[إنّ] كلمة "لا حول ولا قوّة إلا بالله"، تعبّر عن أنَّ مصدر القوّة هو الله، باعتباره خالقها وخالق أسبابها التي تستمدّ منها الامتداد والاستمرار، فهي دعوة لإمداده[1] القوّة في حال الضّعف، من جهة، واستسلام للقوانين الكونيّة في حال العجز أمام نتائجها، من جهة أخرى.
ولهذا، فإنّها تصوّر الحالة التي يقف فيها [الإنسان] عاجزاً أمام القوانين الطبيعية التي لا يملك أحد أمر تغييرها، كتعبير عن حدود القدرة، وأنّه لا يملك من القدرة إلا ما أودعه الله فيه، ممّا لا يتعارض مع طبيعة الكون، تماماً، كما يقول الإنسان الذي لا يؤمن بالله، في تعبير واقعي، إنّني لا أستطيع ممارسة القدرة إلا في حدود الإمكانيات التي أملكها، من خلال الأدوات التي لديّ.
وعلى هذا الأساس، فإنّها لا توحي بأيّ حالة عجز طارئ عمّا يمكن للإنسان أن يمارسه، بل هي منطلقة من دراسة واقعيّة لما في الكون من قوانين قابلة للتغيُّر، وقوانين غير قابلة له، مع المقارنة بين ذلك وبين ما يملكه الإنسان من قدرة إزاء هذا أو ذلك.
ولا نمانع من وقوع الإنسان في بعض الأخطاء العلميّة في فهم قضايا الكون، فيزعم ثبات بعض الظّواهر أو الأوضاع الكونيّة، أو يعتقد باستحالة شيء غير مستحيل، لنقص الثقافة العلميّة، ولفقد التجربة التي يمكنه، من خلالها، أن يميّز بين الممكن وغير الممكن، ليعرف حدود القوانين الكونية الثابتة إزاء الظواهر المتغيّرة التي لا مجال عنده للاطّلاع على عنصر التغيّر والزوال فيها. ولكن هذا كلّه، لا يجعل من الكلمة الدينيّة عنصراً إيحائياً بالعجز؛ لأنّ ذلك ليس وحي الكلمة، بل وحي النقص العلمي والثقافي، عندما يفسح المجال لممارسات فكرية خاطئة بفعل الرؤية غير الواضحة وغير الدقيقة[2].
*من كتاب "الإسلام ومنطق القوّة".
[1] أي إمداد الإنسان.
[2] وهناك تحليلٌ طريفٌ لمعنى هذه الكلمة في: نهج البلاغة، نسخة المعجم المفهرس، تحقيق الشَّيخ محمَّد الدَّشتي، مؤسَّسة النَّشر الإسلامي التَّابعة لجماعة المدرِّسين بقم المشرَّفة، قم ـ إيران، (د ت)، ص 186، الحكمة 404، عن الإمام عليٍّ(ع) قال: «وقد سُئِلَ عن معنى قولهم: "لا حول ولا قوَّة إلَّا بالله": إنَّا لا نَمْلِكُ مَعَ الله شيئًا، ولا نَمْلِكُ إلَّا مَا مَلَّكَنَا، فمتى مَلَّكَنَا مَا هُوَ أَمْلَكُ به مِنَّا كَلَّفَنَا، ومَتَى أَخَذَهُ منَّا وَضَعَ تَكْلِيفَهُ عَنَّا». وهذا التَّحليل يشير إلى الفكرة الَّتي ألمحنا إليها، مع استيحاء الجانب التَّكليفيِّ الَّذي يربط الحياة الموهوبة من الله، بالمسؤوليَّة، وجودًا وعدمًا..
[إنّ] كلمة "لا حول ولا قوّة إلا بالله"، تعبّر عن أنَّ مصدر القوّة هو الله، باعتباره خالقها وخالق أسبابها التي تستمدّ منها الامتداد والاستمرار، فهي دعوة لإمداده[1] القوّة في حال الضّعف، من جهة، واستسلام للقوانين الكونيّة في حال العجز أمام نتائجها، من جهة أخرى.
ولهذا، فإنّها تصوّر الحالة التي يقف فيها [الإنسان] عاجزاً أمام القوانين الطبيعية التي لا يملك أحد أمر تغييرها، كتعبير عن حدود القدرة، وأنّه لا يملك من القدرة إلا ما أودعه الله فيه، ممّا لا يتعارض مع طبيعة الكون، تماماً، كما يقول الإنسان الذي لا يؤمن بالله، في تعبير واقعي، إنّني لا أستطيع ممارسة القدرة إلا في حدود الإمكانيات التي أملكها، من خلال الأدوات التي لديّ.
وعلى هذا الأساس، فإنّها لا توحي بأيّ حالة عجز طارئ عمّا يمكن للإنسان أن يمارسه، بل هي منطلقة من دراسة واقعيّة لما في الكون من قوانين قابلة للتغيُّر، وقوانين غير قابلة له، مع المقارنة بين ذلك وبين ما يملكه الإنسان من قدرة إزاء هذا أو ذلك.
ولا نمانع من وقوع الإنسان في بعض الأخطاء العلميّة في فهم قضايا الكون، فيزعم ثبات بعض الظّواهر أو الأوضاع الكونيّة، أو يعتقد باستحالة شيء غير مستحيل، لنقص الثقافة العلميّة، ولفقد التجربة التي يمكنه، من خلالها، أن يميّز بين الممكن وغير الممكن، ليعرف حدود القوانين الكونية الثابتة إزاء الظواهر المتغيّرة التي لا مجال عنده للاطّلاع على عنصر التغيّر والزوال فيها. ولكن هذا كلّه، لا يجعل من الكلمة الدينيّة عنصراً إيحائياً بالعجز؛ لأنّ ذلك ليس وحي الكلمة، بل وحي النقص العلمي والثقافي، عندما يفسح المجال لممارسات فكرية خاطئة بفعل الرؤية غير الواضحة وغير الدقيقة[2].
*من كتاب "الإسلام ومنطق القوّة".
[1] أي إمداد الإنسان.
[2] وهناك تحليلٌ طريفٌ لمعنى هذه الكلمة في: نهج البلاغة، نسخة المعجم المفهرس، تحقيق الشَّيخ محمَّد الدَّشتي، مؤسَّسة النَّشر الإسلامي التَّابعة لجماعة المدرِّسين بقم المشرَّفة، قم ـ إيران، (د ت)، ص 186، الحكمة 404، عن الإمام عليٍّ(ع) قال: «وقد سُئِلَ عن معنى قولهم: "لا حول ولا قوَّة إلَّا بالله": إنَّا لا نَمْلِكُ مَعَ الله شيئًا، ولا نَمْلِكُ إلَّا مَا مَلَّكَنَا، فمتى مَلَّكَنَا مَا هُوَ أَمْلَكُ به مِنَّا كَلَّفَنَا، ومَتَى أَخَذَهُ منَّا وَضَعَ تَكْلِيفَهُ عَنَّا». وهذا التَّحليل يشير إلى الفكرة الَّتي ألمحنا إليها، مع استيحاء الجانب التَّكليفيِّ الَّذي يربط الحياة الموهوبة من الله، بالمسؤوليَّة، وجودًا وعدمًا..