

ومن هنا، طلب الله من الإنسان أن يحكِّم عقله ويستحضره دائماً، حتّى لا يستسلم لشهواته وغرائزه ونداءات حسِّه التي ترميه في التّهلكة وهو لا يعلم، فقال سبحانه: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ}[القصص: 60].

يخاطب الله تعالى عباده، أن ادرسوا كلَّ ما عندكم في الدّنيا، ممّا تأكلون وتشربون وتلبسون وتسكنون وتتزيّنون به، ادرسوه؛ هل يحمل عنصر الخلود والقوّة الحقيقيّة أم لا؟ وهنا يخاطب العاقلُ نفسَه: تأكل، تستلذّ بالأكل، يتفاعل الأكل مع جسمك ويغذّيه، ثمّ يتحوّل ذلك إلى فضلات تذهب خارج الجسم، تلبس، تظهر بشكلٍ جيّد، ثمّ يبلى المظهر، تلتذُّ بأعلى الشّهوات التي تهزُّ جسدَك، ثمّ يذهب إحساسك بالشّهوة، لأنَّ قيمتها لحظة، تزيِّنُ وجهك وشعرك وتعطِّر نفسَك، يأتي الغبار، يتصبَّبُ العرق، ثمّ لا يبقى عليك شيءٌ من الزّينة، تسكن بيتاً تفني عمرَك أحياناً في بنائه، ثمّ بعد ذلك تذهب إلى القبر.

ينبغي للإنسان أمام كلِّ هذا أن يقوم بجردة حساب، حسابات دقيقة، وبالعقل البارد، من دون أيّ انفعالات، فيدرس بدقّة علاقته بالأشياء، فيما يبنيه من علاقات، وفيما يأكله ويشربه ويسكنه ويشتهيه ويمارسه، وأن يفكِّر في اللّذّات الفانية ويقارن بينها وبين اللّذّات الباقية؛ بين اللّذّة العميقة واللّذة السطحيّة، بين اللّذّة التي تملك حجماً معيّناً وبين التي لا يُحيط بها عقل {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ}[السجدة: 17].

لذلك، تنطلق الآية السابقة لتحثَّ النّاسَ على أن يحضّروا عقولهم، ليعيشوا المقارنة بين ما يبقى وبين ما يفنى، حتّى لا يسقطوا أمام غرائزهم وحواسّهم، لأنَّ الحواسّ تأخذهم وتشغلهم باللّذّات عن الحقائق.

{وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ} من كلِّ ما أُوتِيتموه، من رزق وخيرات ومساكن وما شاكل ذلك {فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا}. المَتَاعُ هو الشّيء الذي نحتاجه فترةً من الزّمن، ثمّ نستغني عنه باستغنائنا عن حاجته، كما يستغني المسافر عن متاعه الذي يحتاجه في الطّريق عندما يصل إلى مقصده، وهكذا فمتاع الدّنيا طريق {وَمَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى}، خيرٌ، لأنَّ لذّة الآخرة أعمق من لذّة الدّنيا وأخْلَد {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} حكِّموا عقولكم في ذلك.

ويُتْرَك للإنسان أن يجيب عن هذا السّؤال بعمله لا بكلامه.

*من كتاب "من عرفان القرآن". 

قيمة العقل تكمن في أنَّه يعطي الإنسانَ الفكرَ الأفضل، ويوجّهه نحو الطّريق والغايات الأحسن، ولهذا، فإنَّ الله سبحانه يخاطب عقلنا، ويريد له أن يفتح كلَّ آفاقه على الموازنة بين موقعين؛ موقع الدّنيا وموقع الآخرة، ليقارن بين العطاءين أيّهما أبقى وأنفع وأكثر خيراً.. وللعقل دوره الكبير في هذا المجال.

والنّاس تميّز عادةً بين العاقل والجاهل، فتترك رأي الجاهل، وتعود إلى العاقل، باعتبار أنَّ العقل الذي يملكه يُعطي الرأي الأصوب الذي يُنقذ من الهلاك، ويجنّب المتاعب ويدفع إلى المواقع الطيّبة.

ومن هنا، طلب الله من الإنسان أن يحكِّم عقله ويستحضره دائماً، حتّى لا يستسلم لشهواته وغرائزه ونداءات حسِّه التي ترميه في التّهلكة وهو لا يعلم، فقال سبحانه: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ}[القصص: 60].

يخاطب الله تعالى عباده، أن ادرسوا كلَّ ما عندكم في الدّنيا، ممّا تأكلون وتشربون وتلبسون وتسكنون وتتزيّنون به، ادرسوه؛ هل يحمل عنصر الخلود والقوّة الحقيقيّة أم لا؟ وهنا يخاطب العاقلُ نفسَه: تأكل، تستلذّ بالأكل، يتفاعل الأكل مع جسمك ويغذّيه، ثمّ يتحوّل ذلك إلى فضلات تذهب خارج الجسم، تلبس، تظهر بشكلٍ جيّد، ثمّ يبلى المظهر، تلتذُّ بأعلى الشّهوات التي تهزُّ جسدَك، ثمّ يذهب إحساسك بالشّهوة، لأنَّ قيمتها لحظة، تزيِّنُ وجهك وشعرك وتعطِّر نفسَك، يأتي الغبار، يتصبَّبُ العرق، ثمّ لا يبقى عليك شيءٌ من الزّينة، تسكن بيتاً تفني عمرَك أحياناً في بنائه، ثمّ بعد ذلك تذهب إلى القبر.

ينبغي للإنسان أمام كلِّ هذا أن يقوم بجردة حساب، حسابات دقيقة، وبالعقل البارد، من دون أيّ انفعالات، فيدرس بدقّة علاقته بالأشياء، فيما يبنيه من علاقات، وفيما يأكله ويشربه ويسكنه ويشتهيه ويمارسه، وأن يفكِّر في اللّذّات الفانية ويقارن بينها وبين اللّذّات الباقية؛ بين اللّذّة العميقة واللّذة السطحيّة، بين اللّذّة التي تملك حجماً معيّناً وبين التي لا يُحيط بها عقل {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ}[السجدة: 17].

لذلك، تنطلق الآية السابقة لتحثَّ النّاسَ على أن يحضّروا عقولهم، ليعيشوا المقارنة بين ما يبقى وبين ما يفنى، حتّى لا يسقطوا أمام غرائزهم وحواسّهم، لأنَّ الحواسّ تأخذهم وتشغلهم باللّذّات عن الحقائق.

{وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ} من كلِّ ما أُوتِيتموه، من رزق وخيرات ومساكن وما شاكل ذلك {فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا}. المَتَاعُ هو الشّيء الذي نحتاجه فترةً من الزّمن، ثمّ نستغني عنه باستغنائنا عن حاجته، كما يستغني المسافر عن متاعه الذي يحتاجه في الطّريق عندما يصل إلى مقصده، وهكذا فمتاع الدّنيا طريق {وَمَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى}، خيرٌ، لأنَّ لذّة الآخرة أعمق من لذّة الدّنيا وأخْلَد {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} حكِّموا عقولكم في ذلك.

ويُتْرَك للإنسان أن يجيب عن هذا السّؤال بعمله لا بكلامه.

*من كتاب "من عرفان القرآن". 

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية