كتابات
09/11/2020

ماذا لو لم يهتمّ المسلم بشؤون المسلمين؟!

ماذا لو لم يهتمّ المسلم بشؤون المسلمين؟!

إنَّ الحديث النبويّ الشريف: "مَن أصبح لا يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم"، قد نفهم منه أنَّ النبيّ (ص) قد أطلقه ليعمّق مفهوم الإسلام في نفس المسلم، ويركِّز إحساسه به، ليخرجه عن إطاره الرسمي الذي يتمثّل في الكلمتين اللّتين يصبح الإنسان بهما مواطناً مسلماً، يجري عليه كلّ ما يجري على المواطن المسلم من تبعات ومسؤوليّات.

المسلم في مفهوم هذا الحديث الشّريف ـــ فيما نفهم ـــ ليس مجرَّد إنسان يحمل عقيدة ذاتيّة، أو يتبنّى فكرة مجرَّدة تعيش في إطار ذاته، وتتحرَّك في واقعه الدّاخليّ وحياته الخاصّة فحسب، تماماً كبقيّة الأفكار التي لا تتّصل بحركة الحياة من حوله، بل هو إنسان يعيش المسؤوليّة في واقع عقيدته، حركةً وانطلاقاً مع الآخرين في مجالات العمل والحياة.

ومتى انطلقت المسؤوليّة في حركة العقيدة داخل نفس الإنسان، فمعنى ذلك أنّه بدأ يتخلَّى عن إطاره الضيّق في سجن الذّات، ليدخل الحياة في مجالٍ أوسع وأُفق أرحب، يلتقي فيه بمشاكل الآخرين وآلامهم، وليعيش معهم بروح التعاطف والتراحم، فيتألَّم لآلامهم، ويفرح لأفراحهم، في شعور عميق بالمحبّة والأُخوّة والإيمان.

إذاً، فالحديث الشّريف محاولة حيّة لتقرير واقع فكريّ إسلاميّ يستهدف توجيه الإنسان إلى أن يحسّ بوجوده كجزء حيّ من وجود المجموع، بكلّ ما يقتضيه هذا الإحساس من مسؤوليّات وتبعات.

فما دام يعتقد الإسلامَ ديناً، ويعيشه عقيدةً، ويتفاعل معه شعوراً وعاطفةً، فمعنى ذلك أنّه يشارك بقيّة المسلمين دينهم وعقيدتهم، ويلتقي معهم بعواطفهم ومشاعرهم.

ولا بدَّ لهذه المشاركة من أن تقرّبه إليهم، وتربطه بهم، وتشدّه نحوهم في رباط وثيق، دونه صلة القربى ورابطة الدّم، الأمر الذي يعمّق الشعور بالوحدة وبتلاقي الأهداف والوسائل.

أمَّا النتيجة التي تقف عندها هذه الوحدة الروحيّة، فهي الاندفاع الواعي نحو الاهتمام بحياة أمّته في مشاكلها وآلامها، والتوفّر على الدّراسة الواعية للحلول الصحيحة في هذا المجال، فإنَّ ذلك من أولويّات الارتباط الروحي بين بني الإنسان.

وهكذا نرى أنَّ تسلسل القضايا يؤدّي بنا إلى الحقيقة الإسلاميّة النّاصعة التي قرَّرها الحديث النبويّ الشّريف، وهي أنَّ الإسلام كعقيدة حيّة، تندفع من ذات المسلم لتجعله وجهاً لوجه مع حياة الآخرين، في اتّصال روحي عاطفيّ، ولا بدّ من أن تنتهي بالمسلم إلى أن يهتمّ بأمور المسلمين ومشاكلهم.

أمّا إذا لم يعش المسلم في ذاته روح الاهتمام الواعي بقضايا أُمّته، فمعنى ذلك أنّه لا يعيش الإسلام في مفهومه الحيّ الذي يتحوَّل إلى حركة شعوريّة وفكريّة في حياة الإنسان، بل هو إنسان يعيش الإسلام في إطاره الرسميّ، دون أن يغيّر مشاعره أو يؤثّر في أهدافه وأفكاره. وإذاً، فهو ليس بمسلم في المفهوم العميق للإسلام، وإنْ كان لا يخرج عن أحكام الإسلام في الحقوق والواجبات، كمواطن مسلم عاديّ.

*من كتاب "آفاق إسلاميّة".

إنَّ الحديث النبويّ الشريف: "مَن أصبح لا يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم"، قد نفهم منه أنَّ النبيّ (ص) قد أطلقه ليعمّق مفهوم الإسلام في نفس المسلم، ويركِّز إحساسه به، ليخرجه عن إطاره الرسمي الذي يتمثّل في الكلمتين اللّتين يصبح الإنسان بهما مواطناً مسلماً، يجري عليه كلّ ما يجري على المواطن المسلم من تبعات ومسؤوليّات.

المسلم في مفهوم هذا الحديث الشّريف ـــ فيما نفهم ـــ ليس مجرَّد إنسان يحمل عقيدة ذاتيّة، أو يتبنّى فكرة مجرَّدة تعيش في إطار ذاته، وتتحرَّك في واقعه الدّاخليّ وحياته الخاصّة فحسب، تماماً كبقيّة الأفكار التي لا تتّصل بحركة الحياة من حوله، بل هو إنسان يعيش المسؤوليّة في واقع عقيدته، حركةً وانطلاقاً مع الآخرين في مجالات العمل والحياة.

ومتى انطلقت المسؤوليّة في حركة العقيدة داخل نفس الإنسان، فمعنى ذلك أنّه بدأ يتخلَّى عن إطاره الضيّق في سجن الذّات، ليدخل الحياة في مجالٍ أوسع وأُفق أرحب، يلتقي فيه بمشاكل الآخرين وآلامهم، وليعيش معهم بروح التعاطف والتراحم، فيتألَّم لآلامهم، ويفرح لأفراحهم، في شعور عميق بالمحبّة والأُخوّة والإيمان.

إذاً، فالحديث الشّريف محاولة حيّة لتقرير واقع فكريّ إسلاميّ يستهدف توجيه الإنسان إلى أن يحسّ بوجوده كجزء حيّ من وجود المجموع، بكلّ ما يقتضيه هذا الإحساس من مسؤوليّات وتبعات.

فما دام يعتقد الإسلامَ ديناً، ويعيشه عقيدةً، ويتفاعل معه شعوراً وعاطفةً، فمعنى ذلك أنّه يشارك بقيّة المسلمين دينهم وعقيدتهم، ويلتقي معهم بعواطفهم ومشاعرهم.

ولا بدَّ لهذه المشاركة من أن تقرّبه إليهم، وتربطه بهم، وتشدّه نحوهم في رباط وثيق، دونه صلة القربى ورابطة الدّم، الأمر الذي يعمّق الشعور بالوحدة وبتلاقي الأهداف والوسائل.

أمَّا النتيجة التي تقف عندها هذه الوحدة الروحيّة، فهي الاندفاع الواعي نحو الاهتمام بحياة أمّته في مشاكلها وآلامها، والتوفّر على الدّراسة الواعية للحلول الصحيحة في هذا المجال، فإنَّ ذلك من أولويّات الارتباط الروحي بين بني الإنسان.

وهكذا نرى أنَّ تسلسل القضايا يؤدّي بنا إلى الحقيقة الإسلاميّة النّاصعة التي قرَّرها الحديث النبويّ الشّريف، وهي أنَّ الإسلام كعقيدة حيّة، تندفع من ذات المسلم لتجعله وجهاً لوجه مع حياة الآخرين، في اتّصال روحي عاطفيّ، ولا بدّ من أن تنتهي بالمسلم إلى أن يهتمّ بأمور المسلمين ومشاكلهم.

أمّا إذا لم يعش المسلم في ذاته روح الاهتمام الواعي بقضايا أُمّته، فمعنى ذلك أنّه لا يعيش الإسلام في مفهومه الحيّ الذي يتحوَّل إلى حركة شعوريّة وفكريّة في حياة الإنسان، بل هو إنسان يعيش الإسلام في إطاره الرسميّ، دون أن يغيّر مشاعره أو يؤثّر في أهدافه وأفكاره. وإذاً، فهو ليس بمسلم في المفهوم العميق للإسلام، وإنْ كان لا يخرج عن أحكام الإسلام في الحقوق والواجبات، كمواطن مسلم عاديّ.

*من كتاب "آفاق إسلاميّة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية