تلاوةُ القرآنِ في شهرِ رمضانَ

تلاوةُ القرآنِ في شهرِ رمضانَ

[جاء في خطبة الرّسول (ص) في استقبال شهر رمضان المبارك:]
"فاسألوا الله بنيَّاتٍ صادقةٍ، وقلوبٍ طاهرةٍ، أنْ يوفِّقَكم لصيامِهِ، وتلاوةِ كتابِهِ".
أن تتلو القرآن من حيث إنَّك مسلم، فأن تكون مسلماً، يساوي أن تكون قرآنيّاً، وأن يكون القرآن عقلك وقلبك وإحساسك وشعورك وبرنامجك وحركتك في نفسك وفي علاقتك بالحياة وبالإنسان الآخر، وفي كلِّ مواقفك وكلِّ ما تتحرَّك فيه.
إنَّ قراءة القرآن في شهر رمضان انطلقت أوَّلاً من أنَّ هذا الشَّهر أخذ قيمته من خلال نزول القرآن فيه، وأخذ القرآن موقعه الزّمنيّ من خلال نزوله في شهر رمضان، فكان هناك تفاعل بين القرآن في كلّ معانيه وروحيّته، وبين شهر رمضان فيما أودعه الله فيه، فكان القرآن رمضانياً في كلّ روحانيّة رمضان، وكان رمضان قرآنيّاً في كلّ روحانيّة القرآن وكلّ معانيه، فنحن بحاجة إلى أن ندخل بين هذين الخطّين، بين رمضان والقرآن، لنعيش رمضان في القرآن، ونعيش القرآن في رمضان، نتلوه ونتدبَّره: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِير}[النساء: 82]، {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَ}[محمَّد: 24].
والله سبحانه وتعالى يريدك أن لا تعجل به، فهو يحمي لك وعيك وأنت تقرأه، ولقد أنزل الله على رسوله (ص) وهو يستقبل القرآن: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}[القيامة: 16 - 19]. إنّ عليك أن تقرأه قراءة وعي وفكر وتدبّر وروحانية، فإنّك كلّما كرّرت القرآن أكثر، اكتشفت معانيه بشكل أوسع وأعمق، لأنّه ليس الكلمات في معاني القاموس، ولكنه الإيحاء الذي تشعر فيه بأنّ للقرآن عيناً تبصر، وأذناً تسمع، وحركة في كلّ الواقع، فإذا أردتم أن تعيشوا مع القرآن، فإنّ عليكم أن تلاحقوه في شوارعكم وفي بيوتكم وفي نواديكم وفي كلّ ساحات صراعكم، لأنّ للقرآن كلمة في ذلك كلّه. وهذا هو الَّذي يجعل لتلاوة كتاب الله في شهر رمضان معنى يتَّصل بثقافتك وإحساسك وإيمانك وبحركتك في الحياة.
* من محاضرة لسماحته بعنوان: "في استهلال شهر رمضان المبارك: الإعدادُ للصّومِ الكبير"، النَّدوة، ج3.


[جاء في خطبة الرّسول (ص) في استقبال شهر رمضان المبارك:]
"فاسألوا الله بنيَّاتٍ صادقةٍ، وقلوبٍ طاهرةٍ، أنْ يوفِّقَكم لصيامِهِ، وتلاوةِ كتابِهِ".
أن تتلو القرآن من حيث إنَّك مسلم، فأن تكون مسلماً، يساوي أن تكون قرآنيّاً، وأن يكون القرآن عقلك وقلبك وإحساسك وشعورك وبرنامجك وحركتك في نفسك وفي علاقتك بالحياة وبالإنسان الآخر، وفي كلِّ مواقفك وكلِّ ما تتحرَّك فيه.
إنَّ قراءة القرآن في شهر رمضان انطلقت أوَّلاً من أنَّ هذا الشَّهر أخذ قيمته من خلال نزول القرآن فيه، وأخذ القرآن موقعه الزّمنيّ من خلال نزوله في شهر رمضان، فكان هناك تفاعل بين القرآن في كلّ معانيه وروحيّته، وبين شهر رمضان فيما أودعه الله فيه، فكان القرآن رمضانياً في كلّ روحانيّة رمضان، وكان رمضان قرآنيّاً في كلّ روحانيّة القرآن وكلّ معانيه، فنحن بحاجة إلى أن ندخل بين هذين الخطّين، بين رمضان والقرآن، لنعيش رمضان في القرآن، ونعيش القرآن في رمضان، نتلوه ونتدبَّره: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِير}[النساء: 82]، {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَ}[محمَّد: 24].
والله سبحانه وتعالى يريدك أن لا تعجل به، فهو يحمي لك وعيك وأنت تقرأه، ولقد أنزل الله على رسوله (ص) وهو يستقبل القرآن: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}[القيامة: 16 - 19]. إنّ عليك أن تقرأه قراءة وعي وفكر وتدبّر وروحانية، فإنّك كلّما كرّرت القرآن أكثر، اكتشفت معانيه بشكل أوسع وأعمق، لأنّه ليس الكلمات في معاني القاموس، ولكنه الإيحاء الذي تشعر فيه بأنّ للقرآن عيناً تبصر، وأذناً تسمع، وحركة في كلّ الواقع، فإذا أردتم أن تعيشوا مع القرآن، فإنّ عليكم أن تلاحقوه في شوارعكم وفي بيوتكم وفي نواديكم وفي كلّ ساحات صراعكم، لأنّ للقرآن كلمة في ذلك كلّه. وهذا هو الَّذي يجعل لتلاوة كتاب الله في شهر رمضان معنى يتَّصل بثقافتك وإحساسك وإيمانك وبحركتك في الحياة.
* من محاضرة لسماحته بعنوان: "في استهلال شهر رمضان المبارك: الإعدادُ للصّومِ الكبير"، النَّدوة، ج3.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية